دور الزوايا العلمية في المجتمع / بقلم : للأستاذ الأديب : الزبير اذويبي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجزائر > تاريخ الجزائر

تاريخ الجزائر من الأزل إلى ثورة التحرير ...إلى ثورة البناء ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

دور الزوايا العلمية في المجتمع / بقلم : للأستاذ الأديب : الزبير اذويبي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-02-04, 18:46   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قاسم16
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية قاسم16
 

 

 
إحصائية العضو










B9 دور الزوايا العلمية في المجتمع / بقلم : للأستاذ الأديب : الزبير اذويبي

دور الزوايا العلمية في المجتمع / بقلم : للأستاذ الأديب : الزبير اذويبي







دور الزوايا العلمية في المجتمع
للأستاذ الأديب : الزبير اذويبي

لكم يحز في نفس الجزائري الأصيل ، و هو يطالع من حين إلى آخر بعض الكتابات المتجنية على الزوايا لبعض الكتاب ممن مجت أقلامهم سما نفثوه على الأوراق ، هدفهم الباطني هو التعريض بهذه الزوايا بدعوى أنهم اكتشفوا مالم يستطع غيرهم استجلاءه ، مدعين لأنفسهم سبقية الاكتشاف ، و ماهم في الحقيقة إلا مضلون للرأي العام ، و على العكس مايشيعون من افتراءات تمس بالدين أولا و تسيئ لرجالاته ثانيا ، وتلك هي حقيقتهم ، و ذلك هو هدفهم .
و أما ادعاؤهم بأن الزوايا في الجزائر ، كان دورها سلبيا ، و أنها أفسدت الدين بنشرها للبدع و الخرافات و تقصيرها في رفع معنويات الشعب إبان الفترة الاستعمارية ، فيبدو ومن خلال هذا التعميم أن هؤلاء ( الكتاب ) لا يفرقون بين الزاوية كمركز إشعاع ديني روحي ، و علمي و معرفي ، و بين أتباع بعض المنتحلين الذين أوجدوا لأنفسهم طقوسا ابتكروها ، و الدين بريء منها .
وفي هذا الخلط نية مبيتة من طرف هؤلاء الكتاب ،و السؤال الذي يفرض نفسه و بإلحاح في هذا المقام بالذات :
من تصدى للحملات التبشيرية الشرسة التي حاولت أن تقضي على الدين الإسلامي قضاء مبرما ؟ وهذا بشهادة دعاة التبشير أنفسهم ؟ و الجواب هي تلك الزاويا و التي بلغ عددها في بداية القرن الماضي ( أعني القرن العشرين ) 349 زاوية عبر التراب الوطني ، و بلغ عدد أتباعها آنذاك 295000 جزائري .
و هؤلاء هم من وقف نداً للمبشرين في حرب فكرية عقائدية ضروس ، وهم الذين وهم الذين حافظوا على القرآن الكريم بحفظه في الصدور ، و هم الذين نشروا فضائل الإسلام وقيمه بين الناس ، وبين هذا و ذاك حافظوا على اللغة العربية لغة القرآن الكريم ، و السنة المحمدية ، ومنهم كان الإشعاع الفكري التنويري ، و من هذه الزوايا انبثقت جمعية العلماء ، كتتويج لدور الزوايا في حمل راية الحضارة العربية الإسلامية الخالدة .
ومن بين هذه الزوايا ( زاوية الشيخ الطيب بن حمادوش ) بقجال _ إحدى دوئر ولاية سطيف . هذه الزاوية _ و لمن لا يعرفها _ قامت بدور كبير في نشر تعاليم الإسلام السمحة الخالصة و من كل البدع و التضليل ، فما عرف شيخها أنه إدعى لنفسه طريقة أو انتهج نهجا غير سليم قط . فهو رجل ورع تقي سخر روحه و ماله لخدمة الدين الإسلامي ، و نشر الوعي الوطني و فقط . فقصدته جمع الطلبة منكل مكان ، تنهل العلم الخالص ، و تتزود بروح الإيمان ، فتخرج من زاويته علماء أجلاء ، أمثال الشيخ : المختار بنالشيخ الذي واصل تعلمه بالأزهر الشريف ، ثم انتقل إلى الشام ليعود في الأخير إلى أرض الوطن ،فيسخر حياته لخدمة الدين و الوطن ، و كذلك الشيخ ، المنور مليزي الذي كان عضوا نشطا في جمعية العلماء المسلمين . إضافة إلى كل من الشهيد عبد الحميد حمادوش ال>ي واصل تعلمه بجامعة الزيتونة : رفقة علي حمادوش ، و محمد رحماني المسؤول السياسي في حزب التحرير ، و رابح نكاع ، و الشيخ العيد مدني ، ومن تلامذة الشهيد عبد الحميد حمادوش : الشهيد محمد رحال نجل الشيخ الفقيه الخير رحال و الشيخ القريشي مدني ، و الشيخ إبراهيم زروق ، و غير هؤلاء كثير.
فكانت هذه الزاوية بحق مركز إشعاع فكري و حضاري ، تستمد روحها من الحضارة العربية الإسلامية القائمة على الكتاب الله و السنة رسوله صلى الله عليه و سلم و مقتدية بسيرة السلف الصالح ، فما شاب دورها الريادي شائبة ، و لا لحقت بها تهمة زيغ و لو مرة واحدة .
فهي منارة هدى و إيمان ، كانت و ما تزال إلى اليوم ، و كيف و هي التي حملت راية العروبة و الإسلام بعيد استرجاع السيادة الوطنية مباشرة لتصلح ما أفسد الإستعمار في عقول ، و لتسهم في سد حاجة البلاد من التعليم و التنوير الفكري .
و عادت كما كانت بفضل رجال عقدوا العزم على مواصلة الرسالة ، فتحولت قجال في مطلع الستينيات قبلة للعلم ، يقصده الطلاب ينهلون من ينابيعه ، صافيا عذبا ، وفق مناهج علمية حديثة و طرائق تربوية عصرية .
و ليسأل سائل عن جل إطارات ولاية سطيف و غيرها من الولايات الأخرى أين أسسوا لدراساتهم ؟ وكم كان عددهم ؟ و الجواب قجال ، قجال ، قجال ، و هاهي اليوم تسعى لتوسعة مسجدها و ما يلحق به من لوازم ، بالإضافة إلى قاعات الدرس و المحاضرة ، فالسعي جار و العمل متواصل فالرجال الرجال يامن تحذوهم رغبة خدمة الدين و الوطن ، و الله الموفق ، و السلام .
بقلم : للأستاذ الأديب : الزبير اذويبي








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأستاذ : الزبير اذويبي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc