[من نوادر ظرفاء العرب [/c]
1- كان (الجاحظ) واقفاً أمام بيته، فمرت قربه امرأة حسناء فابتسمت له، وقالت: لي إليك حاجة .
فقال الجاحظ: وما حاجتك؟
قالت: أريدك أن تذهب معي.
قال: إلى أين؟
قالت: اتبعني دون سؤال.
فتبعها الجاحظ إلى أن وصلا إلى دكان صائغ. وهناك قالت المرأة للصائغ: مثل هذا. وانصرفت.
عندئذ سأل الجاحظ الصائغ عن معنى ما قالته المرأة، فقال له: لا مؤاخذة يا سيدي! لقد أتتني المرأة بخاتم، وطلبت مني أن أنقش عليه صورة شيطان. فقلت لها: ما رأيت شيطاناً في حياتي. فأتت بك إلى هنا لظنها أنك تشبهه.
2- نظر (مزبد المدني) إلى امرأته يوماً، وهي تصعد سلماً، فقال: أنت طالق إذا صعدت، وطلق إن وقفت، وطالق إن نزلت، فرمت بنفسها من حيث بلغت. فقال لها: فداك أبي وأمي، إن مات القاضي احاج إليك أهل المدينة في أحكامهم.
3- صعد (جحا) يوما إلى المنبر وقال: أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم؟
فقالوا: لا.
قال: حيث أنكم لا تعلمون ما أقول فلا فائدة للوعظ في الجهال.
ونزل من فوق المنبر ثم صعد يوم آخر وقال: أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم؟
قالوا: نعم .
قال: حيث أنكم تعلمون، فلا فائدة من إعادته ثانياً.
ونزل من فوق المنبر: فاتفقوا على أن يقول جماعة منهم: نعم، وجماعة: لا.
ثم صعد جحا يوماً آخر وقال: أيها الناس هل تعلمون ما أقول لكم؟
فقال بعضهم: نعم. والبعض الآخر: لا .
فقال لهم: على الذين يعلمون أن يعلموا الذين لا يعلمون. ونزل.
4- حضر ( جحا ) مائدة بعض الأغنياء ، فقدم له جدياً مشوياً، فجعل جحا يسرع في الأكل منه، فقال له صاحب الوليمة،،
وكان لئيماً : أراك تأكل منه أكل انتقام وكأن أمه نطحتك.
فقال جحا: وأراك تشفق عليه وكأن أمه أرضعتك.
5- مر ( أشعب) ومعه ابنه بجنازة خلفها امرأة تبكي تقول: الآن يذهبون بك إلى بيت لا فراش فيه، ولا غطاء، ولا ضيافة، ولا خبز ولا ماء.
فقال ابن أشعب : يا أبت،إنهم يذهبون والله إلى بيتنا