لم تعد المسافات تشبه الغياب
وكل الدروب مقطوعة الأوصال
وحده المطر يشبه النزف وغزارة
الدمع الموشى بشحوب الإبتسامة
وافتراش الجسد لقوقعةٍ تغوص
في الزمن الآسن !!
لم يعد للقمر وجه مستدير
في عيون مملؤة بالغبار
ورذاذ الملح
حين خلعت السماء لون الصفاء
وارتدت فحيحَ الأمل
وزئير الأمنيات
توارى الحب وراء السراب
وتقمصَ في ثوبِ راهبةٍ
نذرتْ طهرها لسنين عجاف
على مذبحِ السخطِ
لم تطمئن نفوس من عجزت طلاسمهم
من دحرِ عش غراب مندهش
من حمامة ٍ تذرف ُ ريشها
دفئا ً لزغب ٍ بارد
أستئذنك أيها المتخم دفئاً
فلون البرد الدامس
أعمى بصيرتي
عن رؤية هالة الإستحمام بماء ساخن
حين تورد وجهك
خجلاً أم غرورا
لم تدرك بعد سنين الإعوجاج
إنحاء الأفق
وعلى وقع أقدام المجهول
تناهى السمع
وصمتَ الصمتُ توجساً
من غبار أتربة الوحل
والإنسحاق
أستسمحك عذراً ياصاحب الهوس
بفنون السعادة والإيماء
هل توسلت الدفئ
أن يطمئن في راحتيك
ويستكين على صقيع جدرانك
عندما كان الليل يعوي اغتراباً
أمام جسدٍ يغرز فكيه في عظامك
ويجهش بالبكاء
تباً لكَ أيها القارس
تتغلغل في ثنايا أيامنا
فهل تنتهي الأمنيات
إذا ماقبلنا شعاع شمس
ضل الطريق