هذه القصيدة من انشاء أستاذي الفاضل عبد الحق و يريد أن يعرف آراءكم
جزاكم الله 1000 خير
أَنِيـــنُ العَقْلِ
فِيِ الأُفقِ سَحَابةٌ… وَفِي الغَرْبِ كآبهٌ ... هُنَاكَ ... وَعلى ضِفَافِ الحَياةِ غَرَابهٌ ... تُولَدُ الطّبيعةُ مِنْ رَحِم السَّمَاءِ ... وَتَمُوتُ الآلامُ ... وتسكنُ قلوبَ البؤَساءِ ... تَنْصَهِرُ الأَحْلامُ وتشقُ الفَضَاء ... ويُعْزَفُ النَّاي الحَزِينُ عَلى قُبُورِ العُقَلاءِ ... وَفي مسرحِيةُ الوُجودِ ... أَلْسِنةٌ تَبُوحُ وتَنُوحُ ... فيِ قَفص ينامُ الأبرياءُ ... وَالمشْهدُ عَلى حَافّةِ النّهْرِ ... مُكبّلً بِالقُيودِ ... يَطْلُبُ مَاءً يَرفَعُ يَدَاهُ لِلدُّعَاءِ ... وَعَلى وَجْهِ المَدِينَةِ ... تَسْتفِيقُ الأَزْهارُ ... وَينَامُ الرِّضى معانق الهدوء يَرْتدي ثَوْبَ الصّيفِ في قَرِِِّ الشّـتَاءِ ... وَهُوَ يُــردِّدُ فِــي صَــمْتٍ
تَغَنّى بمَا شِئْتَ ... وتحَدّثْ عَمّ شِئْتَ ... فَقَدْ شِئْتُ ولِلقَدَرِ ماشاء فعَظيمُ الأشْياءِ ... مِنْ فِعْلِ العُظمَاءِ ... كَما تَرَاهُمْ أَنْتَ فيِ مَكْرٍ ودَهاءٍ ... فعُدْ مِنْ حَيْثُ أَتَيْتَ ... فَلَيْسَ لَنَا مَقَامٌ ... ولَيْسَ لهَم بَقَاءٌ
فَقَدْ اِنْتَحَرَ الفَجْرُ وَحَلَّ المسَاءُ ... لَقَدْ تَمرّدَ العَهْدُ وَخَانَ الَوفَاء ... سأُغَنيّ لـَكَ أُغْنِيــةً ... مَطْلَعُــهَا... مَـا شِئْتَ أَوْ مَا تَشَـاءُ
حَتىّ الطّفُولَة رددتها وَهِيَ تَكْبرُ ... وَشَبَّ عَلى إِيقَاعِهَا الجَمِيعُ ... يَقُولُ وَيَفْتَخِرُ حَتىّ انْقَشَعَ الضّبَابُ ... وَعَادَ الصّوتُ الجَمِيلُ ... بِأَلْوانٍ وَأَذْواقٍ وَدَنَوْتُ وَدَنَى الوَقْتُ ... وَظَهَرَتْ عَقَارِبُ السّاعَةِ ... لَقَدْ عَادَ نَجْمٌ أَضَاءَ الدُّجَى ... لَقَدْ إِلْتَحَمَ الخلْقُ كُلّهُمْ سَواء ... وَنَزَلَ وَحْيٌ مِنَ السّمَاءِ ... آهٍ لَقَدْ تَفَشّى الوَبَاء مَا الحِكَايَة ... إِنّهَا رِوَايَةُ البَلاَء ... لا بَلْ قِصّةُ الآبَاء ... هِيَ أُنشودَةُ الأبْنَاءِ ... يَقْرَؤُهَا الفَجْرُ إِذَا حَلّ المسَاء ... سَقَطَ القِنَاعُ ... وَسَقَطَ الجَمِيعُ ... فَسَالَتْ دُمُوعٌ ... وَسَافرَ الرّبِيعُ... اِشْتَدَّ الظّلامُ وَطَالَ ... وَعَاشَ الشِّتاءُ فِي الأوْحَالِ وَعَادَ القَطِيعُ عَلَى أَسْوءِ حَالِ ... لَقَدْ مَاتَتْ القِيمُ عَلى رَصِيفِ العَارِفينَ ... وَبِيعَتْ وَكَانُوا فِيهَا مِنَ الزّاهِدِين ... أيَادي تَعْلوُ وَتَطْفُوُ ... وَأُخْرَى تلوحُ مِنْ بَعِيد تُحَيّي وتُصفِقُ ... وَالجمْعُ كَرِيمٌ إِلى حَدِّ السَّخَاءِ ... وَالقَوافِلُ تَسِيرُ ... وَلازلَتْ عَلى جِسْرِ التَارِيخ تَرْسمُ الوَفاءَ وَمَاذَا عَن حَالةِ الجَوِّ في هَذِهِ الأَجْوَاءِ أَشِفَاء نَدْعُوا ... أَمْ دَواءُ نَحْمِلُ ... ليْسَ لَنَا حَدِيثٌ ... وَليْسَ لَهُمْ إِلاّ البُكَاء إِلاّ الإيِمَانُ بِقَدَرِ الله ... حَلّ القَضَاء ... فَهَلْ شَاءَتِ الأَقْدَارُ؟ ...أَوْ كُلّنَا شَــــاء...؟