الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ومصطفاه سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ..اما بعد ...
فأوصيكم - إخوة الإسلام - ونفسي بتقوى الله سبحانه, فمن اتقى الله أكرمه وأعانه, وثبت على الحق فؤاده وجنانه, ويسر له دخول جناته; يقول سبحانه (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا) مريم: 63
يوجد خلط بين هذه المعاني عند كثير من الناس, فالخمار عندنا يراد به الطرحة التي تلبسها المرأة على رأسها, ويظهر منها الوجه, وهذا خطأ لغوي, وهذا أيضا يطلق على الحجاب عندنا, وقد ذكره بعض أهل العلم في كتبهم, قالوا: الحجاب هو: الطرحة التي تلبسها المرأة على رأسها ويظهر منها الوجه, وهذا خطأ لغوي, فانتبهوا معي لنتعرف على معنى الخمار, وعلى معنى النقاب حتى نضع النقط على الحروف من بداية هذا اللقاء. الخمار هو: ما تخمر به المرأة وجهها. من أين هذا الكلام! من كتاب الله جل وعلا, ومن أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أقوال أئمة الهدى ومصابيح الدجى عليهم رحمة الله. يقول الله تعالى: وليضربن بخمرهن على جيوبهن [النور: 31] قال الحافظ ابن حجر إمام أهل الحديث رحمه الله تعالى في الفتح: في تعريف الخمر: ومنه خمار المرأة, وهو الذي تخمر به المرأة وجهها..
أي: تغطي به المرأة وجهها. وأعظم دليل على صحة هذا الكلام: ما ورد في صحيح البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها; وهل تريدون دليلا أوضح من هذا! هل تريدون دليلا أوضح من دليل ورد في حديث رواه البخاري و مسلم من حديث أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها! أتدرون ماذا قالت أمنا رضي الله عنها في حادثة الإفك! ذكرت السيدة عائشة أنها لما تخلفت عن الجيش ونامت جاء صفوان فوقعت عينه عليها, وكان صفوان بن المعطل يعرف السيدة عائشة رضي الله عنها; لأنه كان قد رآها مرارا قبل نزول آية الحجاب, فلما رآها صفوان وعرفها استرجع, أي: قال: إنا لله وإنا إليه راجعون, رأى زوج نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم تخلفت عن الجيش فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون, تقول عائشة: (فلما رآني عرفني, وكان يعرفني قبل الحجاب, فلما رآني استرجع - أي: قال: إنا لله وإنا إليه راجعون - تقول عائشة رضي الله عنها: فاستيقظت باسترجاعه - أي: صحت سيدتنا عائشة على قولته: إنا لله وإنا إليه راجعون - اسمع ماذا قالت أمنا رضي الله عنها قالت: فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني, فخمرت وجهي بجلبابي) (فخمرت وجهي بجلبابي) هذا هو معنى الخمار في حديث في الصحيحين, فماذا تريدون بعد ذلك من أدلة? قالت: (فخمرت وجهي بجلبابي.
وفي رواية: فسترت وجهي بجلبابي). ويؤكد ذلك أيضا حديث فاطمة بنت المنذر رضي الله عنها تقول: كنا نخمر وجوهنا من الرجال في الإحرام مع أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها..
وحديثها رواه الإمام مالك في الموطأ ورواه الحاكم في المستدرك وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين البخاري و مسلم ولم يخرجاه, وأقره الإمام الذهبي. إذا: الخمار هو: ما تخمر به المرأة وجهها, أي: ما تغطي به المرأة وجهها.
لا تجهلي - أختاه - بل فلتعقلي ** كذا لأمر الله فلتمتثلي
كي تحصلي على رضا الرحمن ** والخير من قاص كذا من دان
ولترتدي - يا أختي - الحجابا ** ولتلبسي الخمار والجلبابا
كيما تكوني درة مكنونه, ** جوهرة بعفة مصونه
لا سلعة رخيصة تستهلك ** ثم أرى يوم الحساب تهلك
بارك الله لي ولكم في القُرآن والسنة..ونفعني وإياكم بما فيهما من الهدى والحكمة..
أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوز المستغفرين.