
كشف عمال الشركة المسيرة لميترو الجزائر "أر تي بي"، عن فضيحة، تخص اقتناء أجهزة معطلة من فرنسا كانت تستعمل في حظائر السيارات، بينما في الجزائر وضعت لطبع تذاكر الميترو، بقيمة مالية تجاوزت 20 مليار سنتيم مما كبد مؤسسة ميترو الجزائر الملايير من الدينارات جراء السرقات في ثمن بيع التذاكر.
وكشفت وثيقة، تحوز "الشروق" نسخة منها، أن هذه الأجهزة المعروفة بـ "أدار" التي تم استيرادها من فرنسا بدأت تظهر الأعطاب فيها مند بدأ العمل بها في الفاتح نوفمبر 2011، تاريخ انطلاق الميترو، ونفس الشيء بالنسبة إلى الموزع الأتوماتيكي "أدوب"، حيث إن هذين الأخيرين سببا الكثير من المشاكل للعمال، مما اضطر لاستعمال التذاكر المطبوعة مسبقا والمنتجة من طرف الإدارة، إلا أن الكمية المتواجدة على مستوى المحطات لم تغط حاجة المسافرين، حيث كانت تصل الكمية المباعة من 2000 إلى 5 آلاف في أغلب المحطات خلال 8 ساعات عمل .
وبينت الوثيقة أن كثرة الطلب جعلت بعض المسؤولين الفرنسيين والجزائريين يعتمدون على علب من التذاكر مقابل دفع ثمنها بأموال التذاكر المباعة بحجة أن هذه الكمية من محطات أخرى ويجب أن تدخل الأموال إلى خزينة تلك المحطات. وتبين مع مرور الوقت أنه لم يرد أي اسم من أسماء هؤلاء المسؤولين في أي دفتر من دفاتر الصندوق في كل المحطات مع العلم أنه لا يوجد أي صندوق خارج المحطات، مما يطرح تسائلا "إلى أين تذهب تلك الأموال؟".
وجاء في الوثيقة أن آلات توزيع التذاكر الأوتوماتيكية للاستعمال العام المعروفة بـ "أدوب"، وهي متواجدة على مستوى كل محطات الميترو، حيث يقوم المسافر باستعمالها لاقتناء تذكرة النقل بإدخال قطعة نقدية في الآلة وتقوم هذه الأخيرة بطبع التذكرة، معطلة إلى يومنا هذا نظرا لعدم جودتها كونها خردة فرنسية تم تورديها إلى الجزائر مقابل الملايين.
أما فيما يخص آلات "أدار" المختصة في طبع التذاكر من طرف الأعوان التجاريين في كل محطات الميترو على مستوى الأكشاك، وبيعها للمسافرين فكارثتها كبيرة جدا نظرا لكون أعطابها ما زالت إلى حد كتابة هذه الأسطر. فهي تعطي تذاكر بيضاء ولكن صالحة في أغلب الأحيان ومحتسبة على العون، كما تعطي تذاكر ذات رحلة واحدة ولكن صالحة لعدة رحلات، فضلا عن إنتاجها لتذاكر تحمل نفس الرقم التسلسلي، حيث تحوز "الشروق" على نسخ من هذه التذاكر.
كما تقوم هذه الآلات في العديد من المرات بجرد كمية من التذاكر دون أن تطبعها وإن لم يكتشف العون العطب سيدفع مقابلها من جيبه في آخر الدوام وهي حالة الأعوان الذين سلطت عليهم محكمة حسين داي عقوبة 6 أشهر حبسا نافذا، وهم مجرد ضحايا للخردة التي تم استيرها من فرنسا. كما تطبع هذه الآلات تذاكر بها رسوم غريبة ومحتسبة وصالحة في كل زمان ومكان، فضلا عن إلغاء تذاكر كثيرة، حيث تصل إلى 500 في كل 2000 تذكرة، مما كبد خزينة الميترو الملايير من الدينارات.
وفي سياق متصل، اكتشف مراقبو ميترو الجزائر عند المسافرين تذاكر من نوع "أدار 85" طبعت من الآلات المتواجدة على مستوى الإدارة العامة للشركة، حيث تقوم هذه الآلات بطبع تذاكر من صنف رحلة واحدة بكميات كبيرة إلا أن التذاكر التي تم حجزها يمكن استعمالها لـ 10 مرات دون أن تستفيد خزينة الميترو منها، مما يؤكد تورط عمال على مستوى الإدارة العامة للشركة في عملية السرقة.