![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() أثبت الأطروحة التالية: معرفة الذات تتأسس على التواصل مع الغير طرح المشكلة:إذا كان الإنسان بطبعه كائن اجتماعي كما يقول ابن خلدون، يتأثر ويتفاعل مع بني جنسه،فلا يستطيع أن يعيش منعزلا عن الناس فإن هذا يستلزم أن الآخر أو الغير وجوده ضروري حتى يتمكن الإنسان من إدراك ذاته وقيمة وجوده ،فالشعور بالأنا أو الوعي غير كاف لمعرفة الذات وعليه نطرح السؤال التالي: كيف يمكن لنا إثبات أن معرفة الذات تتأسس على التواصل مع الغير؟ محاولة حل المشكلة: 1/ عرض منطق الأطروحة:يرى بعض الفلاسفة أن إدراك الذات لا يكون إلا من خلال التواصل مع الأنا الآخر باعتبار الإنسان كائن اجتماعي مضطر إلى التواصل مع الغير،بل انه يتأثر بالناس ويؤثرون فيه ويتفاعل معهم ، فالوعي أو الشعور بالأنا غير كاف لمعرفة حقيقة الذات ،وهذا التفاعل الذي يحصل بين الفرد والغير يحبطه أو يشجعه ويشكل دوافعه فيصدر الغير عليه الأحكام ويدفع هذا الفرد إلى التفكير بعمق في نفسه وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف ماكس شيلرالذي يرى أن الإنسان يعيش في جماعة أكثر مما يعي في فرده ذاته ،فالطفل يكون في بداية حياته في حالة اللا قسمة« اللاتمييز »ومع نموه داخل مجتمعه فإنه يدرك هويته الذاتية فالمجتمع هو الذي يكون الوعي الفردي ،وهذا ما يؤكده الفيلسوف الفرنسي إميل دوركايم الذي يقول : «إذا تكلم الضمير فينا فان المجتمع هو الذي يتكلم »،ويرى أن التعاطف والحب هما الطريق المعبر عن التواصل الحقيقي بالغير، لأن المشاركة العاطفية هي عمل قصدي نزوعي يتجه نحو الغير مثل العاطفة التي تربط الأم بالأب عند وفاة ابنهما،ومثل مشاركة الغير أفراحه وأتراحه،ومختلف مظاهر الحب وهكذا يتجسد الإحساس المشترك بين الذات والآخر ،و يذهب الفيلسوف الفرنسي ذو النزعة الوجودية جون بول سارتر أن وجود الآخر شرط ضروري لتكوين الأنا حيث يقولك وجود الآخر شرط لوجودي، و شرط لمعرفتي لنفسي وعلى ذلك يصبح اكتشافي لدواخل اكتشافا للآخر ،وهذا الآخر ليس مجرد موضوع بل أدركه وأعيه كإنسان موجود مثلي في هذا العالم ،والتواصل يتحقق عن طريق الوعي بالمماثلة, 2/ تدعيم الأطروحة بحجج شخصية: وهذا ما يثبته الواقع فالذات الإنسانية ليست منطوية على نفسها بل تتجه نحو الغير،لأن الشعور يتجه دوما نحو خارج ذاته بحثا عن التغير الذاتي،فأي شخص لا وجود لهولا قيمة لوجوده إلا في ظل علاقته مع الغير أين تتحول معرفته لذاته إلى معرفة موضوعية عن طريق التواصل حيث يقول المفكر العربي المعاصر لحبابي: «أن معرفة الذات تكمن في أن يرضى الشخص بذاته كما هو ضمن هذه العلاقة: الأنا كجزء من النحن في العالم»،وإذا كان الشعور هوا لذي يحدد معرفة الذات ،فلماذا لانعي جميع أحوالنا النفسية كزلات القلم والنسيان وفلتات اللسان ،ولماذا يلجأ الناس إلى المحللين النفسانيين؟ وهذا دليل عل أن الإنسان يجهل حقيقة ذاته ويحتاج بالضرورة إلى الآخر في وجوده,,,,,,. توسع 3/نقد خصوم الأطروحة بعد عرض منطقهم: حيث ذهب بعض الفلاسفة أن الوعي هو الذي يحدد معرفة الذات فالإنسان متميز عن الحيوان كونه كائن وواع لأفعاله وما يدور في ذاته من أفكار وعواطف،ويعرف جميع أحواله الشعورية معرفة مباشرة حدسية،وعن طريق الوعي أو الشعور يدرك أنه موجود حيث يقول الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت أن الشعور هو وعي الذات بذاتها وجميع أحوالها ،وهذا ما عبر عنه في الكوجيتو الديكارتي: « أنا أفكر إذن أنا موجود»،فماهية النفس التفكير،وهو دليل وجودها في هذا العالم،وأنها متميزة عن الآخرين،وهذا ما ذهب إليه الفيلسوف الفرنسي مين دوبيران الذي يرى أن الشعور بالذات سابق عن الشعور بالموضوع حيث يقول : «قبل أي شعور ، لابد من أن الذات وجود بدليل أن الشعور أو الأنا تميز بين الذات الشاعرة والموضوع المشعوربه»،لكن الشعور بالأنا غير كاف بل إن الإنسان يحتاج إلى التواصل مع غيره من اجل تكوين معرفة أكثر عمقا حيث يرى الفيلسوف سبينوزا هو وهم ومغالطة فاعتقاد الناس بحرية تصرفاتهم ظن خاطئ لجهلهم بالأسباب المتحكمة في شعورهم،وهذا ما يؤكد صعوبة التمكن من معرفة ذواتنا على حقيقتها . حل المشكلة:إن وعيي بذاتي يتوقف على معرفة الغير والتواصل معه ،لأنها قاصرة عن معرفة حقيقتها ،فإنها تحتاج إلى الغير حتى تدرك حقيقتها أكثر ونقائصها ومدى قيمتها في هذا الوجود........... توسع |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() المشكلة مرتبطة بالحرية باعتبارها شرط لا في المشروط " المسؤولية " الحديث عن المسؤولية لا يستقيم إلاّ بوجود الحرية ، لكن السؤال المطروح هل حقيقة الإنسان حر أم مقيد ؟ للإجابة على هذا التساؤول نستعرض الآراء التي تتناول هذه المسألة . 01 – اثبات الحرية : الحرية مبدأ مطلق لا يفارق الإنسان ، وهو أزلي يتخطى مجال الدوافع الموضوعية والذاتية على حد سواء ويتمثل تارة في قرار الإنسان قبل نزوله إلى الأرض ، وتارة في شعوره بالحرية أو كونه صاحب إرادة وقرار ، وتارة في أعماق النفس وطبيعة الذات الوجودية . الحرية الانسانية مطلقة لأن الله بريء من أفعال البشر التي اختاروها بمحض إرادتهم ، وهذا ما أكد عليه أفلاطون من خلال أسطورته المرتبطة بالجندي " آر " وهذا ملخصها :" إن آر الجندي الذي استشهد في ساحة الشرف يعود إلى الحياة من جديد بصورة لا تخلو من المعجزات ، فيروي ويصف لأصدقائه الأشياء التي تمكن من رؤيتها في الجحيم حيث أن الأموات يطالبون بأن يختاروا بمحض حريتهم مصيرا جديدا لتقمصهم القادم ، وبعد ذلك يشربون من نهر النسيان " ليثه " léthé ثم يعودون إلى الأرض ، وفي الأرض يكونون قد نسو بأنهم هم الذين اختاروا مصيرهم ويأخذون في اتهام القضاء والقدر ." وهذا دليل على أن الفرد هو الذي يتحمل المسؤولية وليس الله لأن هذا الأخير بعيدا عن أفعال العباد الإرادية لأنه بريء . وفي هذا الاتجاه يؤكد كانط أن الحرية علية معقولة متعالية ومفارقة للزمن وليس بدعة أن يكون الإنسان حرا و مسؤولا ما دام اختياره الأصلي إنما يتحقق في عالم مطلق معقول ، لا يخضع بأي حال لقيود الزمن ، وإن صاحب السوء هو الذي قد يكون اختار بكل حرية تصرفه منذ الأزل بقطع النظر عن الزمن أو الطباع ، فالشرور الفاشية في العالم إنما هي نتيجة حرية الاختيار ويذهب المعتزلة بزعامة واصل بن عطاء إلى أن شعور المرء أو إرادته هي العلة الأولى لجميع أفعاله مستدلين على ذلك بحجج عقلية وأخرى نقلية ، فالدليل العقلي يتمثل في أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعي بالقدرة الإقدام أو الإحجام على فعل أمر ، ومما يؤكد هذا الأمر أن الإنسان يفرق بين الأفعال التي يقوم بها كأن يطالع أو يكتب أو بين الأفعال التي تجري عليه كرها كإرغامه على القيام بعمل ما تقول المعتزلة :" إن الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل على حسب الواعي والصوارف فإذا أراد الحركة تحرك ، وإذا أراد السكون سكن ."، ولهذا فإن التكليف مرتبط بالوعي ، ولما وجد الوعي وجد التكليف وعلى هذا فإنه سيحاسب في الآخرة على الطاعة من جهة وعلى المعصية من جهة أخرى ، وهذا برهانا على كمال عدل الله . واعتمدوا كذلك في إثبات دعواهم على كثير من الآيات التي تنسب للإنسان الحرية كقوله في سورة الكهف آية 29 ": فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ." وقوله تعال في سورة الأعراف آية 23 :" ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .". وفي السياق نفسه نجد الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت حينما أكد على أن الحرية تدرك بطريقة مباشرة دون الاستدلال أو البرهان عليها يقول :" إن حرية إرادتنا يمكن أن نتعرف عليها بدون أدلة ، وذلك بالتجربة وحدها التي لدينا عنها ." وهنا نجد ديكارت يشبه الحرية بالأمور البديهية التي تعود عليها الفرد والتي يتقبلها مباشرة . هذا ونجد برغسون يرى أن الحرية هي عين ديمومة الذات ، والفعل الحر يصدر في الواقع عن النفس بأجمعها وليس عن قوة معينة تضغط عليها ، أو عن دافع بالذات يتغلب على غيره ، والديمومة عبارة عن تغبر مستمر بحيث لا يمكن أن تتكرر حالتان متشابهتان تمام التشابه ، والعلة الباطنية العميقة تنتج معلولها مرة واحدة ، ولكنها لا تنتجه بعد ذلك أبدا لهذا فالحرية تدخل ضمن معطيات الشعور المباشر لا معطيات الحتمية العلمية التي يكشف عنها قانون العلية ، فالحرية ليست موضوع للتفكير أو التحليل يقول برغسون :" إن الفعل الحر ليس فعلا ناتجا عن التروي والتبصر ، وإنه ذلك الفعل الذي يتفجر من أعماق النفس ." هذا التصور البرغسوني يؤكد على أن الإنسان صانع أفعاله بحريته المطلقة دون الخضوع للتأثير الآلي المرتبط بمبدأ الحتمية . ما يثبت أن الفرد حر حرية مطلقة هو أنه هو الذي يصنع هويته بنفسه ما دام لا يخضع لأي قوة أخرى ، هذا ما حاول أن يؤكد عليه جون بول سارت بقوله :" إن الإنسان لا يوجد أولا ليكون بعد ذلك حرا ، وإنما ليس ثمة فرق بين وجود الإنسان ووجوده حرا ." وهذا يثبت أن وجود الإنسان سابق لماهيته أي أنه كائن أولا ثم يصير بعد ذلك هذا أو ذاك لأنه مضطر للاختيار والمسؤولية . وعليه نجد هذه التصورات تثبت الحرية بالنسبة للإنسان ،لذا يجب أن يتحمل المسؤولية الكاملة الناجمة عنها . لكن القول بالحرية المطلقة تصور مبالغ فيه كثيرا ، كونه تجاوز قانون الكون لهذا أصبحت هذه التصورات السابقة مجرد وهم ، لأن الإرادة ليست تلك القوة السحرية التي تقول للشيء كن فيكون ،وتنفلت من كل مؤثر خارجي كان أو داخليا لأن العوامل الإجتماعية والرغبات اللاشعورية والتقلبات الجوية ، والمؤثرات البيولوجية لها تأثير على الإنسان لهذا فإن شعورنا بأننا أحرار مصدر انخداع وغرور لأن الشعور ظاهرة ذاتية متغيرة من شخص لآخر ، لهذا فلا يمكن أن نبني ما هو مطلق على ما هو متغير ، لذا فحرية برغسون هي حرية الفرد بمعزل عن الآخرين ، أما عن تصور سارتر فهو تصور متشائم ينفي القدرة الإلهية ، كما أنه بدلا من إثبات الحرية نفها بصورة غير مباشرة ،أما المعتزلة فجعلت من دور الدين ثانوي ما دام الفرد هو الذي يقوم بالفعل ، وبالتالي لا وجود للقضاء والقدر . نفي الحرية : ينفي بعض الفلاسفة الحرية عن الإنسان باسم الجبرية تارة والحتمية تارة أخرى . أنصار الجبرية : الحرية غير موجودة ما دامت أفعال البشر مقدرة عليهم من عند الله ، لهذا فإن الإنسان يخضع مثله مثل الكائنات الأخرى لضرورة متعالية هي القدرة الإلهية ، هذا ما حاول أن يؤكد عليه الجهمية بزعامة جهم بن صفوان ، فالله عز وجل خلق الإنسان وحدد أفعاله وسلوكاته بقدرته الكلية المطلقة ، ولهذا فالإنسان مجبر على أفعاله ولا إرادة له وعلى هذا الأساس تكون إرادتنا تابعة لنظام الكون ،فلا حول ولا قوة له لتجاوزه ، واختياره ما هو إلاّ وهم ، والأفعال تنسب للإنسان على سبيل المجاز فنقول تحرك الفرد ، وأثمرت الشجرة ،واستندوا في إثبات دعواهم على ما ورد في القرآن الكريم من الآيات التي يفيد ظاهرها التسخير ، من ذلك قوله تعال في سورة التكوير الآية 29 :" وما تشاءون إلا ّ أن يشاء الله رب العالمين." نفي الحرية بإسم الحتمية: الحتمية مبدأ عقلي علمي يقوم أساس على القول بأنه كلما توفرت نفس الشروط أدت إلى نفس النتائج ، وانطلاقا من هذا ذهب البعض إلى نفي الحرية باسم هذا المبدأ الذي يسري على جميع الظواهر سواء الطبيعية أو الإنسانية .وأهم هذه الحتميات يمكن حصره فيما يلي : - الحتمية الحيوية " البيولوجية " يرى أنصارها أن سلوك الإنسان يخضع إلى التغيرات الفيزيائية الكيميائية في الجسم ، ويستندون إلى بعض الحقائق العلمية منها أن كل واحد عند الولادة يكون حاملا لمعطيات وراثية تتعلق بالعتاد الكروموزومي الوراثي كالجنس " ذكر أو أنثى " والخصائص الأساسية للمزاج والتشويهات المختلفة أو الألم الجنيني الذي يحدث نتيجة لما يصيب تطور المضغة خلال الحمل . الحتمية النفسية : الظواهر النفسية ليست سوى مجرد أحداث كونية يمكن تحديدها وتفسيرها والتنبؤ بها إذا عرفنا شروطها ، وأسبابها وعللها القريبة أو البعيدة ، ومعنى هذا أن كل نشاط نفسي متوقف على الحالة التي سبقته سواء كان وجداني كالأهواء والرغبات ، أو إدراك وتذكر مما لا يدع مجالا للحرية ، ونجد هذا الزعم عند المدرسة السلوكية والتحليل النفسي ، فالأولى – المدرسة السلوكية – ترى أن أفعال الإنسان تعود أفعال المنعكس الشرطي التي تظهر في صورة مؤثر واستجابة ، وإذا ربطنا كل مؤثر باستجابة معينة أمكننا أن نتنبأ بالإستجابة ، ولنوضح هذه الفكرة بالمثال التالي : فضروب السلوك التي نواجه بها مؤثرات البيئة ما هي سوى منعكسات شرطية اكتسبت بالتجربة كالغضب يرجع مثلا إلى الشتم او تضييق الحرية .أما مدرسة التحليل النفسي بزعامة فرويد فترجع كل أفعال الإنسان إلى الرغبات المكبوتة في أعماق اللاشعور منذ عهد الطفولة وبالتالي لا فعل للفرد وإنما كل أفعاله تحددها طبعة الرغبات المكبوتة . الحتمية الإجتماعية : يعتقد بعض علماء الإجتماع بزعامة دوركايم أن الظواهر الإجتماعية تسير وفق قوانين ثابتة تخضع لمبدأ الحتمية كغيرها من الظواهر الطبيعية ، كعاداتنا وأفكارنا الناتجة عن التربية التي تلقيناها في الوسط الذي نعيش فيه ، والطبقة التي ننتمي إليها ، مما يجعل هذا الوسط يحدد أفعال الفرد يقول دوركايم :" إذا تكلم الضمير فينا فإن المجتمع هو الذي يتكلم ." وهذا يعني أن الفرد مقيد بما يوجد داخل المجتمع ، وبالتالي فشخصية الفرد هي شخصية الجماعة . النقد : لكن هل يمكن تصور الفرد دون عقل أو تفكير ؟ لهذا فإن هذا التصور مبالغ فيه لأن القول بالجبر فيه ظلم والله لا يتصف بهذه الصفة بل بالعدل ن فكيف نقول بالقضاء والقدر ثم نحاسب الفرد على الفعل في الآخرة ، كما أن القول بالحتمية لا يعني نفي الحرية لأنها قد تكون من أسباب التي تؤدي إلى النتائج ، كما أن نفي الشعور والإقرار باللاشعور جعل الإنسان والحيوان في نفس المرتبة ، إضافة لهذا كله نجد أن شخصية الفرد ليست شخصية الجماعة الحرية الإنسانية موجودة لكن ضمن شروط هذا ما حاول أن يجسده ابن رشد حيث أكد أن الله منح العبد الإرادة ليصرف بها أمره ، وقدرة تمكنه من فعل الشيء وضده ، وفي هذا ما يبرر تحمل مسؤوليته ، إلاّ أن هذه القدرة والإرادة ليستا مطلقتين بل هما خاضعتان لأسباب داخلية كالغرائز والانفعالات والدوافع التي خلقها الله في الفرد ، وخارجية تتمثل في البيئة التي نحتك بها ونحتاج إليها وكل هذه الأشياء مقدرة عليه بقضاء الله وقدره ، وبالتالي الله خلق الإنسان وجعل له العقل ليميز به بين الأفعال لهذا سيتحمل نتيجة فعله أمام الله . ** من خلال تحليل المواقف السابقة نجد هناك تعارض في الآراء بين النافي للحرية والمؤيد لها لكن يمكن صياغة الإشكال التالي والذي يمكننا من صياغة المسألة صياغة أخرى : هل يسعى الإنسان إلى الحرية أم التحرر ؟ أو بعبارة أخرى هل القضية تتعلق بحرية الإنسان أم تتعلق بتحرره ؟ التحرر مرتبط بالعمل على تجاوز كل الإكراهات والقيود ، فالحرية والحتمية ضدان يمكن أن يصدقا أي الاعتراف بالحتمية والعمل للتحرر من منها . وهنا تعددت التصورات : الماركسية ترى أن الحرية الحقيقية تنحصر في حركة تحرر الإنسان من قوانين الطبيعة ومن الطبقية ، فالتحرر من قوانين الطبيعة يتم وفق معرفة قوانينها والسيطرة عليها لتحقيق بعض الأهداف المعينة بطريقة ممنهجة ومرسومة ، فليس شك في أن حرية الإنسان قد تزايدت بتزايد معارفه العلمية ، وقدراته الفنية واختراعاته الآلية ، وفيما يخص التحرر من الطبقية فيتم بوعي الطبقة العاملة لاغترابها الاقتصادي من لدن الرأسماليين ، وإسقاطها لقيام مجتمع طبقي تحيا فيه حياة حرة من كل استغلال ، وهكذا يكون الوعي هو السبيل إلى التحرر سواء أكان ذلك على مستوى الطبيعة أم على مستوى المجتمع يقول إنجلز :"فالإنسان لم يكن يتميز عن الحيوان فإن سيطرته على نفسه وعلى الطبيعة لم تكن بعد قد تحققت ، وبالتالي فإن حظه لم يكن يزيد عن حظ الحيوان منها ، ولكن من المؤكد أن كل خطوة خطاها في سبيل الحضارة لم تكن سوى مرحلة من مراحل تحرره .". وعليه فإن الحرية ليست سوى القدرة على التحكم في أنفسنا وفي العالم الخارجي الذي يحيط بنا .وهذا ما أكدت عليه الشخصانية ، فهي لا تعتبر الحرية مسألة ذاتية شعورية بل تعتبرها عملية تحرر مستمر ، وترى أن هناك عدة وجوه لتحرر الشخص الموجود في التاريخ ، والحاضر في الطبيعة ، فمن جهة أولى أن الشخص مدعو للتحرر من طبيعته البشرية ، وذلك بإعلان الرغبات والميول والأهواء وتجاوز أنانيته البيولوجية ، ومن جهة ثانية أنه مدعو للتحرر من كل حياة سهلة رخيصة يهبها له المجتمع مقابل استسلامه لقسره المجتمعي ، ومن جهة ثالثة على الشخص أن يتحرر من الضرورة الطبيعية بالاستقلال عنها يقول رائد هذا الاتجاه إيمانويل موني :" إن الحرية لا تكتسب بمضادات الطبيعة إنما تكتسب بالانتصار عليها وبها ." والواقع أن الحرية الشخصانية هي حريات أو عملية تحرر ماثلة في إسهامات الأشخاص السياسية والاقتصادية ، وفي محاربة الشخص لنزوات طبيعته البشرية . النقد : هذه النظرة حاولت أن تبين لنا أن الإنسان بالعلم والوسيلة يمكن له أن يتحرر من الحتميات التي هو خاضع لها ، إلاّ أن العلم الذي توصل له الفرد لم يمكنه من التحرر تحررا مطلقا ، لأن الفرد كلما تحرر من حتمية إلاّ ويجد نفسه أمام حتمية أخرى ، فبالعلم مثلا تمكن الإنسان من تسخير الطبيعة لخدمته وتلبية حاجياته البيولوجية ، وتحويل المواد من حالة صلبة مثلا إلى حالة سائلة ، لكن كثرة المصانع أدت إلى ارتفاع درجة الحرارة والتلوث ، وما ثقب طبقة الأوزون إلاّ مبررا على أن تحرر الفرد نسبي وليس مطلقا . ** إذن إذا كانت الحرية شرط للمسؤولية فكيف لنا أن نؤسس لها والحرية لم تثبت إثباتا مطلقا ، ورغم ذلك تبقى المسؤولية قائمة ويتحملها الفرد بوصفه إنسان . |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() مقالة فلسفية: هل الحتمية عائق أم شرط لممارسة الحرية؟ الإجابة النموذجية : الطريقة الجدلية طرح المشكلة: إذا كانت الحرية حسب "جميل صليبا " هي : "الحد الأقصى لاستقلال الإرادة العالمة بذاتها المدركة لغاياتها " أي أن يتصرف الإنسان حسب ما يمليه عليه عقله ، بينما الحتمية تعني إذا تكررت نفس الأسباب في نفس الشروط فإنها تحقق نفس النتائج ، فلقد اتخذ أنصار النزعة الوضعية من هذا المبدأ حجة ينفون بها الحرية عن الإنسان ، في حين يعتبر بعض المفكرين من أنصار الطرح الواقعي بان الحتمية هي شرط ضروري لوجود الحرية ، هذا الجدل الفكري يدفعنا إلى التساؤل : هل علاقة الحرية بالحتمية هي علاقة تعارض أم علاقة تكامل ؟ محاولة حل المشكلة الأطروحة : موقف نفي الحرية باسم الحتمية :يرى أنصار النزعة الوضعية (العلمية ) بان الحتمية عائق لوجود الحرية ، فالعلاقة بين الحرية والحتمية هي علاقة تعارض وهذا يعني إن كل أفعال الإنسان وتصرفاته مقيدة بأسباب وشروط أي بمجموعة من الحتميات فهو غير حر الحجج : تتمثل الحتميات التي تتحكم في نشاط الإنسان في ـــ الحتمية الطبيعية : الطبيعة تخضع لنظام عام شامل وثابت وما دام الإنسان جزء من الطبيعة فهو يخضع لقوانينها ، فالطبيعة هي التي دفعت الإنسان إلى العمل مثل الحرارة والبرودة والأمطار والجفاف ....الخ . ويعتقد العلمانيون أن الإنسان هو عبارة عن تركيبات كيميائية وفيزيائية يخضع للقوانين الطبيعية بطريقة آلية مثله مثل الظواهر الجامدة ـ الجزء يخضع لنظام الكل ـ ـــ الحتمية البيولوجية :الإنسان يسعى من اجل تحقيق دوافعه الفطرية البيولوجية للحفاظ على بقائه واستمراره مثل : دافع الجوع ، والتكاثر ... فالدوافع البيولوجية الحيوية هي التي تتحكم في سلوك الإنسان الحتمية النفسية : يرى فرويد إن أفعال الإنسان الواعية وغير الواعية أسبابها دوافع لاشعورية فأفعال الإنسان مقيدة بمكبوتات اللاشعور . أما المدرسة السلوكية فتفسر جميع نشاطات الإنسان على أنها مجرد أفعال منعكسة شرطية أي مجرد ردود أفعال عضوية على منبهات ـــ الحتمية الاجتماعية : يرى علماء الاجتماع وعلى رأسهم دوركايم " بان القواعد والقوانين الاجتماعية تتصف بالقهر والإلزام فهي تجبر الفرد على أتباعها بالقوة والدليل على ذلك وجود العقوبات النقد : هذه المواقف تهمل دور العقل والإرادة ولا تميز بين الإنسان والحيوان 2 – نقيض الأطروحة : موقف أنصار التحرر : الحتمية في نظرهم هي شرط ضروري لوجود الحرية فالعلاقة بين الحتمية والحرية هي علاقة تكامل : فوعي الإنسان بمختلف قوانين الحتمية هو مصدر تحرره ، وان التحرر لايعني إلغاء القوانين وإنما معرفتها للبحث عن الوسائل المناسبة للسيطرة عليها ، ويتم التحرر بالسيطرة على مختلف العوائق والتي تتمثل في ـــ التحرر من الحتمية الطبيعية : يتم بمعرفة قوانين الطبيعة ومقاومته لمختلف العوائق بفضل العلم والتقنية مثل التغلب على الحرائق و على الحرارة و على البرودة وتفادي مخاطر الزلازل لذلك يقول:"بيكون" "إننا نخضع للطبيعة لكي نخضعها " ويقول "ماركس" : "إن الحرية تتحقق بالتغلب على العوائق الطبيعية بالعلم والتقنية " ويؤكد "انجلز" :" الحرية تتمثل في السيطرة على أنفسنا وعلى العالم الخارجي من حولنا " ـــ التحرر من الحتمية الاجتماعية : بإمكان الفرد التحكم في القواعد والقوانين التي تنظم الحياة الاجتماعية ، فيستبدل القوانين البالية بقوانين جديدة تحقق التطور والدليل على ذلك ثورات الأنبياء والعلماء والمصلحين ....... الخ . تدل دراسات علم النفس أن الفرد لا يكتفي بالتقليد بل يقوم بالمعارضة ومقاومة القوانين التي لا تناسبه ويستبدلها بغيرها ـــ التحرر في موقف "المادية التاريخية" : " كارل ماركس " : يربط ماركس الحرية بنوع النظام الاقتصادي وشكل الملكية ، فالملكية الفردية لوسائل الإنتاج وعلاقاته في النظامين الإقطاعي والرأسمالي أدت إلى الاستغلال والطبقية ولكي يتحقق التحرر لا بد من الوعي والقيام بالثورة وتغير نظام الملكية من ملكية فردية إلى ملكية جماعية أي تغيير النظام الاقتصادي من نظام رأسمالي إلى نظام اشتراكي ـــ التحرر من الحتمية البيولوجية : بما إن الإنسان كائن عاقل فهو يملك قدرة التحكم في دوافعه البيولوجية وتحقيقها بطرق مشروعة يراعي فيها القوانين الأخلاقية والدينية ...الخ مثل التغلب على دافع الجوع بالصوم وتجاوز دافع حب البقاء بالجهاد في سبيل الوطن ـــ التحرر من الحتمية النفسية : ويتم من خلال التحكم في الميول والعواطف والأهواء والرغبات و وإخضاعها لسيطرة الإرادة والعقل ....الخ النقد : لكن رغم محاولات الإنسان من الانفلات من القيود عن طريق العلم والعمل لا يستطيع التخلص منها كلية بمفهوم التسخير و لا التخلص منها مطلقا . ومع ذلك فهو صاحب القرارات وكائن المسؤوليات التركيب: الحرية هي تجسيد لإرادة الإنسان في الواقع ، لذلك يؤكد "بول فولكي " إن العلاقة بين الحرية والحتمية هي تكامل ومنه فالحتمية ليست عائق بل هي شرط لوجود الحرية حل المشكلة: ليست الحتمية عاق في وجه الحرية بل إن غابت الحتمية غابت معها الحرية |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() ما الذي يميز الإستقراء عن الإستنتاج؟ طريقة المقارنة :
المـــــقدمـــــة : يسلك العقل الإنساني عمليات فكرية مختلفة في سبيل البحث عن المعرفة ، والوصول إلى الحقيقة ، ومن بينها طريقة الاستدلال الصوري أو ما يصطلح عليه بالاستنتاج ، وطريقة الاستدلال التجريبي أو ما يسمى بالاستقراء ، و السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا هنا هو ما الفرق بينهما ؟ وبعبارة أدق ما طبيعة العلاقة الموجودة بين الإستنتاج والاستقراء ؟. الـــعرضــــــــــ: أوجـه الاتفـــاق: من خلال الوقوف على حقيقة كل من الإستقراء والاستنتاج ندرك أنهما يشتركان في الكثير من النقاط أهمها : أن كل منهما عبارة عن منهج أو طريقة يسلكها الباحث من أجل الوصول إلى الحقيقة والوقوف على النتيجة ، كما أن كل منهما عبارة عن استدلال غير مباشر ننتقل فيه من مقدمات إلى نتائج ، أي أن الأحكام التي نصل إليها في كلاهيما تسبقها مقدمات أو قضايا ، كما أن كل منهما يعتمد على مبادئ عقلية ويحترمها ، فالاستنتاج مثلا يعتمد على مبدأ الهوية وعدم التناقض ، والاستقراء أيضا يعتمد على مبادئ عقلية مسبقة ،كمبدأ السببية والحتمية وغيرها . أوجـه الاختـلاف: غير أن هذه النقاط التي يتشابهان فيها لا تعني عدم وجود نقاط أخرى يختلفان فيها وهذه النقاط هي : أن الإستنتاج ينتقل من أحكام كلية عامة إلى أحكام جزئية خاصة ، في حين الإستقراء هو حركة فكرية معاكسة ننتقل فيها من أحكام جزئية خاصة إلى قوانين وأحكام عامة ، كما أن الإستقراء يستمد يقينه من الرجوع إلى التجربة لأنه يقوم على انطباق الفكر مع الواقع ، في حين الإستنتاج يستمد يقينه من علاقة المقدمات بالنتائج أي من انطباق الفكر مع نفسه ، كما أن الإستنتاج نتائجه تحصيل حاصل لأن النتيجة فيه متضمنة في المقدمات ، ولذلك فهو عقيم لا يقدم شيء جديد ، وفي المقابل الإستقراء يقدم لنا دائما معارف جديدة ، لأنه يدرس عينات محدودة ويعمم الحكم ، ومن ثمة فنتيجته أكبر من مقدماته ، لأنه يخبرنا عن أشياء لم ندرسها ، وهو أيضا يمنحنا القدرة على التنبؤ ، وكذلك الإستنتاج يهتم بصورة الفكر وشكله و قد ظهر مع الفيلسوف اليوناني أرسطو ، في حين الإستقراء يهتم بالواقع أي الظواهر المادية ، وبرز بوضوح مع الفيلسوف الانجليزي فرانسيس بيكون ، كما يختلفان أيضا في أن نتائج الإستنتاج يقينية لأنه يعتمد على اللزوم المنطقي الموجود بين المقدمات والنتائج، أما الإستقراء فنتائجه احتمالية لأن صدقها يعود إلى الواقع المتغير ، وكذلك الإستنتاج هو عبارة عن عملية تحليلية تفكيكية ، في حين الإستقراء هو عملية تركيبية تأليفية . أوجـه التداخـل: ولكن رغم وجود هذه النقاط التي يختلفان فيها، فإن هذا لا يعني عدم وجود نقاط تدخل بينهما وهي : أن الإستنتاج يحتاج إلى الإستقراء باعتبار أن مقدماته هي في الأغلب أحكام استقرائية فعندما نقول مثلا في الاستنتاج التالي: كل المعادن تنصهر بالحرارة ، الحديد معدن ، فهو ينصهر بالحرارة ، فالمقدمة الكبرى هنا ( كل المعادن تنصهر بالحرارة) هي حكم استقرائي ، كما أن الإستقراء يحتاج إلى الإستنتاج المنطقي : الذي يمكننا من بناء صورة منطقية للنظرية كما قال كارل بوبر لكي لا تكون متناقضة ، وخاصة في وضع الفرضيات وهذا ما يؤكده برتراند راسل بقوله :< < إذا كان تفكير المجرب يتصرف عادة منطلقا من ملاحظة خاصة ليصعد شيئا فشيئا نحو مبادئ وقوانين عامة ، ، فهو يتصرف كذلك حتما منطلقا من نفس تلك القوانين العامة أو المبادئ ليتوجه نحو أحداث خاصة يستنتجها منطقيا من تلك المبادئ >>. الخـــــــاتمــــة : وفي الأخير نستنتج أن العلاقة بين الإستقراء والاستنتاج هي علاقة تكامل وترابط ، فلا يمكن الفصل بينهما أو عزلهما عن بعضهما ، فالذهن ينتقل من الإستقراء إلى الإستنتاج ويرتد من الإستنتاج إلى الإستقراء بحثا عن المعرفة، لذلك يقول الدكتور محمود قاسم: << وهكذا يتبين لنا أن التفرقة بين هذين الأسلوبين من التفكير مصطنعة .>> ، فمن الصعب - كما يؤكد برتراند راسل- الفصل بينهما لان الفكر الاستدلالي يستند في طلبه للمعرفة إلى هذين الطريقين المتكاملين ، وبدونهما يتعذر بناء استدلال صحيح. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() مشكورة وجزاك الله كل خير يا اخت اكرام |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() - قارن بين المشكلة و الإشكالية؟ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() ما الفرق بين الملاحظة العلمية والملاحظة العادية؟ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() شكرا جزيلا اخت لولا |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() مقالة فلسفية: هل الشعور بالأنا يتوقف على الغير ؟ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() يقول هنري بوانكاريه : « إن التجريب دون فكرة سابقة غير ممكن ... » أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها فما عساك أن تفعل ؟ |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاعضاء, الساحة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc