مَيِّزّة الْإِسْلام أَنَّه مُّسْتَقِيْم .
كما قال تعالي:﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾(الأنعام:153) ، الْنَّبِي- صَلَّي الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم_ لَمَّا قَرَأ هَذِه الْآَيَة مِن سُوْرَة الْأَنْعَام ، رَسْم عَلَى الْأَرْض خَطاً طَوِيْلاً ، وَعَلَى جَانِب هَذَا الْخَط مِن جِهَة الْيَمِيْن رَسْم خُطُوْطاً قِصَّاراً، وَعَلَى جَنْبِه مِن جِهَة الْيَسَار رَسْم خُطُوْطاً قِصَار أَيْضاً ، ثُم قَال:" هَذَا صِرَاط الْلَّه " الَّذِي هُو الْطَّوِيْل ، ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا ﴾ ، وَأَشَار إِلَى الْطُّرُق الْصُّرَط الَّتِي عَلَى جَانِبَي الْصِّرَاط مِن الْيَمِيْن وَالْيَسَار وَقَال:" هَذِه صُِرَط الْشَّيَاطِيْن عَلَى كُل صِرَاط شَيْطَان يَدَعُوْا إِلَيْه " .
مَيِّزّة الْطَّرِيْق الْمُسْتَقِيْم:
أَغْمِض عَيْنَيْك وَأَمْشِي ، سَتَصِل حَتَّى لَو أَغْمَضْت عَيْنَيْك سَتَصِل لَكِن الْطُّرُق الْأُخْرَى مُتَعَرِّجَة وَمُلْتَوِيَة لَابُد أَن تَكُوْن بَصِيْرا حَتَّى لَا تَسْقُط فَيَكُوْن هَذَا صِرَاط الْلَّه ، (ضَرَب الْلَّه مَثَلا صِرَاطا مُسْتَقِيْماوَعَلَى جنبتَي الْصِّرَاط سُوَرَان ) هَذَا هُو الْسُّوْر الْأَوَّل وَالَّذِي فِي الْمُنْتَصَف الْطَّرِيْق الَّذِي بَعْد الْسُّوْر مِن هَذِه الْنَّاحِيَة ,الْكُفْر ، الْفَضَاء الْوَاسِع أَنْت مُحَدَّد بِطَرِيْق إِذَا خَرَجْت مِن خَارِج هَذَا الْطَّرِيْق فَتَكُوْن الْدُّنْيَا كُلُّهَا صَارَت طَرِيْقاً لَك تَمْشِي حَيْث تُحِب، لَكِن الْإِسْلَام مَحْصُوْر بَيْن هَذَيْن الْسُّوْرَيْن ، طَالَمَا أَنْك تَمْشِي فِي هَذَا الْصِّرَاط لَا تُخْرِج مِن هُنَا وَلَا مِن هُنَا فَأَبْشِر ، هَذَا صِرَاط الِلَّه (ضَرَب الْلَّه مَثَلا صِرَاطا مُسْتَقِيْما ، وَعَلَى جنبتَي الْصِّرَاط سُوَرَان .)
هَذَا الْسُّوْر وَهَذَا الْسُّوْر فِيْهِمَا أَبْوَاب مُّفَتَّحَة ، لِمَا تَخْرُج مِن هَذَا الْبَاب إِلَى أَيْن تَذْهَب ؟ إِلَى الْفَضَاء الْوَاسِع ، أَبْوَاب مُّفَتَّحَة ، عَلَى هَذِه الْأَبْوَاب سُتُوْر مُرْخَاة ، سِتَارَة مَشْدُوْدَة عَلَى الْبَاب ، مِثْل الْنَّافِذَة أَنْت تَشَد عَلَيْهَا سِتَارَة لِمَاذَا ؟ حَتَّى لَا يَرَاك الْجِيْرَان ، وَحَتَّى تَكُوْن بِحُرِّيَّتِك وَلَا يَرَاك أَحَد ، فَعَلَى كُل بَاب سِتَارَة مَشْدُوْدَة ، الْرَّسُوْل- عَلَيْه الْصَّلاة وَالْسَّلام- لَمّا بَيْن لَنَا هَذَا الْمَثَل قَال:" الْأَبْوَاب مَحَارِم الْلَّه " ، أَي لَو دَخِلَت مِن الْأَبْوَاب فَتَكُوْن دَخَلَت فِي مَحَارِم الْلَّه ، إِيَّاك .
فَمَا فَائِدَة الْسِّتَارَة الْمَشْدُوْدَة عَلَى هَذَا الْبَاب ؟
الْسِّتَارَة: هِي الْنَّص الْشَّرْعِي الَّذِي يَنْهَاك عَن دُخُوْلِك إِلَى الْمُحَرَّم وَهُنَاك بَعْض الْنَّاس يَتَغَافَلُون ، يَمْشِي وَجَد الْبَاب مَفْتُوْحاً وَلَيْس هُنَاك سِتَارَة مُمْكِن يَدْخُل ، مَا الَّذِي أَدْخَلَك يَقُوْل: وَالْلَّه أَنَا لَم أَنْتَبِه لِذَلِك لَكِن لَو أَرَاد أَن يَدْخُل لَابُد أَن يَشُد الْسِّتَارَة ، فِيِكَوْنِه مُتَعَمَّد أَم لَا قَطْعا مُتَعَمَّد ، لِأَنَّه شَد الْسِّتَارَة بِخِلَاف ما لَو كَان الْبَاب لَيْس عَلَيْه سِتَارَة مُمْكِن يَدْخُل وَهُو نَاسِي مُمْكِن يَدْخُل وَهُو لَم يَنْتَبِه ، لَكِن إِذَا شَد الْسِّتَارَة مِن عَلَى الْبَاب فَهُو يَعْلَم أَنَّه يُرِيْد الْدُّخُوْل ، إِذا فَهُو مُتَعَمَّد ، فَمَن رَحْمَة الْلَّه- تَبَارَك وَتَعَالَي- أَن جَعَل الْسِّتَارَة عَلَى هَذَا الْبَاب حَتَّى لَا تَلِجْه وَلَا تدَخَلَه .