القران الكريم لا ينكر البناء على القبور - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

القران الكريم لا ينكر البناء على القبور

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-09-04, 16:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد الطيباوي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي القران الكريم لا ينكر البناء على القبور


تفسير الآية 21 من سورة الكهف و التي لم ينكر فيها الله سبحانه و تعالى بناء المساجد على القبور

قال الله تعالى في محكم تنزيله { وَكَذَلِكَ أَعثرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا } [الكهف: 21].

تفسير مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ)

{ إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } ، يعني إذ يخلفون في القول في أمرهم، فكان التنازع بينهم أن قالوا: كيف نصنع بالفتية؟ قال بعضهم: نبني عليهم بنياناً، وقال بعضهم، وهم المؤمنون: { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً } [آية: 21]، فبنوا مسجداً على باب الكهف.
* تفسير تفسير القرآن/ التستري (ت 283 هـ)
قوله تعالى: { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } [21] قال: ظاهرها الولاية، وباطنها نفس الروح وفهم العقل وفطنة القلب بالذكر لله عزَّ وجلَّ.
* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)
حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا علـى أمْرِهِمْ لَنَتَّـخِذَنَّ عَلَـيْهِمْ مَسْجِداً } قال: يعنـي عدوّهم.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلـمة، عن عبد العزيز بن أبـي روّاد، عن عبد الله بن عبـيد بن عمير، قال: عمَّى الله علـى الذين أعثرهم علـى أصحاب الكهف مكانهم، فلـم يهتدوا، فقال الـمشركون: نبنـي علـيهم بنـياناً، فإنهم أبناء آبـائنا، ونعبد الله فـيها، وقال الـمسلـمون: بل نـحن أحقّ بهم، هم منا، نبنـي علـيهم مسجداً نصلـي فـيه، ونعبد الله فـيه
* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ)
{ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً }؛ أي قال بعضُهم: نَبْنِي عليهم بُنياناً كما تُبْنَى المقابرُ؛ كي يستُرُوهم عن الناسِ، وقال بعضُهم: بل نَبْنِي في هذا الموضعِ مَسْجِداً يُعْبَدُ اللهُ فيه، وهو قولُ الذين غَلَبُوا على أمرِهم وهم رؤساؤُهم.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً }؛ أي أعْلَمُ بلَبْثِهِمْ ورُقادِهم وأحوالِهم؛ لأنَّ قومَ الملكِ تنازَعُوا في قدر مَكْثِهم في الكهفِ، وفي عددهم وفي ما يفعلونَ بعدَ ذلك.
* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ)
{ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَـٰزَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ } يعني: إذ يختلفون فيما بينهم وقال بعضهم: اختلفوا فيما بينهم هو ما ذكر بعد هذا في عددهم وقال بعضهم: اختلفوا فقال المؤمنون فيما بينهم نبني مسجداً وقالت النصارى نبني كنيسة فغلب عليهم المسلمون وبنوا المسجد فذلك قوله تعالى: { فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَـٰنًا } أي: مسجداً { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } أي: عالم بهم { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } يعني: الذين كانوا على دين أصحاب الكهف وهم المؤمنون { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا } قال الزجاج: فيه دليل أنه ظهر أمرهم وغلب الذين أقروا بالبعث على غيرهم لأنهم اتخذوا مسجداً والمسجد يكون للمسلمين.
* تفسير الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ)
قال ابن عباس: تنازعوا في البنيان والمسجد، قال المسلمون: نبني عليهم مسجداً، لأنهم على ديننا، وقال المشركون: نبني عليهم بنياناً؛ لأنهم من أهل سنّتنا. وقال عكرمة: تنازعوا في الأرواح والأجساد، فقال المسلمون: البعث للأرواح والأجساد، و قال بعضهم: البعث للأرواح دون الأجساد، فبعثهم الله من رقادهم وأراهم أن البعث للأرواح والأجساد. وقيل: تنازعوا في قدر لبثهم ومكثهم. وقيل: تنازعوا في عددهم، { فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } يعني تيدوسيس الملك وأصحابه: { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً } ، وقيل: الذين تغلبوا على أمرهم، وهم المؤمنون. وهذا يرجع إلى الأوّل.
* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ)
ثم قال: { [فَقَالُواْ] ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً }.
أي قال الذين اطلعوا على أمرهم: ابنوا عليهم بنيانا { رَّبُّهُمْ [أَعْلَمُ بِهِمْ] } أي: [الله] أعلم بشأنهم قال ذلك: الكافرون. { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً } قال ذلك: المسلمون . قال: عبيد بن عمير عمى الله [عز وجل] على الذين أعثرهم / على أصحاب الكهف مكانهم فلم يهتدوا، فقال المشركون: نبني عليهم بنياناً فإنهم أبناء آبائنا، ونعبد الله فيها. وقال المسلمون: نحن أحق بهم، فإنهم منا، نبني عليهم مسجداً نصلي فيه، ونعبد الله عز وجل فيه. وقال قتادة: { ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } الولاة.
* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ)
قوله عز وجل: { وكذلك أعثرنا عليهم } فيه وجهان
أحدهما: أظهرنا أهل بلدهم عليهم.
الثاني: أطلعنا برحمتنا إليهم.
{ وليعلموا أن وعْدَ اللهِ حقٌّ... } يحتمل وجهين:
أحدهما: ليعلم أهل بلدهم أن وعد الله حق في قيام الساعة وإعادة الخلق أحياء، لأن من أنامهم كالموتى هذه المدة الخارجة عن العادة ثم أيقظهم أحياء قادر على إحياء من أماته وأقبره.
الثاني: معناه ليرى أهل الكهف بعد علمهم أن وعد الله حق في إعادتهم. { إذ يتنازعون بينهم أمرهم } ذلك أنهم لما بعثوا أحدهم بورقهم إلى المدينة ليأتيهم برزق منها وطعام، استنكروا شخصه واستنكرت ورقه لبعد العهد فحمل إلى الملك وكان صالحاً قد آمن ومن معه، فلما نظر إليه قال: لعل هذا من الفتية الذين خرجوا على عهد دقيانوس الملك فقد كنت أدعو الله أن يريناهم، وسأل الفتى فأخبره فانطلق والناس معه إليهم، فلما دنوا من أهل الكهف وسمع الفتية كلامهم خافوهم ووصى بعضهم بعضاً بدينهم فلما دخلوا عليهم أماتهم الله ميتة الحق، فحينئذ كان التنازع الذي ذكره الله تعالى فيهم.
وفي تنازعهم قولان:
أحدهما: أنهم تنازعوا هل هم أحياء أم موتى؛
الثاني: أنهم تنازعوا بعد العلم بموتهم هل يبنون عليهم بنياناً يعرفون به أم يتخذون عليهم مسجداً.
وقيل: إن الملك أراد أن يدفنهم في صندوق من ذهب، فأتاه آت منهم في المنام فقال: أردت أن تجعلنا في صندوق من ذهب فلا تفعل فإنا من التراب خلقنا وإليه نعود فدعْنا
* تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ)
وقوله { إذ يتنازعون بينهم أمرهم } يجوز أن تكون { إذ } نصباً بـ { يعلموا } في وقت منازعتهم. ويجوز أن يكون بقوله { أعثرنا } والتقدير: وكذلك اطلعنا إذ وقعت المنازعة في امرهم. والمعنى انهم لما ظهروا عليهم وعرفوا خبرهم اماتهم الله في الكهف، فاختلف الذين ظهروا على امرهم من اهل مدينتهم من المؤمنين وهم الذين غلبوا على امرهم. وقيل رؤساؤهم الذين استولوا على امرهم. فقال بعضهم: ابنوا عليهم مسجداً ليصلي فيه المؤمنون تبركاً بهم. وقيل إن النزاع كان فى ان بعضهم قال: قد ماتوا فى الكهف. وبعضهم قال: لا بل هم نيام كما كانوا، فقال عند ذلك بعضهم: إن الذي خلقهم وانامهم وبعثهم اعلم بحالهم وكيفية امرهم، فقال عند ذلك الذين غلبوا على امرهم من رؤسائهم لنتخذن عليهم مسجداً.
* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ)
{ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَآ إِذْ يَتَنَـٰزَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ } ، قال ابن عباس: يتنازعون في البنيان، فقال: المسلمون: نبني عليهم مسجداً يصلي فيه الناس لأنهم على ديننا، وقال المشركون: نبني عليهم بنياناً لأنهم من أهل نسبنا.
وقال عكرمة: تنازعوا في البعث، فقال المسلمون: البعث للأجساد والأرواح معاً، وقال قوم: للأرواح دون الأجساد، فبعثهم الله تعالى وأراهم أن البعث للأجساد والأرواح.
وقيل: تنازعوا في مدة لبثهم. وقيل: في عددهم.
{ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِم بُنْيَـٰنًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } ، بيدروس الملك وأصحابه، { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا }
* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ)
{ فَقَالُواْ } حين توفى الله أصحاب الكهف { ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَـٰنًا } أي على باب كهفهم. لئلا يتطرّق إليهم الناس ضناً بتربتهم ومحافظة عليها كما حفظت تربة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحظيرة { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } من المسلمين وملكهم وكانوا أولى بهم وبالبناء عليهم { لَنَتَّخِذَنَّ } على باب الكهف { مَّسْجِدًا } يصلي فيه المسلمون ويتبركون بمكانهم. وقيل: إذ يتنازعون بينهم أمرهم أي: يتذاكر الناس بينهم أمر أصحاب الكهف، ويتكلمون في قصتهم وما أظهر الله من الآية فيهم. أو يتنازعون بينهم تدبير أمرهم حين توفوا، كيف يخفون مكانهم؟ وكيف يسدّون الطريق إليهم، فقالوا: ابنوا على باب كهفهم بنيانا، روي أن أهل الإنجيل عظمت فيهم الخطايا وطغت ملوكهم حتى عبدوا الأصنام وأكرهوا على عبادتها، وممن شدد في ذلك دقيانوس، فأراد فتية من أشراف قومه على الشرك وتوعدهم بالقتل، فأبوا إلا الثبات على الإيمان والتصلب فيه، ثم هربوا إلى الكهف ومرّوا بكلب فتبعهم فطردوه، فأنطقه الله فقال: ما تريدون مني، أنا أحبّ أحباء الله، فناموا وأنا أحرسكم. وقيل: مرّوا براع معه كلب فتبعهم على دينهم، ودخلوا الكهف فكانوا يعبدون الله فيه، ثم ضرب الله على آذانهم، وقبل أن يبعثهم الله ملك مدينتهم رجل صالح مؤمن. وقد اختلف أهل مملكته في البعث معترفين وجاحدين، فدخل الملك بيته وأغلق بابه ولبس مسحاً وجلس على رماد، وسأل ربه أن يبين لهم الحق، فألقى الله في نفس رجل من رعيانهم فهدم ماسدّ به فم الكهف ليتخذه حظيرة لغنمه، ولما دخل المدينة من بعثوه لابتياع الطعام وأخرج الورق وكان من ضرب دقيانوس اتهموه بأنه وجد كنزاً فذهبوا به إلى الملك فقصّ عليه القصة، فانطلق الملك وأهل المدينة معه وأبصروهم، وحمدوا الله على الآية الدالة على البعث، ثم قالت الفتية للملك: نستودعك الله ونعيذك به من شرّ الجنّ والإنس، ثم رجعوا إلى مضاجعهم وتوفى الله أنفسهم، فألقى الملك عليهم ثيابه، وأمر فجعل لكل واحد تابوت من ذهب، فرآهم في المنام كارهين للذهب، فجعلها من الساج، وبنى على باب الكهف مسجداً
* تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ)
وقوله { إذ يتنازعون } على هذا التأويل ابتداء خبر عن القوم الذين بعثوا على عهدهم، والعامل في { إذ } ، فعل مضمر تقديره واذكر، ويحتمل أن يعمل فيه { فقالوا } { إذ يتنازعون } { ابنوا عليهم }. والتنازع على هذا التأويل، إنما هو في أمر البناء أو المسجد، لا في أمر القيامة، و " الريب ": الشك، والمعنى أن الساعة في نفسها وحقيقتها لا شك فيها، وإن كان الشك قد وقع لناس، فذلك لا يلحقها منه شيء، وقيل إن التنازع إنما هو في أن اطلعوا عليهم فقال بعض هم أموات، وبعض هم أحياء، وروي أن بعض القوم ذهب إلى طمس الكهف عليهم، وتركهم فيه مغيبين، فقالت الطائفة الغالبة على الأمر: لنتخذن عليهم مسجداً، فاتخذوه، وقال قتادة { الذين غلبوا } هم الولاة، وقرأ الحسن وعيسى الثقفي: " غُلِبوا " بضم الغين وكسر اللام، والمعنى أن الطائفة التي أرادت المسجد كانت أولاً تريد أن لا يبنى عليهم شيء، وأن لا يعرض لموضعهم، فروي أن طائفة أخرى مؤمنة أرادت ولا بد طمس الكهف، فلما غلبت الأولى على أن يكون بنيان لا بد، قالت يكون مسجداً، فكان، وروي أن الطائفة التي دعت إلى البنيان، إنما كانت كافرة، أرادت بناء بيعة أو مصنع لكفرهم، فمانعهم المؤمنون، وقالوا { لنتخذن عليهم مسجداً } ، وروي عن عبيد بن عمير أن الله عمى على الناس حينئذ أثرهم، وحجبهم عنهم، فلذلك دعا إلى بناء البنيان ليكون معلماً لهم
* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ)
وقيل: إن معناه إذ يتنازعون في قدر مكثهم في الكهف وفي عددهم وفيما يفعل بهم بعد أن اطلعوا عليهم وذلك أنه لما دخل الملك عليهم مع الناس وجعلوا يسألونهم سقطوا ميتين فقال الملك: إن هذا الأمر عجيب فما ترون فاختلفوا فقال بعضهم: ابنوا عليهم بنياناً كما تبنى المقابر. وقال بعضهم: اتخذوا مسجداً على باب الكهف وهذا التنازع كان منهم بعد العلم بموتهم عن ابن عباس.
{ فقالوا } أي قال مشركو ذلك الوقت { ابنوا عليهم بنياناً } أي استروهم من الناس بأن تجعلوهم وراء ذلك البنيان كما يقال بنى عليه جداراً إذا حوطه وجعله وراء الجدار { ربهم أعلم بهم } معناه ربهم أعلم بحالهم فيما تنازعوا فيه. وقيل: إنه قال ذلك بعضهم ومعناه ربهم أي خالقهم الذي أنامهم وبعثهم أعلم بحالهم وكيفية أمرهم. وقيل: معناه ربهم أعلم بهم أأحياء نيام هم أم أموات فقد قيل إنهم ماتوا. وقيل: إنهم لا يموتون إلى يوم القيامة.
{ قال الذين غلبوا على أمرهم } يعني الملك المؤمن وأصحابه. وقيل: أولياء أصحاب الكهف من المؤمنين. وقيل: رؤساء البلد الذين استولوا على أمرهم عن الجبائي { لنتخذن عليهم مسجداً } أي معبداً وموضعاً للعبادة والسجود يتعبد الناس فيه ببركاتهم ودلَّ ذلك على أن الغلبة كانت للمؤمنين وقيل مسجداً يصلي فيه أصحاب الكهف إذا استيقظوا عن الحسن. وقد روي أيضاً أن أصحاب الكهف لما دخل صاحبهم إليهم وأخبرهم بما كانوا عنه غافلين من مدة مقامهم سألوا الله تعالى أن يعيدهم إلى حالتهم الأولى فأعادهم إليها وحال بين من قصدهم وبين الوصول إليهم بأن أضلهم عن الطريق إلى الكهف الذي كانوا فيه فلم يهتدوا إليه.
* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ)
قوله تعالى: { إِذ يتنازعون } يعني: أهل ذلك الزمان. قال ابن الأنباري: المعنى: إِذ كانوا يتنازعون، ويجوز أن يكون المعنى: إِذ تنازعوا. وفي ما تنازعوا فيه خمسة أقوال.أحدها: أنهم تنازعوا في البنيان، والمسجد. فقال المسلمون: نبني عليهم مسجداً، لأنهم على ديننا؛ وقال المشركون: نبني عليهم بنياناً، لأنهم من أهل سُنَّتنا، قاله ابن عباس.
والثاني: أنهم تنازعوا في البعث، فقال المسلمون: تُبعث الأجساد والأرواح، وقال بعضهم: تُبعث الأرواح دون الأجساد، فأراهم الله تعالى بعث الأرواح والأجساد ببعثه أهل الكهف، قاله عكرمة.
والثالث: أنهم تنازعوا ما يصنعون بالفتية، قاله مقاتل.
والرابع: أنهم تنازعوا في قدْر مكثهم.
والخامس: تنازعوا في عددهم، ذكرهما الثعلبي.
قوله تعالى: { ابنوا عليهم بنياناً } أي: استروهم من الناس بأن تجعلوهم وراء ذلك البنيان. وفي القائلين لَهذا قولان.
أحدهما: أنهم مشركو ذلك الزمان، وقد ذكرناه عن ابن عباس.
والثاني: أنهم الذين أسلموا حين رأوا أهل الكهف، قاله ابن السائب.
قوله تعالى: { قال الذين غَلَبوا على أمرهم } قال ابن قتيبة: يعني المُطاعين والرؤساء، قال المفسرون: وهم الملك وأصحابه المؤمنون اتخذوا عليهم مسجداً. قال سعيد بن جبير: بنى عليهم الملك بِيعة.
* تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ)
إِذْ يَتَنَـٰزَعُونَ بَيْنَهُمْ } متعلق بأعثرنا أي أعثرناهم عليهم حين يتنازعون بينهم. واختلفوا في المراد بهذا التنازع فقيل كانوا يتنازعون في صحة البعث، فالقائلون به استدلوا بهذه الواقعة على صحته، وقالوا كما قدر الله على حفظ أجسادهم مدة ثلثمائة سنة وتسع سنين فكذلك يقدر على حشر الأجساد بعد موتها، وقيل: إن الملك وقومه لما رأوا أصحاب الكهف ووقفوا على أحوالهم عاد القوم إلى كهفهم فأماتهم الله فعند هذا اختلف الناس، فقال قوم إنهم نيام كالكرة الأولى وقال آخرون بل الآن ماتوا. والقول الثالث: أن بعضهم قال: الأولى أن يسد باب الكهف لئلا يدخل عليهم أحد ولا يقف على أحوالهم إنسان.
وقال آخرون: بل الأولى أن يبنى على باب الكهف مسجد وهذا القول يدل على أن أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله معترفين بالعبادة والصلاة. والقول الرابع: أن الكفار قالوا: إنهم كانوا على ديننا فنتخذ عليهم بنياناً، والمسلمون قالوا كانوا على ديننا فنتخذ عليهم مسجداً. والقول الخامس: أنهم تنازعوا في قدر مكثهم. والسادس: أنهم تنازعوا في عددهم وأسمائهم، ثم قال تعالى: { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } وهذا فيه وجهان. أحدهما: أنه من كلام المتنازعين كأنهم لما تذاكروا أمرهم وتناقلوا الكلام في أسمائهم وأحوالهم ومدة لبثهم، فلما لم يهتدوا إلى حقيقة ذلك قالوا ربهم أعلم بهم. الثاني: أن هذا من كلام الله تعالى ذكره رداً للخائضين في حديثهم من أولئك المتنازعين ثم قال تعالى: { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } قيل المراد به الملك المسلم، وقيل: أولياء أصحاب الكهف، وقيل: رؤساء البلد: { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا } نعبد الله فيه ونستبقي آثار أصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد،
* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ)
{ فقالوا ابنوا عليهم بنياناً } أي: فلما توفوا قالوا ذلك كالخانقاهات والمشاهد والمزارات المبنية على الكمل، المقربين من الأنبياء والأولياء كإبراهيم ومحمد وعلى سائر الأنبياء والأولياء عليهم الصلاة والسلام. { ربّهم أعلم بهم } من كلام أتباعهم من أممهم والمقتدين بهم، أي: هم أجلّ وأعظم شأناً من أن يعرفهم غيرهم، الموحدون الهالكون في الله، المتحققون به، فهو أعلم بهم كما قال تعالى: " أوليائي تحت قبائي، لا يعرفهم غيري " { قال الذين غلبوا على أمرهم } من أصحابهم والذين يلون أمرهم تبركاً بهم وبمكانهم { لنتخذنّ عليهم مسجداً } يصلى فيه. { سيقولون } أي: الظاهريون من أهل الكتاب والمسلمين الذين لا علم لهم بالحقائق.
* تفسير تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ)
فتنازعوا هل هم أحياء، أو موتى؟، أو علموا موتهم وتنازعوا في هل يبنون عليهم بناء يعرفون به، أو يتخذون عليهم مسجداً.
* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ)
«إذ يتنازعون بينهم أمرهم». وإنما استدلوا بذلك الواحد على خبرهم وهابوا الدخول عليهم فقال الملك: ابنوا عليهم بنيانا؛ فقال الذين هم على دين الفتية: اتخذوا عليهم مسجداً. وروي أن طائفة كافرة قالت: نبني بيعة أو مضيفاً، فمانعهم المسلمون وقالوا لنتخذن عليهم مسجداً. وروي أن بعض القوم ذهب إلى طمس الكهف عليهم وتركهم فيه مغيّبين. وروي عن عبد لله بن عمر أن الله تعالى أعمى على الناس حينئذٍ أثرهم وحجبهم عنهم، فلذلك دعا الملك إلى بناء البنيان ليكون مَعْلَماً لهم. وقيل: إن الملك أراد أن يدفنهم في صندوق من ذهب فأتاه آتٍ منهم في المنام فقال: أردت أن تجعلنا في صندوق من ذهب فلا تفعل؛ فإنا من التراب خلقنا وإليه نعود، فدعنا.
وتنشأ هنا مسائل ممنوعة وجائزة؛ فاتخاذ المساجد على القبور والصلاة فيها والبناء عليها، إلى غير ذلك مما تضمّنته السنة من النهي عنه ممنوع لا يجوز
* تفسير مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ)
{ فَقَالُواْ } حين توفى الله أصحاب الكهف { ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَـٰنًا } أي على باب كهفهم لئلا يتطرق إليهم الناس ضناً بتربتهم ومحافظة عليها كما حفظت تربة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحظيرة { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } من كلام المتنازعين كأنهم تذاكروا أمرهم وتناقلوا الكلام في أنسابهم وأحوالهم ومدة لبثهم، فلما لم يهتدوا إلى حقيقة ذلك قالوا { ربهم أعلم بهم } أو من كلام الله عز وجل رداً لقول الخائضين في حديثهم { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ} من المسلمين وملكهم وكانوا أولى بهم وبالبناء عليهم { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ } على باب الكهف { مَّسْجِدًا } يصلي فيه المسلمون ويتبركون بمكانهم.
* تفسير لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ)
{ إذ يتنازعون بينهم أمرهم }. قال ابن عباس: في البنيان فقال المسلمون نبني عليهم مسجداً يصلي فيه الناس لأنهم على ديننا وقال المشركون نبني بنياناً لأنهم على ملتنا وقيل كان يتنازعهم في البعث فقال المسلمون تبعث الأجساد والأرواح وقال قوم تبعث الأرواح فأراهم الله آية وأن البعث للأرواح والأجساد وقيل تنازعوا في مدة لبثهم وقيل في عددهم { فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم } يعني بيدروس وأصحابه { لنتخذن عليهم مسجداً}
* تفسير غرائب القرآن و رغائب الفرقان/القمي النيسابوري (ت 728 هـ)
{ فقالوا ابنوا } على باب كهفهم { بنياناً } يروى أنه انطلق الملك وأهل المدينة معه وأبصروهم وحمدوا الله على آياته الدالة على البعث. ثم قالت الفتية للملك: نستودعك الله ونعيذك به من شر الجن والإنس ثم رجعوا إلى مضاجعهم وتوفى الله أنفسهم، فألقى الملك عليهم ثيابه وأمر فجعل لكل واحد تابوتاً من ذهب فرآهم في المنام كارهين للذهب، فجعلها من الساج وبنى على باب الكهف مسجداً. فيكون فيه دليل على أن أولئك الأقوام كانوا عارفين بالله تعالى ومعترفين بالعبادة والصلاة، وقيل: إن الكفار قالوا: إنهم كانوا على ديننا ونتخذ عليهم بنياناً، والمسلمين قالوا: بل كانوا على ديننا فنتخذ عليهم مسجداً، وقيل: إنهم تنازعوا في عددهم وأسمائهم. قال جار الله: { ربهم أعلم بهم }
* تفسير التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ)
{ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَٰناً } أي على باب كهفهم إما ليطمس آثارهم أو ليحفظهم ويمنعهم ممن يريد أخذهم أو أخذ تربتهم تبركاً، وإما ليكون علماً على كهفهم ليعرف به.
{ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } قيل: يعني الولاة وقيل: يعني المسلمين لأنهم كانوا أحق بهم من الكفار، فبنوا على باب الكهف مسجداً لعبادة الله.
* تفسير البحر المحيط/ ابو حيان (ت 754 هـ)
وروي أن التي دعت إلى البنيان كانت كافرة أرادت بناء بيعة أو مصنع لكفرهم فمانعهم المؤمنون وبنوا عليهم مسجداً. وقرأ الحسن وعيسى الثقفي: { غلبوا } بضم الغين وكسر اللام، والمعنى أن الطائفة التي أرادت المسجد كانت تريد أن لا يبني عليهم شيء ولا يعرض لموضعهم. وروي أن طائفة أخرى مؤمنة أرادت أن لا يطمس الكهف، فلما غلبت الأولى على أن يكون بنيان ولا بد قالت يكون { مسجداً } فكان. وعن ابن عمر أن الله عمى على الناس أمرهم وحجبهم عنه فذلك دعاء إلى بناء البنيان ليكون معلماً لهم.
* تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير (ت 774 هـ)
قال قتادة: غزا ابن عباس مع حبيب بن مسلمة، فمروا بكهف في بلاد الروم، فرأوا فيه عظاماً، فقال قائل: هذه عظام أهل الكهف، فقال ابن عباس: لقد بليت عظامهم من أكثر من ثلثمائة سنة، ورواه ابن جرير، وقوله: { وَكَذٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ } أي: كما أرقدناهم وأيقظناهم بهيآتهم، أطلعنا عليهم أهل ذلك الزمان { لِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَـٰزَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ } أي: في أمر القيامة، فمن مثبت لها، ومن منكر، فجعل الله ظهورهم على أصحاب الكهف حجة لهم وعليهم { فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَـٰنًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } أي: سدوا عليهم باب كهفهم، وذروهم على حالهم { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا } حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين: [أحدهما] أنهم المسلمون منهم.
[والثاني] أهل الشرك منهم، فالله أعلم، والظاهر أن الذين قالوا ذلك هم أصحاب الكلمة والنفوذ، ولكن هل هم محمودون أم لا؟ فيه نظر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد " يحذر ما فعلوا، وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه لما وجد قبر دانيال في زمانه بالعراق، أمر أن يخفى عن الناس، وأن تدفن تلك الرقعة التي وجدوها عنده، فيها شيء من الملاحم وغيرها.
* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ)
{ إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ } إذ يختلفون في قولهم فيما بينهم { فَقَالُواْ } يعني الكافرين { ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً } كنسية لأنهم على ديننا { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } على قولهم وهم المؤمنون { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً } لأنهم على ديننا وكان اختلافهم في هذا
* تفسير الجلالين/ المحلي و السيوطي (ت المحلي 864 هـ)
{ وَكَذٰلِكَ } كما بعثناهم { أَعْثَرْنَا } أطلعنا { عَلَيْهِمْ } قومهم والمؤمنين { لِيَعْلَمُواْ } أي قومهم { أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } بالبعث { حَقّ } بطريق أن القادر على إنامتهم المدّة الطويلة وإبقائهم على حالهم بلا غذاء قادر على إحياء الموتى { وَأَنَّ ٱلسَّاعَةَ لاَ رَيْبَ } [لا] شكّ { فِيهَا إِذْ } مفعول ل «أعثرنا» { يَتَنَٰزَعُونَ } أي المؤمنون والكفار { بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ } أمر الفتية في البناء حولهم { فَقَالُواْ } أي الكفار { ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ } أي حولهم { بُنْيَٰنًا } يسترهم { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } أمر الفتية وهم المؤمنون { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ } حولهم { مَّسْجِدًا } يصلى فيه، وفعل ذلك على باب الكهف.
* تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ)
{ إِذْ يَتَنَـٰزَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ }؛ على هذا التأويل، ويحتمل أن يعود الضميرُ في { يَعْلَمُواْ } على أصحاب الكهف، وقوله: { إِذْ يَتَنَـٰزَعُونَ }؛ على هذا التأويل: ابتداءُ خبرٍ عن القوم الذين بُعِثُوا على عهدهم، والتنازع على هذا التأويل إِنما هو في أمر البناء أو المسجد، لا في أمر القيامة، وقد قيل: إِن التنازع إِنما هو في أنْ ٱطلعوا عَليْهم، فقال بعضهم: هم أمواتٌ، وبعضٌ: هم أحياء، وروي أنَّ بعض القومِ ذهبوا إلى طمس الكَهْف عليهم، وترْكِهِم فيه مغيِّبين، فقالت الطائفة الغالبة على الأمر: { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا } ، فاتخذوه، قال قتادة: { ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ } هم الولاة.
* تفسير اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ)
وقيل: إن بعضهم، قال: سدّوا عليهم باب الكهف؛ لئلاَّ يدخل أحدٌ عليهم، ويقف على أحوالهم.
وقال آخرون: بل الأولى أن يبنى على باب الكهف مسجدٌ، وهذا القول يدلُّ على أنَّ هؤلاء القوم كانوا عارفين بالله تعالى، ويعترفون بالعبادة و الصلاة.
وقيل: إنَّ الكفار قالوا: إنهم على ديننا، فنتخذ عليهم بنياناً، وقال المسلمون [إنهم] على ديننا، فنتخذ عليهم مسجداً.
وقيل: تنازعوا في مقدار مكثهم.
وقيل: تنازعوا في عددهم، وأسمائهم.
قوله: " بُنْياناً " يجوز أن يكون مفعولاً به، جمع بنيانةٍ، وأن يكون مصدراً.
قوله: { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } يجوز أن يكون من كلام الله تعالى، وأن يكون من كلامِ المتنازعين فيهم، ثم قال { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } قيل: هو الملك المسلم، واسمه بيدروس وقيل: رؤساء البلد.
قوله " غلبوا " قرأ عيسى الثقفيُّ، والحسن بضمِّ الغين، وكسر اللام.
قوله: { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً } يعبد الله فيه، ونستبقي آثار اصحاب الكهف بسبب ذلك المسجد.
* تفسير نظم الدرر في تناسب الآيات والسور/ البقاعي (ت 885 هـ)
ولما كان التنازع في الغالب إنما يكون ما بين الأجانب، وكان تنازع هؤلاء مقصوراً عليهم كان الأهم بيان محله فقدمه فقال تعالى: { بينهم أمرهم } أي أمر أنفسهم في الحشر فقائل يقول: تحشر الأرواح مجردة: وقائل يقول: بأجسادها، أو أمر الفتية فقائل يقول: ناس صالحون، وناس يقولون: لا ندري من أمرهم غير أن الله تعالى أراد هدايتنا بهم { فقالوا } أي فتسبب عن هذا الإعثار أو التنازع أن قال أكثرهم: { ابنوا عليهم } على كل حال { بنياناً } يحفظهم، واتركوا التنازع فيهم، ثم عللوا ذلك بقولهم: { ربهم } أي المحسن إليهم بهدايتهم وحفظهم وهداية الناس بهم { أعلم بهم } أن كانوا صالحين أو لا، وأما أنتم فلا طريق لكم إلى علم ذلك؛ ثم استأنف على طريق الجواب لمن كأنه قال: ماذا فعلوا؟ فقال: { قال الذين غلبوا على } أي وقع أن كانوا غالبين على { أمرهم } أي ظهروا عليه وعلموا أنهم ناس صالحون فروا بدينهم من الكفار وضعف من ينازعهم؛ ويجوز - وهو أحسن - أن يكون الضمير لأهل البلد أو للغالبين أنفسهم، إشارة إلى أن الرؤساء منهم وأهل القوة كانوا أصلحهم إيماء إلى أن الله تعالى أصلح بهم أهل ذلك الزمان { لنتخذن عليهم } ذلك البنيان الذي اتفقنا عليه { مسجداً * } وهذا دليل على أنهم حين ظهروا عليهم وكلموهم أماتهم الله بعد أن علموا أن لهم مدة طويلة لا يعيش مثلها أحد في ذلك الزمان، وقبل أن يستقصوا جميع أمرهم، وفي قصتهم ترغيب في الهجرة.
* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ)
{ إذ يتنازعون بينهم } ، قيل: لما ظهروا عليهم أماتهم الله تعالى فاختلفوا قال المسلمون: نتخذ عليهم مسجداً فهم على ديننا، وقال المشركون: هم على ديننا وهذا تنازعهم، وقيل: يتنازعوا المسلمون والكفار في البعث، وقيل: تنازعوا في قدر لبثهم ومكثهم، وقيل: في عددهم، وقيل: قال بعضهم: ماتوا في الكهف، وقال بعضهم: عادوا نياماً { فقالوا ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم } أحياء أم نيام، وقيل: لما رأوهم عادوا نياماً، وقيل: بل ماتوا، وقيل: لا يموتون إلى يوم القيامة، وقيل: هذا من كلام المتنازعين في أمرهم، أو من كلام الله عز وجل رد لقول المخلصين، أو من الذين تنازعوا فيهم على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) { قال الذين غلبوا على أمرهم } ، قيل: الملك المسلم وأصحابه، وقيل: رؤساء البلد { لنتخذنَّ عليهم مسجداً } أي متعبداً أو موضعاً للسجود والعبادة اتخذوا على باب الكهف مسجداً يصلي فيه المسلمون.
* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ)
{ وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها } فقال الملك: لأتخذن عند هؤلاء القوم الصالحين مسجداً، فلأعبدن الله فيه حتى أموت. فذلك قوله: { قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً}.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله: { قال الذين غلبوا على أمرهم } قال: هم الأمراء، أو قال: السلاطين.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: بنى عليهم الملك بيعة فكتب في أعلاها أبناء الأراكنة أبناء الدهاقين.
* تفسير إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ)
فألقى الملكُ عليهم ثيابَه وجعل لكل منهم تابوتاً من ذهب، فرآهم في المنام كارهين الذهب فجعلها من الساج وبنى على باب الكهف مسجداً، وقيل: لما انتهَوْا إلى الكهف قال لهم الفتى: مكانَكم حتى أدخُل أولاً لئلا يفزَعوا، فدخل فعمِيَ عليهم المدخلُ فبنَوا ثمةَ مسجداً. وقيل: المتنازعَ فيه أمرُ الفتية قبل بعثهم أي أعثرنا عليهم حين يتذاكرون بـينهم أمرَهم وما جرى بـينهم وبـين دقيانوسَ من الأحوال والأهوالِ ويتلقَّوْن ذلك من الأساطير وأفواهِ الرجال، وعلى التقديرين فالفاء في قوله عز وجل: { فَقَالُواْ } فصيحةٌ أي أعثرناهم عليهم فرَأَوا فماتوا فقالوا أي قال بعضهم: { ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ } أي على باب كهفِهم { بُنْيَـٰنًا } لئلا يتطرقَ إليهم الناسُ ضنًّا بتربتهم ومحافظةً عليها وقوله تعالى: { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } من كلام المتنازِعين كأنهم لما رأَوا عدم اهتدائِهم إلى حقيقة حالِهم من حيث النسبُ ومن حيث اللُّبثُ في الكهف قالوا ذلك تفويضاً للأمر إلى علاّم الغيوب، أو من كلام الله تعالى ردًّا لقول الخائضين في حديثهم من أولئك المتنازِعين، وقيل: هو أمرُهم وتدبـيرُهم عند وفاتِهم أو شأنُهم في الموت والنومِ حيث اختلفوا في أنهم ماتوا أو ناموا كما في أول مرةٍ فإذْ حينئذ متعلق بقوله تعالى: { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ} وهم الملِكُ والمسلمون { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا } وقوله تعالى: { فَقَالُواْ } معطوفٌ على يتنازعون، وإيثارُ صيغةِ الماضي للدِلالة على أن هذا القولَ ليس مما يستمر ويتجدد كالتنازُع، وقيل: متعلقٌ باذكر مضمَراً، وأما تعلقُه بأعثرنا فيأباه أن إعثارِهم ليس في زمان تنازُعِهم فيما ذكر بل قبلَه، وجعلُ وقتِ التنازع ممتداً يقع في بعضه الإعثارُ وفي بعضه التنازعُ تعسفٌ لا يخفى مع أنه لا مخصَّصَ لإضافته إلى التنازُع وهو مؤخرٌ في الوقوع.
* تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ)
{ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً } حين توفّاهم ثانياً { رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } اعتراض { قَالَ الَّذِين غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ } من المسلمين وملكهم { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَسْجِداً } يصلّي فيه المسلمون ويتبرّكون بمكانهم.
* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ)
يقول الفقير هو الاظهر والانسب لترتيب الفاء الآتية عليه فيكون كلاما منفصلا عما قبله والمتنازعون هم قوم تندروس { بينهم امرهم } اى تدبير امر اصحاب الكهف حين توفاهم الله ثانيا بالموت كيف يخفون مكانهم وكيف يستر الطريق اليهم { فقالوا } اى بعض اهل المدينة { ابنوا عليهم } اى على باب كهفهم { بنيانا } [ديوارى كه ازجشم مردم بوشيده شوند] يعنى لا يعلم احد تربتهم وتكون محفوظة من تطرق الناس كما حفظت تربة رسول الله بالحظيرة { ربهم اعلم بهم } بحالهم وشأنهم لا حاجة الى علم الغير بمكانهم { قال الذين غلبوا على امرهم } من المسلمين وملكهم { لتتخذن عليهم مسجدا } اى لنبنين على باب كهفهم مسجدا يصلى فيه المسلمون ويتبركون بمكانهم - روى - انه لما اختلف قوم تندروس فى البعث مقترحين وجاحدين دخل الملك بيته واغلق بابه ولبس مسحا جلس على رماد وسأل ربه ان يظهر الحق فالقى الله تعالى فى نفس رجل من رعيانهم فهدم ما سد به دقيانوس باب الكهف ليتخذه حظيرة لغنمه فعند ذلك بعثهم الله فلما انتشر خبرهم واطلع عليهم الملك واهل المدينة مسلمهم وكافرهم كلموهم وحمدوا الله على الآية الدالة على البعث ثم قالت الفتية للملك نستودعك الله ونعيذك به من شر الجن والانس ثم رجعوا الى مضاجعهم فناموا وماتوا فالقى الملك عليهم ثيابه وامر فجعل لكل واحد نابوتا من ذهب فرآهم فى المنام كارهين للذهب فجعلها من الساج وبنى على باب الكهف مسجدا.
* تفسير البحر المديد في تفسير القرآن المجيد/ ابن عجيبة (ت 1224 هـ)
ثم ماتوا، فقال بعضهم: { ابنوا عليهم }: على باب كهفهم { بُنيانًا }؛ لئلا يتطرق إليهم الناس، ففعلوا ذلك؛ ضنًا بمقامهم ومحافظة عليهم.
ثم قالوا: { ربهم أعلمُ بهم } ، كأنهم لما عجزوا عن إدراك حقيقة حالهم؛ من حيث النسبة، ومن حيث العدد، ومن حيث بُعد اللبث في الكهف، قالوا ذلك؛ تفويضًا إلى علام الغيوب. أو: يكون من كلامه سبحانه؛ ردًا لقول الخائضين في حديثهم من أولئك المتنازعين، { قال الذين غلبوا على أمرهم } ، وهو الملك والمسلمون، وكانوا غالبين في ذلك الوقت: { لنَتَّخِذَنَّ عليهم مسجدًا } ، فذكر في القصة أنه جعل على باب الكهف مسجدًا يصلي
* تفسير فتح القدير/ الشوكاني (ت 1250 هـ)
{ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَـٰنًا } لئلا يتطرق الناس إليهم، وذلك أن الملك وأصحابه لما وقفوا عليهم وهم أحياء أمات الله الفتية، فقال بعضهم: ابنوا عليهم بنياناً يسترهم عن أعين الناس. ثم قال سبحانه حاكياً لقول المتنازعين فيهم وفي عددهم، وفي مدّة لبثهم، وفي نحو ذلك مما يتعلق بهم { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } من هؤلاء المتنازعين فيهم، قالوا ذلك تفويضاً للعلم إلى الله سبحانه، وقيل: هو من كلام الله سبحانه، ردّاً لقول المتنازعين فيهم، أي: دعوا ما أنتم فيه من التنازع، فإني أعلم بهم منكم، وقيل: إن الظرف في { إِذْ يَتَنَـٰزَعُونَ } متعلق بمحذوف هو أذكر، ويؤيده أن الإعثار ليس في زمن التنازع بل قبله، ويمكن أن يقال: إن أولئك القوم ما زالوا متنازعين فيما بينهم قرناً بعد قرن، منذ أووا إلى الكهف إلى وقت الإعثار، ويؤيد ذلك أن خبرهم كان مكتوباً على باب الغار، كتبه بعض المعاصرين لهم من المؤمنين الذين كانوا يخفون إيمانهم كما قاله المفسرون { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِدًا } ذكر اتخاذ المسجد يشعر بأن هؤلاء الذين غلبوا على أمرهم هم المسلمون، وقيل: هم أهل
السلطان، والملك من القوم المذكورين فإنهم الذين يغلبون على أمر من عداهم، والأوّل أولى. قال الزجاج: هذا يدل على أنه لما ظهر أمرهم غلب المؤمنون بالبعث والنشور. لأن المساجد للمؤمنين
* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ)
وذكر بعضهم أن القائلين ابنوا عليهم بنيانا هم المشركون المنكرون للبعث مطلقاً أو المنكرون لبعث الأجساد فإن أقروا بالله كما هو المتبادر من إنكار بعث الأجساد فالمراد بربهم الله فشرك هؤلاء بإنكار البعث أو إنكار بعث الأجساد وإن لم يقروا به فمرادهم بالرب من كان ربًّا لأصحاب الكهف بدون أَن يعلم هؤلاء القائلون أن ربهم الله. قال ابن عباس: قال المشركون: نبنى عليهم بنيانا لأنهم من أَهل ديننا.
{ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا } استولوا أو غلبوا غيرهم.
{ عَلَى أَمْرِهِمْ } أَمر الفتية أصحاب الكهف وهؤلاء الغالبون هم المؤمنون وقيل: الملوك والرؤساء.
{ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ } من فوقهم أو على باب الكهف. { مَسْجِداً } يصلى فيه المؤمنون ويتبركون بهم وبمكانهم لأنهم على ديننا. وقيل: كأنهم تنازعوا فى أنسابهم وأحوالهم ومدة لبثهم فلم يهتدوا إلى == فقالوا: ربهم أعلم بهم فإنه الذى فعل بهم ذلك.
وقيل: ربهم أعلم بهم هو كلام الله عز وجل رد به على الخائضين فى حديثهم من أُولئك المتنازعين المذكورين فى الآية أو الذين تنازعوا فيهم على عهد رسول اله صلى الله عليه وسلم من أَهل الكتاب.
وقيل: الأمر الذى تنازعوا فيه هو عدد أصحاب الكهف. وإنما قيل قال الذين غلبوا بدون واو العطف لأن المراد أن يكون جواب سؤال مقدر فإن قوله: ابنوا عليهم بنياناً يستدعى أن يقال: فهل بنوه عليهم؟ وماذا وقع ولا سيما
أنهم تنازعوا فى أمر البنيان كما خرّج عليه بعضهم قوله تعالى: { إذ يتنازعون بينهم أمرهم } فكأنه قيل أيضاً: وماذا قال الآخرون فأجاب بأنهم قالوا: لنتخذن عليهم مسجدا وأجاب بأن الواقع بناء المسجد لكن هذا يفهم فهما لا تصريحاً من حيث إن قائليه هم الغالبون ومعنى الغلبة على أمر الفتية الاستيلاء عليه ويجوز ردها أمرهم إلى الغالبين أى الذين استولوا أو غلبوا غيرهم على أمر أنفسهم الذى أرادوه بحيث صاروا إنما يكون ما أرادوا لا يغلبهم فيه منازعهم.
* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ)
وقال المسلمون نبنى عليهم مسجداً يصلى فيه الناس بلا كفر، لأنهم على ديننا، وقال المشركون نبنى عليهم بنيانا على معتادنا، وقيل: أَمرهم مدة لبثهم وقيل عددهم، وقيل هو كونهم بعد ذلك الاطلاع عليهم ماتوا أو ناموا كأول مرة.
{ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ } حولهم { بُنْيَانًا } يسترهم، قال ذلك غير المسلمين، والبنيان مسجد كفر أو مدينة يسكنها الناس والعطف على يتنازعون، وقيل على محذوف أى تحققوا الآية من الله فقالوا: { رَبُّهُمْ أَعْلمُ بِهِمْ } بأبدانهم ونسبهم، ومدة لبثهم وأحوالهم. هذا من كلام المتنازعين،و قيل من كلام الله سبحانه وتعالى ردًّا على الخائضين فيهم من المتنازعين، أو ممن كان على عهده صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب.
{ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أمْرِهِمْ } أمر الفتية بالقوة والتمكن، ونفاذ الكلمة، وهم المسلمون، وقيل أهل أصحاب الكهف، وقيل أكابر البلد { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا } إِسلاميا يصلى فيه فبنوه وسدوا به باب الكهف كما مر، مرت أعوام بعد دقيانوس، وملك المدينة مؤمن، وفى المدينة قوم ينكرون بعث الأجساد إلا الأرواح، فلبس المسوح، وقعد على الرماد، وتضرع إلى الله، فأعثرهم الله على أصحاب الكهف، فآمن كثير ببعث الأجساد.
* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ)
{ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ } عطف على يتنازعون عطف التّفصيل على الاجمال على بعض الوجوه، او عطف على اعثرنا { عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً } يحفظ اجسادهم من السّباع والانظار { رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ } من تتمّة قولهم يعنى اتركوهم على حالهم ولا تجسّسوا وابنوا عليهم بنياناً، او معترضة من الله يعنى ربّ الفتية اعلم بحال الفتية او بحال امتنازعين فيهم، او ربّ المتنازعين اعلم بحالهم من ارادة الخير او الشّرّ فى نزاعهم وما قالوه { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ } امر الفتية او امر اهل البلد من الرّؤساء، او قال الّذين غلبوا على امر انفسهم بالاسلام وغلبتهم على الشّيطان { لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً } معبداً يعبد فيه ويزار ويتبرّك.
* تفسير تيسير التفسير/ القطان (ت 1404 هـ)
واطلعنا عليهم أهل المدينة ليعلم الناسُ أن وعدَ الله بالبعث حق، وان القيامة لا شك فيها. وآمن اهلُ المدينة بالله واليوم الآخر، ثم امات الله الفتية وتنازعَ الناس في شأنهم، فقال بعضهم: ابنُوا عليهم بنيانا ونتركهم وشأنهم، فربُّهم أعلمُ بحالهم. وقال الذين غلبوا على امرهم لنتخذنَّ على مكانهم مسجداً نعبد الله فيه
* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
ثم يقول تعالى: { إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُواْ ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ.. } [الكهف: 21] حدث هذا التنازع من الجماعة الذين عثروا عليهم، ويبدو أنهم كانوا على مِسْحة من الدين، فأرادوا أنْ يحافظوا على هذه الآية الإلهية، ويصحّ أنهم بمجرد أنْ عثروا عليهم قضى أجلهم فماتوا.
وهذه مسألة يجب أن يُؤرّخ لها، وأن تخلد؛ لذلك جعلوها مثلاً شَرُوداً للعالم كله لتُعرف قصة هؤلاء الفتية الذين ضَحَّوْا في سبيل عقيدتهم وفَرُّوا بدينهم من سَعَة الحياة إلى ضيق الكهف؛ ليكونوا مثلاً لكل أهل العقيدة، ودليلاً على أن الله تعالى ينصر أهله ويدافع عنهم ويُخلِّد ذكراهم إلى قيام الساعة.
لذلك قال بعضهم لبعض: { ٱبْنُواْ عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً.. } [الكهف: 21] أي: مطلق البنيان، فعارضهم آخرون بأن البناء يجب أن يكون مسجداً: { قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً } [الكهف: 21] ليكون موضعاً للسجود لله وللعبادة ليتناسب مع هذه الآية العظيمة الخالدة.









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
البناء, القبور, القران, الكريم, ينكر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:03

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc