ولد الرئيس ليامين زروال يوم 03 جويلية 1941 بباتنة ( نواحي الأوراس ) ، ينحدر من قبيلة آيت ملول الأمازيغية ، ومن أبوين حرفيين ، دخل المدرسة الأهلية ليماري المدعو اليوم الأمير عبد القادر ، و عندما بلغ -16- من عمره أي عام 1957 التحق بالثورة المسلحة في جبال الأوراس ، و ذلك بعد ما نفذ عملية فدائية أسفرت عن مقتل شرطي استعماري ، بقي مجاهدا في الداخل ، و لم يترقى بشكل كبير في الرتب و المناصب ، و لم يشارك في الصراعات التي عرفتها الجزائر أثناء أزمة صيف 1962 بحكم منصبه كمجاهد بسيط عليه أن ينفذ أوامر قادته .
بعد ان أسترجعت الجزائر استقلالها ، أُرسل لمواصلة التكوين العسكري في الأردن ، ثم الاتحاد السوفياتي ما بين 1965 - 1966 ، ثم باريس أين درس في كلية سان سير العسكرية ، فتولى عام 1975 ادارة المدرسة التطبيقية بباتنة ، لينتقل الى ادارة الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال في عام 1981 ، و ارتقى الى رتبة عقيد عام 1982 ،ليقود بعدها عدة نواحي عسكرية بداية من عام 1982 ، حيث مر ما بين 1982 - 1988 على قيادة عدة نواحي عسكرية بداية من الناحية العسكرية السادسة أي تمنغاست ، ثم الثالثة أي بشار ، ثم الخامسة أي قسنطينة ، و ترقى الى رتبة جنرال عام 1987 ، ليصبح قائدا للقوات البرية ثم نائبا لقائد الأركان العامة للجيش الوطني الشعبي عام 1989.
اختلف الجنرال زروال مع الرئيس بن جديد الذي رفض المشروع الذي قدمه لاعادة هيكلة الجيش الوطني الشعبي ، و فضل عليه بن جديد مشروع خالد نزار ، و يبدو أن هذا الخلاف كان وراء استقالة زروال من منصبه ليعين كسفير في بوخارست برومانيا ، لكنه لم يبقى في هذا المنصب وقتا طويلا ، لأنه أكتشف أنه خُلق للعسكرية و ليس للدبلوماسية .
كان زروال يحضى بسمعة كبيرة داخل مؤسسة الجيش اضافة الى العلاقات التي ربطها مع الكثير من الضباط و القادة بفعل قيادته عدة نواحي عسكرية في ضرف وجيز .
عاد زروال الى مكان اقامته الى بباتنة و بقي فيها بعيدا عن الحياة السياسية , لكن حفظ له الكثير من سكان المدينة موقفه الى جانب الكثير من مناضلي - الجبهة الاسلامية للانقاذ - فيها رافضا قرار نفيهم الى غياهب الصحراء ، و يبدو أن ذلك يعود الى احترامه الشديد لحقوق الانسان و كرامته.
طلب الجنرال خالد نزار من زروال تولي منصب وزير الدفاع عام 1993 في عهد رئاسة - علي كافي - ، فقبل المهمة و تولي المنصب في جويلية 1993.
و فسر البعض ذلك بمرض خالد نزار و عدم قدراته على مواصلة مهمته على رأس وزارة الدفاع الوطني .
بعد أن تولى زروال وزارة الدفاع ، بذل مجهودا لاقناع قادة جبهة الاسلامية للانقاذ المسجونين بالتنديد بالارهاب و نزع الغطاء عليه ، و كان ينتقل شخصيا الى سجن البليدة للتحاور مع المسجونين -عباس المدني و علي بن حاج -.
عينه المجلس الأعلى للأمن بعد ندوة الحوار الوطني رئيسا للدولة في جانفي من عام 1994 .
يتميز ليامين زروال بشخصية قوية جدا و زاهدة في السلطة ، صريح ، لا يعرف التملق ، لا يقبل الهوان من أجل تحقيق مكاسب مادية و لهذا نجده يستقيل كلما لاحظ أن الأمور لا تسير على قناعته و مبادئه .