الوقت متسارع هارب بلا رجعة، والمسؤوليات والواجبات تقيّدني وتشدّ أسري، وأنا أميل إلى المكوث أكثر عندكم، على مقربة من عين أحاسيسكم التي لا تنظب، خبّروني بالله عليكم ماذا أفعل؟؟ كيف العمل حيال إختارين أحدهما يلغي الآخر؟؟؟ إمّا أن ألبس الحرير في ضيافتكم، وأستلقي على ألحان تريح عمرا مرهقا، وأحتسي من شايكم الشّافي الذي ينير القادم في عيني ويبعث البهجة في عروقي... وإمّا ألتحف في بعدكم الثوب الخشن يكاد يدمي جلدتي ،وأمضي أقطع المسافات الطوال الصّعاب، وأصارع الغيلان المكّارين، وأكاد أجنّ من شوقي إلى جلساتكم...
خبّروني وليس إلى الاختيار سبيل، بل الفوضى وتداخل الألوان في صدام مريب، أريدكم معي، أريدكم لي، أريدكم أنتم، نعم أنتم ... أريد أن أضمّ إلي يدكم فلا أفلتها أبدا، أريد أن أعيش ما تبقى من العمر أستمع إلى إرتعاش الكلام على شفاهكم، أريد أن أحدّق في إلتماع الأحاسيس في عيونكم، لا أرغب في أن أبرح ماكني هذا الذي يخيّل لي أنّه معبد أو مسجد أو مبارك في حضوركم، خبّروني فشوقي يشعرني بالضياع، سأغادر مجبرة بعد لحظات، أتأسّف الخطى وأتحسّر المسافات...
خبّروني بالله عليكم، هل لي كيف أسكنكم أكثر مما سكنتم في حياتي، أن أحسّ بحضور طيفكم بداخلي وحولي على امتداد النّهار، خبّروني ... خبّروني ... خبّروني ...