جلستْ خلف المكتبِ
اليومَ عكستْ كلَ الحلاتِ مالها الساعةَ تتبتسمُ
تضعُ تلاعبُ مِشْكتيْهاَ على الخشبةِ كأنهاَ على غرَةٍ تستسلمُ
فتلكَ أُنْثى كالطيْرِ؛ رَفضَ السمكةَ منْ شبعٍ وحينَ جاعَ صارَ يَبْكيِ الأرضَ دوداً وأَسَفاً
اليومَ تنظرُ منْ يجْنيِ ثِمَارَهاَ هيَّ الأنَ تترقبُ
ترى الطريدةَ منْ بعيدٍ فينْحَصِرُ شِقُ فَخِضيْهاَ بِرَفْعِ رِجْلَيْهاَ
ثُمَ يتَضِحُ أنَّ مآ منْ كنزٍ يقارَنُ بما هي تحْتَفِظُ
فأتي أنا كالبريدِ المُوَّزَعِ أنقسِمُ بينَ الرَسائِلِ
فالأُولى بالعشقِ و الحنينِ ترتَسِمُ
و الثانِيَةُ رغبَةً بها و عليها لُعَابيِ يسِلُ و ينْفَجِرُ
و الثالِثَةُ عسَلٌ حِيْنَ الْجدِ يَلتسِقُ و ينْقسِمُ و يثبتُ الذاةَ
بإذنِ ربِهِ و البآقيِ يَسيلُ و ينْفَصِلُ
أنا ذئبٌ لكنْ بروغانِها صِرْتُ كبشاً لا آبهُ و لا أحترِسُ
أنْظرُ لِعيْنَيْها فتُدْرِكُني وجْنَتانْ حمْرَوتانْ لصفعاةٍ منْ يدييَّ يرتَجِفانْ
و إِلى قُبُلاةٍ منْ شفتيَّ يَنْتَضِرانْ
آهٍ يا إبنةَ الرومِ اِنَّ بَيْنيِ و بَيْنَكِ ملاكانْ و معَكِ إثنان
وفينآ عوْرَةُ نفسٍ وعليَّ إبتِلاءٌ آاتيِ منهُ حلّوَى اللسانْ
لكِنْ حينَ لمستُ يديهآ إتضَحَ البيانْ
باحتْ عينيهآ بما آبا القلبُ و الِسانْ
أنَّ الفآدَ موّجوُعٌ بِفُراقِ حبيبٍ وطغوةِ قوْمٍ حاقِدٍ غيْرانْ
و أنَّ الشعرَ ليسَ بِذَهَبِيٍ بل ْ سبْغَةٌ تُخْفي الخِزْيَ والخِذْلانْ
فأنتي لستِ برومِيَةٍ بل منْ قومٍ تبَعْثَرو معَ دوالَةِ الإسلام
فسلامٌ عليكِ ليسَ بأعزِ سلامْ كنتي أميرةً و الأنَ انْتي
كأسُ خمرَةٍ و سِيجَرَتانْ واحِدَةٌ تُزَكيكي و الأخرى
ترميكِ الذُلَ و الهوانْ.
بِقَلَمْ حسام جوال