اذا تكسر قفل باب في اي قطاع و في اي هيكل من هياكل الدولة او قل في العالم اجمع ..فان المدير او المسير المالي يذهب مباشرة ليشتري اخر بفاتورة شاهدة و يتكفل العامل المكلف بالصيانة بتغييره ..او ياتون بعامل لتغييره و يتقاضى نصيبه سواءا بفاتورة يصرفها او مبلغا مباشرا يقتطعه المسير وفق القانون
لكن في الابتدائي العالم الغريب فان قصة تغيير قفل يصلح ان يكون فيلما مصريا هزليا ايضا
----------
حدث في احدى الابتدائيات (و ان كانت القصة نفسها متداولة و يوميا و منذ اربعين سنة و على جميع هياكل هذا الطور المضحك في الجزائر)
حدث ان سُد باب لقسم بمدرسة ابتدائية في يوم شتوي و اضطر المعلمون لترك اقسامهم و معهم الحارس و المدير كي يفتحو باب هذا القسم ويخلصوا المعلمة و تلامذتها
و اضطروا الى كسر قفل القسم للاسف الشديد و يلزم ذلك تغييره طبعا و في الحين .....
فطلبت المعلمة من المدير تغيير القفل حتى يغلق الباب من جديد و بشكل عادي ...
اراد المدير ان يفعل لكن لا يوجد عامل يستطيع ان يغير القفل سوى الحارس و هو من الشبكة الاجتماعية و معاق و حتى و ان كان صحيحا لا يمكنه ان يترك الباب و يقوم بعمل غير عمله
اما المعلمون فلا يستطيعون ترك تلامذتهم و التوجه الى هذا العمل
و حتى ولو وجد متطوع لتغيير قفل الباب ..لا يوجد اموال لشراء القفل !!
الحل القانوني هو طبعا الاتصال بالبلدية و اشعارهم بالامر ...لان اموال الابتدائية ككل تحول الى البلدية لتشرف عليها و على صيانتها
اتصل المدير بالبلدية كي يتم حضورهم في الحين لتغيير قفله .....لكن لا احد اتى او اهتم به و بقسمه و لعب الاطفال هذا الذي يريد من خلاله ازعاج البلدية و التي لها اشغال اهم من قفله !!
انتظر و انتظر و مر يومان او اكثر و لم يحدث شيئ و تحت وقع الضغط و غضب المعلمين و شفقته على تلاميذ قسمه المكسر ..قرر الذهاب شخصيا لاحضار العامل و القفل من البلدية و معه بعض من معلميه
و عند وصولهم ...وجدوا المير خرج ......و طوابير من الناس في انتظاره ..واحد يبكي من اجل سكن و اخر من اجل عمل و هذا من اجل مشروعه المعطل و اخر من اجل مشاكل بالحي ....
و كم كان الامر مضحكا و ساخرا لما اكتشف الجميع ان المدير و معلميه اتوا يزاحمون الخلق من اجل تغيير قفل باب !!
عادوا ادراجهم خجلى ..لكن و لان الامر يتعلق بالتلاميذ و ان ذلك حقهم من الدولة ..قرروا العودة في اليوم الموالي بحثا عن المير او التوجه الى رئيس الدائرة ان استدعى الامر ذلك
و بالفعل ذهبوا الى رئيس الدائرة ..و كم كان موقفهم مضحكا و يثير الشفقة لما وقفوا امام الرئيس يحدثونه عن قفل باب قسمهم المكسر .....و لان الامر مضحك و تافه فضل رئيس الدائرة ان لا يتكلم مع المير و الذي له معه حسابات و مشاكل عالقة اكبر بكثير من قفل الباب هذا و فضل ان يرسلهم الى احد صبيانه الذي يعرفهم كي يحل لهم مشكلتهم العويصة هاته
و وجدوا انفسهم امام استجواب هذا العامل الذي بدوا له اقزاما بقفل بابهم هذا الذي اوصلهم الى رئيس الدائرة و لم يهضم مخه قصتهم الصبيانية هاته
المهم بعد اسبوع من الجري تم تغيير قفل الباب ..و الحمد لله
و لما اتى المفتش حكت له المعلمة ما جرى ..فوجد الامر لا يستدعي كل هذا ... و اخبرها ان مدرستهم بمديرها و معلميها لا يحسنون تكوين العلاقات و ان المدارس الابتدائية تسير بالعلاقات الحسنة مع هؤلاء
لم تفهم المعلمة ماهي هاته العلاقات فذهبت تسال مديرها .....تبسم المدير و اخبرها ان العلاقات التي يقصدها سيادة المفتش هي ان تتعرف هي نفسها على المير و رئيس البلدية و رئيس الدائرة و تتردد دوما على مكاتبهم ....عندها فقط تتحسن العلاقات و كلما تكسرت حنفية او قفل باب او احتاجت هاته المعلمة و زملاؤها الى اوراق للطبع او الى اقلام او حدثت مشكله لهم .....فسيهرع الجميع بفضل العلاقات الجيدة الى حلها لهم و تتحول مدرستهم الى جنة فوق الارض !!