مدينة ال حطام ..

[الصقر الأسود ...]

مدينة ال حطام ..

و مضيت ُ في ال حــلم ِ سكران ..

في زمن ٍ .. بين عقربين
تلاشى نبض الساعة
و عمّ صمت ٌ رهيب ..

ليلٌ بحلته يصفع الريــــح
بأوراق الخريف ..

تدحرجت في الشارع العتيق
تقبـّل البيوت بابٌ بابا
لترسو متناثرة على حافة الطريق . .

فموعد ٌ بلا ميعاد
حين التقيا على الرصيف
ذاك و هذا الغريب

فاندهشت ُ حائرا
لأني ما سمعتُ نغما ..
ما رأيت ُ الأنامل تحك الرباب
ولا لحنُ يشدو السحاب ..

ألأني ليل ٌ بغفلته
يُرعب ُ الأزقة
يُخشي الشوارع
يُفزع الكلاب ..

او أني المستعارٌ
أتستر ظلما بنور الظلام
أمسح جبيني
أريجا و دخان ..

ألأني جمعت ُ صوامع الأوطان
و رماد الياسمين
بين دفتا كتاب ..

ليحكي يوما قصة
فارس ٌٍ بينه و الأقدار
سيف سلطان ..
..

مهلا .. مهلا

فقد مدّ اليـــد ..

أفرغ شيئا
استنشقـ تُ
تلذذتُ
ابتسمـ تُ
و ضحكـت ُ ثملا ..

لكن المرّ عصر شفاتاي
شطر لساني
شتت مدادي
نفض صوتي .. من كل الكـــلام ..

كـ حدّ خنجــر ٍ قاطع
خلعتْ أزرار الظــلام
مـن معطفـي البــارد
من قســوة الإعصار
من نشـــوة الثائـــــر


كسرب طيور ٍ راحل

و إلـــــى أين ؟
فكل ما فوق الرمش عقيــم ..

سمائي .. لا تمطر أبــدا ..
قيل ذاك الحظ و هذا نصيب ..

و الندى النائم فوق الشوك
رذاذا متطاير كالأمواج
من طلقاتِ الريح يمتدُ
فيمتد كزحف الأفاعي
يلدغ الحنيـن
يعظ المواجع
يجمع الصرخات
من بين حصيات و عشب جفّ من أمد

يسقيني ثانٍ و ثالث ..
أرقص ُ
وللغريب أهدي جرعة آه ٍ

فـ ألف ..
فسُكــر ..


لحين تتصالب النظرات

راحلة .. عائدة ً
تبحث .. تفتش
عن شيء من السراب

ل ندرك اننا ما اختلفنا
كلانا بثمل الوهم ِ سكران ..


فنضحك كالمجانين
نـُلحّن الهوى بالحنين

و نعلن للنوى .. عصينا ..

أن نحلم بشيء
بلا اسمٍ و لا لون
بضرب المواعيد

لأرواح ٍ بلا عناوين ..

و تسألني .. إن كنتُ سعيدا
وقد مددت اليد للقاء ٍ بلا زمن
و قلت اليوم عيدا

هاك اشرب .. فذا من الوريد ..

تجرعت ُ
و مضيت ُ في الحلم سكران ..

فكيف لا أبني الآن .. مما تركت مني

مدينة ال حطام ..

بقلمي : الصقرالأسود – ف.حكيم