من هو الشيخ أحمد ياسين؟
إني رأيت وفي الأيام تجربة ++++ للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جد في أمر يؤمله ++++ واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
تمتعالشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بمنزلة روحية وسياسية متميزةفي صفوف المقاومة الفلسطينية؛ وهو ما جعل منه واحدا من أهم رموز العمل الوطنيالفلسطيني طوال القرن الماضي.
ولد أحمد إسماعيل ياسين عام 1938 في قريةالجورة، قضاء المجدل جنوبي قطاع غزة، وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذالإسرائيلي المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية. ومات والده وعمره لم يتجاوز 5 سنوات.
عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى المسماة بالنكبة عام 1948، وكانيبلغ من العمر آنذاك 12 عاما، وخرج منها بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية فيمابعد، مؤداه أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم عن طريق تسليح الشعب أجدى منالاعتماد على الغير، سواء كان هذا الغير الدول العربية المجاورة أو المجتمع الدولي.
التحق أحمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصفالخامس، لكن النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها عام 1948 لم تستثنِ هذا الطفلالصغير فقد أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة، وهناك تغيرت الأحوال وعانتالأسرة -شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك- مرارة الفقر والجوع والحرمان، فكان يذهبإلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد عن حاجة الجنود ليطعموا بهأهليهم وذويهم.
وترك الشيخ ياسين الدراسة لمدة عام (1949-1950) ليعين أسرتهالمكونة من 7 أفراد عن طريق العمل في أحد مطاعم الفول في غزة، ثم عاود الدراسة مرةأخرى.
حادثة خطيرة
في السادسة عشرة من عمره تعرض أحمد ياسينلحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت ، فقد أصيب بكسر في فقرات العنقأثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952، وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبساتضح بعدها أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة.
وكان الشيخ ياسين يعاني -إضافة إلى الشلل التام- من أمراض عديدة منها فقدانالبصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابراتالإسرائيلية فترة سجنه، وضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذنوحساسية في الرئتين وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى.
أنهى أحمدياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 57/1958 وعمل مدرساً، وكان معظم دخله منمهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته.
شارك أحمد ياسين وهو في العشرين من عمرهفي المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956، وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفضالإشراف الدولي على غزة، مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.
سطوع نجمه
كانت مواهب أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهربقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابراتالمصرية العاملة هناك، فقررت عام 1965 اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتهاالساحة السياسية المصرية التي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمينعام 1954.
وظل ياسين حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر، ثم أُفرج عنه بعدأن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان.
وقد تركتفترة الاعتقال في نفس ياسين آثارا مهمة لخصها بقوله: "إنها عمقت في نفسه كراهيةالظلم، وأكدت (فترة الاعتقال) أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحقالإنسان في الحياة بحرية".
بعد هزيمة 1967 التي احتلت فيها إسرائيل كلالأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر الشيخ أحمد ياسين في إلهاب مشاعرالمصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وفي الوقتنفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيساللمجمع الإسلامي في غزة.
وكان الشيخ أحمد ياسين يعتنق أفكار جماعة الإخوانالمسلمين التي تأسست في مصر على يد الإمام حسن البنا عام 1928، والتي تدعو إلى فهمالإسلام فهما صحيحا، والشمول في تطبيقه في شتى مناحي الحياة.
وقد أزعجالنشاط الدعوي للشيخ أحمد ياسين السلطات الإسرائيلية فاعتقلته مرة ثانية عام 1982،ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما،لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلالالإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة".
اتفق الشيخأحمد ياسين عام 1987 مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي الذين يعتنقون أفكار الإخوانالمسلمين في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغيةتحرير فلسطين، أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارا باسم "حماس".
وكان للشيخ ياسين دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعتآنذاك، والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد.
مع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأتالسلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين، فقامت فيأغسطس 1988 بمداهمة منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان.
وعندما ازدادتعمليات قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلالالإسرائيلي في 18-5-1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء حركة حماس.
وفي 16-10-1991 أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة، وجاء في لائحةالاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف وقتل جنود إسرائيليين وتأسيس حركةحماس وجهازيها العسكري والأمني.
حاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عز الدينالقسام -الجناح العسكري لحماس- الإفراج عن الشيخ ياسين وبعض المعتقلين المسنينالآخرين، فقامت بخطف جندي إسرائيلي قرب القدس يوم 13-12-1992، وعرضت على إسرائيلمبادلته نظير الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت العرضوقامت بشن هجوم على مكان احتجاز الجندي؛ وهو ما أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدةالإسرائيلية المهاجمة ومقتل قائد مجموعة الفدائيين.
وفي عملية تبادل أخرىفي أول أكتوبر عام 1997 جرت بين الأردن وإسرائيل في أعقاب المحاولة الفاشلة لاغتيالرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان وإلقاء السلطاتالأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لإسرائيل مقابل إطلاقسراح الشيخ أحمد ياسين.
مواقف مرنة
وعاد الشيخ ياسين إلىقطاع غزة متبنياً مواقف مرنة تجاه السلطة الفلسطينية، وقد حظي مرارا باحترام رئيسالسلطة الفلسطينية وكبار القادة؛ حيث كان دائما من المنادين بالوحدة الوطنية وتحسينالعلاقات مع السلطة، ومع ذلك فإنه رفض بشدة مشاركة حركته في الحكومة الفلسطينيةالتي تشكلت تحت غطاء أوسلو.
وفي أعقاب إحدى عمليات التفجير القوية التينفذتها حركة حماس في قطاع غزة في شهر أكتوبر 1998، فرضت السلطة الفلسطينية الإقامةالجبرية على الشيخ أحمد ياسين، وهو القرار الذي عارضه الكثير من أعضاء المجلسالتشريعي الفلسطيني أنفسهم إلى جانب الشارع الفلسطيني العام.
وفي شهر مايوعام 1998 قام الشيخ أحمد ياسين بحملة علاقات عامة واسعة لحماس في الخارج؛ حيث قامبجولة واسعة في العديد من الدول العربية والإسلامية ومنها إيران، نجح خلالها في جمعمساعدات معنوية مادية كبيرة للحركة؛ حيث قدرات المساعدات آنذاك بنحو 50 مليوندولار.
وقد أثارت هذه الجولة إسرائيل آنذاك حيث قامت أجهزة الاستخباراتالإسرائيلية باتخاذ سلسلة قرارات تجاه ما وصفته "بحملة التحريض ضد إسرائيل فيالخارج"، التي قام بها الشيخ أحمد ياسين.
وقالت إسرائيل آنذاك أن الأموالالتي جمعها الشيخ ياسين ستخصص للإنفاق على نشاطات وعمليات الجناح العسكري "كتائبالقسام" وليس على نشاطات حركة حماس الاجتماعية في الأراضي الفلسطينية في الضفةوالقطاع، التي تشمل روضات للأطفال ومراكز طبية ومؤسسات إغاثة خيرية وأخرى تعليمية.
وقد سارعت إسرائيل إلى رفع شكوى إلى الولايات المتحدة للضغط على الدولالعربية بالامتناع عن تقديم المساعدة للحركة، وطالبت شخصيات إسرائيلية آنذاك بمنعالشيخ ياسين من العودة إلى قطاع غزة، ولكنه عاد بعد ذلك بترتيب مع السلطةالفلسطينية.
وقد أكد الشيخ ياسين مرارا طوال هذه السنوات بأن الدولةالفلسطينية في فلسطين قائمة لا محالة، وأن تحرير فلسطين قادم، وذلك عبر برنامجالجهاد الذي تتبناه الحركة بشكل إستراتيجي.
وتعرض الشيخ أحمد ياسين في 6-9-2003 لمحاولة اغتيال إسرائيلية حين قصفت مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجدبها الشيخ وكان يرافقه إسماعيل هنية. ولم تكن إصاباته بجروح طفيفة في ذراعه اليمنىبالقاتلة.
وأخيراً أقدمت إسرائيل اليوم الإثنين 22-3-2004 على اغتيال الشيخياسين حيث قصفت طائرات إسرائيلية الشيخ وهو عائد من صلاة الفجر من المسجد القريب منمنزله، فيما يهدد بتفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية
الله يجبر بعدك المحرابا والمسجدَ المحزون باباًبابا
والليلَ يصغي للتلاوة خاشعاً أمسى بفقدك يفقد الأحبابا
والكتبَوالأقلام واهنة الخطى ومجالسَ التعليم والطلاّبا
وذوي الحوائج في فنائكحشّدا ما عاينوا حرسا ولا بوابا
وحصيرك الجاثي وكرسيّ الفدا أبدا يداعب في "القطاع" ترابا
وحمائمَ الحي الحزين هديلها يشجي المسامع جيئة وذهابا
حول النوافذ حائمات تبتغي خبرا وقد بادرنها أسرابا
يدنين يستطلعنعبر فنائه حتى يصلن الباب والأعتابا
لو كان قلب المرء من صُمّ الصّفا أوكان من صلب الحديد لذابا
++++++++++++++++++++++++++++
ياسين ياشيخ الجهاد ورمزه كانت منابرك الأعزَّ خطابا
ما كان فقدك فقد شيخ مقعد بلكان سهما في الصميم أصابا
كم من عجوز كان يحيى واهنا لكنه عند النِّهابتصابى
وسموت عن كل المطامع زاهدا لا تبتغي مدحا ولا إعجابا
عشرونداءً أو تزيد جمعتها لم تثن فيك مُراغما وثّابا
وركبت داءك للعلا متجردا ماأعظم الداء العضالِ ركابا
قد كنت ليثا في القطاع مَهابة في كل أرجاء البلادمُهابا
إن غادر الليث الجريح عرينه سترى كلابا في الحمىوذئابا
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++*
لماتطاير لحمه وعظامه والأفق أصبح حلة وخِضابا
نفرتْ إليه الأرض يسبق بعضهابعضا لتحضن أعظما وإهابا
وتبسّم الفجر الجديد مودعا فكأنه عن فقده قد نابا
ما تلك أشلاءٌ تطير وإنما شهب تفارق في المدار شهابا
هذا انتشارالمجد قد وزعته فكسا سهولا بالهدى وهضابا
يا حبذا في الله ميتة صادق حاكتخُبَيْبا فيه أو خَبّابا
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++*
تالله ما نشكوالعدو فإنه يبدي العداء ويعلن الأسبابا
لكننا نشكو خيانة قومنا القاتلينخناجرا وحرابا
القابعين على الهوان أذلة العاملين لغيرهم حجّابا
العاطلين عن الجهاد نذالة الباذلين شتائما وسبابا
الجائعين منالكرامة والتّقى المشبعين شعوبهم ألقابا
المالئين من الحرام بطونهمالمصبحين من الحلال سغابا
الرافعين على الشعوب عِصيّهم الخاضعين إلى العدورقابا
الكاشفين ثغورهم لعدوهم المسبلين على العيوب حجابا
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++*
ياسين طِبْ نفسابأطيب ضجعةٍ في الله إن لقاءه قد طابا
فرح العدو بغدره من يومه وغداًيشق من العويل ثيابا
تأتيه من رحم البلاء كتائب لم تخش من طيرانهإرهابا
جيل يجيء وراء جيل مثله وحرائر تستعذب الإنجابا
نذرتلنصرة دينها في عزّة أبناءها مذْ جافت الأصلابا
ستدكّ أسوار العدو وحصنهوتهدّم الأصنام والأنصابا
الله أكبر غالبٌ متكبرٌ وليُهزمنْ من غالبالغلابا
ياسين طب نفساً فخلفك أمة رفعت لإعلان الجهاد عُقابا
لنتهدأ الأبطال بعدك ساعة حتى تسدِّد للعدو حساب
الشيخ احمد ياسينحياته وجهاده كتاب الكتروني
https://www.palestine-info.info/arab...seen/yaseen.htm