تستحق* ‬سوريا* ‬الأفضل*.. ‬

[أبو عمر الفاروق]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشعب السوري العريق هو من يدفع الثمن الباهظ حاضرا ومستقبلا، في هذه المعركة المتأججة في مدن سورية، فهو من يودع مئات من بنيه ضحايا القتل الأعمى، والسياسات الرعناء التي تحكمت في عقول المتصارعين، ونأت بهم عن صوت العقل والضمير والمسئولية التاريخية..

ومن الواضح أن المجموعات المقاتلة ليست بديلا موضوعيا او بنيويا لائقا عن النظام المتيبس المستعلي.. فما نشاهده من طرق وحشية في التعامل مع المختطفين من الجيش السوري، يكشف بأن أولئك البشر قد فقدوا الروح الإنسانية في التعامل مع الخصم، وهم بذلك ليسوا بديلا لائقا.. ثم أي تبرير لكي تقوم المملكة السعودية بصرف رواتب عناصر الجيش الحر الخارج بقوة السلاح على الدولة؟ أي تبرير لمليارات الدولارات التي ترصدها قطر لإسقاط النظام السوري كما فعلت من قبل في ليبيا؟ ثم اي تبرير لعملية تدمير الجيش السوري؟

هذا من جهة، ومن جهة اخرى الخلاف المستشري والحاد بين المجموعات المسلحة والمعارضة الذي يكشف عن أي مستقبل ينتظر سورية، فيما لو نجح هؤلاء بإسقاط الدولة السورية.. إنه المشهد الليبي المتكرر، حيث تتقسم سورية الى إمارات خمس أو أكثر.. ورغم كل ما تبذله قوى الإسناد الاستراتيجي- السعودية وقطر- لجمع شمل المعارضات السورية، إلا أن التخوين هو سيد الموقف، فلقد نشب الخلاف حادا بين "الجيش الحر" وما يسمى "مجلس الأمناء الثوري السوري"، بعد ترشيح الأخير لهيثم المالح بتشكيل حكومة انتقالية في الخارج.. ولا يتوقف الخلاف وسيل التهم بين* ‬مكونات* ‬القوى* ‬المضادة* ‬للدولة* ‬السورية،* ‬كما* ‬بينهم* ‬في* ‬الداخل* ‬والخارج،* ‬الأمر* ‬الذي* ‬يلقي* ‬بظلاله* ‬السيئة* ‬على* ‬المشهد* ‬السوري* ‬الدامي*.‬

في سوريا اليوم معركة طاحنة زادتها حدة القواعد العسكرية الخلفية، وكميات السلاح النوعية، التي وصلت الى أيادي الجيش الحر من مضادات للطيران ومضادات للدروع وصواريخ كاتيوشا، وغيره من أجهزة متطورة تدخل المواجهات الى مربعات أكثر تعقيدا.

إن سورية تستحق أفضل من كل الموجود، لأن سورية أكبر منهم جميعا.. إلا أن قرار الشعب السوري الآن مختطف من قبل نظام فقد فرصا كثيرة للإصلاح، ومعارضة أسهمت بشكل مباشر في تعفين المناخ السياسي والأمني..

إننا نعرف أن الضحايا من قتلى وجرحى ومشردين ومسجونين ومكلومين هم آخر ما يهز وجدان المتنازعين الآن في سورية، بعد أن أصبح القتل الاعمى غاية في حد ذاته.. وأننا نعرف أن ليس هذا الذي أراده الشعب السوري في درعا واللاذقية، عندما انطلق باحتجاجاته وانتفاضته.. أن الشعب السوري يستحق أن ينال حريته كاملة وحقوق بنيه كاملة، وأن تصان دماء أبنائه جميعا وللشعب السوري الحق كاملا في محاسبة الفاسدين.. ولكن ليس لأحد أن يتحدث باسم الشعب فيتجه لتدمير الجيش السوري حامي وحدة التراب والسكان، مهما كانت المسوغات.. إنها مغامرة مشبوهة لا غفران* ‬لها*.‬