![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
تنبيه الغاوي عبد الفتاح زيراوي صاحب الحزب السلفي الجزائري !!
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() تنبيه الغاوي عبد الفتاح زيراوي الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعه، أما بعد: قال الإبراهيمي رحمه الله : '' العلمَ العلمَ أيّها الشباب، لا يُلهيكم عنه سمسار أحزاب، ينفخ في ميزاب، ولا داعية انتخاب، في المجامع صخّاب، ولا يلفتنكم عنه معللٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولا عاوٍ في خراب، يأتم بغراب، ولا يفتنّنكم عنه مُنزوٍ في خنقة، ولا مُلتوٍ في زنقةٍ، ولا جالس في ساباط، على بساط، يحاكي فيكم سنة الله في الأسباط، فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب ، إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم ''([1]) هذه نصيحة هذا الإمام الهمام أنقلها لكم إخوة الإيمان حتى تكونوا على بينة من موقفه هو وإخوانه من تلك الحزبيات المقيتة ، و لقد فوجئتُ اليوم بخبر يندى له الجبين و هو تأسيس حزب سلفي جزائري الذي يحمل اسم '' جبهة الصحوة الحرة '' بزعامة المدعو : '' عبد الفتاح زيراوي '' ، فلا أدري من أين أتى هذا النكرة الذي يدعي السلفية و يقول : '' حان الوقت للإعلان عن أنفسنا'' ، و لهذا أقول كما قال الشاعر : وكل يدعي وَصْلا للَيلى *** وليْلى لا تُقرّ لهُم بذَاكَ و مما قاله أيضا كما في تصريح للجزيرة نت إن : "جبهة الصحوة الحرة''([2])لا تريد مغالبة الحكام في حكمهم، وإنما تدعو إلى تربية وتكوين الفرد، والتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع". وأضاف أنهم كسلفيين يريدون الاستفادة من تجارب الإسلاميين السابقة بالجزائر، "عبر السعي لتغيير الأوضاع الراهنة بهدوء وعقلانية واتزان". ويُعتبر هذا المسعى من السلفيين لإنشاء حزب سياسي فريدا في التقاليد الحالية لهذا التيار. إلا ما كان في زمن حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، حيث كانت السلفية تمثل أحد أجنحة الحزب الفاعلة. ومعروف الآن أن مشايخ التيار السلفي المعروفين لا يعتمدون في نشر الدعوة السلفية إلا على الطرق التقليدية كحلقات العلم في المساجد، أو عبر طبع الكتب الدينية والمواقع الإلكترونية.([3]) و ذكرت بعض الجرائد أن هذا الحزب يستمد مرجعيته من (فكر)!([4]) ابن باديس والإبراهيمي([5]). أقول و بالله أستعين : إن الواجب يحتم علينا إنكار هذه الحزبيات و لو أدى ذلك إلى خسارة الأصدقاء فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدع للمؤمن صديقا و هذا معروف عند السلف فقد قال أويس بن عامر القرني سيد التابعين وسيد العباد بعد الصحابة رحمه الله : '' إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يدع للمؤمن صديقا : نأمرهم بالمعروف فيشتمون أعراضنا ويجدون على ذلك أعوانا من الفاسقين حتى والله لقد رموني بالعظائم وأيم الله لا أدع أن أقوم فيهم بحقه " ([6]) أقول : و مع هذا فلن نسكت و لو خسرنا آلاف الأصدقاء بل و لو خسرنا أقرب الناس إلينا فالدين أولى من أي شيء. هذا و أول شيء نقوله لك يا عبد الفتاح أن لفظ الصحوة الذي شاع على ألسنة الناس في هذه الأيام لفظ يحتاج إلى تأمل ،[ فالسَّلفية هي الدِّرعُ الحصين الَّذي حُفِظ به دين هذه الأمَّة مِنْ زمن أبي بكر رضي الله عنه أيَّام الرِّدَّة، ومرورًا بمحنة خلق القرآن أيَّام الإمام أحمد -رحمه الله-، ووصولاً إلى زمَن الإمام ابن تيميَّة -رحمه الله- في فتنة التَّتار، وانتهاءً بزمننا هذا وبخاصَّة في بلدنا العَزيز، أيَّام عهد جمعيَّة العلماء المسلمين الجزائريِّين بجيلها السَّلفيِّ المتميِّز؛ من أمثال ابن باديس والإبراهيمي والعقبي والتّبسي ومبارك الميلي -رحمهم الله- ... والسَّلفيَّة مصطلح معناه: منهجٌ علميٌّ عمليٌّ مصدره الوحي -الكتاب والسُّنَّة- على فهم السَّلف -رضوان الله عليهم-، ودعوة إلى إخلاص العبادة لله وحده، ولزوم الجماعة ونبذ الفُرقة، وطاعة وليِّ الأمر، فالسَّلفيَّةُ مصطلحٌ مرادفٌ لمصطلح (أهل السُّنَّة والجماعة)، أو (أهل الحديث)]([7]) ، و من هنا أيمكن القول بأن هؤلاء الأعلام بهذه الدعوة المباركة كانوا نائمين ثم صحوا؟ و هل الإسلام ينام ثم يصحى ؟ إذا [هذا وصف لم يعلق الله عليه حكماً ، فهو اصطلاح حادث ، ولا نعرفه في لسان السلف جارياً ، وجرى استعماله في فواتح القرن الخامس عشر الهجري في أعقاب عودة الكفار كالنصارى إلي ( الكنيسة ) . ثم تدرج إلى المسلمين ، ولا يسوغ للمسلمين استجرار لباس أجنبي عنهم في الدين ، ولا إيجاد شعار لم يأذن الله به ولا رسوله ؛ إذ الألقاب الشرعية توقيفية : الإسلام ، الإيمان ، والإحسان ، التقوى ، فالمنتسب : مسلم ، مؤمن ، محسن ، تقي .... فليت شعري ما هي النسبة إلى هذا المستحدث ( الصحوة الإسلامية) : صاحٍ ، أم ماذا ؟؟ ثم إنه يعني أن الإسلام كان في غفوة ، وحال عزل في المسجد - كالديانة النصرانية كانت في الكنيسة فحسب - ثم أخذ في التمدد والانتشار ، ففي هذا بخصوص الإسلام إغفال للواقع ، ومغالطة للحقيقة ، وإيجاد جو كبير للتخوف من المتدينين والرعب منهم حتى تتم مقاومتهم ، وفي مصطلحات الصوفية كما في رسالة ابن عربي ( مصطلحات الصوفية) : الصحوة : رجوع إلى الإحسان بعد الغيبة بوارد قوي]([8] ) ، هذا فيما يخص لفظ الصحوة أما فيما يخص الحزبية فليعلم أخي المسلم أنه لا حزبية في الإسلام و [لا يجوز أن يتفرق المسلمون في دينهم شيعا وأحزابا يلعن بعضهم بعضا ويضرب بعضُهم رقاب بعض، فإن هذا التفرق مما نهى الله عنه ونعى على من أحدثه أو تابع أهله،وتوعد فاعليه بالعذاب العظيم، وقد برأ الله رسوله صلى الله عليه وسلم منه، قال تعالى : (واعتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَميعًا ولا تَفَرَّقُوا)، إلى قوله تعالى : (ولاَ تَكُونُوا كالَّذينَ تفَرَّقوا واخْتلَفُوا مِن بَعدِ مَا جاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وأُولائِكَ لهُمْ عَذابٌ عظيمٌ )[آل عمران: 103-105]. وقال تعالى: (إنّ الَّذينَ فرَّقُوا دِينَهُم وكانُوا شِيعًا لسْتَ منْهُم في شيْء إنَّما أمرُهم إلى الله ثم يُنبِّئهُم بما كَانُوا يفْعلُون* من جَاء بالحَسنةِ فلَهُ عشرُ أمثالِها ومَن جاءَ بالسَّيِّئَة فلاَ يُجزَى إلاَّ مثلَهَا وهُمْ لَا يُظلَمُونَ)[الأنعام: 159-160]. وثبَت عن النَبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : '' لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض". ([9]) والآيات والأحاديث في ذم التفرق في الدين كثيرة.]([10]). و قال الشيخ ابن باز رحمه الله : '' أما الانتماءات إلى الأحزاب المحدثة فالواجب تركها، وأن ينتمي الجميع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يتعاونوا في ذلك بصدق وإخلاص، وبذلك يكونون من حزب الله الذي قال الله فيه سبحانه في آخر سورة المجادلة : (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [ المجادلة : 22]''([11]) أما القول بأنهم يستمدون مرجعيتهم من فكر ابن باديس والإبراهيمي فسننقل لك أخي القارئ أقوالهما لترى بُعد هذا الحزب عن فكر ابن باديس و الإبراهيمي زعموا. بيان أن الدين ليس فكرا بل هو وحي من الله عزوجل : اعلم أخي المسلم أن دين الله ليس فكرا بل هو وحي من الله عز وجل ينزله على رسله ، ليسير عباده عليه ، وكلمة ( فكر إسلامي ) يجب أن تحذف من قواميس الكتب الإسلامية ، لأنها تؤدي إلى معنى فاسد ، وهو أن يقال عن الإسلام : فكر ، والنصرانية فكر ، واليهودية فكر ـ وأعني بالنصرانية و اليهودية قبل أن تحرف ـ فيؤدي إلى أن تكون هذه الشرائع مجرد أفكار أرضية يعتنقها من شاء من الناس ، والواقع أن الأديان السماوية أديان سماوية من عند الله عز وجل ، يعتقدها الإنسان على أنها وحي من الله ، تَعَبَّد بها عبادَه ، ولا يجوز أن يطلق عليها لفظ (فكر) ،و من[ أهم أسباب ظهور مصطلح الفكر الإسلامي: الدفاع عن الإسلام، والرد على المستشرقين، وهجمات أعداء الإسلام، وأعقب هذا ظهور مشكلات متعددة في المسلمين، ومشكلات ثقافية وإعلامية، ومشكلات من جهة الالتزام بالدين، والقناعة به، ومشكلات اقتصادية، وشبهات تتعلق بالسياسة، والاقتصاد، والتاريخ، وبمواقف علماء المسلمين، وشبهات تتعلق بالنصوص، وما مدى العمل بالنص، ومدى العمل بالقواعد، وأصول الفقه، فظهر أولئك المفكرون ليدلوا بدلوهم في بيان حقيقة ما عليه الأمة في هذه العلوم، وذلك المضمار، فظهرت كتابات متنوعة امتزج فيها الصواب بالخطأ، وسبب ذلك الفكر انعدام العلم الشرعي، ثم ظهرت مدارس فكرية مختلفة لها وجهات نظر مختلفة في علاج مشكلات المسلمين، وفي الرد على الأعداء، وحدث نوع من التحزب بين المفكرين، فكل من أعجب بفكرة عالم أو مثقف فإن التبعية ستكون له، فظهر بعد ذلك مفكرون اتبعوا المفكرين الأصليين، أو ظهر فكر يتبع أساسيات تلك الأفكار، حتى توسعت الشقة، ومن ثم فإن نشأة الفكر لم تكن نشأة على علم، وإنما كانت نشأة عاطفية اندفاعية ليست مؤصلة، وإنما كانت بحسب الحال دفاعاً عن تاريخ، دفاعاً عن الإسلام، ولكن بطريقة غير مقننة، وغير منظمة، وغير مؤصلة أو منضبطة، وبالتالي ظهرت كثير من الكتابات التي تراها اليوم لمن يسمون بمفكرين إسلاميين، وفي الحقيقة إنما هم مفكرون ليسوا بإسلاميين ؛ لأنهم تارة يفكرون بالنظرة الاشتراكية، وتارة بالنظرة الاعتزالية، وتارة بنظرات مختلفة، فنشأ ما يسمى بالتنوير، والاجتهاد، والتطور، والتقدم]([12]). و هناك فرق بين الفكر الإسلامي والمفكر الإسلامي ، فالفكر الإسلامي هو عمل المسلمين العقلي، ونتاجهم الفكري، في سبيل خدمة الإسلام بياناً ودفاعاً، وقد سُئِل الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - عن مصطلح (فكر إسلامي)، وهل يجوز أن يقال؟ فقال الشيخ ابن عثيمين: '' إن كلمة (فكر إسلامي) من الألفاظ التي يحذر منها، إذ مقتضاها أننا جعلنا الإسلام عبارة عن أفكار قابلة للأخذ والرد، لأن الفكر رأي، فإذا قلنا (فكر إسلامي) فمعناها أن الإسلام صار مجموعة أفكار قابلة للأخذ والرد، قابلة للنقاش، وهذا خطر عظيم أدخله أعداء الإسلام من حيث لا نشعر.([13]). أقول : إذا قولكم أنكم تسمدون أفكاركم من فكر ابن باديس خطأ فابن باديس ليس لديه فكر بل انطلق من الكتاب و السنة و ما قال برأيه قطُ عكس ما تتبنوه اليوم ، و لهذا فخير ما يُرد على تراهاتكم و شبهكم و تلبيساتكم على العوام المساكين أقوال ابن باديس و الإبراهيمي رحمهم الله : قال الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله : ''أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نَجَمَ بالشّر ناجمها، وهجم ـ ليفتك بالخير والعلم ـ هاجمها، وسَجَم على الوطن بالملح الأُجاج ساجِمُها، إنّ هذه الأحزاب كالميزاب، جمع الماء كَدَراً وفرّقه هَدَراً، فلا الزُّلال جمع، ولا الأرض نفع "([14]) و أما قولك يا عبد الفتاح:'' أن (جبهة الصحوة الحرة) لا تريد مغالبة الحكام في حكمهم، وإنما تدعو إلى تربية وتكوين الفرد، والتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع". نرد عليك بكلام الشيخ الإبراهيمي رحمه الله حين قال فيمن أنكر على الجمعية : '' وفي باب الأعمال لم نر منهم إلا عملا واحدا، هو الذي سميناه:جناية الحزبية على التعليم والعلم. هؤلاء القوم قطعوا الأعوام الطوال، في الأقوال والجدال، وجمع الأموال، وتعليل الأمّة بالخيال، ومجموع هذا هو ما يسمونه سياسية و وطنية ... كثرت مواسم الانتخاب حتى أصبحت كأعياد اليهود، لا يفصل بعضها عن بعض إلا الأيام والأسابيع، وكان ذلك كله مقصودا من الاستعمار، لما يعلمه في أمّتنا من ضعف، وفي أحزابنا من تخاذل وأطماع، وفي مؤسساتنا ومشاريعنا العلمية من اعتماد على الوحدات المتماسكة من الأمّة، فأصبح يرميهم في كل فصل بانتخاب يوهن به صَرْح التعليم، ويفرّق به الجمعيات المتراصّة حوله،والتعليم هو عدو الاستعمار الألدّ لو كان هؤلاء القوم يعقلون ". و أما قول القائل :'' وأضاف أنهم كسلفيين يريدون الاستفادة من تجارب الإسلاميين السابقة بالجزائر، "عبر السعي لتغيير الأوضاع الراهنة بهدوء وعقلانية واتزان". أقول : أي تجارب ؟ تجارب القتل و قطع الرؤوس؟ و أي هدوء و عقلانية ؟ ألم يقولوها من قبل ثم تحولت إلى جهاد و تكفير علانية؟ و أما قول :'' ويُعتبر هذا المسعى من السلفيين لإنشاء حزب سياسي فريدا في التقاليد الحالية لهذا التيار. إلا ما كان في زمن حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، حيث كانت السلفية تمثل أحد أجنحة الحزب الفاعلة. ومعروف الآن أن مشايخ التيار السلفي المعروفين لا يعتمدون في نشر الدعوة السلفية إلا على الطرق التقليدية كحلقات العلم في المساجد، أو عبر طبع الكتب الدينية والمواقع الإلكترونية.'' نقول : قال ابن تيمية: ''وليس للمعلِّمين أن يحزِّبوا الناسَ ويفعلوا ما يُلْقِى بينهم العداوةَ والبغضاءَ، بل يكونون مثل الإخوةِ المتعاونين على البِرِّ والتّقوى، كما قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]''([15]) و قال الإبراهيمي عن الجمعية : '' جمعية العلماء جمعية علمية دينية تهذيبية فهي بالصفة الأولى تعلّم وتدعو إلى العلم وترغّب فيه وتعمل على تمكينه في النفوس بوسائل علنية واضحة لا تتستر، وهي بالصفة الثانية تعلّم الدين والعربية؛ لأنهما شيآن متلازمان، وتدعو إليهما وترغّب فيهما، و تنحو في الدين منحاها الخصوصي؛ وهو الرجوع به إلى نقاوته الأولى وسماحته في عقائده وعبادته؛ لأنّ هذا هو معنى الإصلاح([16]) الذي أُسّست لأجله ووقَّفت نفسها عليه، وهي تعمل في هذه الجهة أيضا بوسائل علنية ظاهرة، وبمقتضى الصفة الثالثة تدعو إلى مكارم الأخلاق'' ([17]) و قال أيضا: '' إنّنا نعدّ من ضعف النتائج من أعمال الأحزاب في هذا الشرق كله آتيا من غفلتهم عن هذه الأصول،ومن إهمالهم لتربية الجماهير و تصحيح مقوِّماتها حتى تصبح أمّة وقوة ورأيا عاما ''([18]) وقال عن أثر التحزب في تمزيق الصفّ و تشتيت الشمل: '' ولو أنّ مدارسنا اشتدت أصولها، وامتدت فروعها، وكانت تأوي في الجانب المالي إلى ركن شديد، وترجع في الجانب العلمي إلى رأي رشيد، لكان وبال هذه النعَرات الحزبية الشيطانية راجعا إلى أصحابه وحدهم ... هذه إحدى جنايات الحزبية على التعليم، زيادة على جنايتها على الأخوة والمصلحة الوطنية العامة'' ([19]) كما وصفها رحمه الله بأنها أشر من الإستعمار الفرنسي حين قال: '' ... إذا كان من خصائص الاستعمار أن يُضْعف المقوِّمات ويُميتَها، ثم يكون من خصائص أغلب الأحزاب أنّها تهملها ولا تلتفت إليها، فهل يلام العقلاء إذا حكموا بأنّ هذه الأحزاب شرّ على الشرق من الاستعمار؟ " و قال الشيخ الطيب العقبي رحمه الله : '' وإنَّ دعوتنا الإصلاحيَّة -قبل كلِّ شيءٍ وبعده- هي دعوةٌ دينيَّةٌ محضةٌ، لا دَخْلَ لها في السياسة البتَّةَ، نريد منها تثقيف أمَّتنا وتهذيب مجتمعنا بتعاليم دين الإسلام الصحيحة، وهي تتلخَّص في كلمتين: أن لا نعبد إلاَّ الله وحده، وأن لا تكون عبادتنا له إلاَّ بما شرعه وجاء من عنده''([20]) أقول : فما بال هؤلاء الآن يقولون أن مشايخ التيار السلفي المعروفين لا يعتمدون في نشر الدعوة السلفية إلا على الطرق التقليدية كحلقات العلم في المساجد ، فمنذ متى كانت المجالس البرلمانية لها دور في نشر الدعوة ؟ و هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام رضوان الله عليهم ينشرون دين الله بواسطة الأحزاب السياسية؟ و هل أسسوا حزبا ليتعاونوا مع الكفار بحجة نشر الدعوة؟ و الله أمركم عجيب ، و من يكتب مثل هذه السخافات فهو التفاهة بعينها ، زد على هذا منذ متى يا عبد الفتاح كان تفريق الأمة و تحزيبها شيعا من دين الله ؟ ألم يقل ربنا تبارك و تعالى : (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)[الروم:31-32] ، و هل تعلم أن لفظ شيعا يأتي للذم ؟ قال ابن القيم رحمه الله'' قوله عزَّ وجلَّ: ﴿ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا﴾ فالشيعة الفرقة التي شايع بعضها بعضًا أي: تابعه، ومنه الأشياع أي: الأتباع، فالفرق بين الشيعة والأشياع أنَّ الأشياع هم التبع والشيعة القوم الذين شايعوا أي: تبع بعضهم بعضًا، وغالب ما يُستعمل في الذمِّ، ولعلَّه لم يَرِدْ في القرآن إلاَّ كذلك كهذه الآية وكقوله: ﴿مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا﴾ وقوله: ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ﴾، وذلك والله أعلم لِما في لفظ الشيعة من الشياع والإشاعة التي هي ضدُّ الائتلاف والاجتماع، ولهذا لا يُطلق لفظ الشِّيَع إلاَّ على فِرَق الضلال لتفرُّقهم واختلافهم، والمعنى: '' لننزعنَّ من كلِّ فرقةٍ أشدَّهم عُتُوًّا على الله وأعظمهم فسادًا فنلقيهم في النار''، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ العذاب يتوجَّه إلى السادات أوَّلاً ثمَّ تكون الأتباع تبعًا لهم فيه كما كانوا تبعًا لهم في الدنيا''([21]) و نختم بأقوال الشيخ المربي العلامة ابن باديس رحمه الله : قال الشيخ ابن باديس في وصية لطلبته في المسجد الأخضر بقسنطينة ألقى كلمة يبين فيها عدم انتهاج الجمعية للسياسة : '' اتقوا الله! ارحموا عباد الله! اخدموا العلم بتعلّمه ونشره، تحمَّلوا كل بلاء ومشقة في سبيله، ولْيَهُن عليكم كل عزيز، ولْتَهُن عليكم أرواحكم من أجله. أما الأمور الحكومية وما يتصّل بها فدعوها لأهلها، وإياكم أن تتعرَّضوا لها بشيء ''.([22]) و قال في كلمة تكتب بماء العيون لا بماء الذهب : " وبعدُ، فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها، عن علم وبصيرة وتمسكاً بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النصح والإرشاد، وبثّ الخير والثبات على وجه واحد والسير في خطّ مستقيم، وما كنّا لنجد هذا كله إلا فيما تفرَّغنا له من خدمة العلم والدين، وفي خدمتهما أعظم خدمة، وأنفعها للإنسانية عامة. ولو أردنا أن ندخُل الميدان السياسي لدخلناه جهراً، ولضربنا فيه المثل بما عُرف عنا من ثباتنا وتضحياتنا، ولقُدنا الأمّة كلها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهل شيءٍ علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نَبْلغ من نفوسها إلى أقصى غايات التأثير عليها، فإن مما نعلمه، ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمّة إنّك مظلومة في حقوقك، وإنّني أريد إيصالكِ إليها ، يجد منها ما لا يجد من يقول لها: إنّك ضالة عن أصول دينك، وإنّني أريد هدايتَك ، فذلك تلبِّيه كلها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها.وهذا كله نعلمه، ولكنّنا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبيَّنا، وإنّنا ـ فيما اخترناه ـ بإذن الله لَمَاضون، وعليه متوكِّلون''([23]) أقول: هذه وصاية تكتب بماء العيون لا بماء الذهب ، وصايا تبين جهود هؤلاء الأعلام الدعوية و مدى حرصهم على هذه الأمة المسكينة و مدى نصحهم للعامة و تعليمهم و توجيههم في رفق و حكمة و حسن خلق لا كما ادعى هذا الدعي بقوله ندعو'' إلى تربية وتكوين الفرد'' و هل تربية و تكوين الفرد تكون بتحزيبهم ؟ و منذ متى تربية المسلم تكون بالوسائل الكفرية و الشركية؟ ألا تب إلى بارئك من هذه المجازفات و تراجع عن هذه التخليطات و ارجع لكلام العلماء حول التحزب و اقتدي على الأقل بعلماء بلدك الذين حذروا من الحزبيات أيما تحذير ، فاتقي الله في نفسك يا هذا و دعك من هذه الألاعيب الصبيانية و ارجع لرشدك و اهتم بالعلم و التعليم فهذا هو الحل الأمثل و الله وحده الموفق فنسأل الله أن ثبتنا على الحق و أن يهدينا لما يحبه و يرضاه وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا. أبو عبد الله بلال القسنطيني الجزائري [1]: عيون البصائر (350-351). [2] : جبهة الصحوة الحرة هو اسم هذا الحزب المشؤوم. [3] : موقع الجزيرة نت. [4] : سنبين فيما بعد أن هذه الكلمة دخيلة على الإسلام. [5] : و قد مر معك في المقدمة قول الإبراهيمي في الأحزاب و الإنتخابات فتأمله بارك الله فيك. [6] : الإعتصام للشاطبي رحمه الله (1/ 39) [7] : منقول من موقع الشيخ فركوس حفظه الله . مقال بعنوان : بيان : هل السلفية خطر على الجزائر ؟ و قد وقع عليه كل من : أ.د. محمَّد علي فركوس ، الشَّيخ عزّ الدِّين رمضاني ، الشيخ عبد الغني عوسات ، د. عبد المجيد جمعة ، د.عبد الخالق ماضي ، الشَّيخ نجيب جلواح ، د. رضا بوشامة ، الشَّيخ توفيق عمروني ، الشَّيخ لزهر سنيقره ، الشيخ عبد الحكيم دهاس ، الشيخ عمر الحاج مسعود ، الشيخ عثمان عيسي. و كان هذا البيان ردا على ما قائت به جريدة الشروق قبحها الله في مقال بعوان السلفيون في الجزائر إلى أين ؟ و قد قالت فيه أشياء قبيحة .فحفظ الله مشايخ الجزائر على ردهم لتلك المجازفات. [8] : معجم المناهي اللفظية لبكر أبو زيد رحمه الله (ص: 109) وانظر المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان (531-532) [9] : أخرجه البخاري برقم (7077) و (7079) باب قول النبي صلى الله عليه و سلم : '' لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض'' و في كتاب الحج برقم (1739) عن ابن عباس رضي الله عنهما. [10] : باختصار من فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء رقم( 1674) في 7/10/1397هـ. [11] : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السابع بواسطة موقع الشيخ رحمه الله. [12] : كلمة للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله حول مصطلح الفكر الإسلامي :المصدر : لقاء خاص مع جريدة الجزيرة (يوم الجمعة 12 رمضان 1432 العدد 14197) [13] : المصدر السابق. [14] : عيون البصائر (2/292). [15] : مجموع الفتاوى (28/ 15-16) [16] : هذا هو الإصلاح كما قال هذا الإمام ، إصلاح العقيدة لا كما تدندن حوله أحزاب اليوم حزب إصلاح كذا و إصلاح كذا و لان سألتهم ماذا تصلحون لقالوا: '' إصلاحات سياسية إقتصادية'' إلى غيرها من الخرافات ، فحصروا الإصلاح في البطن و الفرج و نسوا إصلاح العقيدة الذي هو أصل الأصول و الله المستعان. [17] : سِجِلّ مؤتمر الجمعية ص (76ـ77). [18] : البصائر (العدد:4/ 13ـ شوال ـ 1366هـ ). [19] : آثار محمد البشير الإبراهيمي (3/116ـ117). [20] : جريدة السنّة العدد ![]() [21] : بدائع الفوائد لابن القيِّم (1/155). [22] : آثار الإمام ابن باديس (4/98). [23] : جريدة الصراط السَّوي (15/4) رمضان ـ 1352هـ.
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الجزائري, الحصة, السلفي |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc