صلاة الاستخارة... دراسة فقهية (حلقات) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

صلاة الاستخارة... دراسة فقهية (حلقات)

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-10-28, 00:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
**ولد مزغنة**
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **ولد مزغنة**
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي صلاة الاستخارة... دراسة فقهية (حلقات)


تعريف الاستخارة لغة وشرعاً

1- الاستخارة لغة: " طلب الخيرة في الشيء. وخار الله لك؛ أي أعطاك ما هو خير لك، واستخار الله: طلب منه الخيرة والاختيار: الاصطفاء وكذلك التخير، ويقال: استخر الله يخر لك".(1)
2- والاستخارة في الاصطلاح الشرعي: "طلب الاختيار، أي طلب صرف الهمة لما هو المختار عند الله والأولى، بالصلاة والدعاء الوارد في الاستخارة ". (2)
وبعبارة أوضح هي: عبارة عن دعاء معين ورد في السنة يقوله المسلم ويدعو به أو يأتي به بعد صلاة ركعتين من غير الفريضة، إذا عزم على فعل شيء ما، من زواج أو تجارة أو سفر أو نحو ذلك، فيطلب من الله سبحانه وتعالى أن يختار له الخير ويعينه عليه، وييسره له، ويطلب منه سبحانه أن يصرفه عما يريد إذا كان فيه شر له، وسيأتي ذكر هذا الدعاء ومزيد من التفصيل فيه.

أهمية الاستخارة في حياة المسلم وتوصية العلماء بها

إن الإنسان مخلوق ضعيف، بحاجة إلى إعانة الله تعالى في أموره كلها؛ وذلك لأنه لا يعلم الغيب، فلا يدري أين موطن الخير والشر فيما يستقبله من حوادث ووقائع؟
لذا كان من حكمة الله سبحانه ورحمته بعباده أن شرع لهم هذا الدعاء، لكي يتوسلوا بربهم ويستغيثوا به في توجيه السير نحو الخير والنفع.
وإن العبد المسلم على يقين لا يخالطه شك أن تدابير الأمور وصرفها بيد الله سبحانه وتعالى وأنه يقدر ويقضي بما شاء، في خلقه قال تعالى: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (القصص:68-70).

قال العلامة محمد بن أحمد القرطبي المالكي - رحمه الله - : (( قال بعض العلماء: لا ينبغي لأحد أن يقدم على أمر من أمور الدنيا حتى يسأل الله الخيرة في ذلك، بأن يصلي ركعتين صلاة الاستخارة)) (3).
ولقد فهم السلف الصالح هذا المعنى فكانوا يستخيرون ربهم في أمورهم كلها.

ومن الأدلة على ذلك قصة زينب رضي الله عنها في زواجها من النبي ، فقد استخارت ربها في ذلك.

عن أنس رضي الله عنه قال: (( لما انقضت عدة زينب قال رسول الله لزيد: ( فاذكرها علي). قال زيد: فانطلقت فقلت: يا زينب أبشري أرسلني إليك رسول الله يذكرك فقالت: ما أنا صانعة شيئاً حتى أستأمر ربي، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن. وجاء رسول الله فدخل بغير أمر )). (4)

ومعنى قول زينب:
(( حتى أستأمر)) أي: حتى أستخير.
ومعنى قوله: (( إلى مسجدها)) أي: موضع صلاتها من بيتها.
ومعنى قول النبي: (( أذكرها علي؟)) أي: أخطبها لي من نفسها. (5)

قال محي الدين النووي الشافعي رحمه الله مبيناً ما في هذا الحديث من حكم وفقه قال: (( وفيه - أي في الحديث - استحباب صلاة الاستخارة لمن هم بأمر، سواء كان ذلك الأمر ظاهر الخير أم لا)). (6)


وقال النووي أيضاً: (( ولعلها استخارت لخوفها من تقصير في حقه )) (7).

والنووي رحمه الله قال هذه العبارة الأخيرة ليرفع الإشكال الذي قد يرد وهو أن الاستخارة تكون في الأمر الذي لا يعرف أهو خير أم شر؟ وأما زواج المرأة من النبي فخير لها، أي خيره ظاهر فكيف تستخيره؟ فبين ذلك رحمه الله.
هكذا كان حرصهم رضي الله عنهم على تطبيق هذه السنة في حياتنا، ونتوكل على ربنا سبحانه، فهو نعم المولى ونعم الوكيل.

ولقد أحسن من قال:


توكل على الرحمن في كل حاجة........إذ ما يرد ذو العرش أمراً بعبده
وقد يهلك الإنسان من وجه حذره......أردت فإن الله يقضي ويقدر
يصبه وما للعبد ما يتخير.............وينجو بحمد الله من حيث يحذر (8).

بيان نص دعاء ودليل صلاة الاستخارة من السنة وتخريجه وشرح معانيه الغريبة

أولاً: نص دعاء الاستخارة:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ( كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: (إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الْأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ) (9).

ثانياً: تخريج النص:
الحديث: أخرجه أحمد في مسنده (11/520) (4642) والبخاري في عدة مواضع من صحيحه، فقد أخرجه في كتاب التهجد باب: ما جاء في التطوع مثنى مثنى، برقم (1162) ، الفتح (3/61 - 62) وأخرجه أيضاً في الدعوات، باب: الدعاء عند الاستخارة، برقم (6382)، الفتح (11/218، 219).
وأخرجه أيضاً في كتاب التوحيد، باب: قول الله تعالى: ? قُلْ هُوَ الْقَادِرُ ? (الأنعام: من الآية65) برقم (7390)، الفتح (13/464).
وأخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الصلاة، باب: في الاستخارة، برقم (1583) (2/91).
وأخرجه الترمذي في سننه، في أبواب الوتر، ما جاء في صلاة الاستخارة، برقم (480) (2/345).
وأخرجه النسائي في سننه، في كتاب النكاح، باب: كيفية الاستخارة، برقم (3253) (3/3389). وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/411) (2082)، وابن حبان في صحيحه (3/169) (887).


ثالثاً: شرح معاني غريب الحديث:
وبعد أن بينا بعض من أخرجه لكي تطمئن النفوس على صحة الحديث نشرع الآن في بيان ما يشكل من بعض معانيه الغريبة.
قوله: (( إذا هم )) ، أي إذا قصد.
قوله: (( بالأمر )) أي: بأمر من الأمور.
قوله: (( فليركع ركعتين )): أي: ليصل، وقد يذكر الركوع ويراد به الصلاة كما يذكر السجود ويراد به الصلاة، من قبل ذكر الجزء وإرادة الكل.
قوله: (( من غير الفريضة )) يعني: النوافل: أي تكون تلك الركعتان من النافلة.
قوله: (( أستخيرك )) أي: أطلب الخير، أن تخير لي أصلح الأمرين؛ أي تختاره، لأنك عالم به وأنا جاهل.
قوله: (( وأستقدرك )): أي: أطلب أن تقدرني على أصلح الأمرين، إذ أطلب منك القدرة على ما نويته، فإنك قادر على إقداري عليه، أو أن تقدر لي الخير بسبب قدرتك عليه.
قوله: (( تسميه باسمه )) أي: تسمي أمرك وحاجتك التي قصدت الاستخارة لها في هذا الموضع.
مثلاً تقول: اللهم إن كنت تعلم أن هذا السفر خير لي، أو هذا الزواج، أو هذا النوع من التجارة، أو هذه السيارة، ونحو ذلك مما تريد.
قوله: ( في ديني ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله) يعني: إن كان فيه خير يرجع لديني ولمعاشي وعاقبة أمري، وإنما ذكر عاقبة الأمر، لأنه رب كل شيء يهمه الرجل يكون فيه خير في ذل الحال، ولكن لا يكون خيراً في آخر الأمر، بل ينقلب إلى عكسه، فزاد في الدعاء بقوله: ( وعاقبة أمري).
قوله: ( فاقدره) بضم الدال، أي: اقض لي به وهيئه.
قوله: (فاصرفه عني)، أي: لا تقض لي به، ولا ترزقني إياه.
قوله: ( واصرفني عنه) أي: لا تيسر لي أن أفعله وأقلعه من خاطري، أي لا أهتم به ولا أهمه بعد ذلك.
قوله: ( حيث كان) أي: اقض لي بالخير حيث كان الخير.
قوله: (ثم رضني به) أي: اجعلني راضياً بذلك، أي: بخير المقدور (10).

الحواشي:


(1) لسان العرب (4/259) مادة خير.
(2) الموسوعة الكويتية (2413).
(3) الجامع لأحكام القرآن (13/202).
(4) أخرجه مسلم في كتاب النكاح، باب: زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب برقم (3488)، والنسائي واللفظ له (6/387) برقم (3251).
(5) حاشيتا السندي والسيوطي على سنن النسائي (6/387 - 388).
(6) شرح مسلم للنووي (9/229 - 230).
(7) شرح مسلم للنووي (9/229 - 230).
(8) ذكر هذه الآيات القرطبي في تفسيره (13/202).
(9) ونص الحديث نقلته من كتاب صحيح الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية، بتحقيق العلامة الألباني (ص 47 - 48) لأنه أسهل في الحفظ والفهم.
(10) انظر شرح ما سبق في: فتح الباري (11/220 - 223)، نيل الأوطار (3/88 - 90). عون المعبود (4/277)، شرح الطيبي على المشكاة (4/1245)، مرقاة المفاتيح (3/401 - 406)، عارضة الأحوذي (2/262 - 265)، تحفة الأحوذي (2/482 - 484)، العلم الهيب في شرح الكلم الطيب (ص 232 - 334).

ـ يتبع ـ








 


قديم 2008-10-28, 14:44   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جويرية
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

احسن اللهاليكم

تذكرت اني قرات مرة انه ممكن الاستخارة بدون صلاة


والله اعلم










قديم 2008-10-28, 21:59   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
fantouh
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الرجاء التعميم بارك الله فيكم










قديم 2008-10-29, 04:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
**ولد مزغنة**
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **ولد مزغنة**
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

(بيان مسائل حول صلاة الاستخارة من حديث جابر السابق)

المسألة الأولى: بيان الحكم الشرعي للاستخارة، فهل هي واجبة أم سنة؟

لا خلاف بين العلماء أن صلاة الاستخارة سنة وليست بواجبة، ومعنى ذلك أن من عزم على فعل أمر ما كسفر أو زواج أو تجارة يسن له أن يصلي الاستخارة قبل أن يفعل ولا يجب عليه، ولكن لا يترك هذه السنة لأن فيها خيراً كثيراً، والله يعلم الغيب والعبد لا يعلمه. فالحاصل أنها سنة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( فليركع ركعتين )) ومع ذلك حكم العلماء أنها سنة.

قال العلامة زين الدين العراقي الشافعي - رحمه الله - : ( ولم أر من قال بوجوب الاستخارة) (11).

وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : ( فكأنهم فهموا أن الأمر فيه للإشارة فعدلوا به عن سنن الوجوب، ولما كان مشتملاً على ذكر الله والتفويض إليه كان مندوباً والله أعلم) (12).


وقال محي الدين النووي الشافعي - رحمه الله -: ( صلاة الاستخارة سنة) (13).


وقال العلامة عبد العزيز ابن باز - رحمه الله -: ( صلاة الاستخارة سنة) (14).


ومما يدل على أنها سنة حديث الأعرابي الذي أتى يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ما يجب عليه من الفرائض، وهو الحديث الذي من مسند طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: (( جاء رجل إلى رسول الله من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله ، فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال رسول الله : ( خمس صلوات في اليوم والليلة) فقال: هل عليّ غيرهن؟ قال: (لا، إلا أن تطوع)، قال رسول الله : ( صيام شهر رمضان ) قال: هل عليّ غيره؟ فقال: ( لا إلا أن تطوع) قال: وذكر له رسول الله الزكاة، فقال: هل عليّ غيرها؟ قال: ( لا، إلا أن تطوع). قال: فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه. فقال رسول الله : (أفلح إن صدق) (15).


والشاهد من الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم : (خمس صلوات في اليوم والليلة).

فدل على أن الفرض من الصلاة انحصر في هذه الفروض الخمس، وما سواها نفل.

قال بدر الدين العيني الحنفي - رحمه الله - : ( فأما الاستخارة فدل على عدم وجوبها للأحاديث الصحيحة الدالة على انحصار فرض الصلاة في الخمس) (16).


وقال العراقي: (( ودل على عدم وجوب الاستخارة ما دل على عدم وجوب صلاة زائدة على الخمس في حديث: هل علي غيرها؟ قال: ( لا إلا أن تطوع) )) (17).


ولكن هذا الدليل يصلح للاستدلال به على عدم وجوب ركعتي الاستخارة، فهو صرف الأمر في حديث جابر إلى الندب، وبقي الأمر في الدعاء على ظاهره يدل على الوجوب يحتاج إلى صارف.


وبيّن الحافظ رحمه الله كيف أن الدعاء مندوب أيضاً وليس بواجب وذلك كما في قوله السابق قبل قليل وهو قوله: ( فكأنهم فهموا أن الأمر فيه للإشارة فعدلوا به عن سنن الوجوب، ولما كان مشتملاً على ذكر الله والتفويض إليه كان مندوباً والله أعلم) (18) اهـ.


ومعنى كلام الحافظ رحمه الله أن الصارف للأمر شيئان:

الأول منهما: أن العلماء فهموا أن الأمر في قوله: (( فليركع ركعتين من دون الفريضة ثم يقول )) فهموا أن الأمر فيه من باب المشورة، لا من باب الإلزام، أي: يشير عليهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأفضل، وذلك كأن ننصح رجلاً ما يريد وجهة ما فنقول له: اذهب من ذاك الطريق الغربي فهو أيسر لك، فالمشورة هنا واضحة أنها للإلزام والوجوب؛ فكأن النبي صلى الله عليه وسلم يشير عليهم وينصحهم بالاستخارة.
والثاني منهما: حيث إن الأمر هنا في باب الدعاء، وأصل الدعاء من باب الندب والاستحباب كان هذا كذلك ، وحيث إن هذا الدعاء فيه تفويض الأمر لله، وترك الأمر له كان ندباً والله أعلم.

المسألة الثانية: فيم تكون الاستخارة؟

تكون الاستخارة في الأمور المباحة كالزواج والتجارة المباحة وغيرها، وكذلك تكون الاستخارة في المندوبات إذا حصل للمرء بينها تعارض، كأن يحتار الرجل بين أمرين فيختار الأصلح منهما والأقرب نفعاً ثم يستخير الله فيه.
ولا تكون الاستخارة في ترك المحرمات والمكروهات، فلا يستخير أحد هل يسرق أو لا؟
كما أنها لا تكون في الواجبات وصنائع المعروف، مما هو معروف خيره ونفعه، فلا يستخير أحد هل يصلي الظهر أو لا؟ لأن ذلك واجب عليه، فهي إذن في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب والخير والنفع فيها، أما الواجبات وصنائع المعروف كالعبادات فلا حاجة للاستخارة فيها.
وقد يستخير الإنسان في شيء يتعلق بالعبادة، وذلك مثل السفر للحج، فيستخير الله هل يسافر هذه السنة؛ وذلك لاحتمال عدو أو فتنة؟ واختيار الرفقة هل يرافق فلاناً أم لا؟ (19).

قال الحافظ ابن حجر: ( قال ابن أبي جمرة: فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما، والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما، فانحصر في الأمر المباح، وفي الأمر المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه ) (20).
ولا تحتقرن شيئاً في الأمر فاستخر الله في الأمر الصغير والكبير، والعظيم والحقير مما يشرع الاستخارة فيه (فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم) (21).

الحواشي:

(11) فتح الباري (11/221 - 222).
(12) فتح الباري (11/221 - 222).
(13) المجموع (3/546).
(14) مجموع فتاوى ابن باز (3/546).
(15) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان برقم (46 ) الفتح (2/142)، ومسلم واللفظ له في كتاب الإيمان برقم (100) مسلم بشرح النووي (1/119 - 120)، وأبو داود في سننه (391) (1/104)، والنسائي برقم (457) (1/246).
(16) عمدة القارئ (7/233).
(17) الفتح (11/221).
(18) الفتح (11/222).
(19) انظر هذه المسألة في: كشاف القناع (1/419)، الأذكار للنووي (ص 112)،عمدة القارئ (7/233 - 234)، نيل الأوطار (3/88)، تحفة الأحوذي (2/482)، غاية المرام (5/528)، الفتح الرباني (5/52).
(20) فتح الباري (11/220).
(21) فتح الباري (11/220).
(22) الفتح (11/220).

ـ يتبع ـ









قديم 2008-10-29, 08:03   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
zakaria el-assimi
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية zakaria el-assimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك أخي ولد مزغنة










قديم 2008-10-30, 05:40   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
**ولد مزغنة**
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **ولد مزغنة**
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا للأخت جويرية على المرور وسنتطرق إلى مسألتك في ثنايا الدراسة..... تابعي معنا

شكرا للأخ fantouh على مرورك ولكن للأسف لم أفهم قصدك.

شكرا للأخ abdou على مرورك ونفع الله بك.









قديم 2008-10-30, 07:18   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عطر الجنة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية عطر الجنة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله الف خير ولكن في احد الكتب قرات انك تستطيع ان تستخير نفسك بدون صلاة ودلك باستخارة الموضوع في نفسك 7 مرات وتنظر اين يميل قلبك فهل هذا صحيح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بوركت










قديم 2008-10-30, 17:03   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
**ولد مزغنة**
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **ولد مزغنة**
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا للأخت الكريمة على المرور

يجوز الاستخارة بدون صلاة لأنها من جنس الدعاء أما الاستخارة سبع مرات فالحديث شديد الضعف لا ينجبر ولا يثبت به حكما شرعيا...............على العموم تابعي معنا وسنتطرق لهذه المسألة لاحقا.









قديم 2008-10-30, 21:57   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
**ولد مزغنة**
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **ولد مزغنة**
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


المسألة الثالثة: ما الحكمة من تشبيه صلاة الاستخارة بالسورة من القرآن؟


المراد بهذه المسألة معرفة الحكمة التي قال لأجلها جابر رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن).

فشبّه جابر رضي الله عنه تعليمهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الاستخارة والدعاء كما كان يعلمهم السورة من القرآن.
وقيل: ( وجه التشبيه عموم الحاجة في الأمور كلها إلى الاستخارة كعموم الحاجة إلى القراءة في الصلاة) (22).

أي كما أنه يحتاج إلى قراءة القرآن في الصلاة، فكذلك يحتاج إلى الاستخارة في الحياة.

هذا ( فيه إشارة إلى الاعتناء التام البالغ بهذا الدعاء، وهذه الصلاة لجعلها تلوين للفريضة والقرآن) (23).

ولعل هناك حكمة أكبر ومعنى أغزر في هذا التصوير والتشبيه وهي: عدم جواز الابتداع في صلاة الاستخارة وهيئتها بشكل عام، وألفاظ دعائها بشكل خاص، فلا تدخل الألفاظ المستحدثة، والأفعال المبتدعة فيها، ويجب الاقتصار على ما ورد النص به من قول وفعل.

فيكون المعنى والحكمة: كما أنه لا يجوز التغيير في القرآن عموماً ومطلقاً، فلا يزاد فيه، ولا ينقص منه، كذلك صلاة الاستخارة وألفاظها لا يزاد فيها ولا ينقص منها كالسورة من القرآن تماماً، والله أعلم.

وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، فقد حذر من ذلك بإشارة لطيفة، ومع ذلك فقد استحدثت اليوم أنواع مبتدعة وجديدة للاستخارة، كاستخارة الكف والفنجان والأبراج وغير ذلك كما سيأتي طرحه في مبحث مستقل بإذن الله تعالى.

قال العلامة محمد بن عبد الله بن الحاج المالكي رحمه الله وهو يتحدث عن عدم جواز إضافة شيء إلى الاستخارة ليس منها، فبعد أن منع ذلك ونبه عليه قال: ( فيا سبحان الله ! صاحب الشرع اختار لنا ألفاظاً منتقاة جامعة لخيري الدنيا والآخرة حتى قال الراوي للحديث في صفتها على سبيل التخصيص والحض على التمسك بألفاظها وعدم العدول إلى غيرها ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ) والقرآن قد علم أنه لا يجوز أن يغير ولا يزاد فيه ولا ينقص منه، وإذا نص فيه على الحكم نصاً لا يحتمل التأويل لا يرجع لغيره) اهـ (24).


المسألة الرابعة: متى تشرع صلاة الاستخارة ؟
أو متى يبدأ وقتها ؟


المراد بهذه المسألة: تحديد الوقت الذي تشرع في الاستخارة، يبدأ وقت الاستخارة عند العزم على فعل شيء من الأشياء، والإقدام على أمر من الأمور المباحة.

ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق من رواية جابر رضي الله عنه حيث جاء فيه: ( إذا همّ ) ؛ أي: إذا قصد وعزم.

وقيل: إذا ورد على قلبه الخاطر للفعل أو فعل الشيء فإنه يستخير فيظهر له ببركة الدعاء والصلاة ما هو خير له.

ولكن الاستخارة عند العزم على الأمر والتصميم على فعله وقبل الشروع أرجح؛ لأن الخواطر التي ترد على القلب كثيرة، فلو استخار في كل ما بدا له وخطر على قلبه لضاعت عليه أوقاته.(25)

ومما ينبغي التنبه له أن المستخير حال استخارته ينبغي أن يكون خالي الذهن غير متعصب لأمر بعينه، أي: لا يميل لهواه ورغبته، بل يتجرد من ذلك ويكل الأمر لله سبحانه ليظهر له الخير فيما عز وأراد.

الحواشي:

(22) الفتح (11/220).
(23) المصدر السابق.
(24) المدخل (4/37 - 38).
(25) الفتح (11/220).









قديم 2008-10-30, 22:04   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
يوسف زكي
مشرف سابق
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي و لد مزغنة. على هذا الشرح النافع










قديم 2008-11-01, 20:30   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
**ولد مزغنة**
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **ولد مزغنة**
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المسألة الخامسة: هل لابد من تخصيص ركعتين لصلاة الاستخارة أم تحصل مع النوافل؟

المراد بهذه المسألة: هل إتيان دعاء الاستخارة دبر النوافل وذلك كالرواتب مثلاً، كأن يصلي المرء راتبة الظهر، وهي: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، أو راتبة المغرب وهي ركعتان بعد صلاة المغرب، فلو صلى المسلم راتبة المغرب واستخار بعدها، فهل ذلك كاف ومجزئ أم لابد من أن يصلي ركعتين خاصتين لكي يستخير بعدهما؟
الصحيح الراجح في هذه المسألة - والله أعلم - أنه إن صلى نافلة من النوافل مع نية الاستخارة أجزأه ذلك بإذن الله تعالى، ولكن عليه أن يعقد العزم والنية على أنه يريد بهذه الصلاة النافلة والاستخارة معا قبل الشروع في النافلة.

قال محي الدين النووي - رحمه الله - : (والظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب، وبتحية المسجد وغيرها من النوافل).


وقال رحمه الله: (لو دعا بدعاء الاستخارة عقب راتبة صلاة الظهر مثلا أو غيرها من النوافل الراتبة والمطلقة سواء اقتصر على ركعتين أو أكثر أجزأ).


وقال زين الدين العراقي - رحمه الله- : ( إن كان همه بالأمر قبل الشروع في الراتبة ونحوها ثم صلى من غير نية الاستخارة وبدا له بعد الصلاة الإتيان بدعاء الاستخارة فالظاهر حصول ذلك).

وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: ( إن نوى تلك الصلاة بعينها وصلاة الاستخارة معاً أجزأ بخلاف ما إذا لم ينو) (26).

وقال المناوي رحمه الله تعالى: (والأكمل الاستخارة عقب صلاة ركعتين بنيتها).(27)


وقال في عون المعبود: ( من غير الفريضة ) بيان للأكمل ونظيره تحية المسجد وشكر الوضوء).(28)


والدليل على جواز ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من غير الفريضة )) فهذا المنطوق مفهومه أنها تحصل بعد النافلة، أما بعد الفرض فلا تجزئ، فلو صلى فريضة الصبح - مثلاً - واستخار بعدها لم يكن عمله صحيحاً.


المسألة السادسة: من عزم على الاستخارة بعد الانتهاء من صلاة النافلة، وأراد أن يأتي بدعاء الاستخارة بعد الصلاة فهل يستخير أم يعيد الصلاة؟

المراد بالمسألة: من صلى نافلة من النوافل ثم عرض له طلب الاستخارة لأمر من الأمور وهو ممن يقصد الاستخارة بعد صلاة ركعتين، فهي يكفيه صلاة النافلة التي صلاها أم يعيد صلاة أخرى؟

الظاهر - والله أعلم - أنه يعيد ركعتين لأجل الاستخارة غير التي صلاها منذ قليل؛ وذلك لأنه لابد من وجود الإرادة والنية؛ أي نية الاستخارة قبل الشروع أو الانتهاء من الصلاة؛ وذلك لعموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : ( ويبعد الإجزاء لمن عرض له الطلب بعد فراغ الصلاة لأن ظاهر الخبر أن تقع الصلاة والدعاء بعد وجود إرادة الأمر) (29).

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (ولا يقال دعاء الاستخارة إذا صلى تحية المسجد، أو الراتبة ولم ينوه من قبل؛ لأن الحديث صريح بطلب صلاة الركعتين من أجل الاستخارة فإذا صلاهما بغير هذه النية لم يحصل الامتثال).(30)

الحواشي:

(26) الأذكار: (ص 112)، نيل الأوطار (3/88)، الفتح (11/221).
(27) فيض القدير (1/576).
(28) عون المعبود (4/287).
(29) فتح الباري (11/221).
(30) مجموع رسائل وفتاوى ابن عثيمين (14/218).
ـ يتبع ـ









قديم 2008-11-02, 09:13   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
**ولد مزغنة**
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **ولد مزغنة**
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك أخي يوسف زكي على مرورك

وحياك ربي ونفع بك









قديم 2008-11-02, 09:31   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ليتيم الشافعي
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ليتيم الشافعي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم جزاك الله خيرا واصل ممتاز










قديم 2008-11-02, 22:20   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
**ولد مزغنة**
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **ولد مزغنة**
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور أخي شافعي على المرور

نفع الله بك









قديم 2008-11-03, 08:28   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
**ولد مزغنة**
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية **ولد مزغنة**
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



المسألة السابعة: أين يقال دعاء الاستخارة قبل السلام أم بعده؟


المقصود بهذه المسألة: أن دعاء الاستخارة الذي جاء في حديث جابر رضي الله عنه يقال بعد السلام والانتهاء من الصلاة أم قبل السلام؟


الأمر في هذه المسألة فيه سعة، فمن ذكر الدعاء بعد التشهد وقبل السلام فذلك جائز وهو ترجيح شيخ الإسلام أحمد بن عبد السلام بن تيمية رحمه الله حيث قال: ( يجوز الدعاء في صلاة الاستخارة وغيرها قبل السلام وبعده، والدعاء قبل السلام أفضل؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر دعائه كان قبل السلام، والمصلي قبل السلام لم ينصرف، فهذا أحسن، والله تعالى أعلم) (28).

ومن أتى بالدعاء بعد السلام - أيضاً - جاز له ذلك، والأرجح والأقرب والله أعلم أن الدعاء يكون بعد السلام والانتهاء من الصلاة، وذلك ظاهر في حديث النبي صلى الله وعليه وسلم كما مر في حديث جابر حيث قال: ( فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول: اللهم إني أستخيرك ...).

فقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ثم يقول) يدل على تأخير الدعاء عن الصلاة؛ لأن (ثم) في اللغة تفيد الترتيب مع التراخي، أي: يصلي أولاً ثم يذكر الدعاء.

قال الشوكاني - رحمه الله -: ( والحديث - أي حديث جابر - يدل على مشروعية صلاة الاستخارة والدعاء عقيبها، ولا أعلم في ذلك خلافاً) (29).

وقال الحافظ ابن حجر: (هو ظاهر في تأخير الدعاء عن الصلاة، فلو دعا به أثناء الصلاة احتمل الأجزاء، ويحتمل الترتيب على تقديم المشروع في الصلاة قبل الدعاء فإن موطن الدعاء في الصلاة السجود أو التشهد) (30).

وقال الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله لما سئل عن موضع دعاء الاستخارة ومتى يكون قال: (والدعاء فيها - أي في صلاة الاستخارة - يكون بعد السلام كما جاء بذلك الحديث الشريف) (31).

وبأرجحية وقوع دعاء الاستخارة بعد السلام أفتى أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - وفق الله القائمين عليها - برئاسة الشيخ الوالد عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى حيث ورد على اللجنة العلمية للإفتاء السؤال الآتي:

(س): هل دعاء الاستخارة يكون قبل التسليم أم بعد التسليم والخروج من الصلاة؟

(ج): (دعاء الاستخارة يكون بعد التسليم من صلاة الاستخارة) (32).


الحواشي:

(28) مجموع فتاوى شيخ الإسلام (23/177).

(29) نيل الأوطار (3/89).

(30) فتح الباري (11/222).

(31) مجموع فتاوى ابن باز (2/236).

(32) فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء (8/162).









 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc