أخلاق وعقيدة الوهابية في ميزان الدكتور المحمود - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم النوازل و المناسبات الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أخلاق وعقيدة الوهابية في ميزان الدكتور المحمود

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-01-24, 21:50   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
salimo123
محظور
 
إحصائية العضو










Lightbulb أخلاق وعقيدة الوهابية في ميزان الدكتور المحمود

أخلاق وعقيدة الوهابية في ميزان الدكتور المحمود



ما زلت أقول إن الأشخاص من خلفية سلفية ( وهابية )
سوف تكون تجاربهم مع الوهابية متطابقة جداً
مع إختلاف عوائلهم وقبائلهم ومناطقهم .
فلو أحضرت ناقداً للوهابية من نجد والشمال والجنوب والحجاز
لوجدت أنهم متفقون في قرأتهم للعقلية الوهابية .
ولن يستطيع معرفة حقيقة العقلية الوهابية بشكل دقيق
إلا من عاش بينهم سواء من خلال محيطه العائلي أو القبلي
أو المراكز الصيفية .
صحيح أن تصرفات الوهابية واضحه من خلال مؤلفاتهم
ومن خلال الإعلام المرئي أو عبر الأنترنت بالمنتديات الحواريه
أو عبر المعايشه اليومية في المدرسة أو الجامعة أو العمل
لكن هناك أمور دقيقة جداً قد لا يتنبه لها لمن هم خارج البيئة الوهابية
بل قد لا يتنبه لها دشير الوهابية الي تشوف العاطفه تأخذهم بعيداً
في الدفاع عن الكهنة والتراث بسذاجة وتعصب مع أنه قد يكون لم يركع لله ركعة
أو يدخل مسجداً أو يصوم رمضان أو يقرأ القرآن !.
فلن يعرف عقلية الوهابية إلا من أحتك مع كهنة الوهابية من صحويتها وجاميتها
مخالطة مباشرة ومستمرة .

ومن هؤلاء الي يعرفون حقيقة أخلاق وعقيدة الوهابية

الدكتور الفاضل والراقي محمد علي المحمود
كتب في جريدة الرياض مقالاً جميلاً
بعنوان :
المتطرفون .. من ثقافة الكراهية إلى ثقافة الموت.

يقول:


(لقد ورث غلاة الخوارج لدينا العقائد من أولئك الخوارج القدماء، ولكن لا أدري من أين ورثوا هذه الأخلاق التي تشدهم إلى الحضيض الأوهد ؟! بل لا أدري من أين تَشرّب هؤلاء دناءة النفس، وخُبث الطوية، إلى الدرجة التي باتوا فيها يدعون على المختلفين معهم بالأمراض السرطانية، بل ويفتخرون بذلك علانية، ويتشفون بالأموات الذين سبقوا إلى رحمة الله




في أغسطس من عام 2006م، وبعد ما يقارب شهراً من كتابتي لمقالين صريحين عن الخلفيات الفكرية والحركية للإرهابيين لدينا (والمقالان هما : " الإرهابيون والفتاوى الطالبانية "، " وليس تطرفاً ؛ ولكنه التكفير ")، انتحى بي أحدُ المتعاطفين مع الحراك المتطرف جانبا، وقال لي - ناصحا ؛ في هيئة مشفق بحكم قرابته ! - ما نصه : " يا محمد، إني أخاف عليك، أما تخشى أن يدعو عليك أحد هؤلاء الأخيار الذين تعرّضت لهم ؛ فتهلك ؟!، يا محمد أما تخشى من الدعوات المستجابة للمتهجدين في ظلمات الليل، وللمجاهدين الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله ؟! ".

قال لي هذه الكلمات الناصحة - المتوعدة ! - وهو ينظر في عَينَيّ ؛ زيادة في تأكيد المعنى، وإمعانا في إيصال رسالة الإشفاق التي يتكئ عليها في الإقناع ؛ لأن الخطاب لم يكن خطابَ عقل، بل كان محض عاطفة إرهابية مجنونة، في ظل غياب كامل للبرهان .
قالها، ولم ينتظر ردا جدليا يدور حول قضايا الفكر الإرهابي، وما يتعالق معه من إشكاليات، بل كان ينتظر إخباتا وتسليما بالطاعة العمياء لمنطق خطاب الإرهاب الذي كان يُراد له - من قِبَل هؤلاء - أن يَتَسيّد الوعي ؛ فيكون له الحكم في كل صغير وكبير من الشأن العام أو الخاص .
لا زلت أذكر أنني رددت عليه بأن قلت له : " أنت تهددني بأنهم ربما يدعون علي، أنا سأدعو عليهم ؛ إن دعوا عليّ، على الأقل أنا لم أظلم أحدا، بينما ظلم هؤلاء الإسلام إذ شوّهوه، وظلموا الناس - من مسلمين وغير مسلمين - فأوسعوهم تكفيرا وتقتيلا وتفجيرا، وظلموا التاريخ إذ زيفوه من أجل ترسيخ ثقافة الكراهية العمياء ".
حينئذٍ، نظر إلي بتعجب المستنكر، ثم ابتسم ابتسامة صفراء - أو حمراء أو زرقاء ؛ لا فرق ! - وقال : " أنت تدعو عليهم ؟!، يا محمد أنت لم تغبرّ قدماك في الجهاد كالمجاهدين (يقصد الإرهابيين)، ولم تجتهد في الطاعة كهؤلاء المجتهدين، يا محمد أنا أعرف بعض هؤلاء، إن منهم من يصوم صوم داود أو أقل قليلًا، ويقوم أكثر من ثلث الليل، وأنت يا محمد بالكاد تقيم فرائضك الأساسية كالصلاة، ولم أعرف عنك كثير صوم سوى شهر الصوم، وحتى اللحية خفّت كثيرا حتى كادت تختفي، يا محمد أين أنت من هؤلاء حتى تدعو عليهم ؟! "
وبعيداً عن الخلط في كل هذا الكلام، إذ يتداخل فيه الأصلي بالفرعي، والجزئي بالكلي، فالمهم أن هذا هو نص كلامه الذي يعكس نسق التفكير عند هؤلاء الغلاة جميعا .
المسألة - كما هي عند الخوارج تماما - تمظهر شكلاني من ناحية، ومضمون غلو من ناحية أخرى . وزيادة على ذلك، هناك تصور مغلوط عن الذات إلى درجة التمحور حولها كمرتكز للخيرية المطلقة، وتصور مغلوط عن الآخر ؛ من حيث النظر إليه سلبا وإيجابا بمعيار قربه أو بعده من الذات .
هذا الناصحُ أو المُقرّعُ أو المُرْهِبُ لي، بدعاء غلاة الخوارج علي، ينسى أن الخوارج قد دعوا على الإمام علي - عليه السلام -، وتبعا لذلك ؛ فقد كان يجب على الإمام علي - وفق هذا المنطق الأعوج - أن يكف عن مواجهتهم فكرياً، وحربهم واقعيا ؛ إذ هم - على مستوى الطاعة / التقوى الشكلانية أفضل من الإمام علي، وأجدر - في التصور الخوارجي الساذج - أن يستجاب لهم فيه حال الدعاء، من أن يستجاب له فيهم . فالخوارج كانوا يقطعون الليل صلاة وقراءة للقرآن وتضرعاً لله، ويُمضمون النهار جهادا للمسلمين الذين يتحولون - في تصورهم - إلى كفاّر مشركين .
كانوا - في الظاهر الشكلاني - تُقاة، زاهدين، مُحتسبين، مُجاهدين أشد ما يكون الزهد نزاهة، والاحتساب إخلاصا، والجهاد شجاعة وإقداما .
يقول الروائي الكبير: نجيب محفوظ عن أحمد عاكف بطل روايته (خان الخليلي): إن له وجودا في الواقع (طبعا ليس وجودا مطابقا، بل مجرد وجود للمكونات الأساسية للشخصية)، ويؤكد نجيب محفوظ أن أحمد عاكف الحقيقي (= الواقعي)قرأ الرواية، ولكن، لم يعرف أنه هو أحمد عاكف، أي أن أحمد عاكف قرأ أحمد عاكف ولم يعرف أنه أحمد عاكف ! . وهذه هي حال غلاة الخوارج عندنا تماما، إذ قرأوا الفكر الخوارجي، وتَدَارسوا سيرة الخوارج مفصلة وانتقدوها، وعرفوا معتقدات غلاة الخوارج، ولكنهم لم يعرفوا أنهم من أشد غلاة الخوارج التزاماً بمعتقدات غلاة الخوارج !.
ولأن غلاة الخوارج لدينا لا يدركون أنهم من غلاة الخوارج، أو لا يريدون أن يدركوا هذه الحقيقة الواضحة ؛ فهم يقسمون المجتمع إلى ثنائية تمايزية تخدمهم، وهي ثنائية : الإسلاميون مقابل التغريبيين، والمحافظون مقابل التحرريين، أو التراثيون مقابل الحداثيين..
إنهم يرضون ببعض هذه الصفات ولو على مضض، لا لقناعتهم التامة بها، وإنما - فقط - ليهربوا بأقنعتها من الحقيقة الفاضحة التي تلاحقهم على مستوى ممارساتهم، سواء على مستوى الفكر أو على مستوى الواقع .
نعم، تُوجد في مجتمعنا هذه الثنائيات الفكرية والحركية، كما هي الحال في كل المجتمعات التي تنطوي علي شيء من الحيوية المجتمعية. وهي ظواهر إيجابية، إذ تدعم التنوع، وتحفظ التوازن المجتمعي، وتساهم في رفع درجة الفعل الجدلي. لكن، يوجد خارج نطاق هذه الثنائيات مجموعة قليلة تتبنى معتقد غلاة الخوارج، من دون أن تصرّح بكثير من معتقداتها، وخاصة ما يتماس مع الشأن السياسي، بينما تبرز هويتها الخوارجية واضحة أشد ما يكون الوضوح في جدليات التجاذب الاجتماعي، ففي هذا المجال يتجلى هوس المغالاة والتشدد والتطرف بصورة لا نظير لها حتى في الحكومة الطالبانية البائدة، بل - وهذه حقيقة أراهن عليها - لا نظير لهم في التزمت والتشدد والتطرف في أي مكان في العالم . وإنك لو أخذت العالم من أدناه إلى أقصاه؛ فلن تجد ما يشبه هذا التطرف الخوارجي، هذا التطرف الذي أصبح لا يعكس صورة من صور التطرف فحسب، وإنما حالة من حالات الجنون أيضاً.
ومع أن غلاة الخوارج لدينا يتطابقون مع غلاة الخوارج في القديم تماما على مستوى المعتقد الديني / الفكري، إلا أنهم (وهذه ليست مسألة هجائية، بل حقيقة علمية متحققة في واقعهم الفكري والعملي، وبإمكانهم ردها إن استطاعوا ذلك) يفتقدون بعض ما كان يتوفر عليه غلاة الخوارج من مكارم الأخلاق . أي أنهم أخذوا أسوأ ما في غلاة الخوارج من فكر مُكَفّر وسلوك متوحش، وتركوا أفضل ما فيهم من صدق ونزاهة وإخلاص.
غلاة الخوارج لدينا تكفيريون (سواء صرحوا بذلك، أو جعلوه من المقتضيات الإلزامية لتنظيراتهم العقائدية)؛ كما الخوارج تماما، ومتعطشون للدماء؛ كما الخوارج، ومداركهم العقلية والعلمية متواضعة جدا؛ كما الخوارج (الخوارج في تاريخ الإسلام هم من أقل الفِرَق والمذاهب تأليفاً ومشاركة في الجدل العلمي، بل لا يوجد لهم أي جهد عقلي أو علمي، فكل حضورهم كان حضورا على مستوى العنف المباشر، والتكفير الصريح، والإقصاء الواقعي)، وفيهم ضيق أفق يفرز التعصب إلى درجة التكفير؛ كما هي حال الخوارج، وتَتَشكّل رُؤيتهم للذات وللآخر، بل وللأشياء، من خلال تصور مغلوط عن الذات،
إذ يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، ويجزمون - إلى أعلى مستويات اليقين- أنهم يحوزون هذه الحقيقة - بكل تفاصيلها- من أقطارها، وأن ليس لغيرهم منها نصيب إلا بدرجة اقترابهم من هذا التصور العقدي التكفيري؛ كما حال غلاة الخوارج تماما.
لكنهم (= غلاة الخوارج لدينا - الشَّغْسَبِيّون) ليس لهم شجاعة الخوارج التي سطرها التاريخ ممزوجة بالعنف المتوحش . غلاة الخوارج في القديم كانوا يُقدّمون أرواحهم وأرواح أبنائهم في سبيل ما يعتقدون أنه الحق،
بينما غلاة الخوارج لدينا جبناء أشد ما يكون الجبن، إذ تجدهم أحرص الناس على حياة، يود أحدهم لو يُعمّر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر .
يحرصون على الحياة لأنفسهم ولأبنائهم ولأقاربهم، بينما يقسمون الموت في شباب الأمة المنكوبة بهم، إنهم يُزخرفون الموت، ويَزفّون إليه الأغرار من غير أبنائهم ؛ ليقيموا شهر عسل في الثغور الملتهبة بالإرهاب، بينما يتدثرون بأبنائهم، ويسعون لهم - بالوسائط المشروعة وغير المشروعة - ليستكملوا استمتاعهم بهذه الحياة الدينا، إنهم يستميتون من أجل أن ينهل هؤلاء الأبناء (= أفراخ الفكر الخوارجي القاعدي)من ترفها ونعيمها حتى الثمالة، قبل أن يدهمهم هادم اللذات ؛ بعدما يبلغون من العمر عِتيّا، إنهم يموتون على فرُشهم الوثيرة (وهي الميتة التي كان الخوارج في القديم يتعوذون منها، ويدعون الله أن تتمزق أشلاؤهم بأطراف الرماح)؛ بعد أن يستنفد كل عِرْق فيهم أقصى طاقته من اجتراح الملذات بأنواعها، من مشارب ومآكل ومناكح ومراكب ومساكن ...إلخ !
وبما أن الصراحة جزء من الشجاعة ؛ فإن غلاة الخوارج لدينا يتلونون بألف لون ولون .
يحلفون ب (والله)و(تالله) و(بالله)، وهم يكذبون في كل صغير وكبير من أجل الانتصار لأهدافهم المذهبية والحركية؛ فالكذب - حتى مع الحلف المُغلّظ - منهج لهم يتعبدون الله به، ويُسِرُّ بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا فيه .
ولعل ما حدث مؤخراً في المناظرة بين الشيخ المُحَقِّق : حسن المالكي وبينهم، على إحدى قنواتهم الإرهابية، يكشف عن الصورة الحقيقية لطبائعهم الأخلاقية، إذ كانوا يحلفون - في البداية - بأغلظ الأيمان أنهم على الحياد، وأنهم لا يكيدون ولا يخادعون، ثم لا يلبثون أن يعودوا في اليوم التالي ويحلفوا - أيضا - بأغلظ الأيمان أن المناظرة بأكملها لم تكن إلا فخاً منصوباً للشيخ المالكي، ويفتخرون بهذا السلوك النفاقي، وهذا السقوط الأخلاقي غاية الافتخار، وعلى رؤوس الأشهاد، معتقدين أنهم خدعوا خصمهم اللدود، وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون .
لقد كان الخوارج في القديم يزهدون - حقيقة - في المال والجاه، بينما غلاة الخوارج لدينا يتهارشون عليهما ليل نهار. لديهم سعار جنوني بحيازة الثروات والعقارات ولو على حساب الضعفاء والمساكين. تنامت ثرواتهم؛ حتى أخرجت الدراهم أعناقها في كل مكان يعيثون فيها مرابحة واكتسابا، وفي الوقت نفسه يلبسون لباس التقوى والزهد والورع؛ للتلبيس على جماهير الغوغاء .
وإذا كان بعضهم (وهم قلة قليلة) لم تتضخم ثرواته المالية لزهد أو لعجز؛ فإن الافتتان بالجاه قد سلبهم البقية الباقية من عقولهم، وتركهم مشدودين إلى استحضار أنفسهم كوجهاء وكأعيان وكرموز، متوسلين بكل الوسائل إلى ذلك، ولو بالشغب الذي يصفونه بالاحتساب (= الشَّغْسَبة). ومن رأى حرصهم الشديد على ارتداء (البشوت) في كل غزوات الشغب الاحتسابية التي يقومون بها هنا أو هناك، أدرك أن المسألة ليست اشتغالًا على مرضاة الله، بقدرما هي إثبات وجود للجاه ؛ لأنهم يتوقعون حضور كاميرات المصورين وأعين المتفرجين، فيريدون أن يظهروا بمظهر الشيوخ، وإلا ما علاقة البشوت بزيارة مسؤول، خاصة وأنها (= البشوت) ليست من أزيائهم المعتادة في مناسباتهم، بل لا علاقة لهم بها من حيث كونهم مجاهيل في السياق الاجتماعي، لا يعرفهم أحد قبل هذا الشغب الصاخب الذي يبدو في صورة إعلان فج عن الذات.
إنها رداءة أخلاق، كان الخوارج في القديم يتطهرون منها، ويرونها عاراً يهربون منه ولو إلى الموت . بل لقد كان أصغر جندي في كتائب الخوارج يقول الصدق والسيف على رقبته، ولا يكذب ولو كان في الكذب نجاة متحققة له . وقصصهم - مع الحجاج بن يوسف خاصة - خير شاهد على هذا الإصرار على الصدق القاتل، بل وعلى الوفاء القاتل أيضا.
لقد ورث غلاة الخوارج لدينا العقائد من أولئك الخوارج القدماء، ولكن لا أدري من أين ورثوا هذه الأخلاق التي تشدهم إلى الحضيض الأوهد ؟! بل لا أدري من أين تَشرّب هؤلاء دناءة النفس، وخُبث الطوية، إلى الدرجة التي باتوا فيها يدعون على المختلفين معهم بالأمراض السرطانية، بل ويفتخرون بذلك علانية، ويتشفون بالأموات الذين سبقوا إلى رحمة الله .
أية أنْفُس، وأية عقول، وأية مشاعر، تلك التي تفرز كل هذه الأخلاق المنتنة التي تتلذذ بعذابات الآخرين، كيف يُطيق هؤلاء التشبع بكل هذه الكراهية التي تصل إلى درجة تمني الموت لأناس قدموا كل ما يدفع بإيجابية الحياة إلى الأمام، ليس لفرد أو فردين، وإنما للملايين، كيف يتألون على الله، وفي هذا المضمار الغيبي بالذات ؟!
أحيانا، أتخيّل كيف يعيش هؤلاء حياتهم الخاصة، وأتساءل : كيف تطيقهم زوجاتهم وأمهاتهم وبناتهم، وكيف يطيقهم آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم وأقاربهم، وهم بهذه الطوية التي تنضح حقداً وكراهية وإرادة تدمير وقتل، والتي من المفترض أن يتقزز منها حتى أقرب الأقربين؟
أتساءل بحيرة : هل يعيشون حياة سوية، وهل يفكرون بصوت عالٍ في بيوتهم ؛ فتعم بيوتهم رائحة هذا الخبث الأخلاقي، أم يتلبسون أخلاقاً أخرى؟؛ لأنني أستبعد أن يكونوا نتاج بيئة اجتماعية متكاملة (عائلية واجتماعية) من هذه الرداءة الأخلاقية، فهذه بيئة لا أتصور وجودها بيننا، وإلا لأحسسنا بها منذ أمد بعيد.
ما أجده تفسيرا ممكنا لهذا الشذوذ الأخلاقي عند هؤلاء، هو أنه نتاج تربية فكرية وحركية خاصة، نتاج تيار ممعن في التمذهب الخاص، بدليل أنك تجد كثيراً من هؤلاء يختلفون في سلوكياتهم عن بقية أفراد العائلة أو البيئة الاجتماعية التي ينتمون إليها. إنك تجد هذا المعطوب أخلاقياً ليس منتمياً إلى بيئته، إنه يبدو وكأنه نشاز من محيطه العائلي والاجتماعي، وفي الوقت نفسه متساوق مع انتمائه الفكري والحركي، فهو يشبه - في هذه الدناءة الأخلاقية - أخلاقيات الفكر والحركة، بأكثر مما يشبه نمط السلوك الاجتماعي السائد.









 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
أخلاق, ميزان, المحمود, الدكتور, الوهابية, وعقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc