الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
أما بعد :
فإنّي رأيت - من واجب النّصح أولا و بما تمليه علينا حرمة العلم ثانيا - أن أقدّم قراءة نقديّة سريعة تقف عند بعض المزالق العلميّة الناتجة عن سوء التدبير و قلّة التفكير و اجتراح مسائل تنضوي تحت البيداغوجيّات و تعليميّة المادّة
و أرجو - من باب الاحتراس - أن لا يفهمني إخواني خطأ فأنا لست هنا لأتتبّع عورة أحد ( و إن كان يبدو له ذلك ) كما أنّي لست في هذا المقام الكريم للتشهير بآحاد النّاس حاشا لله فما هي وظيفة هذه القراءة و لا هي - أزعم و أدّعي - من وظيفة صاحبها .
غير أنّي لاحظت من أوّل لحظة نشر فيه موضوع امتحان اللغة العربيّة - لاحظتُ عددا لا بأس به من الحلول المقدّمة التي يطبعها طابع الفوضى و التناقض و الإجابات " الهاوية " ممّا يؤثّر على جملة من أبنائنا المترشّحين ذكورا و إناثا
و أنبّه نفسي و إخواني إلى أنّ الحل النموذجيّ يخضع لجملة من الاعتبارات الفنيّة البحتة أذكر منها على سبيل الإيجاز :
1. المنشور الوزاريّ المقدّم لطبيعة امتحان شهادة التعليم المتوسّط في مادّة اللغة العربيّة الصادر عن وزارة التربية الوطنيّة
2. دليل بناء امتحان شهادة التعليم المتوسّط مادّة اللغة العربيّة الصادر عن الدّيوان الوطنيّ للامتحانات و المسابقات
3. علم التنقيط (docimologie ) الذي يخضع الإجابات إلى منطق دقيق في الإجابة مع استحقاقها لهذه العلامة أو تلك .
إذا تقرّر هذا ، أقدّم - هنا - بعض وجوه التناقض :
ّأوّلا : فيما يتّصل بسؤال الفكرة العامّة فقد قدّم بعض الإخوان إجابة في شكل حكمة و هذا ليس بخطإ في عمومه بيد أنّه لا يُصار إلى تقديم الفكرة في شكل حكمة إلاّ حين يتعذّر ذلك و هذا ليس بمتعذّر في النصّ إذ المطلوب - سادتي - تقديم فكرة و ليس حكمة و شتّان بين الأمرين ، فهذا عيب ظاهر و قادح سلّمكم الله .
ثانيا : فيما يتّصل بالسؤال المتعلّق بالنمط قدّم إخواني إجابة كريمة يتلخص فحواها في أنّ النمط الغالب هو الإخباري و هذا غلط ظاهر إذ الصحيح أنّه حجاجيّ و لو تفحّص أحدنا النصّ جيّدا لوجده يقدّم حجاجا في موضوع الجدّ و العمل و المثابرة ضف إلى ذلك فإنّه قدّم أمثلة ساقها الكاتب في سياق الحِجاج وهما العبارتان المطلوبتان في الشقّ الثاني من السؤال ، فاتّقوا الله - يا رعاكم الله - في أبنائنا المترشّحين .
ثالثا : بعض الحلول المقدمة في الإعراب خاطئة مائة في المائة إذ بعضهم قدّم جملة خرّج إعرابها على أنّها في محلّ رفع فاعل و هي - عند التحقيق - في محلّ نصب مفعول به للفعل ( استطاع ) كما أنّ إعراب المفردات قاصر ... فحسبنا الله و نعم الوكيل في أكبادنا كيف يتلاعب بها بوجه أقلّ ما يقال عنه أنّه " مهين " .
رابعا : بعضهم قدّم شرحا للاستعارة المكنيّة و لم يكن هذا بمطلوب وفق منطوق السؤال
أليس السؤال يقول : (( سمّ الصورة البيانيّة في العبارة الآتية ، و بين نوعها ... )) ؟ فمنطوق لغة السؤال يطالب بـ : " التسمية و هي الاستعارة و بـ " بيان النوع " و هي مكنيّة . فأين الشرح ؟ ؟ ؟
خامسا : في بيان نوع الجملة و تحديد عناصرها هناك أربعة أشياء ( موافقة لمنطوق لغة السؤال ) :
- نوع الجملة : جملة شرطيّة
- تحديد عناصر الجملة :
أداة الشرط : إذا
جملة الشرط :وافقه الجدّ و التصميم
جملة جواب الشرط : انتهى بصاحبه إلى الفوز
هي ذي جملة القراءة النقديّة التي رأيت أن يتنبّه لها أولي الشأن و الاعتبار عسى أن تُبِين عن بعض ما زلّ به القلم و سها عنه العقل و لله الحمد و المنّة
كتبه المعتزّ بالله : مراد سعيداني .
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2013-06-10, 18:24
قراءة نقديّة للحلول المقدّمة في اللغة العربيّة
العرض العادي
