عقيدة الإمام الحسن البصري - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عقيدة الإمام الحسن البصري

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-02-18, 18:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ناصرالدين الجزائري
بائع مسجل (ب)
 
الأوسمة
وسام التقدير لسنة 2013 
إحصائية العضو










B9 عقيدة الإمام الحسن البصري

الحمد لله الذي نشر على منابر الكائنات أعلام التوحيد ، ونكّس رايات الشرك و التنديد ، و قصم بشدة بطشه كل جبار عنيد ، و أيد بنصره و تأييده كل من أفرده بالتوحيد ، وسقى قلوبهم بوابل الكتاب و طل السنة فأثمرت المعتقد الخالص و القول السديد "[1]
وله الحمد من قبل ومن بعد إذ يصطفي جنوداً من خلقه يُعبدون – بفضله – الطريق للعبيد ، ويرشدوهم إلى الدين الخالص الذي يريد ، الأنبياء الأصفياء ، و العلماء الأتقياء ، عيداً لكل ذي حق و عذاباً لكل كفار بليد .
ومن هؤلاء العلماء "حليف الخوف و الحزن أليف الهم و الشجن عديم النوم و الوسن" إمام ذاك الزمن و واعظ كل زمن الحسن ابن أبي الحسن ، أحد الكبراء و سيد التابعين الأنقياء ، الفقيه الزاهد المجمع على جلالته في كل فن ، فقد كان رحمه الله " جامعاً عالماً رفيعاً فقيهاً ثقة حجة مأموناً عابداً ناسكاً كثير العلم فصيحاً جميلاً وسيماً " [2]
فهذه أسطر في عقيدته و منهجه ، تتبعت بها أقواله من أمهات الكتب المشهورات و كتب الإعتقاد المنشورات ، فإمام كهذا حرّي بنا أن نتأمل أخباره و أحواله و دراسة علمه وفهمه فهو هو مكانة و علماً في الشريعة الإسلامية .
وإلا فإن أهل الطوائف و الملل – من قديم الزمن – تتنازع الأعلام ، فكل يزعم أن – فلاناً – معهم و يقول بقولهم !! يبتغون بذلك أمور و أمور ، من أشرها تسويق باطلهم باسم أهل العلم ! فيتسترون خلف إمام من الأئمة يسوقون باسمه بضاعتهم المزجاة ، متناسين أن العالم يُستَدل لقوله ولا يستدل به ! أما أهل الوسط أهل الحق و العدل فيثبتون الحق أينما وجدوه بلا تدليس ولا زخرفة .
وإنا لن يصعب علينا أن نثبت سلفية الإمام الحسن البصري – وليس هذا بحثنا أصلاً فلا ينازع بهذا إلا من فقد بصره – فهو سلفي المنهج بصفاء و بهاء ، وهذا واضح بجلاء دونما أي لبس أو خفاء ، وكيف لا يكون كذلك وهو القائل : " السنة - والذي لا إله إلا هو- بين الغالي والجافي ، فاصبروا عليها رحمكم الله ، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى ، وهم أقل الناس فيما بقي ، الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم ، ولا مع أهل البدع في بدعتهم ، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم ، فكذلك فكونوا " [3]
و هو القائل : " ابن آدم لا تغتر بقول من يقول : المرء مع من أحب ، إنه من أحب قوما اتبع آثارهم ، ولن تلحق بالأبرار حتى تتبع آثارهم ، وتأخذ بهديهم ، وتقتدي بسنتهم وتصبح وتمسي وأنت على منهاجهم ، حريصا على أن تكون منهم ، فتسلك سبيلهم ، وتأخذ طريقهم وإن كنت مقصرا في العمل ، فإنما ملاك الأمر أن تكون على استقامة ، أما رأيت اليهود ، والنصارى ، وأهل الأهواء المردية يحبون أنبياءهم وليسوا معهم ، لأنهم خالفوهم في القول والعمل ، وسلكوا غير طريقهم فصار موردهم النار ، نعوذ بالله من ذلك "[4]

و آن الآن أوان الشروع في المشروع ؛ فأستعين بالله :



المطلب الأول : قوله في التوحيد :-
روي عن الحسن البصري أنه قال : " لقد تكلم مطرف على هذه الأعواد بكلام ما قيل قبله ولا يقال بعده ، فقالوا : وما هو يا أبا سعيد ؟! فقال : " الحمد لله الذي من الإيمان به الجهل بغير ما وصف به نفسه "
يعني : من العلم بالله السكوت عن غير ما وصف به نفسه [5]
وسئل عن القرآن فقال : " ما هو بخالق ولا مخلوق ، ولكن كلام الله " [6]
و قال : " { للذين أحسنوا الحسنى و زيادة } الحسنى دخول الجنة و الزيادة النظر إلى وجه الله " [7]

و قال : " لو علم العابدون في الدنيا أنهم لا يرون ربهم في الآخرة لذابت أنفسهم " [8]
و قال في قول الله عز وجل : { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } ، قال : " الناضرة الحسنة ، حسنها الله بالنظر إلى ربها ، وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى ربها "[9]

وقال : " الصمد الذي ليس بأجوف " [10]
و قال : " و لو أن ما في الأرض من شجرة منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة أقلام ، و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ، انكسرت الأقلام ونفذ ماء البحر ولم تنفذ كلمات الله " [11]
و قد ذكر الإمام ابن القيم في اجتماع الجيوش روايتين صحيحتين إلى الحسن البصري يقر بهما علو الله عز وجل على عرشه .



المطلب الثاني : قوله في الإيمان :-
قيل للحسن يا أبا سعيد ما الإيمان ؟! فقال : " أن تصدق الله عز وجل بكل ما قال "[12]
و قال : " الإيمان قول وعمل "[13]
وقال شارحاً لحديث ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ...) قال : " يجانبه الإيمان مادام كذلك ، فإن راجع راجعه الإيمان " [14]
و قال : " ما يرى هؤلاء القوم أن أعمالاً تحبط أعمالاً و الله عز وجل يقول : { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } إلى قوله { أن تحبط أعمالكم و أنتم لا تشعرون } "[15]
و قال : " و الله ما أصبح على وجه الأرض مؤمن ولا أمسى على وجهها مؤمن إلا وهو يخاف النفاق على نفسه ، و ما أمن النفاق إلا منافق "[16]
و سأله رجل عن الإيمان فقال له : " الإيمان إيمانان ، فإن كنت تسألني عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والبعث والحساب ، فأنا مؤمن ، وإن كنت تسألني عن قول الله عز وجل { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا } فوالله ما أدري أنا منهم أم لا ! "
قال البيهقي معلقاً على هذا الأثر : " فلم يتوقف الحسن في أصل إيمانه في الحال وإنما توقف في كماله الذي وعد الله عز وجل لأهل الجنة بقوله { لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم } "[17]
و كان يقول : " النفاق نفاقان نفاق العمل ونفاق التكذيب " [18]
و قوله : " ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكنه ما وقر في القلب وصدقه العمل "[19] مشهور عنه و أظنه بلا سند إليه .



المطلب الثالث : في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
ذكر للحسن أن أبا العالية يقول في قوله تعالى : { اهدنا الصراط المستقيم } محمد و صاحباه ، فقال الحسن : " صدق أبو العالية و نصح "[20]
وقال : " و الله لقد نزلت خلافة أبي بكر من السماء "[21]
و انتقص رجل أبا موسى الأشعري – رضي الله عنه – لاتباعه علي -رضي الله عنه- عند الحسن ، فغضب وقال : " سبحان الله !! قتل أمير المؤمنين عثمان فاجتمع الناس على خيرهم فبايعوه ؛ أفيلام أبو موسى باتباعه ؟!! "[22]


المطلب الرابع : في الإيمان بعذاب القبر :-
فقد روي عنه أنه فسر قوله تعالى :{ معيشة ضنكا } قال : " هي عذاب القبر "[23]
وقوله تعالى :{ ضعف الحياة وضعف الممات } قال : " ضعف الممات هو عذاب القبر "[24]



المطلب الخامس : في القضاء و القدر :-
فقول الحسن البصري – رحمه الله – في القدر موافق لقول أهل السنة دونما شك أو ريب ، ولكن ربما سقطت منه كلمة استغلها أهل الأهواء ، إلا أنه استدرك نفسه وعاد عن كلمته إلى قول أهل السنة ، فهذا أيوب السختياني – رحمه الله – يقول : ( كذب على الحسن ضربان من الناس ، قوم القدر رأيهم وهم يريدون أن ينفقوا بذلك رأيهم ، وقوم له في قلبهم شنآن وبغض يقولون أليس من قوله كذا أليس من قوله كذا )[25] !!
ولأجل ذلك تجد أن الإمام الآجرّي – رحمه الله – يعقد فصلاً في كتاب الشريعة[26] يدفع به هذه الفرية عن الحسن البصري ويظهر زورها و بطلانها و عوارها ، فينقل عنه بالأسانيد الصحيحة ما يوافق أهل السنة في مسألة القضاء و القدر .
وقبل أن ننقل شيئاً من أقوال الحسن في هذه المسألة نود أن نوضح الذي بسببه وقع هذا اللبس :
[ فروى قتادة عن الحسن قال : " الخير بقدر و الشر ليس بقدر " ، وقال أيوب فناظرته في هذه الكلمة فقال لا أعود .
قال الشيخ شمس الدين : ( هذه هي الكلمة التي قالها الحسن ثم أفاق على نفسه و رجع عنها ) ][27]
فإذن ؛ من الكذب نسبة هذه المقولة إلى الحسن وقد عاد عنها ، و إليك طرفاً من أقواله [28] :
قال الحسن البصري رحمه الله : " خلق أهل الجنة للجنة و أهل النار للنار " [28]
وقال : " من كفر بالقدر فقد كفر بالإسلام ، ثم قال : إن الله تعالى خلق خلقاً فخلقهم بقدر ، وقسم الآجال بقدر ، وقسم أرزاقهم بقدر ، و البلاء و العافية بقدر " [28]
وعنه في قوله تعالى :{ ما أنتم عليه بفاتنين ، إلا من هو صال الجحيم} قال : " الشياطين لا يفتنون بضلالتهم إلا من قد أوجب الله له أن يصلي الجحيم " [28]
وسئل عن آدم عليه السلام أخلق للأرض أم للسماء ؟! فقال : " للأرض خلق ، فقيل له : لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة ؟! فقال الحسن : " إنه لم يكن له بد من أن يأكل منها ؛ لأنه للأرض خلق " [28]
وقال : " من كذب بالقدر فقد كذب بالحق – مرتين – إن الله قدر خلقاً وقدر أجلاً ، وقدر بلاء ، وقدر مصيبة ، وقدر معافاة ، فمن كذب بالقدر فقد كذب بالقرآن " [28]
فقال الإمام الآجرّي بعد هذه الآثار - وغيرها - عن الحسن : ( بطلت دعوى القدرية على الحسن ، إذ زعموا أنه إمامهم ، يموهون على الناس ، و يكذبون على الحسن ، لقد ضلوا ضلالاً بعيداً ، وخسروا خسراناً مبيناً ) [28]


المطلب السادس : في السمع و الطاعة و الصبر على جور الحكام :-
هذا موطن مزلة أقدام ومضلة أفهام – كما يقال – فقد نبت في زماننا من يقول بكلام استوحشت منه الأسماع فعطل النصوص المحفوظة في هذا الباب وحرّف أقوال العلماء وزاد و أنقص فأتى بالفتن و البلاء ، و الله المستعان ، فقد أعيته هذه النصوص ! و أعماه الجهل .
أما العالم السلفي البصير أمثال الحسن الذي يقول " إن هذه الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم و إذا أدبرت عرفها كل جاهل "[29] ينظر بنور الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح لهذه الأمة ، فالحسن و الله ( من رؤوس العلماء في الفتن و الدماء ) [30]
فيقول : " والله لو أن الناس إذا ابتلوا من قِبَلِ سلطانهم صبروا ما لبثوا أن يرفع الله ذلك عنهم ، وذلك أنهم يفزعون إلى السيف فيوكلوا إليه ، و والله ما جاءوا بيوم خير قط، ثم تلا : { وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه ، وما كانوا يعرشون } " [31]
و كان رحمه الله إذا قيل له : ألا تخرج تغير ؟! يقول :" إن الله إنما يغير بالتوبة ولا يغير بالسيف" [32]
و انطلق إليه نفر يشكون إليه الحجاج و يقولون ما تقول في هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام و أخذ المال الحرام و ترك الصلاة و فعل و فعل ؟! فقال : " أرى أن لا تقاتلوه فإنها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم ، و إن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين " فما أطاعوه و سخروا منه فخرجوا على الحجاج مع ابن الأشعث فقتلوا جميعاً [33]
وقد أخرجوه رغماً عنه في جيش ابن الأشعث لما خرج على الحجاج فغافلهم الحسن و ألقى بنفسه من الجسر و لم يبق معهم .
و كان ينهى عن الخروج مع ابن الأشعث و يأمر الناس بالكف و يقول : " يا أيها الناس ! إنه و الله ما سلط الله الحجاج عليكم إلا عقوبة فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف ، ولكن عليكم السكينة و التضرع "[34]
وهو مع ذلك ينصح للولاة و الأمراء النصح السني المشروع كنصيحته لعمر بن هبيرة و قد رويت كاملة في تهذيب الكمال ، و نصيحته لعمر بن عبد العزيز ، وغيرهم .
و هو مع ذلك تجده ينهى عن كثرة الدخول على الأمراء و الولاة و الطمع بما عندهم ، و كان يحذر من الركون إلى الظلمة .
فهذا تفصيل سلفي في غاية النفاسة لو أدركه كثير من أغمار هذا الزمان لما وقعنا في كثير من الفتن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .


المطلب السابع : في بغض أهل البدع :-
قال الحسن البصري : " لا تجالس صاحب هوى ؛ فيقذف في قلبك ما تتبعه فتهلك ، أو تخالفه فيمرض قلبك "[35]
وقال : " لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم " [36]
و قال أيضاً : " ثلاثة ليست لهم حرمة في الغيبة ... – وعد منهم - .. صاحب بدعة الغالي في بدعته "[37]
و كان يقول : " صاحب البدعة لا يزداد اجتهاداً – صياماً و صلاة – إلا ازداد من الله بُعداً " [38]
و يقول : " أبى الله – تبارك وتعالى – أن يأذن لصاحب هوى بتوبة "[39]
و يقول عن الهوى : " شر داء خالط قلباً "[40]
و كان يقول : " لو أن رجلا أدرك السلف الأول ثم بعث اليوم ما عرف من الإسلام شيئا ، و وضع يده على خده ثم قال : إلا هذه الصلاة ، ثم قال : أما والله ما ذلك لمن عاش في هذه النكراء ، ولم يدرك هذا السلف الصالح ، فرأى مبتدعا يدعو إلى بدعته ، ورأى صاحب دنيا يدعو إلى دنياه ، فعصمه الله عن ذلك ، وجعل قلبه يحن إلى ذلك السلف الصالح ، يسأل عن سبيلهم ، ويقتص آثارهم ، ويتبع سبيلهم ؛ ليعوض أجرا عظيما ، فكذلك فكونوا إن شاء الله "[41]

فهذه بعض أقواله في أصول الدين ، فيها بيان عقيدة أهل السنة و الجماعة ، العقيدة التي ينبغي اجتماع المسلمين عليها ، فلا انتصار لنا إلا بالأخذ بها .
و هذا آخر الجمع ، و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .

ـــــــــــــــــــــــ



[1] من مقدمة مفتاح دار السلام للعلامة أحمد بن حافظ الحكمي رحمه الله .
[2] من كلام محمد بن سعد ، سير أعلام النبلاء [ 5/452 ]
[3] شرح الطحاوية (2/421)
[4] استنشاق نسيم الأنس للحافظ ابن رجب [3/ 379 ] من مجموع رسائله
[5] ذم التأويل ، ابن قدامة صفحة 30
[6] شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي برقم 337
[7] المصدر السابق برقم 614
[8] المصدر السابق برقم 680
[9] التوحيد لابن خزيمة (266)
[10] السنة لابن أبي عاصم (1/466)
[11] الحجة في بيان المحجة للإمام الأصبهاني (1/246)
[12] السنة لأبي بكر الخلال (1/464)
[13] المصدر السابق (2/52)
[14] المصدر السابق (2/76)
[15] المصدر السابق (2/129)
[16] المصدر السابق (2/170)
[17] الاعتقاد للبيهقي [139]
[18] الترمذي [2632]
[19] شرح الطحاوية (2/249)
[20] الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (2/357)
[21] المصدر السابق (2/357)
[22] السنة لأبي بكر الخلال (1/334)
[23] اثبات عذاب القبر للبيهقي صفحة 60
[24] المصدر السابق صفحة 80
[25] سنن أبو داود (4622)
[26] في صفحة (175)
[27] من تهذيب التهذيب ، قسم ترجمة الحسن البصري .
[28] من كتاب الشريعة للآجرّي ( من صفحة 175 إلى صفحة 177 ) و انظر كذلك شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ( من رقم 1004 إلى رقم 1010) وفيه قول الحسن : ( الشقي من شقي في بطن أمه ) !
[29] الطبقات لابن سعد [7/166]
[30] الطبقات [7/163]
[31] الشريعة للآجرّي (66)
[32] الطبقات [7/172]
[33] الطبقات [7/163]
[34] البطقات [ 7/164]
[35] البدع و النهي عنها لابن وضاح (126)
[36] الطبقات [7/172]
[37] شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجامعة للالكائي (224)
[38] البدع و النهي عنها لابن وضاح (65)
[39] شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (251)
[40] السنة لأبي بكر الخلال (2/138)
[41] البدع و النهي عنها لابن وضاح (176)

جمع : محمد جميل حمامي
13 – محرم - 1430











 


قديم 2013-09-30, 19:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
لمعة السيف
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية لمعة السيف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا
الإمام الحسن البصري وموقفه من الفتن
عباد الله: إن علماء أهل السنة الصادقين هم أنموذج عظيم للاقتداء وترك الابتداع، فإذا قلبت طرفك في سيرهم عرفت أنهم على الحق سائرون وعلى السنة صابرون، فمنهم الصحابة الكرام والتابعون العظام ومن تبعهم بإحسان، كإمام أهل السنة والجماعة صدقا وحقا الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله أجمعين.
ولنا وقفة موجزة مع إمام من هؤلاء الأئمة الذين لهم موقف عظيم في مواجهة الفتن ومعالجتها، والإنكار على من خالف أهل السنة في طريقة تعاملهم مع الفتن، وهو الإمام أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري رحمه الله، فقد عاصر هذا الإمام فتنة عظيمة من الفتن التي مرت على المسلمين وهي ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي الظالم الجبار المبير على أهل العراق، وخروج ابن الأشعث ومن معه عليه مطالبين بالتغيير، ورافضين للظلم، فحصلت بذلك فتنة عظيمة قتل فيها كثير من المسلمين.
فما هو موقف هذا الإمام الثابت على السنة، هل حثهم على الخروج والتغيير، هل شارك معهم في قتالهم، كلا بل إنّه رحمه الله كان ينكر أشد الإنكار على من رأى الخروج أو دعا إليه ، فله -رحمه الله- كلام كثير في هذا، وفي كفّ الناس عن الخوض في الفتنة وأمرهم بالصبر حتى يأتي الله بالفرج، لذلك كان يونس بن عبيد -رحمه الله- يقول: ((كان الحسن -والله- من رؤوس العلماء في الفتن والدماء)).
لذلك لما قيل له: يا أبا سعيد: ما تقول في السلطان؟، فقال: ((ما عسيت أن أقول في قوم يلون من أمورنا بخمسة: الجمعة، والجماعة، والفيء، والثغور، والحدود، وما يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا، ولما يصلح الله بهم أكثر مما يفسد)).
لكن مع موقفه هذا أكرهه ابن الأشعث على الخروج معه، لكنّه لم يستمر معه ولم يقاتل بل ولى هارباً حين سنحت له الفرصة، وهذا يدل على عدم رضاه بذلك إطلاقاً.
قال أيوب: ((قيل لابن الأشعث: إن سرّك أن يُقتلوا حولك كما قُتلوا حول جمل عائشة فأخرج الحسن، فأرسل إليه فأكرهه)). وعن ابن عون –رحمه الله- أنه قال: ((استبطأ النّاس أيّام ابن الأشعث فقالوا له: أخرج هذا الشيخ -يعني: الحسن البصري- قال ابن عون: فنظرت إليه بين الجسرين وعليه عمامة سوداء، فغفلوا عنه فألقى نفسه في بعض تلك الأنهر حتى نجا منهم وكاد يهلك يومئذ)). فانظر كيف فرّ من المشاركة معهم لعلمه بخطورة ذلك.
لذلك كان أهل البصرة يحمدون منه هذا الموقف وعلت مكانته عندهم بسببه، وهذا يدلّ على أنه لم يكن مع ابن الأشعث، فعن ابن عون قال: ((كان مسلم بن يسار أرفع عند أهل البصرة من أبي سعيد -يعني: الحسن البصري-، حتى خفّ مع ابن الأشعث [أي خرج معه] وكفّ الآخر، فلم يزل أبو سعيد في علو منها بَعدُ، وسقط الآخر)).
وكان الحسن البصري -رحمه الله- لما سمع رجلاً يدعو على الحجاج، قال له: ((لا تفعل إنّكم من أنفسكم أُوتيتم إنا نخاف إن عزل الحجاج أو مات أن يستولي عليكم القردة والخنازير)). وكان -رحمه الله- إذا قيل له: ألا تخرج فتغيّر، قال: ((إنّ الله إنّما يغيّر بالتوبة، ولا يغيّر بالسيف)).
واسمع إلى هذه الحادثة وما فيها من العبر، وكيف هو صبر الأئمة على السنة، واتباعهم لها، يقول سليمان بن علي الربعي -رحمه الله-: لما كانت الفتنة، فتنة ابن الأشعث، إذ قاتل الحجاج بن يوسف، انطلق عقبة بن عبدالغافر، وأبو الجوزاء، وعبدالله بن غالب، في نفر من نظرائهم، فدخلوا على الحسن، فقالوا: يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية الذي سفك الدم الحرام وأخذ المال الحرام وترك الصلاة وفعل وفعل؟ قال: وذكروا من فعل الحجاج، قال: فقال الحسن: ((أرى أن لا تقاتلوا، فإنها إن تكن عقوبة من الله فما أنتم برادّي عقوبة الله بأسيافكم، وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين))، قال: فخرجوا من عنده، وهم يقولون: نطيع هذا العلج! قال: وهم قوم عرب، قال: فخرجوا مع ابن الأشعث، قال: فقتلوا جميعاً. فما سمعوا لنصيحة هذا الإمام فكانت تلك عاقبتهم، حتى إن أحدهم وهو عقبة بن عبدالغافر وجد صريعاً يوم الجماجم مع ابن الأشعث، حين انهزم الناس فكان يقول: ((ذهبت الدنيا والآخرة)).
كما أنكر الحسن البصري -رحمه الله- على سعيد بن جبير ومن معه، فعن أيوب قال: قال لي الحسن: ((ألا تعجب من سعيد بن جبير دخل عليّ فسألني عن قتال الحجاج ومعه بعض الرؤساء -يعني: من أصحاب ابن الأشعث)).
وكذلك أنكر على أخيه سعيد بن أبي الحسن حين حث على الخروج مع ابن الأشعث، فعن أبي التياح قال: شهدت الحسن وسعيد بن أبي الحسن حين أقبل ابن الأشعث، فكان الحسن ينهى عن الخروج على الحجاج ويأمر بالكفِّ، وكان سعيد بن أبي الحسن يحضّض، ثم قال سعيد فيما يقول: ما ظنك بأهل الشام إذا لقيناهم غداً، فقلنا: والله ما خلعنا أمير المؤمنين، ولا نريد خلعه، ولكنّا نقمنا عليه استعماله الحجاج فاعزله عنّا، فلما فرغ سعيد من كلامه تكلم الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ((يا أيها الناس إنه والله ما سلط الله الحجاج عليكم إلا عقوبة، فلا تعارضوا عقوبة الله بالسيف، ولكن عليكم السكينة والتضرع، وأما ما ذكرت من ظني بأهل الشام؛ فإن ظني بهم أن لو جاؤوا فألقمهم الحجاج دنياه لم يحملهم على أمر إلا ركبوه هذا ظني بهم)).
فهذا أنموذج واضح جلي من مواقف العلماء في الفتن ومعالجتها ضمن الضوابط الشرعية، فلا خروج ولا مظاهرات ولا قتال ولا سب ولعن ولا غير ذلك.
وقد أنكر الدخول في هذه الفتنة العظيمة جمع من العلماء غير الحسن البصري، ومن ذلك إنكار أبي قلابة على مسلم بن يسار، وكذلك أنكر عليهم مطرف بن عبدالله الشخير -رحمه الله- لما دعوه إلى ذلك، فعن حميد بن هلال قال: أتى مطرف بن عبدالله زمان ابن الأشعث ناسٌ يدعونه إلى قتال الحجاج، فلما أكثروا عليه، قال: ((أرأيتم هذا الذي تدعوني إليه، هل يزيد على أن يكون جهاداً في سبيل الله؟)) قالوا: لا، قال: ((فإني لا أخاطر بين هلكة أقع فيها وبين فضل أصيبه)). وقد قيل له -أيضاً-: هذا عبدالرحمن بن الأشعث قد أقبل، فقال: ((والله لئن يُرى بين أمرين: لئن ظَهر لا يقوم لله دين، ولئن ظُهر عليه لا يزالون أذلّة إلى يوم القيامة)). فلا مصلحة إذن شرعية من ذلك الخروج وإنما هو مطالبات مادية ولأجل الدنيا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ((وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة، كما كان عبدالله بن عمر، وسعيد بن المسيب، وعلي بن الحسين وغيرهم، ينهون عام الحرّة عن الخروج على يزيد، وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث. ولهذا استقرّ أمر أهل السنّة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي ، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم)).
اللهم ثبتنا على السنة، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
إن من انقلاب المفاهيم والاستدلالات المغلوطة استدلال كثير من الخارجين بفعل من خرج مع ابن الأشعث على الحجاج، وما سبق ذكره من إنكار الأئمة عليهم وبيان أنهم خالفوا النصوص، يدل على أن فعلهم منكر وباطل ولا يجوز الاحتجاج به، فالحجة بالنصوص الشرعية، لا بأقوال وأفعال من خالفها، بل كيف نستدل بأفعال أقوام رجعوا عن فعلهم وعرفوا أنهم أخطأوا وخالفوا النصوص.
ويدلّ على ذلك ندم من خرج مع ابن الأشعث من القراء ممن بقي ولم يقتل، فعن أيوب أنه قال: ((لا أعلم أحداً قُتل إلا وقد رُغب له عن مصرعه، [أي ما تمنى أحد موتته] ولا نجا إلا قد ندم على ما كان منه)).
وقال العلاء بن عبدالكريم: ضحكت، فقال لي طلحة بن مصرّف: ((إنّك تضحك ضحك رجلٍ ما شهد الجماجم))، قيل: يا أبا محمد، وشهدت الجماجم؟، قال: ((نعم، ورميت فيها بأسهم ما بلغت، ولوددت أنّ يدي قطعت من ههنا -وأشار إلى مرفقه- وأنّي لم أشهد)).
وكذلك ندم مسلم بن يسار فعن أبي قلابة أنه اجتمع هو ومسلم بن يسار وكان مسلم خرج مع ابن الأشعث، فذكروا ذلك، فقال مسلم: ((قد خرجت معه فوالله ما سللت سيفاً، ولا رميت بسهم، ولا طعنت برمح))، فقال له أبو قلابة: ((لكن قد رآك رجل واقفاً، فقال: هذا مسلم بن يسار واقف للقتال، فرمى بسهمه وطعن برمحه وضرب بسيفه)). قال: فبكى مسلم، قال أبو قلابة: ((حتى تمنيت أني لم أقل شيئاً)).
وكذلك رجوع الإمام الشعبي عن خروجه يوم الجماجم مع القراء على يزيد والحجاج، وندمه على ذلك واعترافه بذنبه، فقد قال للحجاج: ((أصلح الله الأمير، خطبتنا فتنة فما كنّا فيها بأبرار أتقياء ولا فجار أقوياء، وقد كتبت إلى يزيد بن أبي مسلم أعلمه ندامتي على ما فرط منّي ومعرفتي بالحق الذي خرجت منه وسألته أن يخبر بذلك الأمير، ويأخذ لي منه أماناً فلم يفعل)).
فعليكم عباد الله بالاحتجاج بالنصوص وتقديمها على قول أي أحد كائناً من كان، والنصوص كلها تدلّ على وجوب السمع والطاعة في غير معصية والصبر على جورهم وبذل النصيحة لهم بضوابطها الشرعية والدعاء لهم وغير ذلك. اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ....
ملفات مرفقة











قديم 2013-10-06, 11:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أم دجانة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أم دجانة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










قديم 2013-10-06, 12:53   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الصعلوك
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الله أكبر
عقيدة صافية رقراقة










قديم 2013-10-06, 13:06   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
لمعة السيف
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية لمعة السيف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
لن يصعب علينا أن نثبت سلفية الإمام الحسن البصري – وليس هذا بحثنا أصلاً فلا ينازع بهذا إلا من فقد بصره – فهو سلفي المنهج بصفاء و بهاء ، وهذا واضح بجلاء دونما أي لبس أو خفاء ، وكيف لا يكون كذلك وهو القائل : : " السنة - والذي لا إله إلا هو- بين الغالي والجافي ، فاصبروا عليها رحمكم الله ، فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما مضى ، وهم أقل الناس فيما بقي ، الذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم ، ولا مع أهل البدع في بدعتهم ، وصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم ، فكذلك فكونوا " [3]
و هو القائل : " ابن آدم لا تغتر بقول من يقول : المرء مع من أحب ، إنه من أحب قوما اتبع آثارهم ، ولن تلحق بالأبرار حتى تتبع آثارهم ، وتأخذ بهديهم ، وتقتدي بسنتهم وتصبح وتمسي وأنت على منهاجهم ، حريصا على أن تكون منهم ، فتسلك سبيلهم ، وتأخذ طريقهم وإن كنت مقصرا في العمل ، فإنما ملاك الأمر أن تكون على استقامة ، أما رأيت اليهود ، والنصارى ، وأهل الأهواء المردية يحبون أنبياءهم وليسوا معهم ، لأنهم خالفوهم في القول والعمل ، وسلكوا غير طريقهم فصار موردهم النار ، نعوذ بالله من ذلك "[4]

[3] شرح الطحاوية (2/421)
[4] استنشاق نسيم الأنس للحافظ ابن رجب [3/ 379 ] من مجموع رسائله
......................









 

الكلمات الدلالية (Tags)
البشري, الحزن, الإمام, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:23

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc