سؤالٌ عن صِحةِ أثرٍ «في البراءة من التفرُّق والتحزُّب» - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سؤالٌ عن صِحةِ أثرٍ «في البراءة من التفرُّق والتحزُّب»

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-12-18, 12:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مهدي الباتني
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي سؤالٌ عن صِحةِ أثرٍ «في البراءة من التفرُّق والتحزُّب»

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

سؤال: هل هذا الأثر صحيح وثابت؟
عن أم المؤمنين أم سلمة- رضي الله عنها- قالت: (برئ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ممن فرَّق دينه واحتزب).
[العلل ومعرفة الرجال (3597)].
الجواب: «ان نبيكم- صلى الله عليه وسلم- قد برئ ممن فرَّقَ دينه واحتَزَب».
وفي رواية: «برئ ممن فرق دينه وكان شيعاً».والمعنى واحد.
وأقول: روى أحمد في «كتاب العلل برواية عبدالله بن أحمد» (548/2 رقم: 3597) قال: حدثنا مؤمل، قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا أيوب، قال: سمعت الحسن يقول: شهدتهم يوم تراموا بالحصى، في أمر عثمان، حتى جعلت أنظر، فما أرى أديم السماء من الرَهَج، فسمعت كلام امرأة من بعض الحجر، فقيل لي: هذه أم المؤمنين، فسمعتها تقول: (ان نبيكم صلى لله عليه وسلم، قد برئ ممن فرق دينه واحتزب).
قال عبدالله: قال مؤمل: عائشة.
والصواب: أم سلمة.
قلت: هذا اسناد صحيح، لولا مؤمل بن اسماعيل، فقد وثقه ابن معين، وتكلم فيه غيره، فقال ابن حجر في «التقريب»: صدوق سيئ الحفظ.
ولذا فأقل أحواله أنه صالح في المتابعات والشواهد.
وله شاهد: رواه ابن شبة في «تاريخ المدينة» قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن قال: رأيت قتلة عثمان تحاصبوا حتى ما أرى جِلْد السماء، ورفع مصحف من احدى الحجر، فقيل: (يُعْلَم ان محمداً برئ ممن فرق دينه، وكان شيعاً).
قلت: اسناد صحيح، وسماع الحسن البصري من أم سلمة- رضي الله عنها- هو الراجح.
ولقد رواه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (39/235) من طريق شيبان، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن قال: لقد رأيت الذين قتلوا عثمان تحاصبوا في المسجد، حتى ما أبصر أديم السماء، وان انساناً رفع مصحفاً من حجرات النبي- صلى الله عليه وسلم-، ثم نادوا: ألم تعلموا ان محمداً- صلى الله عليه وسلم-: (قد برئ ممن فرَّقَ دينه، وكان شيعاً).
< ويتبين من هذا الأثر: ان أمر التحزب والتفرق والتقاطع، قد استقر النهي عنه عند الصحابة والتابعين، وعُلِمَ شَرُّه وضرره على المسلمين، قال تعالى: ﴿انَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ الَيْنَا رَاجِعُونَ﴾ [الأنبياء: 93-92].
قال ابن سعدي في تفسيره: (وكان اللائق الاجتماع على هذا الأمر، وعدم التفرق فيه، ولكن البغي والاعتداء، أبيا الا الافتراق والتقطع، ولهذا قال: {وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}، أي: تفرَّق الأحزاب المنتسبون لاتباع الأنبياء فرقاً، وتشتتوا، كلٌ يدَّعي ان الحق معه، والباطل مع الفريق الآخر).
وقال تعالى: {وَانَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون:52- 53].
قال ابن سعدي في تفسيره: «كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ»، أي: بما عندهم من العلم والدين، «فَرِحُونَ» يزعمون أنهم المحقون، وغيرهم على غير الحقِّ، مع ان المُحِقَّ منهم، من كان على طريق الرسل.
وقال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 31- 32]، فلا تكونوا عباد الله شيعاً وأحزاباً متفرقين مخالفين لما جاء به المرسلون.

د.عبدالعزيز بن ندى العتيبي









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أبرز, البراءة, التفرُّق, سؤالٌ, صِحةِ, والتحزُّب»


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc