التدقيق في المطالب : وجهة نظر في القانون الأساسي 12/240
في تراثنا الشعبي يروى أن ذئبا استظل بشجرة (تين ) وما أن غاص في النوم حتى سقطت عليه تينة كبيرة طيبة فأفزعته وأخافته فأكلها بنهم لما صادفته من حالة جوع وإعياء كبيرين ولأنها فتحت له شهيته دعا على نفسه بأن تتكرر عليه هذه ( الخلعة ) حيث قال : ( ترضالي خلعة اخرى ) فإذا بالكلب الصياد ( السلوقي ) يطل عليه فلعن نفسه و لعن كل من دعا ولم يدقق في دعائه ...
والظاهر أن حال الكثير منا أشبه بحالة الذئب .....
إن الحركات الاحتجاجية من أطراف كثيرة والتي تستهدف تعديل القانون 12..240 رغم مشروعيتها في الغالب قد تقضي على بعض المزايا التي جاء بها هذا النص . وتفصيل ذلك أن بعض مشكلات هذا القانون هي الاختلالات الواردة في الأحكام الانتقالية والتي أغفلت الحقوق المكتسبة في النصوص السابقة فظهر عدم التوازن الذي يصل إلى درجة (اللاعدل ) فالأصناف القاعدية في التعليم الثانوي تم إدماجها في رتب الترقيات الجديدة (من 13 إلى 16 ) من غير قيد أو شرط إلا شرط الأقدمية رغم أن القانون الجديد قد نص على ملمح جديد لأستاذ التعليم الثانوي وهو الماستر أو الماجستير بحيث يفترض أن حامل الليسانس في الثانوي يصير آئلا للزوال ولكن (بصحتهم يستاهلو : رجالة) في حين الرتب القاعدية في بقية المراحل التصقت بها صفة الآئل للزوال , وأمامها حاجز التكوين حتى تستفيد من درجة وحيدة و فريدة من 10 إلى 11 أو من 11 إلى 12 حسب المرحلة .
وأعود إلى ما بدأت به من حديث عن مزايا القانون فأقول أنه وبالنسبة للأجيال الجديدة التي ستنشأ في ظل هذا القانون فهو منطقي ومعقول إلى درجة كبيرة . فالقانون مثلا أصاب عندما نظم الترقيات بشكل متوازي ومتوازن بحسب الاستعدادات والامكانيات : مسار للترقيات البيداغوجية وآخر للترقيات الإدارية وعلى الموظف أن يختار الرواق الذي يروق له . ومن مزايا القانون كذلك أنه فتح المجال للترقية البيداغوجية إلى أبعد مجال كما أنه وفر للذين يستمتعون بمهنة التدريس البقاء فيها والاستفادة من نفس رتبة المدير وفي ذلك لعمري تكريم وتشريف لهذه الفئة من جهة ومن جهة أخرى توقيف لنزيف تسرب الطاقات من قاعات الدرس ـ رغبة في الترقية ـ وفي توقيف هذا النزيف فائدة كبيرة لأبنائنا وأمتنا . أقول هذا الكلام وأنا استحضر بيانا سابقا مر علي لجهة متضررة من القانون لم تحسن التعبير عن مطالبها فضمنت بيانها فقرة اقل ما يقال عنها أنها مؤشر لمرض نفسي حيث ورد من ضمن المطالب ( مطلب : ترك مسافة بين الرئيس والمرؤوس ....) فهل يقبل هؤلاء يا ترى إن صنفتهم الدولة خارج التصنيف وصنفت معهم كذلك الأستاذ المكون في نفس الرتبة .....
وربما هذه هي بعض أسباب تدني مكانة الأستاذ والمعلم إنها ليست فقط عوامل و أسباب خارجية إنها تبدأ من الداخل باحتقار بعضنا لبعض والمثل الشعبي يقول ( الفولة ادود من اجنابها )