هناك على طرف الجبل يلوي القرد ذيله ويهم بين قصع قمل وأكل خوخ من يد طفل مرتجفة وسرعان ما تختل حركاته بين حك وجري وقفز وضجيج لا يصدره الا قرد , وخلفه مهللون لحركاته مبتهجين للفرجة التي لا يملكون الا الاستمتاع بها في زمن القز والهز والطز فيزداد هو ابتهاجا ويرمي الاسد بالقشور وسط رعونة الحركات اللامسؤولة غير أن لا وقت لليث يضيع قيلولته. وما إن استفاق حتى بادرته فعلة المقمل فهم ثم توقف : من أنا ومن هو ؟ إن رميته بقشر صرت قردا , وإن ضربته قالوا عجز عقلك تضرب مختلا واستدلوا بعدم توازن حركاته , وإن طلبت من صغار الحيوان التشنيع به قالوا تآمرت ...ولكن ينبغي أن ألقنه درسا فربما كرر فعلته في زهو حال . فتلبث ناظرا في الأرض الى أن اهتدى الى طرح فضلاته وخدش الارض ملفتا ناظر القرد وغادر المكان يلتفت بعين الترقب وإذا بالقريد الطامع في الثريد يقفز قفز العبيد ويرقص رقص السعيد ويلفها تارة ويشمها أخرى وخوفا من أن يشاركه ثقيل في الوليمة طمس وجهه وغمر وطمر والسيد الملك يضحك ضحك الحكيم ثم عفا وقال :من صغرت صورتنا في نفسه آلت مزابلنا الى بطنه.