زَخَمُ المسير و السير ضوضاء ****** صِعَاب و نفوس تحت وطأة الوأد
شرب سموم الأفاعي أهون من ******* أن يهان كريم قوم ذل متعمد
كان فينا كريماً ناصحاً أمين ******** عززناه فوق الرؤوس مرشد
دلنا على خير كثيراً فيه ******** علوماً و علماً رأيناه كالفرقد
انصعنا له و صغرنا تحت وطأة ****** العلم وقلنا له لا عزة لحرمد
رأينا الناس كالورد احمر أصفر ****** لونه و ابيض كالغر قد
ومنهم حتى راح يضن انه فينا ****** احتل مناصب العقل فرأينا النكد
اغتر فينا جاهل للدنيا تخيلَ ****** انه لخيرة الناس فينا معتقد
حتى اذا قام للناس خطيبا ******* قالي صلى اللهم على أحمد
فبهتنا و قلنا إنا نحن لهذا القول ***** اعرف الناس من غير عناء متعمد
وبعد فقال الكلام فأخط كلمات ****** ليست كالكلمات فيها حرفا قطعاً جَدِ
صِرَامُ ُ هي رآها الناس ***** و هم ضعاف العقول قطع الحَصَدِ
نبرة الكلام انسدلت على ***** أطراف الحديث عرفنا أيام الأجداد
فأين ذاك ام هو ليس ****** ببعيد عن الأنظار له تكبد
عرفنا اليوم سر الحياة ******* و لسنا عليها بالإنكار اليد
طريقاً لها نحن بصرنا النظر ***** إليها فاعتلى الطريق مجاهد
سمعنا قولا ليس كالذي ***** سمعناه لكن فيه خيرا كالشهد
انتم و نحن اليوم عرفنا سرها **** تعالوا لنستقصي الخير من السواد
فاذكروا الله كثيرا لنصرتكم **** و اخلصوا النية لله الصمد
و اطلبوا الحكمة في القول **** إنها أعطت للقمان الحكيم و هو اسود
شفافه كبيرة و عيناه أثقل **** على الرائي فلا يرى ما تحت الكبد
قلب ابيضا لونه صافي كالحليب **** تعتليه الحكمة كالفارس المهند
فلا فرق اليوم بين الناس كلهم ****** فهي بالأعمال لله نعبد
استقصر لقمان سيده في مطلب ***** أن اذبح الشاه كما حدث عبد الصمد
أتيني بأطيب ما فيها ، فأتاه ******* بالقلب و اللسان من غير كبد
و قال القي أخبث ما فيها ****** فألقى بأطيبها فبهت السيد
فلا و الله وجدنا شيء أطيب منهما **** ولا أخبث منهما حين ينقلب القصد
قلبي و لساني أخذتهما بين يدي ***** فوضعت اللجام ولفائف كتان كالبرد
و من خاف ان تنزلق من يدي **** فلجام يكون حديدا محكم بالربط و القيد
هو الخير كله و الشر أنواع **** ألا فأعلموا القلب و اللسان كحرمد و فرقد
بقلم زَخْمٌ و صِعَاب