واخر قصة حاولو الاعتبار واخذ كل ما يهمكم
نفسك هي عدوك , أنت أيها الطالب نفسك هي عدوك , أن طوّعتها صارت ملكاً لك و أن أهملتها أنقلبت عليك
فقاومها و قاومها بكل ما أوتيت من قوة وأستعن بالله فهو حسبك .
لن أحكِ على تجربتي مع البكالوريا و النجاح , لأن سبب نجاحي في البكالوريا حدث قبل أربع سنين من قبل ذالك العام , أي في شهادة التعليم المتوسط
لم أنجح في شهادة التعلم المتوسط بسبب إهمالي وتكاسلي , ونجح كل زملائي كلهم صعدوا الى الثانوية ألا أنا .
مرت العطلة الصيفية وجاء عام دراسي جديد و لازلت أجلس على نفس الكرسي للعام الماضي إلا أنا زميلي الذي
يشاركني الطاولة تغير وجاء طالب أخر, وفي تلك اللحظات دخل أستاذ الاجتماعيات ليجدني أجلس في الصف الأول
فقال : أنت أعدت السنة أذهب وأجلس في الأخير كي لا تشوش على الآخرين , نعم لم يخطئ كنت مشوش قبل أن أعيد السنة , ذهب أستاذ الاجتماعيات و جاءت أستاذة الرياضيات التي درّستني سابقا,فأحمر وجهي من شدة الخجل و أنا مطأطئ الرأس وزاد خجلي عندما رأيتها تنظر لي بنظرة تحمل الكثير من المعاني , ثم قالت لي :
ياخالد أين أصدقائك ؟؟ رياض و .... كلهم نجحوا في الإمتحان و أنت أعدت السنة فمبروك عليك السنة الجديدة.
نعم قالتها باستهزاء كانت غايتها أن تصيب لب قلبي كي أفيق من سباتي , حتى غرغرة عيني بالدموع وشعرت حينها بندم شديد لم أشعر به طوال حياتي , و أنا واقف قررت أن أتغير و أغير نظرتي إتجاه الدراسة و أبرهن للجميع
بقدرتي على التفوق .....
عملت بجد وإخلاص و قاومت نفسي مقاومة شديدة حتى أحبطتها و طوّعتها , حتى صرت أحب الدراسة و أتمتع بها.
وفي الأخير برهنت لكل الأساتذة وخاصة أستاذة الرياضيات بقدرتي على التفوق و التقدم للأمام
حتى قالت هذه الأخيرة و هي تضع يدها على جبهتها كما يفعل الجندي عند التحية العسكرية
و قالت لي { هاهو حقك يا بطل}. لماذا قالت هذا ؟ لأن معدلي في الرياضيات قفز من 0.5 الى 19.5
وبهذه الإرادة و العزيمة تفوقت في كل مراحل دراستي حتى تخرجت من الجامعة .
و لله الحمد و الشكر.
ماذ نستنبط من هذه القصة ؟
كل إنسان وهبه الله عقلاً , يستطيع أن يتفوق في أي مجال من المجالات
و يستطيع أن يجتاز أي أختبار من الأختبارات , وذلك ب :
أن يؤمن الإنسان أنه إذا أراد بلوغ الهدف , فأنه يستطيع بلوغه .
أن يؤمن أنه إذا أحب الشيئ الذي يدرسه أو يعمل به , سيتفوق فيه .
أن يؤمن أن المتفوقون في الدراسة ليسوا بأحسن منه و يستطيع التفوق عليهم وذالك بالإرادة و العمل الجاد .
أن لا يضخم المشكل الذي هو أمامه و لا يقلق , لأن لكل مشكل حل , فقط القليل من التفكير والصبرو الدعاء
وسيحل المشكل .
أن يؤمن أن الجماعة خير من الفرد و أقصد أن التعاون بين الطلبة الجادون له فضل في التفوق الدراسي .
أن يؤمن أن الله وهبه كنزا هائلا من الذكاء مدفون في أعماقه و عليه أن يستغله و لا يكتمه.
لأني كنت أحب التقنية درست الهندسة الميكانيكية في المتقنة و تحصلت على تقدير جيد في البكلوريا
و لله الحمد على كل شيئ