أمّتنا أمّة التوحيد، و حالنا مع الشرك و التنديــــــــــد

[صالح القسنطيني]

السلام عليكم و رحمـــــــــــــــــــــــة الله و بركاته


قد كثرت الجراحات في أمّتنا، و عظمت البليّات في مجتمعاتنا، و زلزل كياننا، و نسفت مبادئنا، و أعظم مصيبة تصيب العبد على الإطلاق، هي تقطّع أوصال ((التوحيد)) في قلبه، و ذهاب نور الإيمان من نفسه، و خراب بنيان روحه، و الأدهى الأمرّ عدم علمه بذلك و ظنّه من نفسه الخير، و أنّه بعيد غاية البعد عن الشرك و الشرّ، و سبب ذلك هو ((زهــــــــد)) أفراد الأمّة في معرفة أمر دينهم و تعلّم أمر عقيدتهم، فخالطوا الشرك و وقعوا فيه و لبسوه ظنّا منهم أنّ ذلك هو التوحيد و عبادة الله، و إخلاص الدين له. فعبدت القبور من دون الله، و اتّخذت القباب و المشاهد و المزارات للذبح و النذر لغير الله، و استغيث بغير الله، و عبد الأولياء و الصالحون، و نصبت على قبورهم الأصنام و الأوثان، فعمّت البلوى، و تطاير شرر نار الشرك في الكثير من المدن و القرى، و صار لكل منطقة وليا صالحا يعبد، ففي قسنطينة قد نصبت زاوية ((سيدي راشد)) – يسرّ الله هدمها – و جعل فيها قبره و زيّن بالسرج و الأنوار ضريحه، و هذا بمباركة مؤسّسة الشؤون الدينية، و أمّا ضريح سيّدهم أحمد الغراب فقد كان لسنوات مقصدا للكثيرين من المريدين الصوفيين و فيه تقام الوعدات و الزردات و حقّها ان تسمى الموبقات و المهلكات. و لسطيف سيدهم الخيّر، و للعاصمة سيّدهم عبد الرحمن، و لوهران سيّدهم الهواري، و لتلمسان سيّدهم بومدين، و هكذا الحال في كل شبر، و هذا واقعنا في كل مصر، و أمّا عن صحرائنا فالبلوى أعمّ و الفاجعة أعظم فالصوفية عندهم منتشرة على قدم و ساق، و كثر لها الأدعياء و رفعت الأبواق.

فقل نور التوحيد و ضعف ضياءه و قل من يعرف نواقض الإسلام و يسعى لتعلّمها و العمل بها، و صرنا – إلاّ من رحم ربّي – أمّة تدعي الإخلاص و التوحيد و هي غارقة في الشرك و التنديد.


فلما فرطنا و زهدنا في معرفة نواقض الإسلام و التوحيد و العمل بها؟؟؟