تعرف منطقة الخليج العربي في الوقت الراهن حالة استنفار قصوى باستقبالها قوات عسكرية من 25 دولة،
ضمنها بلدان عربية، للمشاركة في مناورات عسكرية توصف بكونها الأضخم في المنطقة منذ سنوات عديدة. العارفون بخبايا شؤون المنطقة يؤكدون أنها استعدادات أكيدة لمواجهة رد الفعل الإيراني في حالة إقدام إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية. إيران نفسها تجري حاليا مناورات ضخمة على التصدي للطائرات المغيرة وتوجيه ضربات قاصمة للسفن الحربية.
تعيش منطقة الخليج العربي بشكل خاص، والشرق الأوسط بصفة عامة، على إيقاعات حالة طوارئ ناجمة عن تحركات عسكرية مكثفة ينظر إليها على أنها استعدادات جادة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، على الأقل، لتوجيه ضربة عسكرية لإيران بهدف ردعها عن مواصلة تخصيب اليورانيوم وشل أيديها عن التوصل إلى السلاح النووي، الذي من شأنه في حالة أفلحت إيران في ابتكاره، أن يغير خريطة المنطقة الجيوستراتيجية.
كثيرون لم يحملوا التهديدات التي أطلقتها إسرائيل في وقت سابق بخصوص إمكانية إقدامها على توجيه ضربة عسكرية أحادية الجانب لإيران على محمل الجد. غير أن العارفين بخبايا العلاقات الأمريكية والإسرائيلية يؤكدون أن حماس القادة العسكريين الإسرائيليين لقصم ظهر عدوهم الفارسي يكبر شيئا فشيئا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. إسرائيل تمني النفس بأن يتمكن المرشح الجمهوري لهذه الانتخابات، ميت رومني، من قيادة المحافظين الجدد للعودة مجددا إلى البيت الأبيض، وبالتالي منح من جديد الكلمة الفصل في صناعة القرار العسكري الأمريكي.
لا يخفي قادة تيار المحافظين الجدد عدم اعتراضهم على توجيه ضربة لإيران. موقف عادي بالنظر إلى أنهم صنفوا الدولة نفسها في العقد الماضي على رأس ثلاثي محور الشر، الذي يتضمن أيضا سوريا وكوريا الشمالية.
خطط وإكراهات