مقامات النموشي ** المقامة الربيبية ** - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مقامات النموشي ** المقامة الربيبية **

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-05-26, 20:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
علي النموشي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية علي النموشي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مقامات النموشي ** المقامة الربيبية **

المقامة الربيبية

حدثنا عباس النموشي قال : كنت جالسا في الحانوت أقرأ نبأ داوود و جالوت ، و خبر الروحانية و الكهنوت ، فدخل علي احد الأصحاب ، و طرق الباب و هو يمسك بيده احد الأسباب ، بنت صغيرة ، في القامة قصيرة ، تناديه أبتي ، فازدادت حيرتي ، لعلمي انه رجل بعل عاقر بدل ، هو كالبغل الذي ركبه حنبعل يوم صال ، و جال في أرض الروم و احتال ، و فيهم أكثر النزال ، في زمن الحروب ووقت الكروب ، فلما سألته خبر الفتاة أقسم بالقرآن و زاد التوراة أنها ابنته و خارجه من صلبه و سمكه ، و كانت نحيفة الجسم رقيقة الرسم صاحبة أنف مقوس يشبه القندس تسمى سندس .،لكنه في الحال أقرّ و اعترف واجتر و قال : اني اتخذتها ربيبة بطريقة معقدة و عجيبة ، و هي آتية من بعيد الوهاد التي هي لي أمجاد ، و نشأتها في الصحراء قليلة الضوضاء خاصة و أن لها جدة عمياء عرجاء لا تحب كثرة الحس و لو كان مواء البس ، و أردف إني فكرت في حالي و خوفي على ذهاب مالي ، فبادرت بالسفر إلى أخي في هيئة الذئب التقي ، كي أحتال عليه في أخذ الفتاة ، لألم الشمل بعد الشتات ، فلما و صلت إلى داره سألت عنه جاره فدلني عن خير حاله ، لكن كثرة عياله أقضت مضجعه و باله من قله ماله ، فطرقت الباب ففتحوا ثم انصرفوا ، و بعد السلام بادرت بالكلام عن البُنيّة وما فات ، فهرعت أمها بعثرات و كلام له نبرات ، فراوغتها مرارا فحلفت علي تكرارا ، و قدمت لي أعذارا ، و أصرّت إليّ بأسرار ، و كانت خائفة لمّا علمت أن أعذاري زائفة ، و رمت الأمر للبعل ، فأطل من غرفته كالجعل ، و ردّ عليّ بلا حتى لو أخرجت من يدي الماء ، فقلت له : إنا من بطن واحد أم أنك لأمك جاحد ، و رضعنا من نفس الضرع الناشد ، و أنت على ذلك لشاهد ، و جعلنا لك منحة كل شهر بعد ما كان عيشك قهرا ، و رزقك طوله دهرا ، وزوجناك بالثانية من دون مهر و صار لك بدل الصهر صهران ، فرد علي : يا أخي إنك تحسب الفجر ظهرا ، و الجحش مهرا ، و الواد نهرا ، لو منحتك إياها فتصير أمها أحوالا ، و يُكثر الناس أقوالا ، و يجعلوننا لكلامهم أقلاما ، و يعلقوا على أبوابنا أعلاما ، فلم أجد ما أقول كأني أمام فارس يصول و يجول ، فاهتديت إلى حيلة هي مرض الأم ، و ما نزل علينا من هم ، و أنها لن ترضى عليه ليدخل جنة الرضوان ، و يكون أمره كحال الشيطان ، الذي عصى المولى و بشر بالجحيم و النيران ، فأقر بالأمر و دعوا لها بطول العمر ، و أن ندخل جميعا خير الزمر ، على صور القمر ، فأخت الفتاة و معي قليل الفتات ، و رجعت من نفس القناة ، إلى بيتي بعد أن نجحت حجتي ، و انطلت حيلتي ، و هي اليوم أمامك كما ترى و هذه القصة و ما جرى .









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc