وعد بلفور للفلسطينيين: من لا يملك لمن يستحق! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > صوت فلسطين ... طوفان الأقصى

صوت فلسطين ... طوفان الأقصى خاص بدعم فلسطين المجاهدة، و كذا أخبار و صور لعملية طوفان الأقصى، طوفان التحرير، لنصرة الأقصى الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

وعد بلفور للفلسطينيين: من لا يملك لمن يستحق!

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-12-13, 04:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المعزلدين الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المعزلدين الله
 

 

 
الأوسمة
وسام الاستحقاق 
إحصائية العضو










افتراضي وعد بلفور للفلسطينيين: من لا يملك لمن يستحق!

وعد بلفور للفلسطينيين: من لا يملك لمن يستحق!
زهير أندراوس



أقامت الدولة العبرية الدنيا ولم تُقعدها مع الإعلان على مشروع القرار السويدي القاضي باعتراف الاتحاد الأوروبي بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة، وبات أركانها يُطلقون التصريحات المعادية للسويد، وهي دولة سيادية تحترم مواطنيها، واتهامها بشتى الاتهامات لأنّها تجرأت على الخروج عن الإجماع الأوروبي المنحاز قلباً وقالباً لسياسات إسرائيل منذ إقامتها وحتى اليوم وغداً. والمتتبع للشؤون الإسرائيلي يقف مشدوهاً أمام التسريبات الصادرة عن مسؤولين رفيعي المستوى في تل أبيب، والذين أكدوا في أكثر من مناسبة على أنّ احتمالات إفشال القرار السويدي تصل إلى الصفر،
وبدأت صحافة البلاط تطبل وتزمر وتزمهر وتتوعد وما إلى ذلك من تصرفات تبعد ألف سنة ضوئية عن الصحافة وموضوعيتها، وتمكن الإعلام العبري من صنع رأي عامٍ ضدّ أوروبا، وتحديداً ضدّ السويد، ذاكرة ومذّكرة أن الصحافي الذي أعدّ التقرير عن أنّ جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي يقومون بسرقة الأعضاء للاتجار بها كان سويدياً وأنّ هذه الدولة، التي تكن العداء لإسرائيل، أوضح كتبة الأعمدة، رفضت الاعتذار عن الفرية الدموية التي أطلقها الصحافي، على حد تعبيرهم. كما ذهبت الصحافة الإسرائيلية إلى أبعد من ذلكن واتهمت الحكومة الإسرائيلية ورئيس الدبلوماسية في الدولة العبرية، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، بالفشل الذريع في هذه القضية، وفي اوروبا كما في إسرائيل، تمّ تجنيد الرأي العام الغربي ضدّ القرار الذي إذا اتخذ، شدد المسؤولون الإسرائيليون، سيُعرقل المسيرة السلمية بين الدولة العبرية وبين السلطة الفلسطينية بزعامة محمود عبّاس (أبو مازن). باختصار شديد، قامت الدبلوماسية العبرية بتعبئة الرأي العام ضدّ أوروبا، وبموازاة ذلك، كانت الأنظمة العربية تغط في سباتٍ عميقٍ للغاية، لم تأخذ زمام المبادرة ولم تضغط على الدول الأوروبية التي تربطها بها علاقات اقتصادية واسعة للغاية، لمواصلة التمسك بموقفها حول القدس. الدبلوماسية العربية ما زالت منشغلة بالحوثيين في اليمن السعيد جداً، وبكيفية تحرير الأسير الإسرائيلي، غلعاد شاليط، المحتجز منذ ثلاث سنوات لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، ناهيك عن اهتمامها بالحكومة اللبنانية الجديدة. هذا التصرف ليس بجديدٍ على الحكام العرب، فهم يعملون بشكل يتماشى ويتماهى مع الموقف الأمريكي، ولا يجرؤون على إغضاب الإدارة الأمريكية، التي لم تكن راضية عن تحرك القارة العجوز في قضية القدس، على الرغم من أنّ واشنطن لم تعترف حتى اليوم بالقدس كعاصمة للدولة العبرية وسفارتها ما زالت تقبع في مدينة تل أبيب. ولكنّ السؤال المحير فعلاً: هل أوروبا قادرة على اتخاذ مواقف مبدئية وعادلة تتناقض مع الموقف الأمريكي الرسمي؟ هل أوروبا المستفيدة جداً من علاقاتها الاقتصادية مع العالم العربي، تملك الجرأة على إغضاب إسرائيل؟ الجواب لا، لا كبيرة جداً، هذه القارة لا تستطيع التحرك في سياستها الشرق أوسطية بدون الحصول على إذن من واشنطن، بمعنى أو بأخر، أوروبا في هذا السياق لا تختلف كثيراً عن الأنظمة العربية المربوطة عضوياً مع الولايات المتحدة الأمريكية. أوروبا التي باتت تعاني من عقدة الإسلام أو ما اصطلح على تسميتها بظاهرة الإسلام فوبيا، تجرأت على اتخاذ قرارٍ في سويسرا يمنع المسلمين من بناء المآذن للمساجد، سويسرا التي تتغنى بالديمقراطية وبالحيادية انحرفت عن مسارها وكشفت القناع عن وجهها المعادي للإسلام وللمسلمين، والأخطر في هذا الأمر، أنّه ستكون له تداعيات على دولٍ أوروبية أخرى لتحذو حذوها، وها باتت الأصوات في هولندا وألمانيا تتعالى لسن قوانين ضد الجاليات الإسلامية، ولا حاجة للعودة إلى قضية منع الحجاب في فرنسا. علاوة على ذلك، ومن باب الافتراض، يُسمح لنا أن نسأل وبصوتٍ عالٍ: ماذا كان سيجرى وماذا كان سيحدث لو أنّ دولة أوروبية اتخذت قراراً يمس برمزٍ ديني لليهود؟ الجواب ساذج للغاية: أوروبا كانت ستُتهم من قبل العالم، وفي مقدمته إسرائيل، بأنّها لا سامية، ويكفي هذا الاتهام لتغيير أيّ قرارٍ ضد اليهود، مع أننّا نؤمن بأنّ لجميع الديانات السماوية الحق في حرية العبادة، وهذا يقودنا إلى حرية العبادة في القدس الشرقية المحتلة: الصليبيون والصهاينة هم الوحيدون الذين قاموا بمنع المسلمين من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك، والصليبيون قدموا إلى الشرق لنهب ثرواته، وليس صدفة أنّهم كانوا من أوروبا، في الماضي خاضوا الحروب لسرقة الشرق، أما اليوم فلا حاجة للحروب، فهم ينهبون الشرق الأوسط بدون حسيبٍ أو رقيب.
اللافت في الأمر، أنّ الماكينة الإعلامية الإسرائيلية تمكنت من خفض سقف التوقعات بالنسبة لقرار الاتحاد الأوروبي، ولكن بموازاة ذلك، علينا الإقرار أنّه في نفس الوقت كانت الدبلوماسية الإسرائيلية تعمل ساعات إضافية من أجل ثني الأوروبيين عن اتخاذ القرار، وكل هذه الأمور سارت وسط تكتمٍ شديد، طبعاً بتغطية من الإعلام العبري، وفعلاً بعد التحضيرات والتجهيزات العربية، وتحديداً الفلسطينية، للاحتفال بهذا النصر المبين، اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل لاتخاذ القرار المصيري، ولكنّ القرار كان صفعة مجلجلة للعرب وللفلسطينيين، أي أنّ 'الزعل كان على قد الوجع'، كما يقول مثلنا العامي. لا اعتراف بالقدس الشرقية المحتلة كعاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة ولا من يحزنون، كان قراراً باهتاً وضبابياً ولم ينم عنه أي شيء جديد، أي أنّ أوروبا أكدت لنا للمرة بعد الألف أنّها مجموعة من الدول الانتهازية والمنافقة ولم تتغير منذ اتفاقية سايكس بيكو، التي قسّمت العالم العربي بالمسطرة بين فرنسا وبريطانيا لتكريس الاستعمار الغربي 'المتنور' للشرق العربي 'المتخلف'. لا بدّ في هذه العجّالة الاعتراف والإقرار بأنّ الدبلوماسية الإسرائيلية نجحت نجاحاً باهراً ومنعت أوروبا من اتخاذ قرار لا يصب في مصلحتها، وعلينا القول بدون لفٍ أو دوران إنّ هذا القرار هو ضربة قاسية للدبلوماسية العربية، ولكننّا لا نتوقع أن تؤدي هذه الضربة لإيقاظ العرب والمسلمين من سباتهم العميق، فقضية فلسطين، باتت قضية الفلسطينيين فقط، والدول العربية تنازلت عنها عملياً، وبقيت متمسكة بها نظرياً عن طريق بيانات الشجب والاستنكار الممجوجة التي لا تُقدّم ولا تؤخر.
في الثاني من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1917 أصدرت بريطانيا وعد بلفور المشؤوم، الذي أكد على حق اليهود في الحصول على دولة في أرض فلسطين، أي أنّ من لا يملك أعطى لمن لا يستحق، وهذا الوعد كان بداية النهاية للدولة الفلسطينية العتيدة، ولو أنّ أوروبا كانت صادقة مع نفسها أولاً ومع الآخرين ثانياً، لكانت كفّرت عن ذنبها التاريخي بمنح الفلسطينيين وعد بلفور الجديد، لأنّ أوروبا تعلم، كما يعلم العالم برمته، أنّ الفلسطينيين لن يُستجلبوا من جميع أصقاع العالم لبناء دولتهم المستقلة والسيادية والديمقراطية، كما جرى مع اليهود، فهم كانوا هنا قبلهم. ولكن كيف لنا أن نطلب من أوروبا هذا الوعد ونحن أمّة تعودت على التوسل من الآخرين؟ كيف لنا أن نطلب هذا الأمر أو ذاك من الغرب، ونحن لا نُشهر سلاح النفط الذي إذا قمنا باستعماله لكان العالم وقف على أيديه، كما جرى في العام 1973 عندما استعمل العرب سلاح النفط؟ وكيف لنا أن نطلب من أوروبا هذا الأمر أو ذاك، ونحن نعرف أنّها سترفض وتقول عليكم أولاً أن تتحولوا إلى دولٍ ديمقراطية، وهكذا انتهى الفيلم، إسرائيل ربحت، والعرب خسروا، وأوروبا أكدت لنا على أنّ نفاقها اجتاز جميع الحدود والخطوط الحمراء، وما زالت رهينة بأيدي الأمريكيين والصهاينة.

' كاتب فلسطيني








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
وعد بلفور


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc