تخندق أساتذة ومعلمو الجنوب وعبروا عن تظلماتهم جراء الإجحاف الذي نالهم. فتحيين منحة الجنوب حق جلي ما كان لطرف معين أن ينكره، ولو كانت هناك حصافة لما بلغ الحال إلى ما هو عليه الآن. لكن الطريف هو بعض الانتقادات التي وجهها بعض المؤدلجين ممن يتخذون من صفحات المنتديات وسيلة للتشهير لنقاباتهم والتعبير عن مكنوناتهم تجاه هذه النقابة أو تلك ، وهؤلاء هم معروفون وغايتهم صارت مفضوحة ، هؤلاء المؤدلجين كما قلت لم تعجبهم هذه الهبّة ، ولم يسعدهم نجاح هذا الاضراب ربما لأنهم تمنوا لو كان النجاح نجاحهم ، وهذا مستساغ ،لكن أن يصل الحال إلى حد وضع العصي في الدواليب فذلك ما لا يمكن قبوله. ويحق لإخواننا في الجنوب أن يقولوا لهذه النقابات: لقد سبق وأن عطلت النفاوض ووضعت مطالب وأصررت عليها مقابل توقيف إضرابات سابقة , فلم لم تفعلي ذلك مع مطلب منحة الجنوب الذي بات الكل يتشدق بأنه مطلب من مطالبه. فلم تحققت مطالب معروفة وأهمل هذا المطلب الذي يهم شريحة كبيرة من إخواننا؟
وهناك من اعتبر هذا الاضراب تكريسا للجهوية والفئوية ، وهذه وقاحة كبيرة لا تنطلي على أحد فهذه النقابات بعضها يدافع عن أساتذة الثانوي فقط وكان يستعجل إصدار قانون خاص رغم أنه يؤذي فئة أخرى، ونقابة أخرى ترفع من شأن المدراء ولا تفوت فرصة دون أن تصوب اتهاماتها تجاه فئة أخرى وهلم جرا، فكيف يتهم أبناء الجنوب بالجهوية وقد تركتهم النقابات عزلا وجها لوجه أمام ظلم الوصاية التي لم تطبق عليهم حتى القانون الجديد الذي تتغنى به بعض النقابات؟
وأخيرا أعتقد أن إضراب الجنوب ستكون له فوائد جمة لصالح عمال التربية ككل وليس لعمال الجنوب فقط. لأن هؤلاء وضعوا الحصان أمام العربة بخلاف بعض الأبواق التي تريد أن تجعل عامل التربية في خدمة نقابة أنشئت أصلا لخدمته ونالت ما نالت بفضل تجنده. وقد أثبت إخواننا أن الأصل في أي إضراب هو تحقيق المصلحة بعيدا عن أية أجندات أو حساسيات. ونسأل الله أن يوفقهم ويصلح أمر عمال التربية ككل.