حينما كنا اطفالا كانت الدنيا تبدو في عيوننا متحفا رائعا مليئا باشياء غريبة مذهلة مدهشة وكنا لا نكف عن طرح الاسئلة
كلما وقعت عيوننا على شيئ ولا نكف عن الفضول ولا تشبعنا اجابة سطحية ولا حتى جواب يشفي غليل العقل المتطلع الى الحقيقة
ولا كلمة تحمل لنا مدلولا وكلها كلمات فارغة بلا معنى
ونحن حينما نتذكر هذه الاسئلة الان وبعد ان كبرنا يخيل لنا انها كانت الحاحا تافها ولجاجة سمجة
والحقيقة انها لم تكن ابدا كذلك وانما كانت اكتشافا خطيرا
لقد اكتشفنا بها افلاس اللغة فما اللغة الا مجموعة حروف واشارات ليس فيها صدق غير الصدق الاصطلاحي الذي انتهجناه
كل الكلمات ليست سوى دلالات هي بريئة منها مجرد بطاقات كبطاقة التسعيرة قابلة للاستبدال من بلد لاخر ومن زمن لاخر
اما الحقيقة ذاتها فهي بلا اسم
الحقيقة مطلقة من الاسماء نباشرها بقلوبنا ولا نستطيع ان نسميها باسماء تحيط بها
فمشاعرنا اقوى واعتى من اي حدود ترسمها لنا كلمات