قصة حب في زمن صعب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصة حب في زمن صعب

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-05-25, 12:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سفيان الحسن1
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سفيان الحسن1
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي قصة حب في زمن صعب

شاحبة مثل الليل الحالك كانت وجوههم



إشارات البؤس تعلو تقاسيمها الصدئة



ويفترس التعب أجسادهم البالية



وطن من الشقاء الشاهق والبؤس المدقع



رشيدا شابا شاخت فيه معالم الفتوة



وغدا حطام حلم غادر طير الفرح حياته الداكنة



رشيدا ككل صباح يختلس بصيص الضوء المنبعث



لينسل صباحا في صراع الكد بحثا عن رغيف خبز



ككل البؤساء التعب يعتصر الأنفاس وينخر الأجساد



لكن صراع الشقاء لا يعرف غير الصبر ثم الصبر



الأم تقوم صباحا لتحضر لرشيد بعض الطعام



حتى يسد رمقه ويصبره على التعب وتهديه



الكثير من الدعوات رشيد يطلب منها أن ترتاح



يحاول في كثير من الأحيان أن يسرق غفلتها



لينسل صباحا كالطيف ،حين يأتي مساء



يكون كاهله قد أنهد تواسيه أمه ببعض البشاشة



وتقدم له شيء ساخن يساعده على قهر التعب



الأم في عالم بائس لا تجد غير الحنان لتعوض فلذة كبدها



في كثير من الأحيان تكلم ابنها عن الزواج والأحلام



لكنه ولمجرد هطول كلام أمه يغرق في الذكريات



كان يحلم بأن يعيش حياة هادئة ويكمل دراسته



كان يحلم بأن يصبح طيارا ويتزوج من ليلى



ليلى بنت الجيران مثقفة ملتزمة



مستواهم المادي لم يسمح لهما بأن يكونا معا



كان دوما يختلي بنفسه وأوهامه



ليكتب شيء من الشعر والخواطر عنها



شاهده يوما صديقا له يكتب فأخذ الأوراق



وجدها تبوح بأسرار القلب المتيم في صمته



رق لحاله وطالبه صديقه توفيق بالكف عن الحلم



حسب فكر توفيق فالعالم مقسم بين طبقات وزمر



الغني يحق له فيه الحلم والحب



أما الفقير فحلمه لا يتجاوز رغيف يسد جوعه



والزواج بالنسبة للفقير هو الاقتران بمرآة صابرة



امرأة ترضى بالقليل من السعادة والحب والدفء



امرأة تشارك الرجل همومه وشقائه



توفيق من عائلة متوسطة ابن مسجد



كان قليل الكلام قليل المخالطة للناس



لكنه كان يحب رشيد ويحترمه كثيرا



ينصحه دوما بالكف عن التمادي بعيدا في حلمه



ويطالبه بنسيان ليلى والعودة لجادة الصواب



رشيد يجادل رشيد ويحاول إقناعه بحلاوة هذا الحب



وأن ليلى ليست حلما فقد تقبل به زوجا على ما هو عليه



حسب رشيد الحب خيط من نور يشرق من القلب



لينير ظلمة الوحدة القاتمة



الحب في عالم الفقراء منبع ماء صافي



يشبع ظمأهم ويشفي جراحهم المثخنة



في احد الأيام غرقت أحلام رشيد



مات الأب فاضطر رشيد لترك مقاعد الدراسة



كانت الفاجعة قاسية قتلت أحلامه البسيطة



أبوه كان بالنسبة له نبعا للحب والقوة



هو السند والملاذ الأمن والسطوة الجامحة



يوم رحيله ودع الهدوء ليل رشيد ونهاره



دخل عالم العمل والكد والتعب ترك الدراسة



عاتبه صديقه توفيق على قراره الصعب



لكن ظروف الفقر والحاجة أقوى من كل إرادة وكل حلم



غادر رشيد عالمه السحري وخواطره وشعره



وحبه البائس الصغير وصديقه توفيق ليحيا التعب



كانت ليلى بالنسبة لرشيد حلم شاهق يخنق أنفاسه



استجمع يوما شجاعته وقرر أن يبوح لها بشعوره



توجه إلى مكان دراستها نظرت إليه نظرة غريبة



أغرقه الصمت وابتلعه الوجوم



اقترب منها لكنه لم ينطق نصف كلمة



كان يصبب عرقا لم يستطع هزيمة صمته



حين مرت طأطأة رأسها في خجل علتها حمرة مشرقة



أبصرت ظله الباهت وهو يكسر عتمة الصمت



أضاءت المكان ببسمة خجلة ثم مضت



مثل السراب في صمت هادر



أحس انه قهر الفواصل التي حالت بينهما



رحل عن عالمها وقد كبرت في عينه



حدث نفسه هي تعلم أنني جئت لأجلها



في تلكم الليلة كلمت ليلى أخت توفيق عن رشيد



قالت ليلى إنها تحب وتحترم رشيد ولو تقدم لخطبتها ما رفضته



وصل الكلام إلى توفيق فطار على بساط الريح إلى صديقه



حين طرق الكلام مسامع رشيد لم تسعه أرضه



وألجمه الذهول كانت مفاجأة غير مرتقبة



كيف يخبر أمه بالأمر وهي لم تغادر حزن فقد الزوج



كان زوجها سندها في هذا العالم الشرس



يقاسمها ضنك الحياة وقسوتها



هي لا تمانع زواج ابنها لكنها مثل الفراشة



لم يمضي على مغادرتها شرنقة أحزانها إلى أسابيع



ولم يزل أثر الفقد يطفو على وجهها



توفيق يشجع رشيد على إخبار أمه



أخيرا يصارح أمه ،الأم تصمت برهة



ثم تشرق بسمة ساحرة من شفيتها



توكل على الله بني لكن عليك أن تعمل



وتحضر لوازم العرس، رشيد يحلق في سعادة غامرة



ويرسم لنفسه حلما جديدا جميلا



يلتحق بعمل عند محل كبير



كان رشيد محبوب بين كل الناس



يعمل ويكد لآجل غايته الزواج بليلى وإعالة أسرته



تمضي الأيام وأخبار ليلى تصل عن طريق صديقه توفيق



أخت توفيق صديقة ليلى أصبحت تزور بيت رشيد



وتحمل أخبار ليلى وأسرتها إلى أم رشيد



رشيد يواصل حياته بالعمل وتوفير المال



في احد الأيام الصامتة



يطرق طارق بيت رشيد تفتح الأم



امرأة غارقة في ترف قبيح



يعلو رأسها شعر كالسنام



أم رشيد تسألها أهلا بك من أنت



تنتفض السيدة المترفة، اخبري ابنك المتسكع


تبتلع أم رشيد ريقها ثم تعلو وجهها غمامة حالكة





أن يترك ابنتي وشأنها هو ليس من مقامها



أم رشيد تدخل في دوامة صمت



ثم تنتفض أي مقام تتكلمين



ابني رجل مشاء الله عليه ولا اسمح لكي



تقاطعها السيدة فقيرا لا يملك شيء



تتمالك أم رشيد غضبها



تنظر إليها نظرة تحدي



ثم ترسل بسمة استهزاء



عفوا لم أفهم قصدك هل تتكلمين عن الفقر



فقره ليس عيبا ولا ينقص من قدره



ابنتك تحب’’’تقاطعها أم ليلى عليه أن ينساها



لا أريده أن يقترب من ابنتي مرة أخرى



تنصرف أم ليلى وتغرق أم رشيد في قلق شديد



ما عساه يصنع إن أخبرته تتمتم أم رشيد



بعد ساعة تطرق الباب أخت توفيق



لتخبر أم رشيد أن ليلى تطلب منهم السماح



فهي مغلوبة على أمرها ولا تملك شيء تفعله



رشيدا يعود مساء تخفي أمه شيء خلف بسمتها الحزينة



رشيد يحس بشيء، يسألها فتخبره شيء ما انكسر



أحس بغصة تخنق أنفاسه ينظر لوجه أمه



يقبل رأسها ثم يخبرها بكلام توفيق عن الفواصل



وعن الأخاديد النفسية بين عالم الفقراء والأغنياء



يطلب من أمه الدعاء ونسيان الأمر



يقرر رشيد بداية عهد من الكد والعمل



صديقه توفيق لم يزل يزوره ويخفف عنه عناء التجربة



ليلى تتم دراستها الجامعية بعيدا عن رشيد



أخبار رشيد غابت في زحمة الحياة



لم تبقى منها غير ذكريات صامتة تزور القلوب



أم رشيد أصبحت أفضل حالا من ذي قبل



رشيد تيسر حاله قليلا واقتنى لها أجهزة تساعدها



غسالة براد كبير وكل ما تحتاج ووضب البيت



تسري السنين في شرايين الزمن



ولا يبقى من قصة رشيد غير ذكريات بالية لصراع مرير



بين أناس تعيش على حافة التخمة القبيحة



وبسطاء يحلمون بالحب والحياة يعشقون الشمس



ويكدون في طلب الرزق طعامهم القناعة



يحتسون الأماني في فناجين الصباح








...رابطة أحرار القلم....عضو3








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc