اليقين مفهومه وآثاره ووسائل تقويته - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اليقين مفهومه وآثاره ووسائل تقويته

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-02-24, 18:41   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي اليقين مفهومه وآثاره ووسائل تقويته

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.


أما بعد:


فمن المعلوم أن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالقلب والجوارح؛ فالمسلم ينطق بلسانه بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويظهر بأقواله إيمانه بما جاء عن الله تعالى.


ولابد للمسلم أن يعقد قلبه مؤمنًا جازمًا بكل ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى رأس ذلك أصول الإيمان وأركان الشريعة وما تفرع عنها.


ولا يتم إسلامه إلا بالعمل بما قاله واعتقده وآمن به، يعمل بقلبه وجوارحه، فأعمل الجوارح كالصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك من العبادات.


وأعمال القلب كالإخلاص والحب والخشية والخوف والرجاء والتوكل والتوبة والإنابة ونحوها كثير.


وإن أعمال القلب هي الباعثة على أعمال الجوارح والمحركة لها، فإذا ضعفت أعمال القلوب ضعفت أعمال الجوارح، ومن هنا وجبت العناية بها والحرص على تقويتها ومداومة محاسبة النفس عليها.


ومن رأى خللًا في عباداته الظاهرة، أو تقصيرًا في مظهره أو سمته فليفتش عن أعماله القلبية؛ فسيجد الخلل سبق إليها؛ فليجدد ما ضعف منها.


وإن من أعظم تلك الأعمال القلبية وأعلاها: اليقين وهو موضوع هذا الكتاب المختصر، حيث عرفت باليقين، مبينًا أصل الكلمة ومعناها الشرعي، والمنزلة الشرعية لليقين، ثم ذكرت حكمه، وثمراته وآثاره، ومراتبه، وأنواعه، وعلامات أهل اليقين، ووسائل تقويته.


أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم موافقًا لشرعه الحكيم.


تعريف اليقين

لغة:


اليقين مشتق من الفعل يَقِنَ وأيقن يوقن إيقانًا، وييقن يقنًا ويقينًا، فهو موقن.


واليقين نقيض الشك، فهو العلم وتحقيق الأمر وإزاحة الشك، فكما أن العلم نقيض الجهل، فكذلك اليقين نقيض الشك، يقال: علمته يقينًا، أي علمًا لا شك فيه([1]).


وليس هو من الفعل وقن وأوقن؛ فإن معنى وقن وأوقن: اصطاد الطير من وقنته، أي وكنته (محضنه)، فالوقنة موضع الطائر في الجبل، ويقال توقن وأوقن في الجبل: صعد فيه([2]).


نخلص مما سبق أن اليقين مشت من الفعل يقن وأيقن بمعنى علم علماً لا شك فيه تطمئن إليه النفس اطمئنانًا يزيل الشك ويدفع للعمل بالموقن به.


والعرب تسمي اليقين ظنًا والشك ظنًا، ومنه قوله تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا} ([3])أي فأيقنوا أنهم مواقعوها([4]).


بل قال بعض المفسرين: "كل ظن في القرآن فهو علم ويقين، كما ذكر ذلك الطبري بسنده عن مجاهد، وذكر ابن كثير صحة سنده عنه([5]).


اصطلاحًا:


هو اليقين الجازم بعلم وطمأنينة واستقرار نفس، بكل ما جاء في الكتاب والسنة عن الله تعالى، يقينًا يدفع المرء إلى العبودية لله تعالى مع حرص شديد على إخلاص النية له سبحانه، واتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.


أو تقول هو أن تتيقن بكل ما ورد من الحق، فيكون عندك كالشاهد.


فاليقين هو إتقان العلم بانتفاء الشك والشبهة عنه، وهو العلم الجازم الذي لا شك فيه المؤدي إلى استقرار القلب وطمأنينته، الدافع إلى العمل، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "اليقين هو طمأنينة القلب، واستقرار العلم فيه، وضد اليقين الريب وهو نوع من الحركة والاضطراب" ([6])، ويقول السعدي: "اليقين هو العلم التام الذي ليس في أدنى شك، الموجب للعمل"([7]).


ومما ينبغي أن يعلم أن اليقين أعلى درجات الإدراك، قال ابن تيمية: "ينبغي أن يعلم أن كل واحد من صفات الحي، التي هي العلم والقدرة والإدراك ونحوها، له من المراتب ما بين أوله وآخره ما لا يستنبطه العباد، كالشك ثم الظن ثم العلم ثم اليقين ومراتبه، وكذلك الهم والإرادة والعزم..."([8]).


والعبد يعرف من نفسه بلوغه درجة اليقين بالشيء كما يعرف أنه رأى الشيء أو سمعه، يقول ابن تيمية: "العلم واليقين يجده الإنسان من نفسه كما يجد سائر إدراكاته وحركاته مثلما يجد سمعه وبصره وشمه وذوقه، فهو إذا رأى الشيء يقينًا يعلم أنه رآه، وإذا علمه يقينًا يعلم أنه علمه، وأما إذا لم يكن مستيقنًا؛ فإنه لا يجد ما يجده العالم، كما إذا لم يستيقن رؤيته لم يجد ما يجده الرائي، وإنما يكون عنده ظن ونوع إرادة توجب اعتقاده"([9]).



([1]) انظر: لسان العرب 3/1015، ومعجم مقاييس اللغة 6/157، والصحاح 6/2219.

([2]) انظر: لسان العرب 3/971.

([3]) سورة الكهف: 53.

([4]) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص480.

([5]) انظر: جامع البيان في تفسير القرآن 1/206/ 207، وتفسير القرآن العظيم 1/88.

([6]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 3/329.

([7]) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص41.

([8]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 10/721.

([9]) جامع الرسائل 1/240.








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مفهوله, اليقين, تقويته, وآثاره, ووسائل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc