إن الناظر إلى ما يدور في قطاع التربية من تشتت وتشرذم وتراشق بالتهم والتخوين ليدل دلالة واضحة على هشاشة هذا القطاع وفقدان أواصر الترابط بين أطيافه والقانون الخاص المعدل كان كفيلا بكشف ذلك للعيان وما التناطح النقابي على أعلى مستوياته إلا صورة وتجليات ذلك التشتت فأساتذة الثانوي بنظرتهم الإستعلائة لمعلمي وأساتذة الطورين الإبتدائي والمتوسط مبرر حتما بأن هؤلاء لم ولن يضربوا ولن ينتفضوا من أجل نيل حقوقهم وإنما ينتظرون ما يجود به القضاء والقدر عليهم ، وما قولهم بعد ضياع الحقوق إلا كقول : ربي وكيلهم وستظل هذه النظرة الدونية مستمرة إلى ان يغير المعلمون والأساتذة ذهنية : "ربي وكيلهم" لأن الحقوق تنتزع انتزاعا وليس التسليم بالإنهزام وهذا ما جعل أساتذة الثانوي دائما ما اعتبروا أستاذ التعليم المتوسط او معلم الإبتدائي موظفا من الدرجة الثانية لأسباب عديدة : فانعدام الوعي النقابي هو أحد الأسباب الرئيسية بالإضافة إلى ما عاشته نقابة الكناباست من تخاذل في أوساط الأساتذة والمعلمين طيلة إضراباتها السابقة بالإضافة إلى عقلية اللامبلاة التي طبعتهم ولا يزالون يدفعون ثمنها ولن ينفعهم الرحيل إلى كناباست ولا إلى غيرها ما لم يغيروا ذهنيتهم ويكونوا على قدر المسؤولية المنوطة بهم فالتغيير هو المطلوب ومن ثم ناضل مع من شئت وانضوي تحت من شئت ولكن المهم ان تغير ما بنفسك حتى يتغير ما حولك بإذن الله