أنا أتساءل في هذه اللّحظة ما مدى قوّة الرّوح التي تسكننا ؟؟؟
وقفنا بعد العثرات مرارا ولم نأبه للكدمات، وخضنا نخترق حقول الأشواك دون تراجع أو مبالاة بالخدوش، قطعنا المسافات الطّوال واستمرّينا عندما أثقل خطونا التّعب، بل أصرّينا على بلوغ مرادنا رغم احتضار قوانا وحمّى العياء، كنا دوما مؤمنين بأنّ هناك المزيد من القوى الكامنة المخبّئة التي ستمكننا من الذّهاب بعيدا بعيدا... استغرقت وقتا طويلا وأنا أفكّر من أين تأتينا هذه الطاقات المتجدّدة، التي تثير في نفوسنا التّحدّي وتنفث على الإحباط تنسفه في لحظة، ياما تأمّلت في ذاتي عندما تستعر فيها شعلة الرّغبة في المجابهة، ويتملّكني نفس الإحساس الذي يعدم في لحظة كلّ جدران المستحيلات، ليس لي أن أعرف بسهولة، أو أدرك كيف ولماذا ومتى تسري في عروقنا شحنة من الإصرار على المضي قدما إلى الأمام، لا أدري ولكنني أعلم لحظتها أننا نصبح بلا خوف، لا نهاب شيئا غير الخالق تعالى، عندها تتبدّد كلّ الشكوك، وتغادرنا كلّ الوساوس، ونحسّ بعمق الأنفاس التي تثير فينا حماسة الحياة، وتغزو أفكارنا مشاريع وليس أماني، مخطّطات وليس أحلام، تبدو لنا سهلة المنال، يمكننا أن نجني ما شئنا إذا عملنا، يمكننا أن نصبر طويلا إذا تجلّدنا، يمكننا أن ننال ونفعل كلّ ما يحلو لنا، إصرار على تحطيم أسر الضعفاء، فحرّيتنا لا يطالها قيد، لن نخسر معركتنا ولن نتعب من محاولتنا المتكرّرة