باسم الله الرحمان الرحيم
إنما ما أنعمنا الله به من فرص للتوبة و المغفرة و العمل الصالح كثيرة لا مجال لحصرها . و قد يأتي شهر رمضان بشيء من هذا الكثير فيحصله الكيس الفطن و يتغافل عنه الذي في قلبه ود لهذه العاجلة . و الأجدر بنا التأسي بالفئة التي ذكرها الله في قوله <...واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدواة و العشي يريدون وجهه و لا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحيواة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه و كان أمره فرطا...>
كما سلف و أن ذكرنا رمضان طريق إلى التوبة و العمل الصالح فعن الصادق و المصدوق محمد <صلى الله عليه و سلم> )إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين و مردة الجان و غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب و فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب و نادى مناد : يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر و لله عتقاء من النار و ذالك كل ليلة( <رواه الحاكم و صححه على شرط الشيخين>
أوليس هذا الحديث كفيل بزعزعة القلوب و بث فيها نبض الايمان . و يكفي النظر إلى قول السلف لمعرفة ما يحمل هذا الشهر في طياته من خير و رحمة و طاعة حيث كان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان < اللهم قد أظلنا شهر رمضان و حضر فسلمه لنا و سلمنا له و ارزقنا صيامه و قيامه و ارزقنا فيه الجد و الاجتهاد و القوة و النشاط و أعذنا فيه من الفتن >
و حق من قال
أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولا و فعلا وزادك فاتخذه الى المعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادما يوم الحصاد
فالعمل الصالح العمل الصالح في هذا الشهر الفضيل و الحذر الحذر من تفويته و التغافل عنه .