كيف سنحكم العالم عام 2100 ؟؟
من منا لايريد أن يرى بلادنا وأمتنا قوة عظمى تقود الأمم وتبسط نفوذها العالمي؟؟ هل نستطيع ذلك؟! ليس هذا ضربا من التمني أو الكلام ففي محاضرة أكاديمية استضافتها وزارة الخارجية اليابانية في ديسمبر 2009م تحدث متخصص ياباني من المعهد العالي الوطني لدراسات السياسات بأن العرب ستكون لديهم الإمكانية لقيادة العالم عام 2100م بناء على أبحاث قام بها متخصصون في الدراسات الاستشرافية.
يقول هذا الأستاذ بأنه وفقاً لإحدى حسابات المحاكاة الخاصة بمناخ كوكب الأرض في مطلع القرن الثاني والعشرين الميلادي فمن المتوقع أن تتحول قارة أوروبا وأمريكا الشمالية إلى أراض تفتقر إلى المياه والتنوع النباتي في الوقت الذي من المتوقع فيه أن تصبح المنطقة العربية جنات ومروجاً خضراء مما سيؤهلها لقيادة العالم في ذلك الوقت بناء على الموارد التي سيمتلكها العرب وقتها. بيد أن ذلك مشترط بوجود كفاءات مؤهلة في المنطقة تستطيع أن تسير بالعرب إلى الصف الأمامي على مستوى العالم، وإلا والحديث ما زال للأكاديمي الياباني فلا تستبعدوا أن تبدأ عدد من الأمم ما يشابه الحملات الصليبية الجديدة للاستحواذ على خيرات منطقتكم إن لم تمتلكوا القوة لحماية أنفسكم وقيادة العالم.
إذاً فلا بد من إعداد أجيال مؤهلة للقيادة عام 2100م في كل المجالات وعلى مختلف المستويات،، وإذا افترضنا أن هذه القيادات ستكون أعمارها في حدود الخمسين سنة وقتها فذلك يعني أنها ستولد حوالي عام 2050م وستتلقى تعليمها حوالي 2060م. وإذا افترضنا أن أساتذة هؤلاء القادة الذين سيعدونهم ليقودوا العالم العربي عالميا ستكون أعمارهم في حوالي الأربعين عاما فذلك يعني أنهم سيولدون عام 2020م وسيكونون في المدارس عام 2030م وسيكون أساتذتهم الطلاب الذين نراهم بيننا في المدارس الآن. وذلك يستدعي العمل بسرعة وبسرعة جدا لنخرج جيلًا مميزاً ومؤهلًا ليكونوا أساتذة من سيقود العالم عام 2100م. باختصار فالخطة هي تطوير المنظومة التعليمية والموارد البشرية والتي هي المفتاح للنهضة والاستثمار الحقيقي للمستقبل.
وفي هذا الشأن يذكر تقرير نشر في مجلة نيوزويك في نسختها اليابانية بتاريخ 22 أكتوبر 2008م بأن الغرب كان يقود العالم في قطاع صناعة السايارت قبل حوالي مائة عام واليوم تحتل الصناعات الآسيوية مراكز الصدارة في هذا القطاع وتكرار هذا السيناريو مجددا ليس بمستغرب بعد مائة عام في قطاع التعليم حيث من الممكن أن تقود الجامعات الآسيوية والعربية العالم في مجالات التعليم العالي.
جميل أن نضع خططا خمسية وعشرية ذات جودة عالية وننفذها ومقبول أن نسعد بذلك. ولكن التحدي الحقيقي قادم في تصميم رؤية لقرن أو قرون قادمة ووضع خطة تنفيذية لها فالأمم من حولنا في سباق محموم لتضمن مستقبلا مشرقا لأجيالها. وإذا كان سون ماسايوشي رئيس شركة سوفت بانك اليابانية قد وضع رؤيته لشركته لما بعد 300 عام واحتفل بنجاح الثلاثين السنة الأولى من عمر شركته مفتخرا بأن 0.02 بالمائة فقط من إجمالي الشركات تستطيع البقاء والاستمرار ثلاثين عامًا مؤكداً عزمه على تحقيق رؤيته وتلقينها لجميع منسوبي شركته الذين سيحملون على عاتقهم تنفيذ هذا المخطط لثلاثة قرون قادمة، إذا كان الأمر كذلك فحق مشروع لنا أن نرسم خطتنا لنحكم العالم عام 2100م ونغرس هذا الحلم في أبنائنا وأبناء أبنائنا الذين نريدهم أن يكونوا القادة المتميزين في مختلف المجالات. وكلي إيمان بأن إذا عملنا من الآن فسنستطيع قيادة العالم بحول الله قبل عام 2100م ولو في نفس الظروف المناخية الحالية.
ولو بدأنا اليوم فما هو أول شيء سنفعله كي نحكم العالم عام 2100م ؟.
هذه المقال كتبه م عصام أمان الله بخاري - الملحق الثقافي السعودي في اليابان -
نشر في صحيفة الرياض يوم 27 - 01 - 2013
اخوتي هذا المقال للنقاش الجاد وليس لليائسين والمحبطين والمرجفين ,, نريد أفكارا وهمم للاصلاح والقيادة وليس للسخرية .. فأمتنا مؤهلة للنهوض وشعوبنا حية والحمد لله وتصنع البطولات بدءا من مقارعة الدول الاستعمارية وبطولات الشعب الجزائري والسوري والليبي ومرورا ببطولات الشعب الفلسطيني بمواجهة الآلة الصهيونية الارهابية وبطولات الشعب العراقي بمواجهة الامريكان المحتلين