*** وجعلنا من الماء كل شيئ حيا ***

[أم عاكف ( الأم المعلمة )]

المياه محدودة ، ثمانية لترات للشّخص الواحد لسبعة أيّام ، بما في ذلك الإستخدام المنزلي ، لا توجد هنا مصادر للمياه نهائيّا ، في هذه القرية المياه مالحة ، هذه المعضلة مستمرة منذ خمس سنوات ، لتعبئة خزّان واحد يأخذون ألفا و مائة روبيّة ، لا توجد مياه مطلقا و هي ضروريّة دائما ، لابُدّ من تقديم الماء للأطفال و لا بُدّ من غسل الثّياب أيضا ، يجبُ أن تكون لدينا مياه للشُّرب على أقلّ تقدير ، لدينا مشاكل عديدة و لكن مشكلة المياه أكبرها ، إختفت المياه على حين غرّة ، و ليست هذه المشكلة محصورة في قريتنا وحدها أو في قريتين ، إنّها مشكلة عامّة .



إنّني أرملة لدي خمسة أطفال و ما من أحد يساعدني ، عندما نحتاج إلى المياه لا يكون لدينا أيّة أمكانيّة لأخذها من مصادر سطحيّة ، نحن مضطرُّون لشرائها ، سعر الخزّان تسعمائة روبية ، و أنا أكسب مائتي روبية و حسب ، هذا في أفضل الحالات ، كيف أستطيع العيش بهذا المبلغ ، إذ عليَّ شراء الطّعام و اللّباس لأطفالي ، نحن مرهونون بشكل كامل بصهريج الماء ، إن أحضروه سيكون لدينا ماء و إن لم يحضروه نبقى من دونه .
الوضع في السّنتين الأخيرتين سيّءٌ جدّاً ، فقد كانت الأمطار قليلة جدّا ، أنا أكثر المتضرّرين بسبب المحصول السيّء ، كنت مهتمّا جدّا بتنمية أشجاري ، و قد هلكت جميعها هذا العام ، منذ ثمانية أعوام و أنا أعتني بأشجار البرتقال ، في السنوات الخمس الأولى لا تحصل على شيء ، لا يوجد أي محصول ، الأشجار كالأطفال يجب تنميتها و رعايتها ، و عندما بدأت تعطي ثمارها راحت تذبل .



هاقد مرّ عليَّ شهران و أنا أشتري المياه و أسقي هذه الأشجار ، جلبنا المياه بخمسة عشر ألف روبيّة لكنّها نفذت ، و عليّ ديونٌ اليوم بحدود خمسين ألفا ، عليّ أن أعيد هذه النّقود ، لا مخرج سوى الإنتحار ، نعم الإنتحار .