حقـائق كشفـتـها ثورتي مصـر وتونـس
إعداد: د. محمد الحميد - موقع شبهات وبيان
يا دعاة التغريب والعلمانية ووأعوانهم في بلادنا العزيزة ..
إن كنتم تطالبون بخلع الحجاب والحرب بلا هوادة على من سولت لها نفسها ارتداء الحجاب حتى تتطور بلدكم , فقد تحقق ذلك في مصر وتونس منذ قرن وزيادة .
وإن كنتم تطالبون بالاختلاط في العمل والتعليم حتى تتقدم دولتكم , فقد تحقق ذلك في مصر وتونس منذ قرن وزيادة .
وإن كنتم تطالبون برياضة نسائية في المدارس والملاعب حتى تعلو رايتكم , فقد تحقق ذلك في مصر وتونس منذ قرن وزيادة .
وإن كنتم تطالبون بخروج المرأة في الفن والمسرح متبرجة وعارية وتطالبون بوجود دور السينما والرقص , فقد تحقق ذلك في مصر وتونس منذ قرن وزيادة .
وإن كنتم تطالبون بتنحية للشريعة في نواحي الحياة حتى تنتعش حياتكم ويزيد نماؤكم , فقد تحقق ذلك في مصر وتونس منذ قرن وزيادة .
وإن كنتم تطالبون بقيادة المرأة للسيارة حتى تسابقوا بها الأمم وتنطلقوا نحو القمم , فقد تحقق ذلك في مصر وتونس منذ قرن وزيادة .
وإن كنتم تطالبون بملاحقة الدعاة والعلماء ومحاربتهم والتضييق عليهم وشل حركتهم وتسيير بعضهم على هوى الرؤساء .. , فدونكم مصر وتونس , ففيها ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر .
والمواد الدينية في المناهج الدراسية في مصر وتونس تبتهج بها نفوسكم وتطرب لها قلوبكم , والعلاقات بين الجنسين مفتوحة , والقوانين في تونس تحمي هذه العلاقات وتلاحق من يضيقها قليلاً على محارمه بله محارم الناس , وليس في مصر وتونس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , والمتاجر ومحلات البيع لا تغلق حين حلول صلاة الجماعة حتى لا يتأثر اقتصاد البلد , بل في تونس يُلاحق من يؤدي صلاة الجماعة بكثرة واستمرار .
في مصر وتونس تلاشت العادات والتقاليد العربية المتخلفة منذ قرن وزيادة , ولا وصاية شرعية على أحد من الناس , ولا قضاء شرعي يحكم البلد , وإنما الأحكام والقوانين الوضعية , وليس أحد من أهل العلم المتشددين على حسب وصفكم في منصب إداري أو قيادي مؤثر في البلد .
هاهي مطالبكم يا دعاة التغريب حتى تتطور البلاد , ويزيد غنى العباد , فما نراها زادت محققيها إلا وهناً على وهنهم , وضعفاً على ضعفهم , وفقراً على فقرهم , وتخلفاً على تخلفهم , فأين مطالبكم هذه عن حال مصر وتونس ؟! أفلا تبصرون ؟! أفلا تنظرون ؟! أفلا تتفكرون ؟! أفلا تعقلون ؟!
إنّ ثورة مصر وتونس أبانت حقيقتكم وكشفت عنّا قناعكم , فإما أنكم تجهلون الأسباب الحقيقة لتطور وتقدم الأمم أو أنكم تتجاهلونها لانتفاعكم من بقاء الفساد ونمائه أو أنكم عبارة عن جزء مركب من الجهل والفساد , ويا للأسف .
إنّكم بمطالبكم هذه أصبحتم دعاة (تشريق) لا دعاة تغريب , فمطالبكم كلها متحققة في الشرق , وإنّ تطور وتقدم الغرب عن مطالبكم لبعيد عن (شواربكم) إن كان لكم (شوارب) .
إنّ الناس لا يريدونها لا شرقية ولا غربية بل يريدونها ربانية عالمية حضارية , فارفعوا أيديكم عنها يا دعاة (التشريق) , فقد شرق العالم الإسلامي بمطالبكم حتى غدا جثة هامدة لا حراك لها.
إنّ الوطنية الحقة هي أن تكون ناصحاً صادقاً وأميناً , وليس أن تكون أسيراً لشهواتك تُحركك وتقودك وتؤزك إلى الفساد أزّاً .