[size="5"]أخي أنقل لك هذا الكلام لعله يفيدك
سؤالك - أخي - يدل على أنك شخص مسلم يسعى لمرضاة الله تعالى ، فأسأله تعالى أن يبارك فيك ، وأن يكثر من أمثالك ، وأن يعينك على بر والدك ، والإحسان إليه ، وأن يذهب هذا الجفاء الذي تعاني منه في معاملتك لوالدك ، وأن يجعلك من عباده الصالحين ، وكما لا يخفي عليك - أخي - أنه لا يوجد في الوجود أحد له عليك من الحق والفضل مثلما للوالدين ، ولذلك يكون في حكم المستحيل أن تجد أحداً من الناس يستطيع أن يكافئ والديه أو أحدهما بحال من الأحوال ، إلا يجدهما أو أحدهما يباعان في أسواق العبيد فيشتريه بماله فيعتقه ، هذه هي الحالة الوحيدة ، والأم خاصة مهما قدمنا لها فلم ولن نكافئها ولا بزفرة من زفرات الوضع، ويروى أن رجلاًَ كان يطوف بأبيه وقد حمله على ظهره فقال لأحد الصحابة الكبار هذا أبي حملته كما حملني ، وغسلته كما غسلني ، وأطعمته كما أطعمني ، فهل أديت له حقه ؟ فقال : لا ، قال : ولم ؟ قال : لأنك تصنع ما تصنع وتتمنى له الموت ، أما هو فقد صنع ما صنع لك ، وكان يتمنى لك الحياة ، ولذلك - أخي محمد - لا نجد حقاً مقرونا بحق الله الأعظم - وهو التوحيد - إلا حق الوالدين ، وقطعاً هذا لا يخفي عليك ، حيث يقول الحق جل جلال: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا، وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) (الإسراء:23) ، وقال أيضا جل وعلا (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ) (لقمان:15) إلى غير ذلك من نصوص القرآن .
أما السنة ففيها العشرات من الأحاديث التي تحث على وجوب إكرامهما ، والإحسان إليهما ، والصبر عليهما وعلى أذاهما ، وعدم نهرهما ، أو التضجر منهما ، فلا يصح أن يعلو صوتنا فوق صوتهما ، أو أن نظهر تبرمنا وضيقنا من طلبهما ، أو أن نسفه أراءهما حتى لو كانا غير متعلمين ، ولا ينبغي لنا أن ننسى قوله تعالى (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الإسراء:24) .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما برّ أباه من شدَّ إليه الطرف بالغضب) أي من نظر إلى أبيه بشدة وهو غضبان .
ولا يفوتني أيضاً أن أذكرك بحديث ( بروا آباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم ) فالمسألة دين وقصاص
لذا أقول لك عليك بما يلي :
1- الدعاء أن يشرح الله صدرك لإكرامهما ،وأن يعينك على برهما .
2- أن تكثر من الدعاء لوالدك قدر استطاعتك .
3- أن تدعوا الله تعالى بإلحاح أن يرزقك محبة والدك ، وأن يذهب عنك هذه الجفوة وتلك الحدة .
4- أن تقرأ أخي سير الصالحين وكيف كان برهم بآبائهم وإحسانهم إليهم .
5- أن تقرأ ما ورد في القرآن والسنة في شأنهما ومنزلتهما وفضل برهما والإحسان إليهما ، وآثار وعقوبة العقوق ولو بكلمة .
سائلاً الله تعالى لك التوفيق في إكرامك لوالدك وإحسانك إليه فيعاملك أولادك كما تحب وتتمنى . [/size]