هل أنتَ مُسلِم بالوراثــة؟؟

[تصفية وتربية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
حيَّاكم الله

هو موضوع قديم كنتُ قد طرحتُه في أحد المنتديات وأردتُ إعادة طرحه من جديد. مدار الموضوع حول مقال قرأته للشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- بعنوان: الإسلام الوراثي والإسلام الذاتي، بعد أن اطلعتُ على المقال وجدتُ تطابقًا كبيرًا بين ما تكلمَّ عنه الشيخ -رحمه الله- وبين حالنا اليوم كمسلمين.

يقول الشيخ -رحمه الله- في بداية المقال: (يولد المرء من أبوين مسلمين فيعد مسلما، فيشب ويكتهل ويشيخ وهو يعد من المسلمين. تجري على لسانه وقلبه كلمات الإسلام. وتباشر أعضاؤه عبادات وأعمالا إسلامية، فراق روحه أهون عليه من فراق الإسلام، لو نسبته لغير الإسلام لثار عليك أو بطش بك ولكنه لم يتعلم يوما شيئا من الإسلام ولا عرف شيئا من أصوله في العقائد والأخلاق والآداب والأعمال، ولم يطبق شيئا من معاني القرآن العظيم ولا أحاديث النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم. فهذا مسلم إسلاما وراثيا لأنه أخذ الإسلام كما وجده من أهله، ولابد أن يكون – بحكم الوراثة – قد أخذه بكل ما فيه مما أدخل عليه وليس منه من عقائد باطلة أو أعمال ضارة وعادات قبيحة. فذلك كله عنده هو الإسلام، ومن لم يوافقه على ذلك كله فليس عنده من المسلمين ).

فبإسقاط هذه المقدَّمة على وضعنا وحالنا وعلاقتنا بديننا وربنا نجد أنها تنطبق عليه تمامًا.
فنحنُ وُلِدنا مسلمين وعندما كبرنا وجدنا أنفسنا مسلمين بحكم أننا من أبوين مسلميْن، حتى عباداتنا توارثناها وأفقدناها روحانيتها، فالمتطلع لحالنا مع الصلاة مثلاً يجد أننا بدأنا نُصلي لأننا رأينا أهلنا يُصلُّون، وصلينا بنفس الطريقة التي وجدناهم يصلون بها، سواء كانت صحيحة أو خاطئة. بل ولم نُكلِّف أنفسنا عناء البحث عن الصلاة الصحيحة الثابتة عن النبِّي -صلى الله عليه وسلم-. وقس على ذلك جميع العبادات والطاعات، وقد مثَّلتُ بالصلاة لأنها العبادة التي تُلازمنا طوال اليوم.
حتى حبَّنا للنبِّي -صلى الله عليه وسلم-، فهو حبُّ متوارث، منذ أن وعينا على الدُنيا ونحن نسمع أنه يجب علينا أن نُحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأحببناه ظاهريًا ولكننا لم نتبع سُنَّته ولم نسعى لدراسة سيرته ولا تعلم أخلاقه والتخلّق بها.

وما انتشار البِدع والخُرافات الذي نشهده إلاَّ لأننا توارثنا هذا الدِّين دون البحث عن جوهره والتفكر فيه. فالنَّاس الآن -ولقلَّة علمها ووعيها الديني- تقبل كل شيء يأتيها تحت عباءة الدِّين.
أي خرافة تصلهم وتكون مغلَّفة بغلاف الدِّين فإنهم لا يردونها ويتعبرونها ديننًا يدينون الله به. وهذا لقلَّة التبدبر في آيات الله وفي الآثار النبوية.

ولهذا ختم الشيخ -رحمه الله- مقاله بالقول: [إذا! فنحن – المسلمون – مطالبون دينيا بأن نكون مسلمين، إسلاما ذاتيا. فبماذا نتوصل إلى هذا الواجب المفروض ؟ : لذلك سبيل واحد، هو التعليم. فلا يكون المسلم مسلما حتى يتعلم الإسلام، فالمسلمون – أفرادا وجماعات – مسؤولون عن تعلم وتعليم الإسلام، للبنين والبنات، للرجال والنساء، كل بما استطاع والقليل من ذلك خيره كثير، (ولقد يسرنا القرآن للذكر ، فهل من مدّكر)] أهـ.

فالحل هو العودة للعلم الشرعي والتفكر والتدبر ..

ولو قارننا أنفسنـا بمن ترعرع في بيئة غير مُسلمة ثم عرف الإسلام لوجدنا بون شاسِع بيننا وبينهم، والأمثلة على هذا عديدة، ورُبما خير مثال هم الصحابة -رضوان الله عليهم- ما كانوا أشدّ النّاس تمسُّكًا بالدِّين وأكثرهم حُبًا لرسول الله واِتباعًا لسُنته إلاّ لأنهم عاشوا الجاهلية وذاقوا مرارتها، فمن لم يذق ذل الجاهلية لا يعرف قيمـة الإسلام.

بعد كل ما عرضته الآن، أما آن لنا أن نسأل أنفسنا: هل نحن مسلمين بالوارثة؟؟؟

في انتظار مداخلاتكم القيِّمة
وجزاكم الله خيرًا

[الزيتون]

ليس لي كلام بعد هذا التحليل الا تشبيه ربما اكون صحيحا فيه
لو شبهنا هذا الميراث بميراث المال فهنا يختلف الناس هناك من يأخذ نصيبه فيجعله في خزانة ويأكل منه لفترة حتى ينفذ ويكون انتهى حينها وهذا مانراه في بعض العلمانين الذين كانت اصولهم اسلامية فقعدو بها لفترة حتى تغيرت اوضاعهم فنسو ديينهم وتشبهو بالغرب
وهناك من استثمر ذلك الميراث فاصلح من حاله وعدد مكاسب الرزق فيه بالحلال واغتنم هذه النعمة وحاول تصفيتها وتنقيتها وهذبها بطلب العلم فجعلها كالحرفة وهنا يكون الاسلام الذاتي ويضعه في يدي ابنائه وخلفائه
وهناك من استعمل ذلك الميراث للوصول الى الشهوات واتباع الهوى فزاده من البدع والاكاذيب لبستحوذ به على امور دنيوية كالسلطة او غيرها او اتباع للشيطان

بارك الله فيكم ونفع بكم
والله اعلم

[ريان عبد المنعم]

الموضوع كبير على عقولنا القاصرة ،باختصار شديد الوالدان هم من يمجسان أو ينصران ابنهما

[رابحي نـائل]

وعليكم السلام

الاخت الفاضلة بيّض الله وجهك يوم تبيّض وجوه

لست متشبعا في أمور الفقه والإسلام والدين

مشكلتنا اليوم والتي تعاني منها أغلبيتنا هي بعدنا عن

الفهم الحقيقي الروحي للإسلام

عدم إدراكنا للبنية التحتية التي جاء به الاسلام

جعلتنا ندفع ضريبة ما توارثناه أب عن جد

اليوم نحن ندور في دائرة ملولبة فلا هي اتضحت معالمها

ولا هي كشفت عن أسرارها

يعني إذا صح التعبير اسلام جوتابل وأعذروني عن هذا المصطلح

عدم تشبعنا بالعقيدة الصحيحة والسليمة كما كان سلفنا الصالح عليه

وغياب الحس الديني والخوف من الله وموت الضمائر

كلها عوامل ساعدت في بعدنا عن الاسلام

رأيي المخالف للموضوع

[آلاء الرحـــــــمن]

السلام عليكم و رحمة الله

بارك الله فيك اختي ام عبد الرحمن موضوع قيم يعبر عن حال اغلب المسلمين ، فكلنا مسلمين لاننا ولنا من ابوين مسلمين ولم نتعب انفسنا في البحث عن ديننا ...

ما نراه اليوم من ابتعاد عن الدين و ابتداع فيه خير دليل على ذلك ... و من اقام تعاليم الدين الحقة و حاول ان يكون اسلامه ذاتيا اتهموه بالتشدد ...

موضوع قيم يستحق الوقوف عنده طويلا ...

[منبر الحق]

يدخل هذا الشرح ضمن الغيبيات فالله خلق عبادا للجنة و عبادا للنار .الله أعلم.بارك الله فيكم إخوتي

[معاذ1]

وتلك هي المعضلة الكبيرة في حياتنا , فاصبحت العبادات بالنسبة لنا عادات , نصلي فلا ننتهي عن الفحشاء

والمنكر والله يقول في كتابه " ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" اذا ببساطة لأن الصلاة اصبحت عادة بالنسبة

لنا والكثير منا يقوم بها تخلصا منها ؟؟؟؟ وهلم جرا بالنسبة لجميع العبادات , يدخل الواحد للاسلام وهو عاش اكثر

من نصف حياته كافر فإذا يه يسبقنا بخطوات كبيرة ؟؟؟؟؟ نتعصب لأراء الغير وان كانت مخالفة لديننا من بدع وغيرها

ولا نقبل الحق وإن كان ابلج بين الوضوح ؟؟؟؟ والله المستعان ؟؟؟

بوركت اخت الم الفراق . لكن ماهو العلاج ؟؟؟؟

[تصفية وتربية]

أحسن الله إليكم جميعًا
لي عودة للرد إن يسّر الله ذلك
وفقكم الله

[محمد جديدي التبسي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جوابا عن سؤالك فأغلبنا مسلمون بالوراثة للأسف
وهذا ما نلحظه في مجتمعنا فالدين مهمّش لدى الغالبية
بل إن الكثيرين منا يستحي من النصيحة ومن الكلام في الدين
لكي لا يُتهم بالنفاق والتشدد ..
كما أن الصورة النمطية للمستقيمين مهزوزة لدى عقلاء القوم فما بالك بمن هم دون ذلك
الله المستعان.. نسأله أن يصلح حالنا.. بارك الله فيكم

[سفيان الحسن1]

نحن مسلمون بالنسب للاننا لا نجد ايدي تمتد لترشد حبنا للدين

الدعاة بعيدن عن واقع الوطن
والامام امم بمرسوم يجري وراء المرتب والسكن والسيارة
طلاب العلم في بحث عن فتاوى شادة تتيه زوبعة من الخلاف على شاكلة فتاوى الحلزون وزواج المسيار

الدعوة مسدودة الافق للان الشباب لم يعد يتربى في المساجد ولا خير في امة لا تخرج من مساجدها شباب غيور

نسال الله ان يرزقنا الايمان قول وعمل والاخلاص منهج وطريق

[تصفية وتربية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزيتون

ليس لي كلام بعد هذا التحليل الا تشبيه ربما اكون صحيحا فيه
لو شبهنا هذا الميراث بميراث المال فهنا يختلف الناس هناك من يأخذ نصيبه فيجعله في خزانة ويأكل منه لفترة حتى ينفذ ويكون انتهى حينها وهذا مانراه في بعض العلمانين الذين كانت اصولهم اسلامية فقعدو بها لفترة حتى تغيرت اوضاعهم فنسو ديينهم وتشبهو بالغرب
وهناك من استثمر ذلك الميراث فاصلح من حاله وعدد مكاسب الرزق فيه بالحلال واغتنم هذه النعمة وحاول تصفيتها وتنقيتها وهذبها بطلب العلم فجعلها كالحرفة وهنا يكون الاسلام الذاتي ويضعه في يدي ابنائه وخلفائه
وهناك من استعمل ذلك الميراث للوصول الى الشهوات واتباع الهوى فزاده من البدع والاكاذيب لبستحوذ به على امور دنيوية كالسلطة او غيرها او اتباع للشيطان

بارك الله فيكم ونفع بكم
والله اعلم

بارك الله فيكم
مداخلة طيِّبة جدًا وتشبيه صحيح إلى حد بعيد
صحيح هو ميراث لكن تختالف وسائِل التعامل معه
وفقكم الله

[تصفية وتربية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير السلفية

الموضوع كبير على عقولنا القاصرة ،باختصار شديد الوالدان هم من يمجسان أو ينصران ابنهما

بارك الله فيكم
صحيح أن الوالدان لهما دور كبير، فالأصل هو التربية والتنشأة الصالِحة
ويبقى على الواحد منّا السعي دومًا لتنمية هاذ الإرث في داخله
وفقكم الله

[و.وحيد]

للرفع ....

[تصفية وتربية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رابحي نائل

وعليكم السلام

الاخت الفاضلة بيّض الله وجهك يوم تبيّض وجوه

لست متشبعا في أمور الفقه والإسلام والدين

مشكلتنا اليوم والتي تعاني منها أغلبيتنا هي بعدنا عن

الفهم الحقيقي الروحي للإسلام

عدم إدراكنا للبنية التحتية التي جاء به الاسلام

جعلتنا ندفع ضريبة ما توارثناه أب عن جد

اليوم نحن ندور في دائرة ملولبة فلا هي اتضحت معالمها

ولا هي كشفت عن أسرارها

يعني إذا صح التعبير اسلام جوتابل وأعذروني عن هذا المصطلح

عدم تشبعنا بالعقيدة الصحيحة والسليمة كما كان سلفنا الصالح عليه

وغياب الحس الديني والخوف من الله وموت الضمائر

كلها عوامل ساعدت في بعدنا عن الاسلام

رأيي المخالف للموضوع

اللهم آمين وإيّاكم، جزاكم الله خيرًا على طيب دعاءكم
لفتني اللفظ الذي اِستعملتموه: "'إسلام جوتابل" وهو لفظ مُعبّر جدًا عمّا نعيشه والله المستعان
كما أظن أن رأيكم غير مخالِف للموضوع بل يُعزز الفكرة المطروحة في الموضوع ألا وهي الاِبتعاد عن لُب الشرع وعن العقيدة الصافية النقية
حيث بِتنا نتبّع فقط، وأصبح واقِع شبيه إلى حد بعيد بما قاله المُشركين من قبل: (حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا)، فنحن نتبع دون علم ولا فقه، بل وبات العلم الشرعي من كماليات الكماليات والله المستعان
وفقكم الله

[تصفية وتربية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آلاء الرحـــــــمن

السلام عليكم و رحمة الله
بارك الله فيك اختي ام عبد الرحمن موضوع قيم يعبر عن حال اغلب المسلمين ، فكلنا مسلمين لاننا ولنا من ابوين مسلمين ولم نتعب انفسنا في البحث عن ديننا ...
ما نراه اليوم من ابتعاد عن الدين و ابتداع فيه خير دليل على ذلك ... و من اقام تعاليم الدين الحقة و حاول ان يكون اسلامه ذاتيا اتهموه بالتشدد ...
موضوع قيم يستحق الوقوف عنده طويلا ...

وعليكِ السّلام ورحمة الله وبركاته
وفيكِ بارك الرحمن
صدقتِ فيما قلتِ
لأننا عشنا في بيئة إسلاميّة بات إسلامنا روتينيًا يفتقد إلى العلم
منذ يومين قرأت فائِدة طيِّبة جدًا ذكرها الإمام بن قيِّم الجوزية -رحمه الله- في كتاب الفوائد، وهي مقولة مأثورة عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (إنما تنقص عُرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية)، صدق -رحمه الله-، فلأننا لم نعرف الجاهلية ولم نقرأ حتى عنها بنت لا نعرف ديننا.
وكما قلتِ من أقام الشرع على مُراد الله ورسوله أُتُهِم بالتشدّد والتزمت .. وتلك هي الغُربة والله المستعان
بوركتِ