.العمر: دعم فرنسا في مالي ناقض للإسلام..وغزوها ليس لمحاربة "الإرهاب" المسلم - خاص | 30/3/1434 هـ
أ.د. ناصر العمر
أوضح الأمن العام لرابطة علماء المسلمين أ.د. ناصر بن سليمان العمر أن فرنسا تمارس نوعاً من الاستعمار في مالي ولكن بثوب جديد, مؤكداً كذب ما تدعيه فرنسا من أن التطرف هو سبب حملتها العسكرية في مالي, وقال بأن الغرب يريد القضاء على أي حركة تدعو إلى تحكيم الشريعة الإسلامية وترفع راية الجهاد.
وشدد الشيخ العمر على أن مساعدة فرنسا في حملتها ضد المسلمين يعد كفراً, خاصة إن كان المسلمون ينادون بتطبيق شرع الله ويطالبون بحقوقهم المالية والسياسية, ويبحثون عن حرية مفقودة, وممتلكات مسلوبة, وحقوق مشروعة.
وخلال درسه الأسبوعي بمسجد خالد بن الوليد شرق العاصمة الرياض, كشف المشرف العام على موقع "المسلم" أسباب الحملة العسكرية الفرنسية على مالي, مبيناً أن الجيل الجديد من أبناء مالي الذين يطالبون بحقوقهم السياسية والمالية و لم يرضوا أن يحكمهم المستعمر أو أحد أتباعه أو النصارى, كان سبباً في غزو المستعمر الفرنسي لمالي.
وبين أن من ذلك أيضاً, وجود جماعات إسلامية كثيرة في مالي, تأثرت بما يجري في الأمة الإسلامية ومن الثورات العربية, وما يدور في البلدان المجاورة كالجزائر.
وأضاف أن من أسباب الحملة الفرنسية, استنجاد الحكومة المالية بفرنسا بسبب الانتفاضة الشعبية التي حدثت في العام الماضي, وأيضاً بسبب الأطماع الغربية السياسية والاقتصادية, خاصة أن فرنسا تعاني بداخلها أزمات مالية وسياسية, ومصالح انتخابية فأرادت أن تشغل الشعب الفرنسي بهذه الحملة حتى يتوحد الشعب معها.
وتابع د. العمر " كما أن مالي تحوي كنوزاً من المعادن كالفوسفات وغيرها فأرادت أن لا تقع في يد هؤلاء المسلمين, مؤكداً, أن فرنسا لها أهداف استعمارية في مالي ولكن بثوب جديد ".
وقال" وليس صحيحاً أن ما ينعتوه بالإرهاب أو بالتطرف يكون تطرفاً بالفعل, فهم يقيسون التطرف بموازينهم هم إلا إذا فسرنا الإرهاب بتفسير الغرب بأنه الإسلام والجهاد, فبلا شك هم يريدون القضاء على أي حركات جهادية أو مسلمة".
وأكد الشيخ العمر أن دعم الحملة الفرنسية ضد المسلمين في مالي هو كفر, فالقضية هي قضية إسلام وكفر, ففرنسا تحمل منهج الكفر وتريد فرضه بالقوة, فإعانتها على ذلك والوقوف معها ودعمها هو كفر, كما قال بذلك العلماء وكما صرح به الإمام أحمد شاكر وكثير من أئمة الدعوة وأهل العلم.
وأضاف " فالعلماء ذكروا أن من دعم الكفار في حربهم على المسلمين, وخاصة إن كان المسلمون يريدون تطبيق شرع الله حتى وإن أخطأوا في بعض الأمور فذلك كفر".
وأشار الشيخ العمر إلى حدوث تصرفات من بعض الجماعات في مالي التي لا يقرون عليها, والتي تتصف بشيء من الغلو والتي كانت سبباً في تأجيج خلافات داخل الصف المالي, ولكن من الخطأ أن تعمم بحكم واحد, فمنها ما هو صادق, ومنها ما هو صادق ولكن عنده شيء من الغلو.
وأضاف بأنه "ومع إقرارنا بأنه يوجد مجموعات في مالي وغيرها من الدول عندها شي من الغلو والتكفير والتساهل في الدماء, ولكن من غير العدل تعميم الحكم على كافة الجماعات في مالي".
وقال الشيخ العمر وفي المقابل هناك طرف آخر يوافق كل أفعال وتصرفات الجماعات هناك ويصوّبها, وهذا أيضاً غير صحيح.
وتابع الشيخ العمر " لكن الغرب يريد القضاء على أي حركة ترفع راية الجهاد, سواء أصابت أو أخطأت, وهذا ما نراه في سوريا, حين يضخم الغرب, بعض الجماعات ويسمونها بالإرهابية والمتطرفة لكي يبرروا لأنفسهم التدخل وقتما يشاؤون.
وبيّن أنهم يستغلون الإعلام كذلك لتضخيم شأن هذه الجماعات والمبالغة في التحذير من خطرها لكي يسوغ لهم أيضاً التدخل وهذا ما يحدث في مالي.
وتأسّف د. العمر لبعض المنظمات والجمعيات الإسلامية, التي انطلت عليها هذه اللعبة وتأثرت بشيء من هذا فكأنها تبرر لفرنسا ما تقوم به في مالي.
وقال" اطلعت على عدد من البيانات التي صدرت من إسلاميين على مستوى علماء أو حركات دعوية أو جهادية, فوجدت هنالك خللا كبيراً فبعضها ومع كل أسف يشتم من رائحتها تبرير الحملة الفرنسية, وقد صدرت بعض البيانات وخاصة من إفريقيا بهذا الأمر, وهذا لا يجوز".
وأكد على من أراد أن يصدر حكما أو بياناً في مثل هذه القضايا أن يكون على إلمام تام بها, حتى لا يقع في أخطاء تضر إخوانه, أو تفقده ميزان العدل الذي أمر الله به مع القريب والبعيد.
وقال بأن الإشكالية تحدث عندما يصدر عالماً, أو داعية أو جماعة تصريحاً أو بيانا ًدون تصور كامل ثم يدرك بعد ذلك أنه أخطأ ثم يرجع, والبعض قد يحجم عن الرجوع على الخطأ حتى بعد أن استبان الصواب, مؤكداً أن الرجوع عن الخطأ واجب, لكن تكرار الخطأ والرجوع له أثره على الداعية.
ودعا الشيخ العمر إلى النظر في التجارب السابقة, موضحاً أن من التجارب السابقة ما كانت محزنة ومؤلمة, فلا بد من تقييم تلك التجارب حتى لا نقع في الأخطاء التي وقع فيها من سبقنا, والسعيد من وعظ بغيره مبيناً أن الأخبار و القصص جاءت في القرآن الكريم للتعلم منها.
ممكن هذا الرد يكفي للداعية الفوزان