التمهيد
الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته , فهو يحتاج إلى أن يتصل بغيره من أبناء جنسه , وقد أدرك هذه الحقيقة منذ أقدم العصور , فأوجد وسيلة للتفاهم ,هي اللغة , يقول ابن مسكويه : " إن السبب الذي احتيج من أجله إلى الكلام هو أن الإنسان الواحد لما كان غير مكتف بنفسه في حيلته , وبالغ حاجاته في تتمة بقائه مدته المعلومة وزمانه المقدر المقسوم احتاج إلى استدعاء ضروراته في مادة بقائه من غيره ... فلم يكن بد من أن يفزع إلى حركات بأصوات دالة على هذه المعاني بالاصطلاح ليستدعيها بعض الناس من بعض , ويعاون بعضهم بعصًا فيتم لهم البقاء الإنساني وتكمل فيهم الحياة البشرية " (1 )
اللهجة في اللغة هي طرف اللسان أو جرس الكلام , ويقال فلان فصيح اللهجة , وهي لغته التي جبل عليها , فاعتادها ونشأ عليها (2 ). أما في الاصطلاح فتعني العادات الكلامية لمجموعة قليلة من مجموعة أكبر من الناس تتكلم لغة واحدة (3 ) . ويعرفها الدكتور إبراهيم أنيس بأنها " مجموعة من الصفات اللغوية التي تنتمي إلى بيئة خاصة , ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة وبيئة اللهجة هي جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة لهجات , لكل منها خصائصها , ولكنها تشترك جميعًا في مجموعة من المظاهر اللغوية التي تيسر اتصال أفراد هذه البيئات بعضهم ببعض , وفهم ما قد يدور بينهم من حديث فهمًا يتوقف على قدر الرابطة التي تربط بين هذه اللهجات " (4 ) , وهذه الصفات اللغوية الخاصة تندرج في أغلب الأحيان في الناحية الصوتية (5) , كما أن هناك فروقًا تعود إلى النحو أو الدلالة . يقول فندريس : " إننا نجد فروقًا ذات بال بين قرية وأخرى , حتى ليمكننا أن نميز لهجة كل قرية منهما بوصف مخالف لغيرها من حيث الصوتيات , ومن حيث النحو , ومن حيث المفردات" (6 ) .
إن دراسة اللهجات العربية الحديثة دراسة علمية في كل البيئات العربية , ومعرفة خواصها المميزة لها ومناطق توزيعها مطلب يجد الباحثون في حقل الدراسات اللغوية إلى تحقيقه , لما في ذلك من فائدة جليلة , فالكشف عن واقع اللغة المعينة في المجتمع المعين , وتعرف ما أصابها من تغيير أو تنوع , ومظاهر هذا أو ذاك , وربط هذه المظاهر بأسبابها , والعوامل التي تولدت عنها هو في حد ذاته عمل علمي مشروع كما أن نتائج مثل هذه الدراسة تضيء جوانب يكتنفها الظلام والغموض في بعض اللهجات العربية القديمة , فضلاً عن الاستفادة منها في حركة الإصلاح اللغوي على مستوى اللغة النموذجية فدراسة اللهجات بطريقة علمية مدققة كثيرًا ما يساعد على فهم مسائل مبهمة في اللغة الفصيحة(7 ) , وبيان سبب بعض ما يعرض من الأمور المشكلة في صرفها ونحوها وألفاظها(8 ) . أما على مستوى الدراسات غير اللغوية , كالتاريخ والاقتصاد وعلم الاجتماع وغيرها , فإن الدراسة اللغوية تسهم في هذه الميادين إسهامًا ملحوظًا , فالأطالس اللغوية تقدم معلومات عن الحراك السكاني والعادات التقاليد وغير ذلك من أمور تهم علم الاجتماع(9 ) .
هناك صورتان للعرب ية ماثلتان للعيان , صورة اللغة النموذجية ( الفصحى ) وهي لغة الأدب الجيد والأعمال العلمية والفنية والتي تستخدم في دور التعليم والدوائر الرسمية وما إلى ذلك من مواقع الاتصال المختلفة على المستوى العام ويعد القرآن الكريم المثل الأغلى لها , والصورة الثانية ما جرى العرف على تسميته (اللهجة ) أو اللغة العامية , وهي تختلف في بنيتها بعض الاختلاف عن بنية اللغة النموذجية , سواء من حيث الأصوات أو الصيغ أو التراكيب أو الدلالة , ويستخدمها الناس في أمور حياتهم اليومية , وفي اتصالهم بعضهم ببعض , فيمكن أن نتحدث عن اللهجة المصرية في مقارنة بلهجة الخليج أو العراق أو فلسطين كما يمكن أن نتحدث عن لهجات الناطق المختلفة داخل القطر الواحد . وبجانب هذه اللهجات هناك شظايا من لهجات تنتسب إلى بعض الطبقات والطوائف وغير ذلك .
وبرغم هذا التنوع اللهجي والتداخل بين الخاص والعام , وصعوبة وضع الحدود الفاصلة بين اللهجات فإن وجود اللهجات أمر واقع , ومن حقنا أن نتحدث عن وجود لهجات متى لاحظنا مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة , ويشترك في هذه الصفات جميع أفراد هذه البيئة(10 ) , وحتى عند تعذر رسم حدود دقيقة للفصل بين لهجتين متجاورتين , فإنه يبقى أن كلا ًمنهما تتميز في مجموعها ببعض السمات الخاصة التي لا توجد في الأخرى (11)
ومهما يكن الأمر , فإن تعدد اللهجات العربية لم يحل دون شعور أبناء هذه الأمة فيما بينهم بوحدة لغوية , وبأن أي متحدث بالعربية يحس بأن أصحاب اللهجات الأخرى يتحدثون بالعربية أيضًا, فالفروق بين اللهجات العربية في معظمها فروق صوتية , بل حتى عندما يتعذر التواصل بين لهجة عربية وأخرى في بعض الأحيان فإن الطرفين يهرعان إلى الفصحى , اللغة الأم , أو لنقل ينزاح كل منهما نحو الفصحى بمقدار يضمن لهما نجاح عملية الاتصال , ومن هنا رأينا ظلالاً لنوعية أخرى من العربية يمكن تسميتها اللغة الوسطى التي تستمد عناصرها من النوعين , الفصحى واللهجات(12) .
إن دراسة اللهجات لها أصول قديمة في التراث اللغوي العربي , لكنها لم ترق إلى مستوى العلم أو البحث المستقل , ولا تعدو النظر السريع بقصد الإفادة والاسترشاد في تفسير أو تحليل بعض ظواهر الفصحى (13), بل نظروا إلى بعض اللهجات على أنها انحراف عن اللغة المثلى ونسبوها إلى العامة والسوقة , ورموا بعضها بالرداءة أو المذمة (14) , فكانت أوصافهم بعيدة عن روح العلم (15). ويرجع السبب في موقف العرب الأوائل من اللهج ات إلى الهدف الذي من أجله اهتم العرب بالدراسات اللغوية وهو وضع قواعد معيارية مطردة خالية من الاضطراب والشذوذ حفاظًا على كتاب الله ولغته الموحدة , وإن كانت الفصحى لا تخلو من بعض الظواهر اللهجية (16) . أما الدراسة العلمية للهجات المحلية فقد نمت في الجامعات الأوروبية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين , وأسست لها في بعض الجامعات الراقية فروع خاصة بدراستها , وكان التركيز منصبًا على معاني المفردات وصيغها وطرائق نطقها(17) , ثم ظهر نتيجة للجهود المتواصلة في دراسة اللهجات ما يعرف بالأطلس اللغوي , وهو مجموعة من الخرائط واللوحات توضح التوزيع الجغرافي للخواص اللغوية للغة أو لهجة ما , يقوم باحثون مدربون تدريبًا ميدانيًا بجمع مادتها من رواة مختارين بعناية من المتحدثين باللغة أو اللهجة وتسجيل أحاديثهم , ووضع هذه البيانات على خرائط وتوضع في كتاب(18) , وقد تم إنجاز عدد من الأطالس اللغوية في بعض الأقطار الأوروبية , منها : فرنسا وألمانيا وإيطاليا وسويسرا(19) . أما في البلاد العربية فقد بدأت دراسة اللهجات العربية على استحياء , وكان لقرار مجمع اللغة العربية بالقاهرة الذي ينص على أن" من أغراض المجمع ووسائله تنظيم دراسة علمية للهجا ت العربية في مصر وغيرها من البلاد العربية" (20) بالغ الأثر في شحذ الهمم ومتابعة الدراسة في اللهجات , فقدمت أول رسالة جامعية في لهجة عربية , حصل بها صاحبها على درجة الدكتوراه من جامعة لندن عام 1941 م , وهي لهجة القاهرة للدكتور إبراهيم أنيس , ثم توالت البحوث في لهجات عربية أخرى نال بها أصحابها درجة الدكتوراه , منها : " دراسة فوناتيكية فونولوجية للهجة عدن " للدكتور تمام حسان عام 1952 م , و" دراسة نحوية للهجة لبنان " للدكتور كمال بشر, عام 1956 م و " دراسة تنغيمية للهجة الرياض " للسعيد محمد البدوي عام 1965 م , ودراسة تنغيمية في عربية الكويت " لفاطمة خليفة عام 1984 م , " المتغيرات اللغوية الاجتماعية في لهجة قطر " لدروسش غلوم حسن , عام 1985 م , وغيرها من الدراسات البحوث (21) .
ولما كان إعداد الأطالس من الأمور تحتاج إلى تعاون الهيئات والجماعات ولا يستطيع أن يقوم بها فرد واحد , فإن المحاولة الفردية لدراسة لهجة من اللهجات تقدم إسهامًا متواضعًا يمكن أن يضاف إليه دراسات أخرى للهجات عربية في مناطق مختلفة من وطننا العربي , فتشكل مجموع هذه الدراسات مادة صالحة تعتمد عليها الهيئات لإعداد أطلس لغوي عربي . ولذا كان اختياري للهجة بيت حانون بمحافظة شمال غزة موضوعًا للدراسة .
فبيت حانون بلدة فلسطينية تقع في أقصى الشمال الشرقي لقطاع غزة , تبلغ مساحتها 17 كم , أما عدد سكانها فيبلغ حوالي ثلاثين ألف نسمة . يحدها من الشمال والشرق حدود فلسطين التاريخية , أما من الغرب فيحدها مدينة بيت لاهيا , ومن الجنوب كدينة جباليا . أراضيها طينية منبسطة صالحة للزراعة . يعمل معظم سكانها في الزراعة , وتربطهم علاقات اجتماعية قوية .
كان لسكان بيت حانون علاقات اجتماعية وتواصل مستمر مع القرى الفلسطينية التاريخية الواقعة على حدودها الشمالية قبل نكبة عام 1948 , مثل دير سنيد , و دمرة , وبيت دراس , وهربيا , وبالتالي لوحظ بعض الظواهر اللغوية المشتركة بين سكان بيت حانون وسكان هذه القرى الذين هاجروا إلى غزة عام 1948 .
يتوسط بيت حانون مسجد اسمه ( جامع النصر ) ويذكر المؤرخون أن هذا المسجد بناه الأمير سنقر الملكي الكاملي العادلي عام 1239 م عندما انتصر على الفرنجة , وقتل منهم 1800 , وأسر ملوكهم وثمانين فارسًا ومائتين وخمسين رجلاً , ولم يقتل من المسلمين غير عشرة ( 22 )
لسكان بيت حانون خواصهم اللهجية المميزة لهم , فيمكن معرفتهم لمجرد سماعهم يتحدثون . وقد هدفت هذه الدراسة إلى بيان أهم الخواص الصوتية لهذه اللهجة وعرضها من خلال مدخل , ومبحثين وخاتمة, ويتناول المدخل عرضًا سريعًا للدراسات السابقة , وبيان أهمية دراسة اللهجات , وتعريفًا موجزًا عن بلدة بيت حانون , ثم بيانًا لخطوات البحث واختيار الرواة اللغويين , وأخيرًا للأبجدية الصوتية المستخدمة في تسجيل مادة البحث . ويتناول المبحث الأول وصفًا عامًا لأصوات اللهجة, وبيان ما أصاب بعض هذه الأصوات من تغير, ومقابلة ذلك بنظائرها في الفصحى . أما المبحث الثاني فيعرض لأنواع المقاطع الصوتية , وطرائق النبر . وستكون مادة الدراسة مسجلة على اسطوانات , ومدونة في البحث بأحرف الكتابة الصوتية . أما منهج الدراسة فهو المنهج الوصفي الذي يقوم على وصف الحقائق اللغوية , وتحليلها , والوصول فيها إلى نتائج محددة بطريقة موضوعية (23) . واستكمالا ًللفائدة فإننا سنشير إلى بعض نقاط الاختلاف بين اللهجة والفصحى , لنتبين ما أصاب هذه اللهجة من تغير أو انزياح في بعض ظواهرها الصوتية .
تم جمع مادة البحث من الطلاب الذين أقوم بتدريسهم في الجامعة , وكنت أختارهم بعناية بحيث أستطيع أن أحصل منهم على مادة لغوية حقيقية , لا يشوبها تجميل أو تغيير , ثم تأكدت من صحة هذه المادة اللغوية من أحد شيوخ البلدة , وهو مصباح إسماعيل الكفارنة , أبو نعيم , الذي يبلغ من العمر ثمانين عامًا , ويتمتع بذاكرة قوية , ويحتل مركز الصدارة بين أبناء عشيرته .
نظرية الفونيم
إن دراسة الأصوات من حيث هي أحداث منطوقة بالفعل لها تأثير سمعي معين دون النظر في قيم هذه الأصوات أو معانيها في اللغة المعينة يعنى بها ما يسمى بالفوناتيك (24) أما دراسة الأصوات من حيث وظائفها في اللغة , وتنظيمها وإخضاعها للتقعيد والتقنيين فتدرس تحت علم الفونولوجيا (25) وعلى هذا فالفوناتيك يختص بدراسة الأصوات من الناحية الأصواتية عن طريق وصف مخارجها وطرق النطق بها وصفاتها , أما الفونولوجيا فيدرس العلاقة بين الأصوات وتأثير بعضها ببعض وطرق النبر ونظام المقاطع , ويطلق عليه أحد الباحثين التشكيل الصوتي .
فالثاء مثلاً مخرجها من التقاء طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا , ومن صفاتها الاحتكاك الهمس , غير أننا نسمع من ينطق الثاء تاءً أو سينًا , وهذا النطق لا يغير من الوحدة الصوتية الأساسية في ذهن المتحدث , إذ هي الثاء , وهذه التنوعات اللهجية في نطق الأصوات لا تؤدي إلى تغير المعنى , كما أننا نرى الصوت مرققًا في موقع ومفخمًا في موقع آخر وبين الترقيق والتفخيم في موقع ثالث , بحسب ما يجاوره من أصوات , مع أن القيمة الوظيفية لهذا الصوت واحدة , وأن هذه الاختلافات الصوتية لا تؤدي إلى تغيير المعنى , فكان نتيجة هذه الملاحظات ظهور البذرة الأساسية لظهور ما يسمى نظرية الفونيم
ولتوضيح المقصود بنظرية الفونيم نقول إن النون مثلاً في قولنا : انقلب , و انتصر , و انكسر يطلق عليها فونيم النون , فهي ليست صادًا أو قافًا أو عينًا , غير أن هذه النون تتميز في كل موقع من المواقع السابقة بصفة اكتسبتها من وقوعها موقعًا خاصًا بها , فمخرج النون في كلمة انقلب غير مخرجها في كلمة انتصر أو انكسر , فكل صوت تال للنون يجذب مخرجها نحوه , وبالتالي لدينا صوت أساسي واحد هو فونيم النون , وتنوعات نطقية مختلفة تظهر في سياقات خاصة يطلق عليها متنوعات الفونيم . وإذا كان الصوت الأساسي هو ما يعرف بالفونيم , فإن مجموع هذه المتنوعات يمكن أن تسمى فونيمًا أيضًا
فالفونيم من وجهة النظر العضوية التركيبية كما نفهم من تعريف العالم دانيال جونز هو " عائلة من الأصوات المترابطة فيما بينها من الصفات في لغة معينة , والتي تستعمل بطريقة تمنع وقوع أحد الأعضاء في كلمة من الكلمات في السياق نفسه الذي يقع فيه أي عضو آخر من العائلة نفسها " (26) وهناك نظرات أخرى للفونيم أهمها النظرة العقلية التي أن الفونيم صوت منفرد له صورة ذهنية يستحضرها المتكلم إلى عقله بالإرادة ويحاول بلا وعي أن ينطقها في الكلام فينجح حينًا ويخفق أحيانًا أخرى فيستحضر أقرب الأصوات إلى الصورة الذهنية (27) ونظرة أخرى للفونيم , هي النظرة الوظيفية التركيبية التي ترى في الفونيم واحدًا من الخلافات الصغرى التي تفرق بين الكلمات في المعنى , وعلى هذا نستطيع أن نقول إن الفونيم في أحد معانيه يقصد به معنى الحرف (28)
وسنبدأ في هذه الدراسة بإلقاء الضوء على النواحي الفوناتيكية لأصوات اللهجة , مع التركيز على نقاط الاختلاف بين اللهجة والفصحى , ثم نتناول في القسم الثاني النواحي الفونولوجية , وإبراز أهم الظواهر التي تتميز بها اللهجة , ثم نختم بأهم النتائج .
وصف عام لفونيمات اللهجة
تتفق اللهجة المدروسة مع الفصحى في معظم الأصوات بصفاتها ومخارجها , وتختلف عنها في صوتي القاف والضاد , بالإضافة إلى صوتي الخفضة , والرفعة(29) اللتين لا تستخدمان في اللهجة إلا طوي لتين فهما غير موجودتين في الفصحى. ويمكن عرض الاختلافات الجوهرية على النحو الآتي :
أولاً : صوت القاف
وهذا الصوت في الفصحى يخرج من اللهاة , إنفجاري(30) , مهموس(31 ). أما في اللهجة المدروسة فمخرجه من سقف الحنك الصلب, إنفجاري ,مجهور(32), وهو النظير المجهور للكاف, وهذا الصوت بهذه الصفات شائع في كثير من اللهجات العربية الحديثة , وهو أيضًا يماثل نطق الجيم القاهرية(g).
والجدير بالذكر أن سيبويه في وصفة للقاف أعطى تعريفاً مقارباً لما ذكرناه , فهي عنده من أقصى اللسان وما فوقه من الحنك الأعلى (33) وقد تابعة في ذلك ابن جنى وغيرة من علماء العربية, حيث وضعوا القاف بعد الغين والخاء(34). ثم إن القاف أحد أصوات القلقلة , ومن سماتها أنها أصوات شديدة (انفجارية ) مجهورة , وهى أصوات(قطب جد)(35), وعلى هذا تكون القاف التي وصفها القدماء, هي نفسها القاف التي نسمعها فى اللهجة المدروسة , وفى كثير من اللهجات العربية المعاصرة , وإن كان بعض الباحثين لم يستبعد أن يكون القدماء قد أخطأوا في تقدير الموضع الدقيق لنطق القاف(36).
وللقاف في اللهجات العربية المعاصرة أشكال أخرى من النطق , فبعض اللهجات تنطقها كافاً , وأخرى تنطقها همزة , وفى السودان تنطق غينًا .
ثانيا صوت الضاد
الضاد كما تنطق في العربية المعاصرة صوت إنفجارى مجهور مفخم (37), يخرج من منطقة التقاء الأسنان العليا باللثة . وهو بهذا الوصف النظير المضخم للدال , والنظير المجهور للطاء. فلا فرق بين الضاد والظاء من حيث الأثر السمعي . وإن اختلفا في التوزيع الصوتى فى اللهجة . وعلى ذلك فإن الوصف الدقيق لهذا الصوت في اللهجة المدروسة هو أنه صوت أسنانى احتكاكى(38) مجهور مفخم , وهذا الوصف ينطبق على الظاء الفصيحة تمام الانطباق, فيقول أبناء اللهجة عظل, عظم, ظرب, حظر.............الخ.
وقد شغل هذا الصوت علماء العربية كثيرًا , فقد حددوا مخرجة من منطقة تلي الجيم والشين(39), ويصدر بانحباس الهواء فترة من الزمن ثم يخرج من أحد جانبي الفم , أو منهما معًا . يقول ابن جني: ((فإن شئت تكلفتها ( أي الضاد ) من الجانب الأيمن , وإن شئت من الجانب الأيسر أومن كليهما)) (40) كما يصاحب نطقها تفش واستطالة (41) .
ويحدثنا سيبويه عن الحروف غير المستحسنة , فيذكر من بينها الضاد الضعيفه , ويشير إليها ابن يعيش بقوله(( الضاد الضعيفة من لغة قوم اعتاصت عليهم فربما أخرجوها ظاءًَ, وذلك أنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطرا ف الثنايا , وربما راموا إخراجها من مخرجها فلم يتأت لهم ذلك , فخرجت بين الضاد والظاء))(42 ) . . وهناك أراء في تفسير الاختلاف بين الضاد التي ينطق بها في العربية المعاصرة , وبين الضاد بحسب وصف القدماء لها , منها أن الضاد القديمة هي ذلك الصوت الذي يجد الإنسان ويجهد نفسه للنطق به لصعوبة تمثله كما حدده القدماء , وهي الضاد التي تميزت بها اللغة العربية (43) . وتعد الضاد الحديثة تطورًا للضاد القديمة (44) .
والمتتبع لمسيره صوت الضاد والظاء يجد أن بعض العرب كانوا يخلطون بينهما في النطق, وقد ظهر هذا الخلط من خلال عدد من الكلمات التي رصدتها المعاجم بالصورتين , بالضاد والظاء , مثل : ضج ,وظج , فاضت , وفاظت , الضنين , و الظنين (45) . ولعل هذا الخلط بين صوتي الضاد والظاء كان قد شاع في القرن الثالث الهجري ( 46 ) . وسواء أكان نطق الضاد ظاءً في اللهجة المدروسة ناتجًا عن تطور تلك الضاد القديمة , أم كان راجعاً إلى الخلط بين الضاد والظاء , فإن النتيجة التي نجزم بها أن نطق الضاد ظاءً لا يعود إلى أن نطق الضاد أسهل من نطق الظاء , أو أن أبناء اللهجة لا يستطيعون أن ينطقوا الضاد , فهم ينطقونها بوصفها اوفونات للدال , حيث تتأثر بما يجا ورها من الأصوات المفخمة , فتنطق ضاداً كما في قولهم : ضد did, صد sad , صمدSamad
ثالثاً : الرفعة والخفضة
الحركات الأساسية في اللغة العربية ثلاث هي الفتحة والضمة والكسرة , وبزيادة زمن النطق بهذه الحركات ينتج عن ذلك حروف المد واللين , وقد صرح بذلك ابن جني عندما قال : )) اعلم أن الحركات أبعاض حروف المد واللين, وهي الألف والياء والواو )) (47) . فلا فرق بين الحركات وحروف المد واللين إلا في الطول والقصر, أما اللهجة الدروسة فقد أضافت إلى هذه الحركات (الأصوات) صوتي الرفعة والخفضة . والرفعة, حركه تتوسط الفتحة والضمة , أما الخفضة فتتوسط الفتحة والكسرة , ولا تستخدم هاتان الحركتان في اللهجة إلا طويلتين كما في : صُوم som , عوم com , ليل lel , جيش ges ...............إلخ
وبتتبع البنى التي يتكون منها هذين الصوتين, ومواقع ورودهما تبين أن الرفعة ناتجة عن واو ساكنة مسبوقة بفتحة, وأن الخفضة ناتجة عن ياء ساكنة مسبوقة بفتحة مثل :
صَوْم sawm تصبح في اللهجة som
عَوْم cawm تصبح في اللهجة com
بَيْت Bayt تصبح في اللهجة Bet
لَيْل layl تصبح في اللهجة lel
وقد توهم أبناء اللهجة أن كلمة (روحrawh ) هي من هذا النم ط فقالوا : روحroh .
أما مواقع ورود هذين الصوتين فينحصر في القطع الطويل من نوع (ص ح ح ص) , أي أنهما لا يردان في اللهجة في مقاطع من نوع (ص ح ح ) .
وقد عد الدكتور إبراهيم أنيس الواو والياء الساكنتين المسبوقتين بفتحه كما في بَيْت, ونَوْم من نوع الحركات المركبة dephthong ( 48 ) , واعتمدها آخرون على أنها أصوات صامتة , أو أنصاف حركات لما لها من شبه نطقي بالحركات(49) .
وبعد هذه الإرشادات السريعة للأصوات التي تتميز بصفات تختلف بها عن الفصحى , يمكن عرض مجمل الأصوات المستخدمة في اللهجة , مع الإشارة إلى الرموز اللغوية المستخدمة (50) .
1- صوت الباء , وهو صوت شفوي (51) إنفجاري مجهور, ورمزه الكتابي (b) .
2- صوت الميم , وهو صوت شفوي أنفي (52) احتكاكي مهموس , ورمزه الكتابي (m ) .
3- صوت الفاء, وهو صوت اناني شفوي (53) إحتكاكي مهموس, ورمزه الكتابي ( f).
4 - صوت الثاء, وهو صوت من بين الأسنان, إحتكاكي, مهموس, ورمزه الكتابي (t) .
5- صوت الذال , وهو صوت من بين الأسنان احتكاكي, مجهور, ورمزه الكتابي (d) .
6 - صوت الظاء , وهو صوت من بين الأسنان احتكاكي, مجهور مفخم (54), والفرق بينه وبين الذال يكمن في تفخ يم الظاء , وترقيق الذال, ورمزه الكتابي (z).
7- صوت الضاد, وهو صوت ينطق كما تنطق الظاء تماماً , وإذا كانا متفقين من حيث الأثر السمعي , فإنهما يفترقان من حيث التقعيد . وللتمييز بينهما في الكتابه اَثرنا أن نرمز للضاد بالرمز(d) .
8- صوت الدال, وهو صوت أسناني لثوي إنفجاري مجهور, ورمزه الكتابي (d)
9- صوت الطاء, وهو صوت أسناني لثوي, إنفجاري مهموس مفخم, ورمزه الكتابي (t)
10-صوت التاء, وهو صوت أسناني لثوي إنفجاري مهموس مرقق, ورمزه الكتابي (t)
11 - صوت اللام , وهو صوت أسناني, جانبي (55) مجهور , ورمزه الكتابي (l)
12- صوت النون , وهو صوت أسناني لثوي , أنفي (56) , مجهور, ورمزه الكتابي (n)
13- صوت الزاي, وهو صوت أسناني لثوي , إحتكاكي , مجهور , ورمزه الكتابي (z)
14 - صوت الصاد , وهو صوت أسناني لثوي , إحتكاكي , مهموس مفخم ورمزه الكتابي (s)
15 - صوت السين , وهو صوت أسناني لثوي إحتكاكي مهموس , مرقق , ورمزه الكتابي (s)
16 - صوت الراء , وهو صوت لثوي مكرر (57) مجهور , ورمزه الكتابي (r)
17 - صوت الشين , وهو صوت لثوي حنكي (58) احتكاكي , مهموس , ورمزه الكتابي (s)
18 - صوت الجيم , وهو صوت لثوي حنكي , مركبْ , مجهور , ورمزه الكتابي (g)
19 - صوت الياء, وهو صوت صامت أو نصف حركه (59), مخرجه من وسط الحنك , مجهور , ورمزه الكتابي (y)
20 - صوت الكاف , وهو صوت حنكي قصي , إنفجاري مهموس , ورمزه الكتابي(k)
21 - صوت القاف , وهو صوت حنكي قصي , إنفجاري مجهور , ورمزه الكتابي (k)
22 - صوت الغين , وهو صوت حنكي قصي , احتكاكي , مهموس , ورمزه الكتابي (g)
23- صوت الخاء, وهو صوت من أقصى الحنك, احتكاكي , مهموس , ورمزه الكتابي (h)
24- صوت الواو, وهو صوت من أقصى الحنك, أو نصف حركه (60) مجهور مع استدارة الشفتين عند النطق به, ورمزه الكتابي (w)
25- صوت العين, وهو صوت حلقي احتكاكي مجهور , ورمزه الكتابي (c)
26- صوت الحاء, وهو صوت حلقي احتكاكي مهموس, ورمزه الكتابي (h)
27- صوت الهاء, وهو صوت حنجري احتكاكي مهموس , ورمزه الكتابي (h)
28- صوت الهمزة , وهو صوت حنجري إنفجاري , أما الجهر والهمس فلا يمكن تحديده , لأن مخرج الصوت من منطقه تحديد الجهر والهمس, وبعضهم اَثر أن يصفه بأنه لا هو بالمجهور ولا بالمهموس (61)
29- صوت الفتحة ورمزه الكتابي (a) وألف المد ( a )
30- صوت الكسرة ورمزه الكتابي (i) وياء المد ( I )
31 – صوت الضمة ورمزه الكتابي (u) وواو المد ( u )
32- صوت (الرفعة الطويلة) ورمزه الكتابي (o)
33- صوت(الخفضة الطويلة) ورمزه الكتابي (e)
النظام المقطعي
المقطع عبارة عن قمة إسماع ,غالباً ما تكون صوت عله مضافا ًإليها أصوات أخرى سابقة لها أو لاحقة, أو سابقة ولاحقة (62) , ويسمى المقطع مقفولاً إذا انتهى بساكن ومفتوحاً إذا انتهى بعله (63) . أو هو صوت لين قصير أو طويل مكتنف بصوت أو أكثر من الأصوات الساكنة (64) .
أنواع المقاطع في اللغة العربية
المقاطع العربية خمسة , هي :
1 – المقطع الأول وهو مقطع قصير مفتوح, وهو مكون من صوت صامت وحركة قصيرة ( فتحة أو ضمة أو كسرة ) كما في ( ق َ) في كلمه (اقرأَ ) أو( جِ ) في كلمه ( جِدار ) أو( مْ ) في كلمه ( مْناضل ) . ويمكن أن نرمز للصامت بالرمز ( ص ) , ونرمز للعلة ( الحركة ) بالرمز( ح ) فيكون رمز هذا المقطع ( ص ح ) .
2– المقطع الثاني, وهو مقطع متوسط مفتوح , وهو ما تكون من صوت صامت وحركة طويلة ( ألف أو واو أو ياء ) كما في : ( في ) أو(ما) , أو ( لو ) في كلمه ( قالوا ) , ويمكن أن نرمز لهذا المقطع بالرمز(ص ح ح) على اعتبار أن الصوت العلة بحركتين
3 – المقطع الثالث, هو مقطع متوسط مغلق, وهو مكون من صوت صامت , وحركه قصيرة , وصوت صامت كما في : ( مَنْ ) ورمزه ( ص ح ص ) .
4 – المقطع الرابع, هو مقطع طويل مكون من صوت صامت , وحركة طويلة , وصوت صامت , كما في : ( بابْ ) أو ( فولْ ) أو ( فيلْ ) . ويمكن أن نرمز له بالرمز ( ص ح ح ص ) .
5 – المقطع الخامس, هو مقطع طويل مزدوج الإغلاق, وهو مكون من صوت صامت , وحركة قصيرة وصوتين صامتين , كما في : ( بِنْتْ ) عند الوقف . ويمكن أن نرمز له بالرمز (ص ح ص ص ) .
وقد فرق الدكتور تمام حسان بين نوعين من المقاطع : النوع الأول هو المقطع التشكيلي, والثاني هو المقطع الأصواتي, ورأى أن النوع الأول تقعيدي, أما الثاني فهو المقطع المسموع بالفعل, ومثل لذلك بقلقلة القاف في كلمه ( عقلْ ) , فهي من الناحية التقعيدية التشكيلية مكونة من المقطع( ص ح ص ص ) , أما من الناحية الأصواتية فهي مقطعان( ص ح + ص ح ص ) (65) . وعندما نظر في همزه الوصل , وجد أن الكلمة المبدوءة بهمزة وصل هي من الناحية التشكيلية مبدوءة بمقطع مكون من حركه قصيرة وصوت صامت ( ح ص ) . ولما كانت المقاطع العر بية لا تبدأ إلا بصوت صحيح من الناحية الأصواتية فقد جيء بالهمزة (66) .
وهنا نجد أن التفريق بين المقطع التشكيلي والمقطع الأصواتي عند الدكتور تمام حسان أفرز مقطعاً أخر من نوع ( ح ص ) , وهو مقطع تشكيلي لا أصواتي من وجهة نظره .
ونحن نرى أن همزه الوصل بكسرتها تم اجتلابها للتوصل إلى النطق بالساكن بعدها, لأن اللغة العربية لا تسمح بالابتداء بحرف مشكل بالسكون.
وبالنظر في مقاطع اللهجة المدروسة لوحظ أن المقاطع المستخدمة في الفصحى هي نفسها المستخدمة في اللهجة . غير أن هناك ملاحظه حول استخدام المقطع المتوسط المغلق المكون من ( همزه الوصل + الكسرة + صوت ساكن ) , فالناطقون باللهجة يعودون- في بعض الأحيان- إلى اعتماد البنية الأساسية للكلمة فيحذفون الهمزة المجتلبة بكسرتها , ويبدأون الكلمة بصوت مشكل بالسكون , فينتج عن ذلك بنى مقطعية جديدة يتوالى في بدايتها صامتان, مثال ذلك :
استعد تنطق في اللهجة سْتَعد ( ص ص ح + ص ح ص )
اعترف تنطق في اللهجة عْتَرف ( ص ص ح + ص ح ص )
استفاد تنطق في اللهجة سْتَفاد ( ص ص ح + ص ح ص ) ........
النبر
إن المرء حينما ينطق بلغته يميل عادة إلى الضغط على مقطع خاص من الكلمة , ويجعلـه أوضح في السمع من غيره من مقاطع الكلمة , وهذا الضغط هو ما يسمى ( النبر) (67) , والنطق لا يكون صحيحاً إلا إذا روعي فيه موضع النبر .
وليس لدينا دليل واضح يدلنا على مواضع النبر في اللغة العربية في العصور الإسلاميـة الأولى, ولا حتى في الفصحى المعاصرة , ولا نغالي إذا قلنا إن جل الفروق الصوتية بين البيئات العربية تعود إلى التشكيل المقطعي وطرائق النبر بالدرجة الأولى, فالمستمع لمتحدثين من أقطار عربية مختلفة وهم يتحدثون الفصحى يلاحظ التأثير الواضح للهجة كل منهم على استخدامه للفصحى, فكيف بنا عندما نستمع إليهم يتحدثون بلهجاتهم المحلية ؟
هناك لهجات عربية متعددة , تختلف فيما بينها بعض الاختلاف في طرائق التشكيل المقطعي وفي مواضع النبر, وهذه اللهجات تؤثر – كما هو واضح – على نطق أبناء اللهجة عند حديثهم بالفصحى, فتطبعها بطابع خاص , الأمر الذي يجعل من الصعب علينا التقعيد لنظام نبر موحد في الفصحى المعاصرة في جميع الأقطار العربية .
ولهذا قدم لنا الدكتور إبراهيم أنيس رؤيته لنظام النبر في اللغة العربية الفصحى كما ينطق بها مجيدو القراءات ا لقراَنية في مصر (68) . بل نراه يحدد البيئة اللغوية تحديداً دقيقاً باختيار مدينه القاهرة (69) , غير أنه في سياق العرض يقدم لنا نظام النبر على أنه قانون النبر في اللغة العربية ( 70 ) )ويتلخص هذا القانون في أن معرفه مواضع النبر في الكلمة العربية يمكن تحديدها على النحو الأتي : " ينظر أولاً إلى المقطع الأخير, فإذا كان من النوعين الرابع والخامس كان هو موضع النبر وإلا ننظر إلى المقطع الذي قبل الأخير, فإن كان من النوع الثاني والثالث حكمنا بأنه موضع النبر , أما إذا كان من النوع الأول أيضاً كان النبر على هذا المقطع الثالث حين نعد من أخر الكلمة , ولا يكون النبر على المقطع الرابع حين نعد من الأخر إلا في حالة واحدة , وهي أن تكون المقاطع الثلاثة التي قبل الأخير من النوع الأول " (71) .
وقد شكلت رؤية الدكتور إبراهيم أنيس لنظام النبر قاعدة لفهم النبر في اللغة العربية الفصحى عند كثير من الباحثين . وقد لاحظت أن نظام النبر في اللهجة المدروسة يتفق إلى حد كبير مع ما قرره الدكتور إبراهيم أنيس , غير أن اللهجة تختلف عن الفصحى في أمور يتعلق بعضها بالنظام المقطعي, وموقعيه المقاطع الطويلة, وبعضها الأخر خاص بنبر المقطع الأول من كلمات محددة .
ويمكن عرض ما تميزت به اللهجة عن الفصحى في تشكيلها المقطعي , ونظام النبر على النحو الأتي :
أولاً : معظم الكلمات المكونة من ثلاثة مقاطع من نوع( ص ح + ص ح + ص ح ص ) في الفصحى تتحول في اللهجة المدروسة إلى مقطعين من نوع (ص ح ص + ص ح ص ) مثل: ( قَتَلَت ) وتشكيلها المقطعي ( ص ح + ص ح + ص ح ص ) تصبح في اللهجة ( قَتْلَت ) وتشكيلها المقطعي (ص ح ص + ص ح ص ) , وكذلك( سَمِعَتْ ) تصبح ( سِمْعِت ), و ( فَلَتَت ) تصبح ( فَلْتَتْ ), و ( شَرِبت ) تصبح ( شِرْبتْ )... وهكذا, ولما كان النبر في الفصحى يقع على المقطع الأول من الكلمة - و في مثل هذه الكلمات هو مقطع قصير مفتوح (ص ح ) - فإن النبر يصبح في اللهجة من نصيب المقطع الأول أيضاً , ولكن بعد تحويله إلى مقطع متوسط مغلق ( ص ح ص ) .
ثانياً: من المعروف أن المقطعين الطويلين ( ص ح ح ص ) و ( ص ح ص ص) قليلا الشيوع في اللغة العربية الفصحى (72) , و أن المقطع الطويل ( ص ح ص ص ) لا يرد إلا في آخر الكلمة, حين الوقف بالسكون على مشدود أو على صحيحين مختلفي المخرج ( 48 ) , أما المقطع الطويل ( ص ح ح ص ) فقد اشترط اللغويون لوروده في أول الكلمة أو وسطها أن يكون الحرف الأخير للمقطع مماثلا للحرف الأول من المقطع التالي له كما في ( ضاّلين ) و ( مدهامَّتان) (73) .
وبالنظر إلى هذين المقطعين في اللهجة المدروسة, وتتبع مواقع ورودهما تبين أن اللهجة تختلف عن الفصحى في موقعية هذين المقطعين, فيقع المقطع الطويل ( ص ح ح ص) في اللهجة المدروسة في أول الكلمة وفي وسطها وفي نها يتها ودون أن يماثل الحرف الأخير من المقطع للحرف الأول من المقطع التالي له كما في الفصحى .
ومن أمثله ذلك
أ- وروده في أول الكلمة :
دارْهم Darhum فَاطْمه Fatma
سامْعه Samca حَالهْم halhum
ب- وروده في وسط الكلمة :
جيرانْهم Siranhum اقلوْبنا iklubna
صِمودْنا Simudna
ج- وروده في آخر الكلمة:
امْعلقين imcalkin
لِسْجون lisjon
أما المقطع الطويل ( ص ح ص ص ) فيقع في اللهجة في أول الكلمة , وفي نها يتها, ولا يقع في وسطها , كما يمكن أن يشكل بمفرده كلمة مستقلة .
مثال وروده في أول الكلمة :
اخْتـْهم uhthum عيْـْدهم iudhum
بِنْتْـنا Bintna ........
و مثال وروده كلمة مستقلة:
فُـرْنْ Furn وَقْـفْ Wakf ........
ولمعرفه القاعدة التي تحكم موقعية المقطعين الطويلين في اللهجة المدروسة يمكن القول :
أولاً : إذا كانت الكلمة في الفصحى مبدوءة بمقطع متوسط مفتوح ( ص ح ح ) متلوٍ بمقطع قصير مفتوح ( ص ح ) , وكان هذا المقطع القصير ليس أخيراً في الكلمة, فإن اللهجة تلجأ- في الأعم - الأغلب - إلى تسكين المقطع القصير المفتوح, وإلحاق الصوت الصحيح المتبقي إلى المقطع السابق له مشكلاً معه مقطعاً طويلاً من نوع ( ص ح ح ص ) مثل :
فاطِـمة تصبح فاطْـمه صامِـدين تصبح صامْـدين ..... وهكذا
ثانياً : إذا كانت الكلمة مبدوءة بمقطع متوسط مغلق ( ص ح ص ) متلوٍ بمقطع قصير مفتوح ( ص ح ) وغير أخير في الكلمة , فإن المقطع الأول يتحول- بعد تسكين المقطع القصير إلى مقطع طويل مزدوج الإغلاق ( ص ح ص ص ) . ويشترط في ذلك أن يكون المقطع القصير من أصل الكلمة, وذلك لاستبعاد ما شاكل ذلك من صيغ الافتعال و الاستفعال والانفعال مثل :
اعتمد , اسـتقام , انـقلب ....................إلخ
ثالثاً: يمكن تفسير هذا السلوك في اللهجة المدروسة انطلاقا ًمن ضياع الإعراب من اللهجة , فعندما يشكل المقطع الطويل مزدوج الإغلاق ( ص ح ص ص ) كلمة مستقلة , فإن اللهجة تتفق مع الفصحى في الوقف بالسكون وتشكيل مثل هذه المقاطع . غير أن الفصحى تحرك الصامت الأخير في هذا المقطع عند الوصل فينفك المقطع الطويل ويتحول إلى مقطعين , الأول منهما مقطع متوسط مغلق ( ص ح ص ) , وبالتالي ينتفي ورود المقطع الطويل في بداية الكلمة . أما اللهجة فقد فقدت ظاهره الإعراب وبالتالي لا تحرك أواخر الكلمات عند الوصل, ويستثنى من ذلك حالة الوصل مع الأسماء المبدوءة بأل التعريف , إذ تحرك اللهجة أخر الكلمات بالكسرة في مثل هذه الأحوال فيقولون :
شـارِع saric وعند الوصل شـارع سِّـكه Sharicis cikka
عـين cen وعند الوصل عـين الـَولد Cenil walad وهكذا
كما ينطبق ذلك على الوصل مع الصفات التي تبدأ بمقطع قصير مفتوح , إذ تصرفت اللهجة فيها بأن سكنت هذا المقطع , واجتلبت همزة مكسورة فَتَشكَّل مقطع متوسط مغلق من نوع ( ص ح ص ) مثال ذلك
بكسـٍة تصبح بكسِـةِ خْيار
جنزير تصبح جنزير طْويل وهكذا
أما عند وصل الكلمات بأخرى في غير هاتين الحالتين فإنها تلتزم التسكين .
ومعنى هذا أن الكلمات المكونة من مقطع طويل مزدوج الإغلاق في اللهجة المدروسة إذا أضيفت إلى الضمائر عدا ضمائر المتكلم والمخاطب والغائب والمخاطبة, فإن المقطع الطويل يبقى على حاله مشكلاً موقعية جديدة لا توجد له في الفصحى مثل :
اخْـتْ . و عند الإضافه يقولون : أخْـتْهم , أخْـتْنا , أخْـتْكو, أخْـتْكن , أخْـتْهِن , أُخْـتْها.
ومثل هذا يحدث مع المقطع الطويل ( ص ح ح ص ) مع فارق يتميز به هذا المقطع, وهو أن هذا المقطع يتجاوز في موقعيته الاعتماد على تسكين علامة الإعراب, فيقع في أول الكلمة دون أن يكون آخر صوت فيه موضعاً لعلامة إعراب مثل :
جامْـعه , سامْـعه , قايْـمه .............. إلخ
Jamca samca kaymi
رابعًا : يستحوذ هذا النوع من المقاطع على النبر سواء أكان في أول الكلمة أو وسطها أو نهايتها .
خامسًا : يقع النبر في اللهجة المدروسة على المقطع الأول في الكلمات المكونة من التشكيل المقطعي من نوع ( ص ح ص + ص ح + ص ح) مثل :
مَـدْرسه , دربكه , مـنجره , عَـرْبده ......................إلخ
Madrasa darbaka manjara carbada
فيقع النبر على المقاطع الأولى من الكلمات السابقة وهي :
مَـدْ , دَرْ , مَـنْ , عَـرْ .
Car man dar kad
واللهجة بهذا تختلف عن الفصحى التي تنبر المقطع الثاني في هذه الكلمات .
المقطع القصير المفتوح
كثيراً ما يتصرف أبناء اللهجة بالمق طع القصير المفتوح ( ص ح ) عندما يقع في بداية الكلمة المفردة ( غير المضافة إلى ضمير ) يليه مقطع منبور, فيميلون إلى حذف حركة هذا المقطع, فيتبقى حرف ساكن في بداية الكلمة . والبدء بحرف مشكل بالسكون لا تجيزه الفصحى ولا اللهجة المدروسة , فتعمد اللهجة إلى إعادة تشكيل البنى المقطعية للكلمة عن طريق اجتلاب همزة مكسورة , ليكون الحرف المشكل بالسكون نهاية مقطع متوسط مغلق ( ص ح ص ) وبالنظر إلى نوع حركه المقطع القصير استطعنا أن نحدد المقاطع التي يجري فيها هذا التغيير, فكانت على النحو الآتي :
أولأ الأسماء :
1- المقطع القصير المكون من صوت صحيح وضمة . وقد تم النطر إليه من خلال الصيغ التالية :
أ- صيغتا ( مُفَعِّل ) و( مُفَعَّل ) . مثال ذلك :
مُقَدِّم mukaddim تصبح في اللهجة إمْقَدِّم imkaddim
مُعَلِّم mucallim تصبح في اللهجة إمْعَلِّم imcallim
مُجَرِّب mujarrib تصبح في اللهجة إمْجَرِّب imjarrb
ب- صيغه ( مُفاعل ) مثال ذلك :
مُسامح musamih تصبح في اللهجة إمْسامح imsamih
مُعاند muCauid تصبح في اللهجة إمْعاند imcanid
مُعادي mucadi تصبح في اللهجة إمْعادي imcadi
ج- صيغه ( فُعُول ) مثال ذلك :
جُدُود judud تصبح في اللهجة إجْدود ijdud
قُلوُب kulub تصبح في اللهجة إقْلوب klub
عُجُول eujul تصبح في اللهجة إعْجولiejul
2-المقطع المكون من صوت صحيح وكسرة .
وقد تجلى هذا المقطع بشكل ملحوظ في اللهجة المدروسة في صيغه ( فِعال ) مثال ذلك:
جِبال jibalتصبح في اللهجة إجْبال ijbal
رِجال rijal تصبح في اللهجة إرْجال irjal
قِتال kital تصبح في اللهجة إكْتال Iktal
3-أما المقطع المكون من صوت صحيح وفتحة كما في صيغة ( فعيل ) فإن اللهجة أبقت هذا المقطع كما هو دون تغيير , مثل :
زغير (74) zagir . كبير Kabir . طويل tawil . شريف Sharif
ثانياً مع الأفعال :
1- الفعل الماضي :
من المعروف أن للفعل الماضي المجرد في اللغة العربية ثلاث صيغ أساسية هي : فَعَلَ , فَعِل , فَعُل, ففاء الفعل مفتوحة دائماً, أما عين الفعل فإما أن تكون مفتوحة , وإما أن تكون مكسورة , وإما أن تكون مضمومة .
إذن المقطع الأول لصيغة الفعل الماضي المجرد تتكون من حرف صحيح مصحوب بالفتحة , وأول ما نلحظه هو كسر فاء الكلمة مع الأفعال مكسورة العين طلباً للمماثلة لما في ذلك من سهولة ويسر عند النطق , مثال ذلك :
شِبِع سِمِع قِبِل شِرِب .................... إلخ
ثم توهم أبناء اللهجة كسر العين في أفعال مفتوحة العين , فكسروا فاء الفعل , مثل : وِصِل , وِقِف , نِزِل , عِرِف ....................وغيرها
وبالنظر إلى المقطع القصير الذي تبدأ به هذه الأفعال وأمثالها وموقف أبناء اللهجة منه , اتضح أن ألأفعال المكسورة العين عندما تسند إلى ضمائر التكلم أو الخطاب يحدث لها إعادة تشكيل للمقطع كما مر معنا سابقاً . مثال ذلك :
شِبِع تصبح إشْبِعْتْ , إشْبعتو , إشْبعنا ...............إلخ
شِرِب تصبح إشْرِبْتِ , إشْربنا , إشربتِن ................إلخ
أما عندما تسند هذه الأفعال وأمثالها إلى ضمائر الغياب ما عدا المفرد المذكر, فإن اللهجة تسكن المقطع الثاني, وتضم الصوت الساكن المتبقي إلى المقطع الأول ليشكل معه مقطعاً متوسطاً مغلقاً مثل :
سِمْعو , سِمْعت , سِمْعِن
قِبْلو , قِبْلت , قِبْلن ................... وهكذا .
فإذا كانت عين الفعل مفتوحة , فلا يحدث تغيير مقطعي يذكر في بداية الكلمة . مثال ذلك :
ظَلَم , طَرَد , عَقَد , سَـلق , كَتَب ............... وهكذا.
2- الفعل المضارع
تتصرف اللهجة فى مورفيم المضارعة (75) عند إسناد الأفعال الرباعية إلى جميع الضمائر ماعدا ضمير المتكلم , فيتم تسكين حرف المضارعة وإلحاقه بهمزة مكسورة مجتلبة قبله , ليشكل معها مقطعاَ متوسطاَ مغلقاَ – مثل :
يُعمِّر تصبح إيْعمِّر يوظف تصبح إيْوظفو
يُنادي تصبح إيْنادين يُبرطع تصبح إنبرطع .............وهكذا
أما عند الإسناد إلى ضمير المتكلم, فيبقى المقطع الأول في مثل هذه الأفعال قصيراً مفتوحاً, مع تغيير الحركة من الضم إلى الفتح . مثال ذلك :
يُقدِّم تصبح أَقدمّ يُساير تصبح أَساير ..............وهكذا .
وما دمنا نلامس مورفيم المضارعة في حديثنا عن التشكيل المقطعي في اللهجة المدروسة أرى ألا ننتقل قبل أن نستوفي حالة المضارعة حقها من البحث والدراسة, وبخاصة ما تعلق منها بالتشكيل المقطعي لمورفيم المضارعة , فكثيراً ما يستخدم الناطقون باللهجة صوت الباء المحركة بإحدى الحركات الثلاثة لمعنى المضارعة .
وقد تتبعت مواقع ورود هذا المورفيم, وطرائق تشكيله مع ما قبله وما بعده , فكانت النتائج على النحو التالي :
أولاً : يستخدم هذا المورفيم- في الأغم الأَغلب- للدالة على المضارع المستمر .
ثانياً : في مضارع الأفعال الثلاثية المجردة يكون هذا المورفيم مع الحرف التالي له ب عد تسكينه مقطعاً متوسطاً مغلقاً , وذلك عند إسناد هذه الأفعال إلى المتكلم المفرد والغائب , وجمع الغائبين والغائبات , مثال ذلك : بَسْمع , بسْمَع , بسْمَعو , بِسْمَعن ..............وهكذا .
أما عند إسناد هذه الأفعال إلى ضمائر الخطاب, فإن اللهجة تسكن هذا المورفيم , ونجتلب قبله همزه مكسورة فتكون معه مقطعاً متوسطاً مغلقاً .مثل:
إبْنعْرف , إبْتعْرَف , إبْتعْرَفن , إبتعرفوا , إبْتعرِف
وينسحب هذا السلوك على الأفعال الثلاثه المزيده بحرفين والمزيده بثلاث أحرف .
أما الأفعال الثلاثة الجوفاء ,والأفعال الثلاثية المزيدة بحرف, والأفعال الرباعية المجردة فتستخدم الياء أو التاء أو النون المتصلة بالهمزة المكسورة قبلها إذا كانت الأفعال دالة على الاستقبال , فإن دلت على الحال أو الاستقبال, فإن أبناء اللهجة يستخدمون الباء مفتوحة مع المتكلم , ومكسورة مع ضمائر الغياب ما عدا ضمير الغائبة , كما ترد مكسورة في بداية مقطع متوسط مغلق مع ضمير المتكلمين, وضمائر الخطاب, وضمير الغائبة .مثال ذلك:
بَجنّد , بِجنِّد , بَجنْدن , بجنْدو , بنْجنِّد , بِتجنِّد انت , بِتْجندو , بِتْجندى , بتجنِّدن , بِتْجنِّد هى .
والجدير بالذكر أن استخدام الباء المكسورة مورفيمًا للمضارعة إنما يكون للدلالة على الحال أو الاستقبال , والفيصل في ذلك هو السياق , فيقال : زهير بقدم لمتحان النصفي . للدلالة على الحال , فإن اختلف السياق , وكان المعنى دالاً على موافقة بعد اعتراض , فقيل : خلاص , بقدّم الامتحان . فهنا يعني أنه سوف يقدم الامتحان . أما استخدام الهمزة المكسورة مع حرف المضارعة الساكن بعدها فتعني أن دلالة الفعل منصبة على المستقبل , مثال ذلك : إيقدّم ؟ يعني , هل يقدّم ؟
ال التعريف .
عند تعريف الاسم المبدوء بالهمزة في اللهجة المدروسة , سواء أكانت همزه قطع أم همزه وصل , يتم حذف هذه الهمزة وهمزة ال التعريف, والاكتفاء باللام المتبقية من أل التعريف مكسورة أو مفتوحة بحسب نوع حركه همزة الاسم المحذوفة , فتشكل اللام بحركتها مع الحرف الأول من الاسم مقطعا ًمتوسطاً مغلقاً, مثال ذلك : أخبار تصبح لَخْبـار , أبيض تصبح لَبْيض
اسْتعداد تصبح لِسْتعداد , أبطال تصبح لَبْطال ....
كما أنهم يعاملون الأسماء التي تبدأ بمقطع قصير مفتوح بعد إعادة تشكيله كما مر معنا سابقاً (76) معامله الأسماء التي تبدأ بالهمزة , فيقولون :
إمْجهَّز وعند التعريف لِمْجهَّز
إقلوب وعند التعريف لِقْلوب ................ إلخ وذلك طرداً للباب على وتيرة واحدة .
تاء التأنيث المربوطة.
من المعروف أن تاء التأنيث المربوطة تنطق عن الوقف هاءً (77) , وفى اللهجة المدروسة تسقط هذه الهاء عند الوقف, ويبقى الأثر السمعي للحركة قبلها .
وقد لوحظ من خلال استعراض الكلمات المنهية بتاء التأنيث في اللهجة المدروسة أن حركة الفتحة السابقة لتاء التأنيث تمال نحو الكسرة في مواضع محددة . وباستعراض هذه المواضيع, والنظر في علاقة هذه الحركة بحروفها, و بالحركات السابقة لحروفها في حالتي الإفراد والتركيب الإضافي , ظهرت لنا النتائج الآتية :
أولاً: أصوات الحلق والأصوات المفخمة إضافة إلى القاف والكاف والراء تؤثر حركة الفتحة , سواء أكانت هذه الأصوات مسوقة بحرف متحرك بالفتحة , أم كانت مسبوقة بحرف علة أو حرف مشكل بالسكون . مثال ذلك :
سِبْحَه , ساحَه , بَلَحَه , صُبْغه , امزوغَه , زغزَغَه
علْقَه , محروقَه , فَلَقَه , بِرْكَه , مبروكَه , تَنَكَه
سِدرَه , مصوره , بَكَرَه , بَلْطَه , بلاطَه , سَلَطَه .............إلخ
وعند أضافة مثل هذه الكلمات, فإن الأصوات التي تسبق تاء التأنيث تؤثر الكسر , أي تمال فتحتها نحو الكسرة , في حال أن يسبقها حرف مشكل بالسكون أو حرف عله, أما إذا سبقها حرف مشكل بالفتحة , فلا يحدث لها هذا التغيير . مثال ذلك :
- سبْحِه الشيخ , ساحه الجامعه , بَلَحَه الجيران
- برْكِه الميه , سباكِه المطبخ , تَنكِه زيت
- غلَطِه الموظف , بلاطه المدخل , سلَطَه بطاطا ..............إلخ
ثانياً : باقي الأصوات لها في اللهجة نظام خاص, يمكن عرضه على النحو الأتي :
أ- إذا كان الصوت السابق لتاء التأنيث المربوطة مسبوقاً بصوت مشكل بالسكون أو حرف علة , فإن اللهجة تميل فتحة ما قبل تاء التأنيث نحو الكسرة .
أما إذا كانت الأصوات السابقة له مفتوحة فإن اللهجة تبقى على فتحه ما قبل تاء التأنيث . مثال ذلك :
عِلْبِه , قريبه , عَتَبَه
كِبْدِه , جرِيده , زرَدَهَ
جِلْسِه , عروسِه , مدرَسَهَ
إمْسجْلِه , قليلِه , غَرْبَلَه
جنِّه , سكينِه , سَنَهَ ................إلخ . وعند الإضافة لا يحدث تغيير في حركه ما قبل تاء التأنيث .
البنية المقطعية للعطف
يتكون نمط العطف من معطوف عليه وأداة عطف ومعطوف , وفي الأعم الأغلب تظهر مفردات هذا النمط في البنية السطحية للنص, وقد يغيب المعطوف ع ليه في عملية تداول الخطاب, ولكنه يبقى موجوداً وفاعلاً في البنية العميقة , وذلك كأن يتحدث شخص فيقول: سأغادر المكان . فيرد عليه الأخر قائلأ: وأنا أيضاً . فهنا وإن كنا نشهد تقاسم طرفي الحديث لمفردات اللغة التي تشكل في مفهومها العام أسلوب عطف توزعت فيه الأدوار, وتغيرت فيه الضمائر, فإننا يمكن أن نعيد تشكيل البنية الدلالية والتركيبية الأساسية فتظهر الوحدات اللغوية المضمرة , وتتجلى على المستوى السطحي للحدث اللغوي فنقول: أنت تريد أن تغادر المكان وأنا أيضاً أريد أن أغادر المكان .
ولكن الحذف فيما تدل عليه السياقات الدلالية أمر مطلوب في اللغة , ومن خواصها النفعية والجمالية .
فالحذف هو اختزال لبعض عناصر الجملة اللازمة في السياق العادي , على أن يفهم معنى العنصر المحذوف نتيجة لضرورة استقامة السياق النحوي والدلالي (78) وهذا النوع من الاقتصاد بحذف العناصر المفهومة من السياق تميل اللغات جميعًا إلى الأخذ به (79)
إذن أمامنا أسلوب عطف يتجلى على مستوى البنية السطحية في صورتين : إحداهما تظهر فيها البني اللغوية كاملة, والأخرى يختفي فيها الطرف الأول, وهو المعطوف عليه. وقد تم دراسة البنى المقطعية لأداه العطف في كلتا الحال تين , فتبين لنا ما يلي :
أ- أداه العطف الوحيدة المستخدمة في اللهجة هي الواو, وقد تكون الواو مكسورة, أو مفتوحة, أو ساكنة.
ب- تتشكيل البنية المقطعية لأداه العطف من الواو المكسورة ( ص ح ) عندما تعطف اسماً مبدوءاً بالهمزة ( همزة القطع أو همزة الوصل ) مع وجود أل التعريف, مثل :
وِلْيحتلال , وِلخْوة , وِلنْتقام
وِلْشكال , وِلَحْباب , وِلَسْباب..................إلخ.
ج- تتشكل البنية المقطعية لأداة العطف من الواو المفتوحة ( ص ح ) عندما تعطف فعلاً ماضياً مبدوءاً بالهمزة أو ضمير الفصل للمتكلم المفرد .
مثال ذلك : وَكَل , وَخَذ , وَنا
د- تتشكل البنية المقطعية لأداة العطف من ( الواو + الفتحة أوالكسرة +حرف ساكن ) .
1 - عند عطف الأسماء المبدوءة بالهمزة والخالية من أل التعريف. مثال ذلك :
وَحْمد , وِوْلادها , وِنْتو , وِحْنا , وِنْتقام ..........إلخ.
2 - عند عطف الأسماء غير المبدوءة بالهمزة مع وجود أل التعريف . مثال ذلك :
وِلْجامعة , وِشَّارع , وِطَّاولة , وِلْموت ....................إلخ.
3 -عند عطف الأفعال في صيغة الأمر . ومثال ذلك :
وِلْعب , وُكْتب , وِجْمع , وِسْمع ...................إ لخ .
هـ- تتشكل البنية المقطعية لأداة العطف من ( الهمزة + حركة +واو ساكنة ) , ويكون ذلك في الأحوال الآتية :
1 - عند عطف الأسماء غير المبدوءة بهمزة وخالية من أل التعريف . مثال ذلك :
إوْطاولة , إوْحكورة , إوْعلبة , إوْدار ................الخ .
2 -عند عطف الأفعال الماضية غير المبدوءة بالهمزة . مثال ذلك :
إوْكتب , إوْسافر , إوْقدَّم , إوْنام ................الح .
3 - فى مضارع جميع الأفعال . مثال ذلك :
إوْبلعب , إوْبقرا , إوْبعترف , إوْبوكل , إوْبنام .....الخ .
وعندما يظهر المعطوف عليه في البنية السطحيـة للخطاب , فإن بنية أداة العطف المكونة من ( همزة +حركة + واو ساكنة ) تحذف منها الهمزة بحركتها , وتتكئ الواو الساكنة على الحرف الذي سبقها بحركته , فيقال : بيِروح وْ بِيجى , بنامِ وْ بصحى , بقومِ وْ بقعد ...............الح .
أما بنية العطف المكونة من ( واو + حركة + حرف ساكن ) فتبقى على حالها دون تغيير , مثال ذلك إجت المرة وِولادها , رحنا لبوة وِستعد , كبارهم وِزغارهم ..........الخ .
النتائج
يُعدّ هذا البحث الذي بين أيدينا إلا إسهاما متواضعا ، قصدت من ورائه إلقاء الضوء على بعض الظواهر الصوتية للهجة بيت حانون بمحافظة شمال غزة ، وقلت ، بعض الظواهر الصوتية ، لأن استقصاء كل الظواهر الصوتية عمل يحتاج مزيدا من الوقت والجهد، فنرجو أن يقوم به باحثون لدرجتي الماجستير والدكتوراه ، ثم كان اختياري لبيت حانون لما لاحظته من تميز ملحوظ في نقطهم عن باقي مناطق قطاع غزة
بعد جمع المادة اللغوية من رواة مختارين بعناية قمت بتصنيفها ودراستها , وقد قمت بتدوين المادة اللغوية برموز كتابية صوتية فتطلب ذلك تدخلاً يدويًا , فلم استطع – في كثير من الأحيان – أن أنقل هذه الإشارات اليدوية إلى جهاز الحاسوب , فأرجو اعتماد الكتابة العربية , مع الاسترشاد بالكتابة الصوتية ما أمكن ذلك . أما نتائج الدراسة على النحو الآتي
1- احتفظت اللهجة بمعظم أصوات الفصحى بصفاتها ومخارجها ، بما في ذلك أصوات الثاء والظاء والذال التي فقدت في كثير من اللهجات العربية المعاصرة .
2- اختلفت اللهجة عن الفصحى في نطق القاف والضاد ، فتنطق القاف جيما قاهرية ، وتنطق الضاد ظاء .
3- زادت اللهجة صوتي الخفضة والرفعة ، وهما غير موجودين في الفصحى .
4- يلجأ أبنا اللهجة في بعض الأحيان إلى حذف همزة الوصل ، والبدء بحرف مشكل بالسكون فينتج عن بني مقطعية جديدة .
5- معظم الكلمات المكونة من ثلاثة مقاطع على شاكلة (ص2+ ص2+ ص2ص) تتحول في اللهجة إلى مقطعين من نوع ( ص2ص + ص2ص) .
6- تختلف اللهجة عن الفصحى في موقعية القطعين الطويلين ( ص22ص) و ( ص2ص ص) .
7- يقع النبر دائما على المقطع الأول من الكلمات المكونة من التشكيل المقطعي (ص2ص + ص2 +ص2) مثل مدرسة ، وهذا بخلاف الفصحى .
8- تتصرف اللهجة في كثير من الأحيان بالمقطع القصير المفتوح عندما يقع في بداية الكلمة فتحوله إلى مقطع متوسط مغلق بعد حذف حركته وجلب همزة مكسورة قبله ، وقد تتبعت هذا المقطع مع الأسماء والأفعال والحروف .
9- تسقط اللهجة تاء التأنيث المربوطة عند الوقف كالفصحى ، إلا أن حركة ما قبل تاء التأنيث تتوزع بين الفتحة والكسرة بحسب نوع حروفها وحركة ما قبلها .
10- تنوعت البنى المقطعية لأداة العطف بين مقطع قصير مفتوح (ص2) ومقطع متوسط مغلق ( ص2ص) ، كما تنوعت أيضا مفردات المقطع المتوسط المغلق بين ( الواو + حركة + حرف ساكن ) و ( الهمزة + حركة + واو ساكنة ) .
الهوامش
1- الهوامل والشوامل لأبي حيلن التوحيدي وابن وسكويه , نشر أحمد ـمين والسيد أحمد صقر , القاهرة , 1951 , ص 6 – 7 .
2- لسان العرب , ابن منظور , مادة ( لهج )
3- مقدمة لدراسة فقه اللغة , دكتور محمد أحمد أبو الفرج , بيروت , 1966 , ص 93 .
4- في اللهجات العربية , دكتور إبراهيم أنيس , مكتبة الأنجلو المصرية , الطبعة التاسعة , 1995 , ص 16 .
5- اللهجات العربية , نشأةً و تطورًا ,دكتور عبد الغفار هلال ,مكتبة وهبة , 1993 م 34 . و في اللهجات العربية , مرجع سابق , ص 17 .
6- اللغة , فندريس , تعريب عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص , القاهرة 1950, ص310 .
7- في اللهجات العربية , د . إبراهيم أنيس , مرجع سابق , ص 5 .
8- علم اللغة الاجتماعي , دكتور كمال بشر , دار غريب للطباعة والنشر , 1995 ص 197 . .
9- محاضرات في علم اللغة , مخطوط , دار العلوم , القاهرة د . السعيد البدوي , ص 34 .
10- اللغة لفندريس , مرجع سابق , ص 312 .
11- المرجع السابق , والصفحة نفسها .
12- علم اللغة الاجتماعي , دكتور كمال بشر , دار غريب للطباعة والنشر , 1995 , ص 177 .
13- المرجع السابق , ص89 – 90 .
14- المزهر للسيوطي , تحقيق محمد أحمد جاد المولى , مطبعة الحلبي , القاهرة 1958 , ج1 ص 211 , 212 .
15- علم اللغة الاجتماعي , م رجع سابق ص 88 .
16- المرجع نفسه , ص 196 .
17- المرجع السابق , والصفحة نفسها
18- Hartman and stork , dictionary of ******** , and linguistics
19- الأطلس اللغوي , دكتور خليل عساكر , مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة , الجزء السابع , ص 381 – 383 .
20- مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة , ج / 10 , ص 7 . وانظر كذلك , مجمع اللغة العربية في ثلاثين عامًا , للدكتور إبراهيم مدكور , الهيئة العمة للمطابع الأميرية , 1964 , ص 46
21- البحوث المعاصرة في اللهجات العربية , دكتور عبد العزيز مطر , مطابع الدوحة الحديثة , قطر , 1994 م , ص 17 – 21
22- بلادنا فلسطين, مصطفى الدباغ , دار الطليعة بيروت , ص 281 – 282 .
23- التفكير اللغوي بين القديم والجديد , دكتور كمال بشر , مكتبة الشباب , ص 15 .
24- علم اللغة العام , الأصوات , ص28 .
25- المرجع السابق , ص 29 .
26- مناهج البحث في اللغة , ص 57 .
27- هذه الترجمة منقولة من كتاب , علم اللغة العام , ص 157 . وانظر كذلك , مناهج البحث في اللغة , ص 126 .
28- مناهج البحث في اللغة , ص 128 -129 .
29- المرجع السابق , ص 126 .
30- الخفضة هي الفتحة الممالة , والرفعة هي الضمة الممالة . انظر مناهج البحث في اللغة و دكتور تمام حسان , مكتبة الأنجلو المصرية , 1990 م , ص 108 .
31- الأصوات الانفجارية هي أصوات ينحبس الهواء الخارج من الرئتين حال النطق بها في موضع من مواضع جهاز النطق , ثم يطلق سراحه فجأة . ويسميها القدماء الأصوات الشديدة . انظر علم اللغة العام , الأصوات العربية , دكتور كمال بشر , مكتبة الشباب , 1990 م , ص 100 .
32- الأصوات المهموسة هي أصوات التي لا يتذبذب الوتران الصوتيان عند النطق بها . المرجع السابق , ص 87 .
33- الأصوات المجهورة هي الأصوات التي يتذبذب الوتران الصوتيان عند النطق بها . المرجع نفسه , والصفحة نفسها
34- الكتاب لسيبويه , ج / 2 , ص 405 .
35- سر صناعة الإعراب , ابن جني , تحقيق مصطفى السقا وزملائه , مطبعة البابي الحلبي , ج / 1 , 1954 م , ص 50 .
36- المرجع السابق , ص 73 .
37- علم اللغة العام , الأصوات العربية , مرجع سابق , ص110 .
38- التفخيم ظاهرة لغوية , يأخذ اللسان معها شكلا ًمقعرًا . انظر , الأصوات اللغوية , دكتور إبراهيم أنيس , مكتبة الأنجلو المصرية , 1987 م , ص47 .
39- الأصوات الاحتكاكية هي الأصوات التي يضيق مجر ى الهواء حال النطق بها في موضع من مواضع جهاز النطق , بحيث يحدث الهواء في خروجه احتكاكًا مسموعًا . علم اللغة العام ,الأصوات العربية مرجع سابق , ص 118 .
40- كتاب العين , الخليل بن أحمد الفراهيدي , تحقيق الدكتور عبد الله درويش , مطبعة العاني , بغداد , 1967 , ج / 1 , ص 65 .
41- سر صناعة الإعراب , مرجع سابق , ج / 1 , ص 52 .
42- المرجع السابق , ص 422 .
43- الكتاب لسيبويه , مرجع سابق , ص 404 .
44- شرح المفصل لابن يعيش , عالم الكتب , بيروت , ج / 10 , ص 127 .
45- الأصوات اللغوية , دكنور إبراهيم أنيس , مكتبة الأنجلو المصرية , 1987 م
46- أنظر العرض المسهب الذي قدمه الدكتور رمضان عبد التواب لهذا الصوت في كتابه (المدخل إلى علم اللغة ) , مكتبة الخانجي , القاهرة ,1980 , ص 47 وما بعدها .
47- معجم لسان العرب لابن منظور , والصحاح للجوهري .
48- المدخل إلى علم اللغة , دكتور رمضان عبد التواب , مرجع سابق , ص 57 .
49- سر صناعة الإعراب , مرجع سابق , ج / 1 , ص 19 .
50- الأصوات اللغوية , مرجع سابق , ص 161 .
51- علم اللغة العام الأصوات العربية , مرجع سابق , ص 134 – 135 .
52- انظر فقه اللغات السا مية , كارل بروكلمن , ترجمة الدكتور رمضان عبد التواب , الرياض 1977 , ص 7 .
53- الصوت الشفوي مخرجه من الشفة .
54- الشفوي الأنفي يخرج الهواء عند نطقه من الأنف مع انطباق الشفتين .
55- الأسناني الشفوي هو موضع التقاء الأسنان العليا بالشفة السفلى .
56- التفخيم ظاهرة صوتية يتقعر فيها اللسان .
57- الأنفي يخرج الهواء أثناء النطق به من الأنف .
58- الصوت الحانبي هو الصوت الذي يخرج الهواء معه من جانبي الفم أو أحدهما .
59- أي تتكرر ضربات اللسان على اللثة تكرارًا سريعًا
60- الحنك منطقة تلي اللثة .
61- علم اللغة العام , الأصوات , مرجع سابق , ص 134 – 135 . وسميت أنصاف حركات لما لها من شبه نطقي بالحركات .
62- المرجع السابق , والصفحة نفسها
63- المرجع السابق , ص112 .
64- أسس علم اللغة , ماريو باى , ترجمة الدكتور أحمد مختار عمر , عالم الكتب , 1983 م , ص 96 .
65- المرجع السابق , والصفحة نفسها .
66- موسيقى الشعر , دكتور إبراهيم أنيس , مكتبة الأنجلو المصرية , ط 3 , 1965 م , ص 147 .
67- مناهج البحث في اللغة , مرجع سابق , ص 141 .
68- المرجع السابق , ص 133 .
69- الأصوات اللغوية , م رجع سابق , ص 170 .
70- المرجع السابق , ص 171 .
71- المرجع نفسه , ص 173 .
72- المرجع نفسه , ص 172 .
73- المرجع نفسه , ص 172 .
74- المرجع نفسه , ص 164 .
75- مناهج البحث في اللغة , مرجع سابق , ص 146 .
76- انظر مناهج البحث في اللغة , ً145 . وعلم اللغة العام , الأصوات , ص 186 .
77- لاحظ جهر الصاد لمجاورتها الغين .
78- المورفيم هوأصغر وحدة ذات معنى في تركيب اللغة . انظر : H.a . Gleason , An Introduction to de--xx--ive Linguistics , Hult Rinehart and Winston , 1961 . p . 22
79- انظر ص 16 – 17 من هذا البحث .
80- يرى الدكتور أبراهيم أنيس أن ما نسمعه من هاء بهد سقوط تاء التأنيث هو هاء السكت الناتجة عن امتداد التنفس للفتحة قبلها . انظر : من أسرار اللغة , دكتور إبراهيم أنيس , مكتبة الأنجلو المصرية , ط 7 , 1994 , ص 232 .
81- بلاغة الخطاب وعلم النص , دكتور صلاح فضل , الشركة المصرية العالمية للنشر ( لونجمان ) , القاهرة , 1996 م , ص275 – 276 .
82- النحو العربي والدرس الحديث , دكتور عبده الراجحي , دار النهضة العربية , بيروت , 1979 م ص149 .
المراجع
1- أسس علم اللغة , ماريو باى , ترجمة الدكتور أحمد مختار عمر , عالم الكتب , 1983 م .
2- الأصوات اللغوية , دكتور إبراهيم أنيس , مكتبة الأنجلو المصرية , 1987 م .
3- البحوث المعاصرة في اللهجات العربية , دكتور عبد العزيز مطر , مطابع الدوحة الحديثة , قطر , 1994 م .
4- بلادنا فلسطين, مصطفى الدباغ , دار الطليعة بيروت .
5- بلاغة الخطاب وعلم النص , دكتور صلاح فضل , الشركة المصرية العالمية للنشر ( لونجمان ) , القاهرة , 1996 م .
6- التفكير اللغوي بين القديم والجديد , دكتور كمال بشر , مكتبة الشباب ,
7- سر صناعة الإعراب , ابن جني , تحقيق مصطفى السقا وزملائه , مطبعة البابي الحلبي , 1954 م
8 - شرح المفصل لابن يعيش , عالم الكتب , بيروت د , ت .
7- علم اللغة الاجتماعي , دكتور كمال بشر , دار غريب للطباعة والنشر , 1995 .
8- علم اللغة العام , الأصوات العربية , دكتور كمال بشر , مكتبة الشباب , 1990 م .
9- العين , الخليل بن أحمد الفراهيدي , تحقيق الدكتور عبد الله درويش , مطبعة العاني , بغداد , 1967
10- فقه اللغات السامية , كارل بروكلمن , ترجمة الدكتور رمضان عبد التواب , الرياض 1977 ,
11- في اللهجات العربية , دك تور إبراهيم أنيس , مكتبة الأنجلو المصرية , الطبعة التاسعة , 1995
12- الكتاب لسيبويه , ج / 2 , ص 405 .
13- لسان العرب , ابن منظور
14- اللغة , فندريس , تعريب عبد الحميد الدواخلي ومحمد القصاص , القاهرة 1950
15- اللهجات العربية , نشأةً و تطورًا ,دكتور عبد الغفار هلال ,مكتبة وهبة , 1993 م .
16- مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة , ج / 10
17- مجمع اللغة العربية في ثلاثين عامًا , للدكتور إبراهيم مدكور , الهيئة العمة للمطابع الأميرية , 1964
18- محاضرات في علم اللغة , مخطوط , دار العلوم , القاهرة د . السعيد البدوي .
19- المدخل إلى علم اللغة ) , مكتبة الخانجي , القاهرة ,1980
20- المزهر للسيوطي , تحقيق محمد أحمد جاد المولى , تحقيق محمد أحمد جاد المولى وآخرين مطبعة الحلبي , القاهرة 1958 م .
21- مقدمة لدراسة فقه اللغة , دكتور محمد أحمد أبو الفرج , بيروت , 1966 .
22- مناهج البحث في اللغة و دكتور تمام حسان , مكتبة الأنجلو المصرية , 1990 م
23- من أسرار اللغة , دكتور إبراهيم أنيس , مكتبة الأنجلو المصرية , ط 7 , 1994 .
24- موسيقى الشعر , دكتور إبراهيم أنيس , مكتبة الأنجلو المصرية , ط 3 , 1965
25- النحو العربي والدرس الحديث , دكتور عبده الراجحي , دار النهضة العربية , بيروت , 1979 م
26- الهوامل والشوامل لأبي حيلن التوحيدي وابن وسكويه , نشر أحمد ـمين والسيد أحمد صقر , القاهرة , 1951 .
المراجع الأجنبية