عــلمني البحـــر - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

عــلمني البحـــر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-24, 04:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
mouheballah
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي عــلمني البحـــر



عــلمني البحـــر



عندما يقُدر لنا الله أن ونكون في رحلة إلى البحر،
يزينها البعد عن صخب الدنيا، وانقطاع الاتصالات مع كل
أحدٍ إلا مع الله،

البحر وما أدراك ما البحر!

إنه مدرسةٌ إيمانية! وفرصة لملء هذا القلب بتعظيم الله،
إذ لا صلاح له، ولا سعادة إلا بأن يكون هذا القلب
معظماً لله، ومخبتاً لخالقه، مملوءاً بإجلاله وهيبته.
إن السير في البحر، هو من جملة امتثال الأمر الإلهي
في القرآن للتفكر والنظر والاعتبار ..
ألم يقل الله: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ
يَعْقِلُون َ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُون َ بِهَا فَإِنَّهَا لَا
تَعْمَى الْأَبْصَا رُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }؟!
ألم يقل الله: { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُو ا
كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَة َ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }؟
أم كيف يتم تحقيق اليقين في قوله تعالى:
{وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِن ِينَ}
إلا بمثل هذا السير في الأرض، والنظر في ملكوت الله؟!
ألم يمدح الله المتفكرين في خلق السماوات والأرض؟:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَ اتِ وَالْأَرْض ِ وَاخْتِلَا فِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَا رِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَا بِ,
(190) الَّذِينَ يَذْكُرُون َ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا
وَعَلَى جُنُوبِهِم ْ وَيَتَفَكّ َرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَ اتِ وَالْأَرْض ِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَك َ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
إن السير في الأرض قد يشترك فيه المؤمن والكافر،
لكن المؤمن له في كل شيء عبرة، وفي كل أمر فكرة،
تذكره بالله، والدار الآخرة وبحقيقة هذه الدنيا ..
المؤمن قد يخرج للنزهة البرية، وقد يمخر عباب البحر
، لكنه يعود بفوائد وعوائد إيمانية، هي أعظم
مما يقع من أُنْسٍ عارضٍ مع الصحب والأصدقاء ..
لقد ذكرتني عظمة البحر ـ وأنا بين أمواجه ـ
عظمةَ خالقه، وأنه لا يخلق العظيم إلا عظيم،
جل في علاه.



هذه الصورة تم اعادة تحجيمها اضغط على الشريط الاصفر للحصول على الحجم الاصلي حجم الصورة الاصلي هو 653x431 ومساحتها 52 كيلو بايت

هذه الصورة بحجم اخر انقر هنا لعرض الصورة بالشكل الصحيح ابعاد الصورة هي 653x431.





عــلمني البحـــر

نعمة التوحيد ـ وأنا أرى الأمواج تتلاطم من حولي
ـ وتذكرت حينها قول الله ﻷ:
{وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ
فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُ مْ وَكَانَ الْإِنْسَا نُ كَفُورًا}!
فالحمد لله الذي جعلنا لا نستغيث
إلا به في البر والبحر والجو.




عــلمني البحـــر

ـ وأنا أمخر عبابه ـ شيئاً من معاني قوله تعالى:
{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَات ِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ
قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}
، وبقوله سبحانه:
{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْر ُ يَمُدُّهُ
مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
سبحان الله!
هل تصورت الأمر؟ هب أن كل شجرة في الأرض،
في بره وبحره صارت أقلاماً، ثم تحوّلت
هذه البحار العظيمة إلى محابر، فصارت الأقلام
تكتب كلمات الله، والبحار من ورائها بحار،
ما نفدت ولا انتهت كلماته سبحانه وبحمده.




عــلمني البحـــر

عظيم فضل الله علينا به، فهو أحد مستودعات الرزق
الكبرى في الأرض:
{وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُ وا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا
وَتَسْتَخْ رِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُون َهَا وَتَرَى الْفُلْكَ
مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَ غُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّك ُمْ تَشْكُرُون َ }
فاللهم اجعلنا من الشاكرين!





عــلمني البحـــر

وأنا أرى منظر الصيادين يصيدون السمك
يسرَ هذه الشريعة حيث أباحت لنا ميتة البحر:
{أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُه ُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيّ َارَةِ}.
وقلتُ في تفسي ـ وأنا أرى ما يقع لبعض الصيادين
من تتابع بعض الأسماك دفعة واحدة
في الشبكة أو في السنارة ـ: ماذا لو لم يجز
لهذا الصياد أن يأكل إلا ما ذُكي؟!
إذن لفسد أكثر صيده، ولباء بالتعب،
فالحمد لله على هذه الشريعة السمحة.

عــلمني البحـــر

التفكر فيما أرى من آيات الله التي جعلها في هذا البحر:
سفنٌ كبارٌ، تحمل آلاف الأطنان من النفط أو الأرزاق ..
فتذكرتُ حينها قوله تعالى:
{وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْل َامِ}!
وتذكرتُ:
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُ مْ
مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }.
هل تأملتَ ـ أيها المؤمن ـ هذه الحِكَم؟
{لِيُرِيَك ُمْ مِنْ آيَاتِهِ}!
وهل فتشت عن أثر هذا التأمل
في تحققك بهذين الوصفين:
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }
صبّار عن محارم الله، وشكور لنعمه فلم يكفرها.






عــلمني البحـــر

وأنا أرى طيراً ينقر نقرةً عابرة على سطحه ـ
شيئاً من معاني قوله صلى الله عليه وسلم ـ
وهو يحدثنا عن قصة موسى مع الخضر
عليهما السلام المخرجة في الصحيحين ـ:
"يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله
إلا كنقرة هذا العصفور في البحر" أي: لم يأخذ.




عــلمني البحـــر

أن من يغوص فيه ولو لأمتار قليلة،
ويرى هذا التنوع العظيم في أنواع المخلوقات البحرية:
فهذه أسماك كبيرة وتلك صغيرة، وهذه ألوانها
تأخذ باللب، وتلك شعب مرجانية، وهذه أعشاب بحرية،
وفي كل شيء له آية **** تدل على أنه واحد
إن هذا التنوع في المخلوقات لأعظم دليل
على كمال قدرة الله، وعظيم قيوميته،
فمن يرزق هذه المخلوقات إلا هو؟
ومن يحفظها إلا هو؟ ومن يقوم عليها إلا هو!
إنه الله الذي
{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم ُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}،
{ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ }؟.





عــلمني البحـــر

عِلْماً أورثني شعوراً لا أستطيع وصفه!
لقد مرّ من أمام ناظريّ ـ وأنا أرى هذه الأسماك
بأحجامها المختلفة وألوانها البديعة المتنوعة ــ
أسماء وصور لعلماء ودعاة في الحاضر والغابر:
{فَمِنْهُم ْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ }!
فتذكرتُ عظيم فضل الله عليهم حين منّ عليهم
بتعليم الناس الخير، وتذكرتُ عندها الحديث
الذي صح موقوفاً عن ابن عباس، وروي مرفوعاً
من طرق أخرى لا بأس بها:
"إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين
حتى النملة في حجرها وحتى الحوت
ليصلون على معلم الناس الخير".
وهذا ـ لعمر الله ـ الشرف الذي لا يلحقه شرف!
ملائكةٌ! ونمل! وحيتان! لا يعلم عددهم
إلا الله تستغفر لمعلم الناس الخير؟!





عًلٌمًنًيْ البًحًرٌ

درساً عظيماً في فهم شيء من معاني قوله تعالى ـ
وهو يضرب لنا مثلاً في مآل أعمال الكفار ـ:
{أَوْ كَظُلُمَات ٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ
مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ
لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.
ظلمات بعضها فوق بعض!
لقد رأيت من هذه الظلمات ظلمتين، فهالني الأمر،
فكيف بمن غاص ليعيش ظلمات الأخرى؟
إنه مشهد يعز على الوصف!
هذه حقيقة عمل الكافر إذا مات على كفره
وإن كان يحمل أعلى الشهادات، أو يتبوأ أعلى
المناصب، فهنئياً لمن على التوحيد والسنة.






عــلمني البحـــر

أنه دواء ناجع لعلاج الكبر!
فمن شعر بشيء من الفخر التعالي على العباد،
أو القهر بغير حق، فليحمل نفسه يوماً،
ولينطلق إلى هذا البحر ليعرف قدره، وأن الكبر
لا يليق إلا بالجبار المتكبر!
لقد تذكرتُ، وأدركتُ شيئاً من حكمة الله
أن جعل البحر المحطة الأخيرة في حياة رأس
من رؤوس المتكبرين المفسدين في هذه الدنيا:
{حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا
الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِي لَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِم ِينَ
(90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِد ِينَ}!






عــلمني البحـــر

أن ركوبه فرصةٌ لتنمية عبادة التفكر
التي تورث الخوف والرجاء والحب للرب العظيم،
وأن هذا التفكر من أعظم ما يبني قواعد الإيمان.

*..همسة ..*

إن تربية القلب على عبادة التفكر والتدبر
في آيات الله الشرعية والكوينة من أقصر الطرق
لصلاح القلب، ودفعِ أمثال هذه الواردات،
فإن القلب إذا امتلأ بتعظيم الله، فإنه يوشك أن يستحي
أن يستمر في التفكير في معصية الله،
فضلاً عن الاستمرار في مواقعتها، وإن وقع
فلا يلبث أن يغشاه الحياء والندم، وهكذا في جهاد
ومجاهدة حتى تستقر قدمه على الطريق،
وإلى أن يلقى ربه؛ لقاء المحب لحبيبه.
اللهم املأ قلوبنا من تعظيمك وإجلالك،
وارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
البحـــر, عــلمني


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:13

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc