العلم يبني بيوتا لا عماد لها .. والجهل يهدم بيت العز والكرم
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم خير خلق الله وعلى آله و صحبه أما بعد أيها الإخوة الكرام نستهل هذا الموضوع بمعرفة الوقائع وماهو السبب الذي آل اليه الظلم الذي مس فئة دون أخرى ونحن مدركين أنه لم يكن ذنبهم بل ذنب من هم جاثمين علىصدورنا بالقوة جاهدين أنفسهم بقساوة قوانينهم الظالمة التي تألت على أصحاب حق فأوجس القلب فزعا من جراء ظلمهم هذا .
ان المسؤولية ياسادة النقابات تتطلب ممن يتحملها الوعي والشعور بجسامة الثقل الملقى على عاتقه، إن استشعارها رهين بثقافة الفرد وبقوة ما تمليه عليه عقيدته ودرجة إيمانه بها ، لكن ما نعيشه اليوم بعيد كل البعد عما ينبغي أن تكون عليه الامور فالمسؤولية أصبحت تباع وتشترى ويدخل في إسنادها اعتبارات لا تليق حتى بمجتمع الغاب ، لقد أصبحنا أمام واقع هو الغالب في مجتمعنا
فقد قال عبدالرحمن الكواكبي : من أقبح أنواع الاستبداد استبداد الجهل على العلم، واستبداد النفس على العقل.
ففي مثالنا هذا الذي أقدمه لكم يظهر للعيان أن ماقام بسن مثل هذا القانون قد عضه الجهل واحتضنه واحتوى عقله حيث أنه يتم ادماج من يملك شهادة الدراسات التطبيقية الجامعية حتى وان كانت من التكوين المتواصل حيث يسجل فيها الطالب بمستوى الثالثة ثانوي ويدرس ساعة واحدة كل مساء فيصبح مشرف للتربية ويحرم من هاته الرتبة التي تتطلب الكم المعرفي والفكري في مجال التربية من يحمل شهادة الليسانس حتى وان كان اختصاصه يصب في التربية فيبقى في رتبة أقل من الذي يحمل مستوى أقل منه
أف وتف للذين بسعيهم *** عميوا وأعموا دونما استدلال
ضلوا الطريق وماوعوا أرب العلى *** ظنوه ظن الجهل في الأموال
ببساطة نلاحظ أن أكثر الأراضي خصوبةً في العالم- وتوجد في العراق وأندونيسيا- لم تُمَكِّن هذين البلدين من الاقلاع لماذا؟
لأن المجتمع المتخلّف ليس موسوماً حتماً بنقيصٍ في الوسائل المادية (الأشياء)، وإنما بافتقارٍ للأفكار ولهذا
فإن العالم هنا؛ عالم تتركز فيه الأشياء حول الفكرة. فحي بن يقظان لا يتغلّب على كآبة الشعور بالوحدة بصنع طاولة؛ بل ببناء الأفكار واكتشافها.
أما ما هو جدير بالملاحظة فالحالة التي آلت إليها الوصاية والنقابات شبيهة بالنفس المتقعقعة التي لا ترسوا على حال فهي مسهبة ولكن بدون فائدة فقد قال هيلين كيلر : العلم توصل لعلاج معظم الشرور ، ولكنه فشل في علاج أسوأ هذه الشرور ، ألا وهو اللامبالاة اتجاه النفس البشرية"
قديما كان المجتمع الجاهلي المنغلق على نفسه زمنا من الوقت " تنقصه جوهرة الحياة والسر الذي خلق من أجله الانسان " ولكن فجأة أضاءت فكرةٌ في غار، غار حراء وحمل وميضها رسالةٌ بدأت بكلمةِ اقرأ، مزقت هذه الكلمة ظلمات الجاهلية، وقضت على عزلة المجتمع الجاهليِّ ولكن وزارتنا ومديرية الوظيف والنقابات ارتأت أن ترحل بنا في برهة من الزمن إلى زمن ذلك المجتمع الذي كان يعيش في كنف ظلمات الجهل . وختاما طبقوا علينا استراتجية من الاستراتيجيات العشر للتحكم في الشعوب للمفكر نعوم تشوميسكي تسمى إستراتيجية المؤجل
طريقة أخرى لإقرار قرار غير شعبي، هي في تقديمها ك " شر لا بد منه "، عبر الحصول على موافقة الرأي العام في الوقت الحاضر من أجل التطبيق في المستقبل. من السهل دائما قبول تضحية مستقبلية بدل تضحية عاجلة. أولا، لأن المجهود لا يتم بذله في الحال. ثم يميل الجمهور إلى الأمل في " مستقبل أفضل غدا " وإن التضحية المطلوبة قد يتم تجنبها. وأخيرا، هذا من شانه أن يترك الوقت للجمهور للتعود على فكرة التغيير وقبولها باستكانة عندما يحين الوقت.