آسف.. لم أعد أحتمل ... وداعا منتديات الجلفة..و إلى الأبد

[قَاسِمٌ.قَاسِم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
أهلنا المباركين في هذا الصرح نرجو أن تكونوا جميعا بخير

".. سمعت عن هذا الصرح يوما وسمعت وسمعت، فكنت أتوق

لدخوله، وأتشوّق للانضمام إلى أسرته، وأسهم-ولو باليسير- وأنهل النفع الكثير.. وما إن ولجته حتى

تدفقت علي السعادة من جميع الأبواب، والنوافذ، وتهاطل علي الأحباب والأصحاب، والمعجبون

الأنجاب.. وكنت كل يوم أزداد تعلّقا بهذا المكان، وأشرُف بأنني واحدٌ من أهله، وساكنٌ من قاطنيه

المنتمين إليه.. وعلى مدار سنوات تقاسمنا فيها مع الصرح وأهله، أحلى الأيام وأطيبها..

لم أكن أعتقدُ في يوم من الأيام ولو على مستوى التفكير والخَلد فقط، أن تنتابني الكآبة وتمر الأيام

الحلوة كالسحابة..

وينقلب عليّ الصديق، ويبتعد عني الرفيق، ويقسو عليّ الشفيق، ويعاديني الشقيق..

فكنت كالغريق.. لا منجا ولا أفق.. ولا طريق..

أهاجَم دونَ سببٍ، وأتهَم بالكذب، وأَسمع عن نفسي من أحبابي العجب..

فكنت أفرُك عينيّ كل مرة،.. وأتحسّس وجنتيّ، وأمسَح بيدي على وجهي وجبهتي لأتيقن أنني في

كابوس ليس من الحقيقة في شيء..

ولكن هيهات هي حقيقة.. وأي حقيقة،.. حقيقة مرة أتذوقها بعد الحلو الزلال من الأخوة التي لم

أجد منها شيئا في المآل ولا .. الحال..

فقررت أن أغادر وبلا رجعة لأن الكرامة تقتضي الرحيل، تاركا ورائي ذكريات حسنة، وأخرى

بالجراحات مثخنة..

أحبس الحزن في حنجرتي مخافة أن يصيح، وأربط لساني الذي طالما صدح بالحرف الفصيح،.. وأكتم

الآلام والآمال معا في صدري الذي ضاق رغم توسيعي له عدة مرات..

أرغم الدموع على أن تجفّ، وأستحيي من الإلتفات مخافة أن أحِنّ.. فأُجَنّ ..

ما فائدة البقاء؟، وما المغزى من اللقاء؟، وقد انصرم حبل الوفاء!، وانفرط عِقد الإخاء!، وانخرمت خريدة

المحبة والصّفاء!

هي كلمات أخرجها بنار الأسى، ولوعة الشهيق تكاد تنسِف الحشى، وحسراتُ البَيْنِ تعصِف دون

هوادة بكل ذكرى جميلة قضّيناها معكم وبينكم وإزاءكم بجانبكم..

لكل بداية نهايةٌ، ويا لها من نهايةٍ لم تخطر يوما على البال.. ولم تنقدح في الذهن وقد مررت بكثير من

الأهوال!..

لكن هذه هي الحال.. وهذا هو المآل..

حرقة تنغّص عليّ الفرحة العارمة التي كسبتها منذ سنوات، وتبدّدت أمام ناظريّ في لحظات..

كنت-يوما- أعتقد انه لو غادر الجميع فسأبقى..

ولو غاب الجميع فسأحاول الحضور نيابة عن كل غائب، وأعذر الجميع في غيابهم؛ بل وأبرره لكل من عرفت ومن لم أعرف..

كنت أوقن أن الجميع يحبني ويقدّرني؛ لكنها مجرد كلمات سرعان ما تعرّى أصحابها وانكشف حجابُها

وتلاشى مع خيوط الحقيقة الأولى ضَبابها

وتبيّن بقِيعةِ الأنوار الساطعة زيفها وسرابها

هي هكذا الحياة.. ولادة ..وترعرعٌ.. وهرم......... ثم الوفاة..

وداعا أحبابنا فما بقي لنا مُقام، وضاق بنا بعد أن وسِعَنا جميعا هذا المَقام..

كسبنا المودة وتبيّن عورها.. واكتسبنا الأخوّة واستبان غررها

نقدّم العون فلا نشكر .. ونغيب فلا نذكر .. ونحضر فلا يؤبه بنا ولا لنا !

بل ومنّا يُسخر..

هي نفسي عزيزة،.. وروحي كريمة ،.. وتربية والديّ لي لن تسمح بالمزيد..

إذا أهنتُ فماذا سأستفيد؟..

وإذا تعرضت للسب فأيّ بقاء أريد؟..

وإذا صُفعت ولُدغت ولم أنتبه!
..
ولم أرعوِ!
..
فتبّا لعاقل يتصرف كالعربيد الرعديد!

***

سأنتصر لنفسي متناسيا ما انضممت لأجله وقد كان خالصا انضمامنا لله

لكن النوايا تغيّرت والإخلاص انفلت من بين أيدينا..

والراحة كل الراحة في الصراحة..

المغادرة هي الحل الأوحد والسبيل الأرشد وداعا.."

هيَ كلمات أحسَستُها من شعور بعض الأحباب معنا فأردت أن أتحدث بلسانهم وأنطق مترجما تلك

الآهاه الحارقة والزفرات الوامقة

تواجدنا لله ولن نغادر الصرح إلى في ذات الله

ولو غادرت أخي الحبيب فليس انتصارا للنفْس ولا تغييرا للنَفَس

؛

وإنما تغادر-مكرها أو طائعا- لأسباب أُخَر

منتدانا الحبيب نحن هُنا إلى حين

ولن يصرفنا عنك شيء لاننا ولجناك لاشياء وبفضل أشياء

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

أخوكم قاسمٌ.قاسمْ

سلا..م