بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الاخوة ورحمة الله وبركاته.
لقد تجولت هذا المساء بسوق المدينة وأشتريت بعض الحاجيات للمنزل وعند رجوعي الى البيت ركبت سيارة أجرة واذا بجانبي جزار وموال و أخر خضار ويالها من صدفة غريبة اذ تجمع الثلاثة بسيارة واحدة وبدأ الجزار يروي لنا الحكايات عن سوق الاغنام ويتناقش بحدة مع الموال ودخل الخضار بالنقاش وأشتد الحديث وسخن الموقف حتى وجدت نفسي مرغما للتدخل قصد فك هذا الجدال الفارغ الذي لايغني ولا يسمن من جوع حيث رأيت في النقاش الدائر كل يريد أن يبرر نفسه ويرمي المسؤولية على الاخر حيث لا يمكن للجزار من بيع اللحم الا بتوفر المواشي التي يبيعها الموال ولا يمكن لنا كلنا من استمرار حياتنا الا بشراء الخضروات من عند الخضار , لكن الادهى والامر كل واحد تجده محقا في سرد الحقائق حسب الضروف المحاطة به نتيجة للغلاء الفادح الذي عم على كل شئ, وبعد التدخل الطيب الذي وجد تفهم من كل الاطراف بدأ الحديث بنوع من العقلانية فبدأ الجزار يروي لنا حكاياته مع الزبائن حيث يقسم بانه خلال هذه الايام له دين في ذمة الزبائن يفوق 70ألف دينار جزائري فأستدرت إليه قائلا: (لاحولة ولا قوة إلا بالله) فقال: نعم يا صديقي ومع أنه جزار صغير أي ليس له رأس مال كبير فإنه سيصبح بعد أيام في عسر مالي اذا لم يقرضه هذا الموال المتواجد معنا بالسيارة أي يعطيه الاغنام بالانتظار للتسديد وليس بالدفع الفوري وهنا فهمت شدة غضب أخينا الجزار فنطق الخضار وكانت حكايته مشابهة و سردلنا الموال حكاية عن تربية هذه الاغنام والمصاريف التي نفقها حتى صارت مقبولة للذبح فنطق السائق وهو الذي لم يتكلم منذ ركوبنا نحن الأربعة وقال: ان اخينا لم يقل شيئا وهو يقصدني أظن أنه لا يعنيه الامر فعرفت بأن هذا الاخير يريد إستفزازي للحديث ومعرفة رأي فلم يكن مني إلا أن قلت :مالذي يدفعكم أيها الجزار والخضار والموال الى كل هذا أليس لقمة العيش فقال: الجميع نعم فقلت: لهم وأنا كلي يقين بأن يقبلوا ماأقول اذا تسامحوا بينكم وتراحموا فإن مألنا التراب ولا يبق لنا الا العمل الصالح وبالدارجة ( يا خير من خل عرضوا مليح),فقال: الجميع بارك الله فيك .
لكن أيها الاخوة لقد أردت سرد عليكم هذه الحكاية الواقعية والحقيقية التي جرت لي بالفعل هذا المساء لا لشئ
إلا لان لا نحكم على أي واحد بالمظهر أو ندخله في شلة الشر وانما لابد لنا من معرفة الاسباب والمسببات التي أدت بهذا أو ذاك الى تصرفات غير محمودة فنلتمس له سبعين عذرا ثم نقيسه بميزان شرعي , ثم نصلح ما نستطيع ,فالكلمة الطيبة صدقة .
والسلام من أخيكم المهذب.