حقوق الزوجة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حقوق الزوجة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-20, 20:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
miramer
عضو محترف
 
الصورة الرمزية miramer
 

 

 
إحصائية العضو










M001 حقوق الزوجة

خطبة حقوق الزوجة

يحيى بن موسى الزهراني


الحمد لله الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، أحمده سبحانه كل ليلة ويوم ، الحمد لله العليم الخبير ، القوي القدير ، السميع البصير ، خلق كل شيء فأتقنه صنعاً وتقديراً ، وشرع الشرائع فأحكمها عملاً وتنظيماً ، فسبحانه من إله عظيم ، وخالق حكيم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة نرجو بها النجاة من العذاب الأليم ، والفوز بدار النعيم المقيم ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين ، وحجة على العباد أجمعين ، أرسله ربه بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى بإذنه وسراجاً منيراً ، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تلألأت النجوم ، وتلاحمت الغيوم ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الوقت المعلوم . . . أما بعد : فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأعلموا أن الله لم يخلقكم عبثاً ، ولن يترككم سداً ، وإنما خلقكم لحكمة بالغة ، وشرع لكم شرائع كاملة ، ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ، خلقكم وسترجعون إليه ، وشرع لكم الدين وستحاسبون عليه ، فاستعدوا للقاء ربكم ، وأعدوا الجواب عما سيسألكم ، قال تعالى : " فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ * فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ * وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَظْلِمُونَ " ، وقال تعالى : " وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ " ، أيها الناس إن الله فرض عليكم حقوقاً ، فلله عليكم حقاً ، ولذوي القرابات عليكم حقاً ، ولأنفسكم عليكم حقاً ، ولنسائكم عليكم حقاً ، فأعطوا كل ذي حق حقه ، ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، فتبوؤا بالخسارة والحرمان يوم القيامة .

أيها المسلمون : فرض الله على الأزواج حقوقاً تجاه زوجاتهم ، فمن حفظها وحافظ عليها وأداها على وجهها ، فقد حفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهله ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : " استوصوا بالنساء خيراً " [ متفق عليه ] ، فمن حفظ هذه الحقوق ، وحافظ عليها ، وأدى الذي عليه فيها ، كان من خيار عباد الله المؤمنين ، قال صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي " [ أخرجه ابن حبان في صحيحه ] ، فعلى الزوج أن ينظر إلى زوجته على أنها سكن له ، تركن إليها نفسه ، وتكمل في جوارها طمأنينته ، وترتبط بالحياة الكريمة معها سعادته ، فهي ليست أداة للزينة ، ولا مطيَّة للشهوة ، ولا غرضاً للنسل فحسب ، بل هي تكملة روحية للزوج ، يكـون بدونها عارياً من الفضـائل النفسية ، فقيراً من بواعث الاستقرار والطمأنينة ، وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله تعالى : " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة " ، وحين ينظر الزوج إلى زوجته بهذا المنظار الجميل يزول من طريق الحياة الزوجية كل ما يشوبها من أشواك وعثرات ، ومشاكل وهفوات .

أيها الأزواج : هذه الحقوق العظيمة التي فرضها الله ، لا يقوم بها ولا يرعاها إلا زوج يخاف الله ويتقيه ، ويعلم علم اليقين أنه محاسبه ومجازيه ، هذه الحقوق إذا قام الأزواج بها على وجهها ، كانت السعادة ، وحصلت الطمأنينة ، وشعرت المرأة بفضل زوجها عليها ، وأنه مؤمن بالله ، قائم لله بحقه وحقوق عباده ، وإذا رأت المرأة من زوجها الاستهتار والاستخفاف بحقوقها ، تنكد عيشها ، وتنغصت حياتها ، حتى ربما أنها لا تستطيع أن تقوم بعبادتها على وجهها ، لما ينتابها من الوساوس والخطرات ، وبما تشعر به من الذل والاضطهاد والأذية ، ولذلك قال العلماء : إن إضاعة حقوق الزوجات أعظم من إضاعة حقوق الأزواج ، فظلم النساء في حقوقهن عظيم ، والمرأة إذا ظُلمت ، ضاقت عليها الأرض بما رحبت ، فلا مفر لها إلى الله ، وشكواها إلى الله ، وتبث حزنها إلى الله ، وكفى بالله ولياً ، وكفى بالله نصيراً ، وويل لمن كان الله خصمه يوم القيامة ، ولذلك أنزل الله في كتابه آية المجادِلة ، وأخبر أنه سمع شكوى المرأة من فوق سبع سماوات ، قالت عائشة رضي الله عنها وأرضاها : " إني لمن وراء الستر يخفى علي بعض كلامها ، وهي تقول : إلى الله أشكو ثعلبة ، إلى الله أشكو ثعلبة ، قالت : فسمعها الله من فوق سبع سماوات ، فسبحان من وسع سمعه الأصوات ، وسبحان من يغيث اللهفات ، هذه الحقوق التي فرض الله على الأزواج تنـزلت من أجلها الآيات ، ووقف النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع أمام أصحابه في آخر موقف ، وعظ به رجال الأمة فكان مما قال : " اتقوا الله في النساء " ، ألا فاعلموا عباد الله أن من أعظم حقوق المرأة على زوجها ، الأمر بطاعة الله ، وهذا الحق هو أعظم الحقوق وأجلها ، هذا الحق الذي من أجله قام بيت الزوجية ، ومن أجله تستمر الحياة الأسرية ، فالواجب على الزوج أن يأمر زوجته بما أمر الله ، وأن ينهاها عما حرم الله ، وأن يأخذ بحجزها عن عقوبة الله ونار الله ، ولقد أشار الله تعالى إلى هذا الحق العظيم بقوله : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى } ، وقال تعالى : " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاض شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " ، فعلى الزوج أن يكون في البيت آمراً بالمعروف ، ناهياً عن المنكر ، إذا رأى خيراً ثبت قلب المرأة عليه ، وإذا رأى حراماً صرفها عنه ، وحذرها ووعظها وذكرها ، وإلا أخذها بالقوة ، وأطرها على الحق أطراً ، وقسرها عليه قسراً ، حتى يقوم حق الله في بيته ، فإقامة أمر الله ، طريق للبركة في الرزق ، وطريق للخير والنعمة ، فعلى الزوج أن يزيل المنكرات من بيته ، ويقضي على الآفات في منزله ، وأعظم هذه المنكرات والأمور المحرمات ، التي نخرت بنيان سعادة كثير من الأسر ، وصدعت كيانها ، وهتكت أستارها ، وهزت أركانها ، أعظم تلك البلايا ، وأشد تلك الرزايا وجود الفضائيات ، ودخول الدشوش إلى منازل المسلمين ، فما من شر اليوم إلا والدش سببه ، وما من فضيحة وعار إلا والدش أصله ومنبعه ، ولذلك كان من وصية الله لعباده المؤمنين إذا أرادوا الزواج ، أن يختاروا المرأة الدينة ، المؤمنة الصالحة ، لأنها هي التي تقيم بيتها على أمر الله  ، وما فرض الله عليها ، قال صلى الله عليه وسلم : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولجمالها ، ولحسبها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " ، فذات الدين غنيمة عظيمة ، إن أمرها زوجها بطاعة الله أئتمرت ، وإن نهاها عن حدود الله ومحارمه انزجرت ، وإذا ضيع الزوج حق الله تعالى وطاعته ، خذله الله في بيته ، وخيب أمله مع زوجه ، وبدد أحلامه مع أهله وأولاده ، فيسلبه الله الكرامة ، ويجعله في مذلة ومهانة .

ومن حقوق الزوجة على زوجها ، حق النفقة وهذا الحق دل عليه دليل الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة ، قال الله في كتابه : { لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً } ، فهذه الآية الكريمة يقول العلماء فيها أمران : الأمر الأول / وجوب النفقة في قوله : { لِيُنفِقْ } فالنفقة واجبه ، والأمر الثاني / أنها تتقيد بحال الرجل إن كان غنياً فينفق نفقة الغني ، وعلى الفقير على قدر ما آتاه الله ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن لنسائكم عليكم حقاً ، ولكم على نسائكم حقاً ، فأما حقكم على نسائكم إن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ، وألا يَأذَنَّ في بيوتكم لمن تكرهون ، وأما حقهم عليكم أن تحسنوا إليهن في طعامهن وكسوتهن " ، وفي حديث معاوية رضي الله عنه وأرضاه : أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما حق امرأتي علي ؟ قال : " تطعمها مما تطعم ، وتكسوها مما تكتس " ، وأجمع العلماء على أن الزوج يجب عليه أن ينفق على زوجته بالمعروف ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك بقوله : " استوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عندكم عوان " ، وعوان : أي أسيرات قالوا ولذلك أُمِرَ الرجل أن يقوم بالإنفاق على المرأة من أجل هذا ، أما الأمر الثاني الذي جعل النفقة على الرجل للمرأة فالحقوق المتبادلة والمنافع التي يبادل كل منهما الآخر ، فالمرأة يستمتع بها الرجل ، قال تعالى : { فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ } فاستحقت أن تأخذ أجرها على ما يكون منها من القيام بحق بعلها في فراشه ، فلهذا كله أوجب الله على الرجال الإنفاق على النساء والقيام بحقوقهن .








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الزوجة, حقوق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc