بالأمس واريناه التراب .. ومضينا وتركناه تتقاذفنا الدنيا الفانية .. رحل في صمت و حمل في شاحنة في منظر يدل على هوان أهل التربية والتعليم .. ولكن ..
ستظل ذكراه فينا جميعا وهو على علمه و ثقافته الواسعة ..موسوعة الفرنسية المتنقلة على الأرض .. المرحوم بن يزار محمد الهادي ..
رحل نصير الضعفاء و لو بأضعف الايمان .. رحل وقد كان مثلا في التواضع بأخلاقه الاجتماعية .تجلس معه دقيقة واحدة تخرج بمعلومة جديدة و فهم دقيق لظاهرة ما ..
قد كنت أستمتع بالجلوس إليه على ندرة ذلك.. و لا أجد كلمات تعبر عما في نفسي من الألم ..ألم على موته و ألم على فقداننا إطارا حقيقيا كفء و بارعا و عارفا بل عالما في اللغة الفرنسية وتدريسها ...
من ترى يستخلفك فيخلفك فيما كنت تعطي و من ترى يستطيع أن يسد الفجوة و يمضي في مرؤوسيه بمثل ما كنت تمضي فيهم...
رحمك الله و أدخلك فسيح جنانه و ألهمنا بعدك صبرا و سلوانا ...
فنم هنيئا فقد قدمت حياتك خدمة للتربية و التعليم ونفعت بعلمك الكثيرين ...
ولنتجرع نحن مرارة الواقعة ...
ما نعيتك رحمة الله عليك إنما نعيت آخر رجل فيه شيمة الكبار في مدينة سادها صغار العقول في زمن رديء ...
اللهم تولنا برحمتك .